
امل2002 @aml2002
عضوة جديدة
لاتأكلوا لحمي
كثير منّــــا للأسف يحرم نفسه أجر مجالس الذكر .. ويحرمها لذة التواجد في مكان يُذكر فيه الرحمن ..
وكلنا يعرف هذه الآية جيداً ..
الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ]فلِمجالس الذكر أبلغ الأثر في القلب .. فهي تُورثه السكينة .. والطمأنينة ..
وتُزيح عنه القلق والضنك الذي يُورثه العصيان ..والإدبار عن نهج الله تعالى..قال تعالى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ]
فكيف لايطمئن القلب وتسكن النفس في مكان تحفه الملائكة وتغشاه الرحمة .. ويُنزِل الله فيه السكينةقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(ما اجتمع قوم ، على ذكر فتفرقوا عنه إلا قيل لهم : قوموا مغفوراً لكم (
..!!أقبل موسى الأشعري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مستنصحاً قال: يا رسول الله أي المسلمين أفضل؟
وفي رواية أي المسلمين خير؟
- ما قال صلى الله عليه وسلم خير المسلمين قوام الليل ولا قال خير المسلمين صوام النهار ولا قال خير المسلمين الحجاج والمعتمرون أو المجاهدون لا ، ترك كل هذه الفضائل مع حسنها وقال: ( خير المسلمين من سلم المسلمون من لسانه ويده )
وفي البخاري قال عليه الصلاة والسلام: (إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا) رواه الترمذي.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية موضحاً حال الكثيرين ..
ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ من أكل الحرام والظلم والسرقة وشرب الخمر ، ومن النظر المحرم وغير ذلك ، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه ، حتى ترى ذلك الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة ، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالاً ، ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد ما بين المشرق والمغرب ، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات ، ولا يبالي ما يقول.
كان السلف يدققون على كلامهم المباح فضلاً عن الكلام المحرم
جلست عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها يوماً قبيل صلاة المغرب وهي صائمة وأذن لصلاة المغرب فأقبلت إليها الجارية قالت فيما معنى قولها: يا أم المؤمنين أقرب إليك المائدة وكانت عائشة ليست بجائعة ولا عطشانة وهذا يقع أحيانا لبعض الصائمين....
فقالت عائشة: والله ما لي بالطعام حاجة لكن قربي المائدة نلهو بها
ثم قالت عائشة أستغفر الله أستغفر الله ألهو بنعمة الله!
مع أنها تقصد " ألهو" يعني آخذ من هنا قليلا، من هذا قليلا فقط لأجل أن أفطر عليه
قالت: أستغفر الله ألهو بنعمة الله ثم بكت ثم جعلت تجمع ما عندها من مال واشترت به عبدين مملوكين وأعتقتهما لوجه الله توبة من هذه الكلمة!
وهذه يا جماعة وهي ما اغتابت أحد ولا سبّت ولا لعنت ولا كفرت بكلمة.. مجرد تقول تسلى بالطعام..
والإمام أحمد رحمه الله دخل مرة يزور مريضا فلما زاره سأل الإمام أحمد هذا الرجل قال: يا أيها المريض هل رآك الطبيب؟
قال: نعم ذهبت إلى فلان الطبيب
فقال أحمد: اذهب إلى فلان الآخر فإنه أطب منه " يعني أعلم بالطب منه"
ثم قال الإمام أحمد: أستغفر الله أراني قد اغتبت الأول أستغفر الله أستغفر الله
- المفروض أنه ما يقال إنه أفضل منه فيقال: جرّب فلانا -
وقبل الشروع في المقصود فإني أحذر نفسي، وأحذر إخواتي المسلمات من أن يكون قولنا وسماعنا لموضوع الغيبة من باب رفع الرصيد الثقافي أو العلمي، إياك إياك أختي المسلمة أن تعتقدي أن الحديث موجه لغيرك، أو أنك أنت سالمه من هذا المرض، فتسمعي عن رسولك أن سامع الغيبة دون إنكار إنما هو مشارك للمغتاب، قولوا لي بربكم: أينا اليوم يسلم من قول الغيبة أو سماعها، لما كان موضوع الغيبة من أهم الأمراض، ومن أكثرها خطرًا وشيوعًا؛ سنتحدث عن هذا المرض بشيء من التفصيل
الغيبة في اللغة والاصطلاح، وصورها:
الغيبة لغة: من الغَيْب "وهو كل ما غاب عنك" , وسميت الغيبة بذلك لغياب المذكور حين ذكره الآخرون.
