


إن نعم الله علينا كثيرة لا تعد ولا تحصى كما قال تعالى: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ولذلك يجب علينا أن نشكر الله تعالى على هذه النعم صباح مساء، وأن لا نغفل عن ذلك أبدا حفاظا على هذه النعم وحتى تدوم لنا كما وعد الله من شكر بالزيادة والتعظيم، ومن كفر بالعذاب الأليم، قال تعالى: وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد .

دائما انظر الى نعم الله التى لاتعد ولاتحصى ....وارى تقصيرنا في حمده وشكره ....وكثيرا.....ما اتفكر في النعم
المحيطة بنا والتي بفضل الله توصلنا لها ........ومنها الماء الذي يصل الينا عبر الانابيب ....اذا اردنا ساخن او بارد
وارجع بتفكيري لايام الرسول والصحابة والسابقين.....واقول في نفسي .....كم يتحملون من المشقة في الحصول على
الماء ....اتصورهم وهم في ليلة باردة يتوضؤون للصلاة ..اتخيل امرأة طهرت من الحيض او النفاس وارادت الغسل
او رجل اراد الغسل في ليلة شديدة البروده .....ومع ذلك لم يتكاسلوا عن الصلاة ..واذكر هذا الحديث وفي غزوة ذات السلاسل احتلم أمير الجيش عمرو بن العاص وكانت ليلة باردة فخاف على نفسه من الماء فتيمم وصلى بأصحابه الصبح فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب ؟ " . فأخبره بالذي منعه من الاغتسال وقال إني سمعت الله يقول ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا
ونحن من نعم الله علينا بكل بساطة نحصل على الماء الدافء ....وتجد القليل من الناس من يحمدون الله ......


WIDTH=400 HEIGHT=350
لقد مَدَحَ الله عزَّ وجَلَّ مَن أقبلَ على ربِّه شاكِراً ذاكِراً، و(قال ربِّ أوزِعْنِي أنْ أشكُرَ نِعمتَك التي أنعَمتَ عليَّ وأن أعملَ
صالحاً ترضاه). وأثْنَى الله جَلَّ جلالُه على نوحٍ عليه السلام بقولِه: (إنه كان عَبْداً شَكُوراً)، وقال عزَّ وجَلَّ عن
خَلِيلِه إبراهيم عليه السلام: (إنَّ إبراهيمَ كان أُمَّةً قانِتاً لله حَنِيفاً ولم يك مِن المشركين شاكِراً لأنعُمِه اجتباه وهداه إلى صِراطٍ مستقيم).

ووَعَدَ تعالى عِبادَه الشاكِرِين نِعْمَ الجزاء، فقال جلَّ جلالُه: (وسيَجْزِي الله الشاكِرين)، وقال عز وجلَّ: (لئن شَكَرْتُم
لأزِيدنَّكم)، وقال تعالى: (وكذلك فَتنَّا بعضَهم ببعضٍ لِيَقولُوا أهؤلاء مَنَّ الله عليهم مِن بَيْنِنا أليس الله بأعْلَمَ
بالشاكِرِين). وقد روى أنس رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنّ الله لَيَرْضَى عن العبدِ يأكل
الأكْلة؛ فيَحمدُه عليها، ويشربُ الشَّرْبة؛ فيَحمدُه عليها).

ولو تساءلَ أحدُنا: كيف أكونُ عَبداً شَكُوراً؟
لكان الجوابُ: باستِحْضارِ عَظمةِ نِعَمِ اللهِ التي تُحيطُ بنا مِن كلِّ جانب، كما قال يوسف عليه السلام: (ذلك مِن فَضْلِ الله
علينا وعلى الناسِ ولكنَّ أكثرَ الناسِ لا يَشكُرُون). وتذكُّرِ أنَّ هذه النِّعَمَ مِن فَضلِ الله؛ لِيَبتلِيَ العبدَ: هل يكون من
الشاكرين أم الجاحدين؟ كما قال سليمان عليه السلام لما رأى عرشَ بلقيس مُستقِراً عنده: (قال هذا من فضلِ ربِّي ليبلوني
أأشكر أم أكفر ومَن شكرَ فإنَّما يَشكُرُ لنفسِه ومَن كَفرَ فإنَّ ربِّي غَنِيٌّ حَمِيدٌ). ثم الاجتهاد في إرضاءِ الله عزَّ وجلَّ
بالشُّكرِ على النِّعَمِ والحذرِ مِن كُفْرِها وجُحُودِها؛ كما قال تعالى: (إنْ تكفُرُوا فإنَّ الله غَنِيٌّ عنكم ولا يَرْضَى لِعِبادِه الكُفرَ وإنْ
تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لكم).

يتبع ...........
نفتقد مثل هذه المواضيع الرائعه بهذا المستوى في المجلس
سلمت يداك اخيتي نور البرق وحرمهما على النار:26: :26: :26:
بأنتظار الجزء الثاني