لاتجعلي دخلك يحدد مستوى سعادتك00

الأسرة والمجتمع

ما السعادة؟ كيف نحصل عليها؟ هل يحقق المال السعادة، أسئلة قديمة تبحث عن إجابة وما زالت تحير الخبراء والباحثين في علم الاجتماع والنفس حتى اليوم، فالبعض يرى السعادة في كثرة المال والنفوذ والسلطة، وآخرون يرونها في القناعة والرضا حتى لو وصلت لحد الفقر والاحتياج، مادام الشخص راضياً عن نفسه، وغير ذلك الكثير من وجهات النظر. فكيف هي السعادة؟
القاهرة: سناء الجمل

أحدث دراسة أميركية في علم الاجتماع ترى أن الأثرياء أكثر شعوراً بالرضا والسعادة عن الفقراء، فقد وجد باحثون في ولاية بنسلفانيا الأميركية أن درجة سعادة الإنسان تعتمد على مقدار المال الذي يجمعه، بمعنى أنه كلما كان أفقر ممن حوله كانت درجات استيائه وتعاسته أكبر، لأنه سيرى نفسه دائماً أقل منهم، وسينظر إلى ما يمتلكونه ولا يستطيع هو أن يمتلكه، ويصبح ناقماً عليهم وساخطاً على وضعه الذي يمنعه من الاستمتاع بالمال مثلهم وتلبية كل احتياجاته ومطالبه الحياتية، في حين أنهم يقدرون على ذلك، وبالتالي سيظل يشعر بالتعاسة طالما وضع نفسه في مقارنة مستمرة بين ظروفه وظروف الآخرين.
دخلك طريق اندماجك

وهنا توصلت الدراسة إلى أن معدل الدخل يتحكم في مدى سعادة الإنسان، ويحدد مدى تفاعله مع الآخرين والاندماج معهم بحب وتكوين علاقات ناجحة تحقق السعادة، فالشخص الذي يشعر بتدني مستواه المادي أو على الأقل بانخفاض دخله المادي بنسبة ملحوظة أكثر من المحيطين به، يظل في حالة تعاسة شبه دائمة، ويرى الآخرين الأكثر سعادة والأكثر استمتاعاً بحياتهم، ولن تكون المقارنة هنا نسبية بمعنى أن يقول لنفسه إنهم الأغنى مادياً، وأنا لدي حياة اجتماعية ناجحة أو مواهب علمية وأدبية وفنية، أو أنني ناجح أكثر منهم في أي اتجاه، ولكن ستصبح المقارنة مطلقة؛ بمعنى أنه طالما يحدد سعادته بمستوى الدخل المادي، فسيظل يراهم الأسعد دائماً؛ لأنهم الأغنى بالفعل.
المال والنوم الهادئ

«الكثيرون يحددون مستوى سعادتهم تبعاً لما يملكونه من المال، لأن القيم الاقتصادية تتحكم في أمور الحياة» هذا ما توضحه الدكتورة شادية قناوي أستاذ علم الاجتماع بآداب عين شمس، وتتابع: «الشخص لا يشعر بالاستقرار والأمان إلا إذا نام مطمئناً على حياته وحياة أبنائه، ليس حاملاً هموم الإنفاق والمستقبل ورسم الحياة وتحقيق الطموحات، فالمال بالنسبة للكثيرين يمثل نوعاً من العجز إذا لم يستطيعوا الحصول عليه لتحقيق متطلباتهم وإرضاء رغباتهم والاستمتاع بحياتهم، ولدى الآخرين يمثل المال عنصر القوة الذي يحقق كل ما يرجونه ويحلمون به، ولذلك فليس غريباً أن يقيس الناس مستوى السعادة بالدخل المادي؛ ولكن يجب ألا يكون ذلك حكماً مطلقاً، فالمال ليس وحده ما يجلب السعادة ولكن الصحة والنجاح والاستقرار الأسري والتوازن النفسي لهم الأثر الأكبر.أنت مرفهة...
أنت محظوظة

يرى بعض الخبراء أن المرأة هي أكثر الأشخاص حرصاً على المال، كما أن كثيرات يربطن مستوى سعادتهن بكم المال الذي يملكنه؛ لأن المتعة لدى الكثيرات من النساء هي الحصول على كل ما تتمناه من ملابس ومجوهرات ورحلات وسيارات وأثاث فاخر، ولا سبيل للحصول على كل ذلك إلا من خلال امتلاك المال، كما أن المرأة التي تشعر بالرفاهية تعتبر نفسها أكثر حظاً وسعادة، والرفاهية بالطبع لا تتحقق إلا من خلال المال.