قال ابن منظور: "الغيبة من الاغتياب... أن يتكلم خلف إنسان مستور بسوء" .
والغيبة في الاصطلاح: قد عرفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((أتدرون ما الغيبة؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((ذكرك أخاك بما يكره)) .
قال النووي: "الغيبة ذكر الإنسان في غيبته بما يكره"
ذكر العيب بظهر الغيب
أما النميمة هي : نقل الكلام الذي يدور في المجالس بدون إذن أصحاب المجلس
كشف ما يكره كشفه سواء كره المنقول عنه أو المنقول إليه أو ثالث وسواء أكان الكشف بالقول أو الكتابة أو الرمز أو الإيماء أو نحوها وسواء كان من الأقوال أو الأعمال وسواء كان عيبا أو غيره فحقيقة النميمة إفشاء السر وهتك الستر عما يكره كشفه وينبغي للإنسان أن يسكت عن كل ما رآه من أحوال الناس إلا ما في حكايته فائدة للمسلمين أو دفع معصية قال وكل من حملت إليه نميمة وقيل له قال فيك فلان كذا وكذا لزمه ستة أحوال الأول أن لا يصدقه لأنه نمام فاسق وهو مردود الخبر الثاني أن ينهاه عن ذلك وينصحه ويقبح فعله الثالث أن يبغضه في الله عز وجل فإنه بغيض عند الله والبغض في الله واجب الرابع أن لا يظن في المنقول عنه السوء لقوله تعالى إجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم الخامس أن لا يحمله ما حكي له على التجسس والبحث عن تحقق ذلك قال الله سبحانه وتعالى ولا تجسسوا السادس أن لا يرضى لنفسه ما نهى النمام عنه فلا يحكي نميمته وقد جاء أن رجلا ذكر لعمر بن عبدالعزيز رجلا بشيء فقال عمر يا هذا إن شئت نظرنا في أمرك فإن كنت صادقا فأنت من أهل هذه الآية إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا وإن كنت كاذبا فأنت من أهل هذه الآية هماز مشاء بنميم وإن شئت عفونا عنك فقال العفو يا أمير المؤمنين لا أعود إليه أبدا
وفى رحلة الإسراء والمعراج قال النبي ( لما عرج بى مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل قال الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم ) صحيح
قال بن القيم المغتاب طبعه طبع خنزير يمر على الطيبات فلا يلوى عليها فإذا قام الإنسان عن رجيعه ولغ فيه يسمع منك ويرى من المحاسن أضعاف أضعاف المساوي فلا يحفظها ولا ينقلها فإذا رأى سقطة أو كلمة عوراء ولو في فهمه هو وجد بغيته وجعلها فاكهته ياويلهم يوم تبلى السرائر
صور الغيبة
. ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الغيبة إنما تقع فيما يكرهه الإنسان ويؤذيه فقال: ((بما يكره)).
قال النووي في الأذكار مفصلاً ذلك: ذكر المرء بما يكرهه سواء كان ذلك في بدن الشخص أو دينه أو دنياه أو نفسه أو خلْقه أو خُلقه أو ماله أو والده أو ولده أو زوجه أو خادمه أو ثوبه أو حركته أو طلاقته أو عبوسته أو غير ذلك مما يتعلق به سواء ذكرته باللفظ أو الإشارة أو الرمز. والهمز واللمز من الغيبة قال تعالى ( ويل لكل همزة لمزه ) الهمزة 1
ومن الصور التي تعد أيضاً في الغيبة قال النووي: ومنه قولهم عند ذكره : الله يعافينا ، الله يتوب علينا ، نسأل الله السلامة ونحو ذلك ، فكل ذلك من الغيبة .
