koketa

koketa @koketa

كبيرة محررات

لأن الجمال ليس أساس الحب.. ثقي بنفسك واقهري هواجس القبح

الأسرة والمجتمع

نظراً لاختلاف مقاييس الجمال، وبسبب الغزو الفضائي للمطربات والمذيعات تملك هاجس القبح من غالبية النساء ، فقد كشفت دراسة عالمية موسعة أجريت أخيراً أن 63% من النساء العربيات يشعرن بالقلق من مقومات الجمال المثالي المقدمة في وسائل الإعلام وعروض الأزياء وفي صناعة السينما والترفيه .

هذا الهاجس في الأعم الأغلب لا يجتاح إلا الجميلات ويكون نتيجة لعدم ثقتهن بأنفسهن ، لقد عانت منه الناعمة مارلين مونرو رغم من أنوثتها الطاغية وجمالها الصارخ، الذي جعلها محط إعجاب الرجال وصورة للمرأة التي يتمنون الاقتران بها .

إلا أن مارلين مونرو بحسب صحيفة الشرق الأوسط ، لم تكن تشعر بذلك الجمال، بل إنها، وعلى حد زعم عدد من المقربين منها، كانت ترى نفسها امرأة عادية ذات مستوى عادي من الجمال يقترب من القبح إلى الحد الذي كانت تعالج فيه لدى أحد الأطباء النفسيين لفترة طويلة، على الرغم من سنوات عمرها القصير التي لم تتجاوز السابعة والثلاثين.

من العيادات النفسية
===========
من واقع العيادات النفسية ، كثيرات يعانين نفس أزمة مارلين مونرو ، والأسباب عديدة، كما يؤكد الأطباء والأعراض متشابهة لكنها تختلف في التفاصيل ، يقول الدكتور هاني الشبكي، استشاري الطب النفسي، قصة امرأة ظلت تتردد على عيادته وهي لا تعاني من شيء سوى إحساسها المزمن بأنها تمتلك أنفا طويلا مدببا يفسد مظهرها الخارجي، وهو ما ينفيه الدكتور هاني السبكي، قائلاً: "عندما سألتها لماذا لم تذهب إلى جراح تجميل لإجراء عملية تجميل لأنفها ما دام يزعجها كل هذا الإزعاج، أخبرتني أنها فعلت ذلك مرات عديدة وترددت على العديد من الأطباء في هذا المجال، إلا أنهم رفضوا إجراء الجراحة بعد تأكيدهم لها أنها تمتلك أنفا مثاليا وأن أي تدخل جراحي فيه سوف يعرضها لتشوهات في وجهها. وكان كل واحد منهم ينصحها بالمعالجة النفسية، وأكدت لي أنها حضرت لي لأزكي حاجتها وأدلها على جراح يساعدها على هذا الأمر، وليس لاقتناعها بمرضها النفسي".

ويضيف الدكتور هاني السبكي: "هذه المرأة وغيرها يعانين من مرض اضطراب شكل الجسد، وهو مرض يشكو فيه المصاب بهذا الاضطراب من عيب جسدي خارجي يعتقد أن الكل يراه، في حين أنه من الممكن ألا يلاحظه غيره".
يفتد الرضا الداخلي
===========
وفي إحدى الدراسات النفسية المتعلقة بهذا المرض أخضعت مجموعة من المرضى الذين حضروا لإجراء جراحة تجميلية على الأنف لفحص نفسي، تبين أن 40% منهم يعانون من اضطراب نفسي، مع العلم انه مرض لا يقتصر على النساء وحدهن، وإن كانت نسبتهن أعلى.

وأشارت الدراسة إلى أن المريض هنا يشعر بعدم الرضا عن ذاته مهما كان مستوى جماله. فهو لا يشعر به لأنه يفتقد الإحساس بالرضا الداخلي الذي يمنحه رؤية ذاته الجميلة. أما الأسباب فعديدة، يعود معظمها إلى أسلوب التنشئة والبيئة الاجتماعية، وغالبا ما نجد الإنسان الذي افتقد للأمان والإحساس بالثقة من المحيطين به، هو أكثر من يصاب بهذا الإحساس.

خطأ الأسرة
=======
يعتقد بعض الآباء أن عندما يطلقون على الطفل أثناء الحديث معها صفة مميزة في وجهه أو جسمه مثل " السمين " أو ذي الأنف الطويل " من باب الدعابة إلا أن هذه الصفة قد لا يتقبلها الطفل مما يسبب له أزمة نفسية لا تفارقه حتى بعد الكبر .

كما أن هناك أمهات يوبخن بناتهن بشدة عندما يبدأن في الاهتمام بالوقوف أمام المرآة بكثرة في مرحلة المراهقة، ويوهمهن بأنهن لسن جميلات للحد من حالة الاهتمام بالذات، وهو ما يولد لدى الفتاة الإحساس بعدم الجمال .

من جانب آخر ، قد يكون الإنسان المصاب بعدم الرضا عن شكله الخارجي مصابا بوسواس قهري، وهو مرض خاص بتسلط فكرة ما ، أيا كان نوعها ، على عقل المريض، وهو ما قد يبرر لجوء بعض النساء إلى إجراء جراحات تجميل أكثر من مرة، رغم المخاطرة بصحتهن بسبب سيطرة فكرة عدم الجمال على أذهانهن، غير مدركات أنهن بحاجة لطبيب نفسي لا لجراح تجميل.