الأزواج والمال


وتوضح د. شادية قناوي أن المال قد يكون سبباً للتعاسة الزوجية بدلاً من أن يسبب السعادة، ففي دراسة بريطانية تكشف عكس ما أكدته الدراسة الأمريكية، أكدت أن المال يعتبر من أهم أسباب الخلافات الزوجية، وأوضح الباحثون في دراستهم أن القضايا المالية التي تبدأ من التوفير السري بعيداً عن أعين وعلم الطرف الآخر، أو الاستخدام المفرط للرصيد المشترك من قبل أحد الزوجين، كانت وراء أكثر الخلافات الزوجية، وتشير الدراسة إلى أن الخلافات الزوجية الناتجة عن المشاكل المادية تتربع على قائمة الخلافات الأخرى التي تتسبب في اضطراب العلاقة الزوجية.أسباب غياب السعادة الزوجية

< المال الوفير والسيطرة.
< المظهر الخارجي، أكثر من كون الشخص لطيفاً ومحترماً أم لا.
< التغييرات الطارئة على المجتمعات الإنسانية هي أساس الخلافات.
< الغذاء غير المتوازن.
< تجاهل التمارين الرياضية، فالزوجان اللذان يمارسان الرياضة، يكونان أقل ميلاً للشجار والخلاف، لأن التمرينات البدنية تخفف التوتر.
< إذا ما اتفق الزوجان على الالتزام بالرياضة والطعام الصحي، فإن هذا يعني أن لهما اهتمامات مشتركة يستطيعان القيام بها معاً، وهو ما يقوي مشاعر الحب والمودة والاتفاق بينهما دون الحاجة إلى الأموال التي يقول عنها علماء الاجتماع في أميركا إنها وحدها سر السعادة.
وفي الحقيقة ما زالت السعادة إحساساً نسبياً مختلفاً بقدر اختلاف الظروف والمستويات والأحاسيس، وبقدر اختلاف البشر، فلكل شخص وجهة نظره وطموحه وآماله التي تحقق له الشعور بالرضا والسعادة.
النجاح شعار السعادة

يرتبط شعور الإنسان بالسعادة باستمرار تطوره ونموه في جميع المجالات، لأنه عندما يجد نفسه ناجحاً في أي اتجاه يشعر بالسعادة فيه، ويحرص على الاجتهاد والنجاح والاستمرار في ذلك، وبالتالي ينمو معه المستوى المادي مما يجعله يتحكم جيداً في ظروفه وحياته، وهذا يسمى «الشعور النسبي بالسعادة».
أما إذا كانت تأثيرات الدخل مطلقة وتتحكم في كل ظروف الحياة ولا يعوضها شيء آخر فسيكون النمو والتطور مرتبطين بالأغنياء فقط، والنجاح الأكثر يرتبط بالأكثر ثراء، ولن يعرف الإنسان العادي معنى النجاح والسعادة، وسيظل الأغنياء في سباق دائم لجلب المال وإنفاقه على مختلف المتع.
وتؤكد الدراسات أنه كلما كان الدخل المادي الذي يحققه الآخرون في نفس الفئة العمرية للشخص أعلى منه، كانت درجة سعادته أقل؛ لأنه يحدد مستوى نجاحه بما يحققه من كسب مادي، خاصة خلال سنوات العمل الأولى، وبالتالي تقل سعادته كلما قل ماله ونجاحه، وفي نفس الوقت يرى غيره من الزملاء يحققون قدراً أكبر من المال، وبالتالي هم أكثر سعادة


منقووووووووول:26:

تعليق أعجبني00
تكمن سعادة الإنسان في غنى نفسه أولا00ثم في تأدية حقوق الله في ماله والمال ليس سببا في السعادة بحد ذاته بل هو وسيله توصل إلى السعادة الحقيقيه00
5
480

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

انت حياتي
انت حياتي
جزاك الله خيرا
كلي تفاؤل بالرشاقه
أنت حياتي
الغريبه
شرفتوني
Golden Phoenix
Golden Phoenix
فرفوشة 2
فرفوشة 2
جزاك الله خير على الموضوع القيم :)