ومن صور الغيبة ما قد يخرج من المرء على صورة التعجب أو الاغتمام أو إنكار المنكر قال ابن تيمية: ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب فيقول : تعجبت من فلان كيف لا يعمل كيت وكيت... ومنهم من يخرج الاغتمام فيقول: مسكين فلان غمني ما جرى له وما ثم له.. .
ال الحسن: الغيبة ثلاثة أوجه كلها في كتاب الله : الغيبة والإفك والبهتان.
فأما الغيبة فهو أن تقول في أخيك ما هو فيه ، وأما الإفك فأن تقول فيه ما بلغك عنه ، وأما البهتان فأن تقول فيه ما ليس فيه.
ومن أعظم أسباب الغيبة أيضًا: التشفي، وإظهار الغيظ، ما ضرك أختي المسلمة حينما تغتاظي من أحدى اخواتك المسلمات الذين لم يحضروك، لم يكونوا معك في نفس المكان، لو كظمت غيظك عنهه، فإن الغضب والله مهلكة في كثير من الأحيان، إذا غضبت أمسك لسانك، استعذي بالله من الشيطان الرجيم، تذكري قول الله جل وعلا: (وَسَارِعُواْ إِلَى? مَغْفِرَةٍ مّن رَّبّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ?لسَّمَـ?و?تُ وَ?لاْرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ،،،?لَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى السَّرَّاء وَ?لضَّرَّاء وَ?لْكَـ?ظِمِينَ ?لْغَيْظَ وَ?لْعَـ?فِينَ عَنِ ?لنَّاسِ وَ?للَّهُ يُحِبُّ ?لْمُحْسِنِينَ) .
إرادة المغتاب أن يرفع نفسه عند السامعين، فلا يجد سبيلاً إلى ذلك إلا بالإنتقاص من الآخرين، سبحان الله، فيقول مثلاً: فلان جاهل، لماذا؟ ليبرز هو علمه، ويقول: فلان بخيل؛ ليبرز كرمه، وهكذا، وهذا المغتاب يجمع بين خطيئتين هما الغيبة والعجب والرياء والسمعة. نسأل الله العافية. وايضا نسال الله العافية الله لايبلانا
موافقة القرناء والجلساء ـ مجاملة لهم ـ ممن يتفكهون في أعراض المسلمين ويلهون ويلعبون بالأعراض، فيخشى المغتاب إذا أنكر عليهم أو قطع كلامهم، أو لم يوافقهم ويبتسم في وجوههم أن يستثقلوه وينفروا منه ولا يحبوا مجالسته.
قال الله على لسان أهل النار {وكنا نخوض مع الخائضين} .
قال قتادة في تفسير الآية: كلما غوى غاو غوينا معه .
وفي الحديث : (( ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس)) .
وقال تعالى: { فويل يومئذ للمكذبين الذين هم في خوض يلعبون} قال ابن كثير : أي هم في الدنيا يخوضون في الباطل .
3- الحنق على المسلمين وحسدهم والغيظ منهم: نسأل الله المعافاة منه، فإنه ربما أثنى الناس على شخص كان هذا الممدوح من الذين يلقون قبولاً عند الناس، ومحبة واحترامًا، فإذا سمع الحاسد ذلك احترق قلبه، فلا يجد إلا الغيبة ينفس بها عن حسده وحقده، فقاتل الله الحسد وأهله، وإنه من المؤسف حقًا أن يدخل الحسد حتى بين المنتسبين للعلم، والمنتسبين للدعوة إلى الله، فتجد بعضهم يطلق لسانه في أعراض العلماء والدعاة والمصلحين، بغير حق وبغير برهان, ولكنه الحسد أحرق قلبه فظهر الأثر على اللسان.
اعلمن أيتها المسلمات أن كلام الحاسدات، في غيرهم بغير حق إنما هو رفعة للمتكلمه عليها، وبرهان صادق واضح على وضع القبول لها في الأرض.