مشاعر سلبية تجاه الذات
==============
الدكتورة هبة عيسوي، أستاذة الطب النفسي في كلية طب عين شمس ترى أن المرأة التي تحرص على إجراء عدة عمليات تجميل للظهور بهيئة مختلفة هي امرأة تمتلك مشاعر سلبية تجاه ذاتها، فهي تميل إلى المبالغة وتضخيم الأشياء، ولا تستطيع التكيف مع الأحداث بسهولة وتصل بها الأمور إلى إجراء المزيد من عمليات التجميل في حالة عدم نجاح العملية السابقة، التي أجرتها، خصوصا أنها تستمد سعادتها من نظرة ورأي المحيطين بها. وغالبا ما تكون شخصية حساسة وانفعالية وشديدة العصبية، كما أنها غالبا ما تكون لديها معاناة من إحباطات متكررة وكثيرا ما تكون عرضه لنوبات متكررة من الاكتئاب.

تفيد الدكتورة هبة أن هذا الأمر لا ينطبق على نانسي عجرم التي سعدت وفخرت بانها أجرت 18 عملية تجميلية ومثيلاتها، من اللواتي يتطلب منهن عملهن الظهور بطلعة بهية طوال الوقت، كون مظهرهن جزءاً لا يتجزأ من نجاحهن، لكن الخوف أن يتحول تكرار العمليات إلى نوع من الإدمان النفسي.

جمالها في قدرتها على الاحتواء
=================
أما الكاتب والسيناريست أسامة أنور عكاشة يؤكد أن جمال المرأة يكمن في قدرتها على احتواء الرجل ومنحه الإحساس أنه يمتلك أكثر النساء جاذبية وجمالا، لا من خلال المظهر فقط ، لكن بفهم طبيعته ومنحه الأمان العاطفي والاهتمام الممزوج بالقدرة على تفهم رغبته في الحرية ، فالجمال ليس أساس الحب، بل تفاصيل الجمال هي ما تدفعنا إلى الوقوع في الحب والدليل أنني قد أعشق امرأة لا تمتلك مقاييس نجمات التلفزيون وأرفض جمال نجمه تؤخذ كمثال للانوثه الطاغية.

مضيفاً : أوبرا وينفري، على سبيل المثال، ليست من جميلات العالم، بل إنها قد لا تمتلك المقومات التي تمنحها لقب امرأة جميلة، لكنها تمتلك جاذبية العقل والحوار والروح التي تسيطر على من يستمع إليها فلا يمل من الاستماع إليها، بل انه من الممكن أن يحزن لانتهاء فرصة النظر إليها.

خبراء الصحة النفسية يؤكدون أن هؤلاء النساء يحتجن إلى جلسات لزيادة الثقة بالنفس والنجاح في أحد مجالات الحياة ، مهما كان بسيطا ، والتأييد من المحيطين بهن . وعلى العائلات إدراك قيمة وأهمية تعزيز الثقة بالنفس لدى الأبناء وتشجيعهن على إثبات التفوق والنجاح في أمور عدة ، وتفهم مراحل النمو المختلفة التي يمررن بها وبخاصة من الفتيات وتعزيز الجوانب الايجابية التي يتمتعن بها. فالجمال إحساس داخلي، كما يقول الدكتور يحيى الرخاوي، أستاذ الطب النفسي، وهذا الإحساس يمنح الإنسان نوعا من الرضا والاطمئنان يسيطران، لا على الإنسان وحده، لكن على كل المحيطين به. فكن جميلا تر الوجود جميلا.

اختبري ثقتك بنفسك
===========
هل أنت على قدر جيد من الثقة بالنفس أم على مشارف الإصابة بهوس القبح ؟ لتعرفي مدى ثقتك بنفسك نقدم لكِ اختبار الثقة ، فقط كوني صريحة مع نفسك ، وضعي أمام السؤال الذي تكون إجابته "بنعم " نقطتين أما إجابات " لا " ضعي أمامها نقطة واحدة .

* هل الثقة بالنفس هي مفتاح السيطرة علي انفعالاتك وتصرفاتك؟

* هل تصلين إلي النجاح إذا كانت الثقة بالنفس عنوانك؟

* لو كنتِ في اجتماع عام أو عمل هل تكونين أول المتحدثين؟

* عندما تأخذين قراراً مهماً يتعلق بك أو بعائلتك هل قرارك هذا حاسم ونهائي؟

* في الاجتماعات الكبيرة.. هل تحسين باضطراب ما في داخلك؟

* هل أنت راضي عن نفسك بشكل عام.. وتقبلين ذاتك كما هي؟

* هل تعتقدين أن الخجول بإمكانه أن ينجح اجتماعياً؟

* هل تحتاجين عادة للتفكير ساعات من أجل مراجعة ما مر بك من أحداث خلال اليوم؟

* هل تشعرين أحياناً أن الناس لا يقدرونك حق قدرك؟

* هل لديك قناعة بأن كلمة تشجيع واحدة قد تغير كل شيء أمامك وكلمة محبطة قد تربكك؟

انتهت الأسئلة.. إذا كان مجموع نقاطك بين 17:20 نقطة فأنت إنسانة واثقة من نفسك جداً ، وإذا كان المجموع بين 12: 16 نقطة فأنت واثقة من نفسك في حدود إمكاناتك وتثقي فيما تعرفينه وتخافي مما لا تعرفينه ، أما لو جمعت 10 نقاط أو أقل فأنت بحاجة لتشجيع دائم من العائلة والأصدقاء كي لتجتازي الخطوة الأولي نحو الثقة بمواهبك وإمكاناتك .
1
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

رشفة حنين
رشفة حنين
مشكوره والاهم جمال المرأه من الداخل وثقتها بنفسها