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسودِ
وقال الآخر:
لا مات أعداؤك بل خلدوا حتى يروا فيك الذي يكمدوا
لازلت محسودًا على نعمة فإنما الكامـل مـن يحسـد
ماذا على الحاسدة أخواتي ماذا عليها لو كفت لسانها عن إخواتها، ولكن لخبث نفسها وضعف يقينها، وضعف توكلها وإيمانها بالقضاء والقدر، أطلقت لسانها في إناس رفع الله شأنهم وأحسن أمرهم، وامتلأت قلوب الناس بمحبتهم، كون الحاسدة لم تنل مثل ما نالوا، هذا أمر بيد الله، إن الله عز وجل يؤتي فضله من يشاء سبحانه وتعالى، فلماذا تحسد المسلمة أخته المسلمه؟! وإذا حسدتيها لماذا لا تسكتي؟! هل تزيدي الأمر سوءًا بأن تغتابيها، والله ما يضرون المحسود، وصدق الذي قال:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيـه فالقـوم أعداء له وخصوم
كضرار الحسناء قلن لوجههـا حسدًا وبغيًا إنـه لذميـم
قال ابن تيمية: ومنهم من يحمله الحسد على الغيبة فيجمع بين أمرين قبيحين: الغيبة والحسد ، وإذا أثني على شخص أزال ذلك عنه بما استطاع من تنقصه في قالب دين وصلاح أو في قالب حسد وفجور وقدح ليسقط ذلك عنه .
قال ابن عبد البر: والله لقد تجاوز الناس الحد في الغيبة والذم . . . وهذا كله بحمل الجهل والحسد .
4- حب الدنيا والحرص على السؤود فيها:
قال الفضيل بن عياض: ما من أحد أحب الرياسة إلا حسد وبغي وتتبع عيوب الناس وكره أن يذكر أحد بخير .
5- الهزل والمراح:
قال ابن عبد البر: "وقد كره جماعة من العلماء الخوض في المزاح لما فيه من ذميم العاقبة ومن التوصل إلى الأعراض . . ." .
وأكثرها شيوعًا في المجتمعات الإسلامية الغيبة من أجل اللعب والهزل وما يسميه الناس بالتنكيت، وهذا فسق، ليس تنكيتاً، هذا فسقٌ لا يليق إلا بأراذل الناس، فمتى أيها الإخوة كانت الغيبة المحرمة سببًا في الترويح عن النفس، وفي إذهاب الملل والسآمة
كيفية التخلص من الغيبة:
1- تقوى الله عز وجل والاستحياء منه: قال صلى الله عليه وسلم
]
ويحصل هذا بسماع وقراءة آيات الوعيد والوعد وما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث تحذر من الغيبة ومن كل معصية وشر، ومن ذلك {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون} .
وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((استحيوا من الله عز وجل حق الحياء ، قلنا : يا رسول الله إنا نستحي والحمد لله ، قال: ليس ذاك ، ولكن من استحى من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما حوى ، وليحفظ البطن وما وعى . . )) .
2- تذكر مقدار الخسارة التي يخسرها المسلم من حسناته ويهديها لمن اغتابهم من أعدائه وسواهم.قال صلى الله عليه وسلم : (( أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، قال : المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام ، وقد شتم هذا وضرب هذا وأكل مال هذا ، فيأخذ هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناتهم أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار)) .
روي أن الحسن قيل له: إن فلاناً اغتابك، فبعث إليه الحسن رطباً على طبق وقال : بلغني أنك أهديت إلي من حسناتك فأردت أن أكافئك عليها، فاعذرني، فإني لا أقدر أن أكافئك على التمام . وذكر عن أبي أمامة الباهلي – رضي الله عنه – أنه قال : إن العبد ليُعطى كتابه يوم القيامة فيرى فيه حسنات لم يكن قد عملها ، فيقول يا رب: من أين لي هذا؟ فيقول : هذا بما اغتابك الناس وانت لا تشعر. ***
قيل لبعض الحكماء: ما الحكمة في أن ريح الغيبة ونتنها كانت تتبين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تتبين في يومنا هذا ؟
****
قال: لأن الغيبة قد كثرت في يومنا، فامتلأت الأنوف منها، فلم تتبين الرائحة وهي النتن ، ويكون مثال هذا ، مثال رجل دخل الدباغين ، لا يقدر على القرار فيها من شدة الرائحة ، وأهل تلك الدار يأكلون فيها الطعام ويشربون الشراب ولا تتبين لهم الرائحة ، لأنهم قد امتلأت أنوفهم منها ، كذلك أمر الغيبة في يومنا هذا .
****
قال عبد الله بن المبارك : قلت لسفيان الثوري :
يا أبا عبد الله ما أبعد أبا حنيفة عن الغيبة ، ما سمعته يغتاب عدواً له قط ، فقال : هو أعقل من أن يسلط على حسناته ما يُذهبها
*****
3- أن يتذكر عيوبه وينشغل بها عن عيوب نفسه ، وأن يحذر من أن يبتليه الله بما يعيب به إخوانه.ومما تؤدي له استصغار الذنب
قال أنس بن مالك: "أدركت بهذه البلدة – المدينة – أقواماً لم يكن لهم عيوب ، فعابوا الناس ، فصارت لهم عيوب ، وأدركت بهذه البلدة أقواماً كانت لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس ، فنسيت عيوبهم" .
قال الحسن البصري : كنا نتحدث أن من عير أخاه بذنب قد تاب إلى الله منه ابتلاه الله عز وجل به .
قال أبو هريرة: يبصر أحدكم القذى في عين أخيه ولا يبصر الجذع في عين نفسه.
4- مجالسة الصالحين ومفارقة مجالس البطالين:
قال صلى الله عليه وسلم : ((مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد ، لا يعدمك من صاحب المسك ، إما أن تشتريه أو تجد ريحه ، وكير الحداد يحرق بيتك أو ثوبك أو تجد منه ريحاً خبيثة)) .
قال النووي في فوائد الحديث : فيه فضيلة مجالسة الصالحين ، وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والورع والعلم والأدب ، والنهي عن مجالسة أهل الشر وأهل البدع ومن يغتاب الناس أو يكثر فجوره وبطالته ، ونحو ذلك من الأنواع المذمومة .
4- قراءة سير الصالحين والنظر في سلوكهم وكيفية مجاهدتهم لأنفسهم:
قال أبو عاصم النبيل: ما اغتبت مسلماً منذ علمت أن الله حرم الغيبة .والغيبة تؤدي عدم الشعور بمقام الله
قال الفضيل بن عياض: كان بعض أصحابنا نحفظ كلامه من الجمعة إلى الجمعة. أي لقِلّته .
وقال محمد بن المنكدر: كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت .
5- أن يعاقب نفسه ويشارطها حتى تقلع عن الغيبة.
قال حرملة : سمعت رسول ابن وهب يقول: نذرت أني كلما اغتبت إنساناً أن أصوم يوماً فأجهدني ، فكنت أغتاب وأصوم.
فنويت أني كلما اغتبت إنساناً أني أتصدق بدرهم ، فمن حب الدراهم تركت الغيبة.
قال الذهبي : هكذا والله كان العلماء ، وهذا هو ثمرة العلم النافع .
وايضا الدعاء ونذكر امراة عصمها الله تعالى من الغيبة :
حُدثّت عن امرأة كانت تكثر من الغيبة مما أثر ذلك عليها ، ولخوفها حاسبت نفسها مرارا ً وحاولت التخلص منها فلم تستطيع ، فعزمت على دعاء الله تعالى وبينما هي تطوف في البيت الحرام أحست بعظم ذنبها وكبيرة فعلها فقالت بصوت ملؤه الخشية والخضوع وبمزيج من البكاء والدموع : يارب إن كنت تعلم أن لساني سيهلكني فأسألك
أن تكفينيه وأسألك أن تجعله لا ينطق إلا بذكرك وأستجاب الله تعالى لها فكانت بعيدةً عن الغيبة مكثرة لذكر
الله تعالى .
المباح منها نظمها الشاعر القدح ليس بغيبة في ستة متظلم ومعرف ومحذري
ومجاهر فسق ومستفت ومن طلب الإعانة في إزلة منكر
فالاول المظلومة تشكو الى القاضي او من له قدر على الظلم
قال تعالى: { لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم}
الاستفتاء:
جاءت هند بنت عتبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح ، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ((خذي ما يفكيك وولدك بالمعروف))
- الاستعانة على تغيير المنكر:
التحذير من الشر ونصيحة المسلمين:
جاءت فاطمة بنت قيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستشيره في أمر خطبتها وقد خطبها معاوية وأبو الجهم وأسامة بن زيد فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ((أما معاوية فرجل ترب لا مال له ، وأما أبو الجهم فضراب للنساء ، ولكن أسامة بن زيد)) .
قال ابن تيمية: الشخص المعين يذكر ما فيه من الشر في مواضع. . أن يكون على وجه النصيحة للمسلمين في دينهم ودنياهم .
المجاهر بنفسه المستعلن ببدعته:
استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ائذنوا له، بئس أخو العشيرة ، أو ابن العشيرة)) .
قال القرطبي : في الحديث جواز غيبة المعلن بالفسق أو الفحش ونحو ذلك من الجور في الحكم والدعاء إلى البدعة .
ومما يدل على اتصاف هذا الرجل بما أحل غيبته ما جاء في آخر الحديث، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((أي عائشة، إن شر الناس من تركه الناس أو ودعه اتقاء فحشه)).
قال الحسن البصري : ليس لصاحب البدعة ولا الفاسق المعلن بفسقه غيبة .
وقال زيد بن أسلم : إنما الغيبة لمن لم يعلن بالمعاصي .
والذي يباح من غيبة الفاسق المجاهر ما جاهر به دون سواه من المعاصي التي يستتر بها.
قال النووي: كالمجاهر بشرب الخمر ومصادرة الناس وأخذ المكس . . . فيجوز ذكره بما يجاهر به ، ويحرم ذكره بغيره من العيوب .
وينبغي أن يُصنع ذلك حسبة لله وتعريفاً للمؤمنين لا تشهيراً وإشاعة للفاحشة أو تلذذاً بذكر الآخرين.
قال ابن تيمية: وهذا كله يجب أن يكون على وجه النصح وابتغاء وجه الله تعالى ، لا لهوى الشخص مع الإنسان مثل الإنسان مثل أن يكون بينهما عداوة دنيوية أو تحاسد أو تباغض. . . فهذا من عمل الشيطان و إنما الأعمال بالنيات .
9- البعد عن مواطن الريبة
وينبغي على المسلم أن يبعد نفسه عن مواطن الريبة والتهمة التي تجعله موضعاً لغيبة الآخرين ، وأن يكشف ما قد يلتبس على الناس، وقد سبق إلى ذلك أكمل الخلق وأعدلهم.
فقد أتته زوج صفية في معتكفه في المسجد ، ولما انتصف الليل قام صلى الله عليه وسلم معها يقلبها إلى بيتها فلقيه اثنان من أصحابه ، فلما رأياه يمشي معها أسرعا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : على رسلكما ، إنما هي صفية بنت حيي ، فقالا: سبحان الله يا رسول الله ، وكبر عليهما. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((إن الشيطان يبلغ في الإنسان مبلغ الدم ، وخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً)) .
قال ابن حجر : فيه التحرز من التعرض لسوء الظن والاحتفاظ من كيد الشيطان والاعتذار.
قال ابن دقيق العيد: وهذا متأكد في حق العلماء ومن يقتدى به، فلا يجوز لهم أن يفعلوا فعلاً يوجب سوء الظن بهم، وإن كان لهم فيه مخلص . . . .
4
466
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

*أم كريم*
•
جزاكِ الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتكِ


الصفحة الأخيرة