دعي الجمال يرسمك: هل تجيدين الرسم؟ ستكون مشكلة إذا كان الجواب: لا.
ولكني متأكد أن المرأة (رسامة) بطبعها...
لكنها تبقي هذا الجانب (مطموراً) تغطيه اهتمامات تبذل فيها المرأة مجهودات قد تكون كبيرة أحياناً..
مع أنها بالنسبة لهذا الجانب تقف في (الصفوف الخلفية)
إن المرأة في حاجة ماسة إلى أن تدرك ما للجمال من أثر عميق في حياتها..
وقد تبتسم إحدى القارئات وهي تقول بينها وبين نفسها: وهل هناك امرأة لا تدرك أثر الجمال في حياتها؟!
ثم يذهب خيالها إلى (الكميات الضخمة) المستوردة من (مواد التجميل ) وإلى العدد الهائل من
(المشاغل ومحلات الخياطة)..
وإلى (الرحلات اليومية) إلى الأسواق ورجوع النساء منها (بجر الحقائب)!
لست عن هذا أتحدث! إن هذا (خط أو لون) في لوحة الجمال الذي أنتظر من المرأة أن ترسمها..
بعد أن تتيقّن بأهميتها وتعمل على إجادتها..
والأثر الذي أشرت إلى أن الجمال يتركه لا تنتهي حدوده عند (نظرات الإعجاب) في تفصيل ثوبٍ أو عمل تسريحة أو اختيار (غرفة نوم)!!
بل يتجاوز حتى (امتلاك إعجاب الزوج) مع ـ أهميته - إلى آفاق أرحب..
إن الجمال يسهم في الراحة النفسية.. إنه ينعكس إيجابياً على التفكير والسلوك.. وما عدا هذا فهو جمال (أعور)!!
أما ميادين الجمال فالحياة كلها.. حسيّها ومعنويها.. إن المرأة ـ كما الرجل ـ بحاجة إلى (رؤية)
جمالية و(دربة) جمالية ليكون (كلامها) لوحة فنية رائعة يظل الآخرون مبهورين أمامها..
أما هي فترسمها بعفوية ـ بعد أن تأسست قناعتها بالجمال و (مرّنت) لسانها على رسم (اللوحات الكلامية)..
وهي كذلك بسلوكها تبهر الأنظار (بلوحة) سلوكها الوضيئة..
كما أن (إدارتها) لبيتها وتعاملها مع أبنائها أو إخوانها يمثل (قمة) الجمال.
أما أسلوبها في ترتيب أثاث البيت فيعكس (روعة) ذوقها.. وهي لا تلبث ـ حين ينطفئ وهج
ذلك الترتيب ـ أن تثبت أن (مَلَكَةَ) الجمال لديها غاية في الثراء.. فتبدي لمسات ربما كانت
(خفيفة) لكنها تبدي (لوحة) البيت ببريقها كما لو كانت (مرسومة) في لحظتها..
وهي تعدّ المطبخ (مرسماً) تبدو فيه مهارتها في مزج الألوان والنكهات بصورة تجعل أهل
البيت يبقى (موقع) مطبخهم متميزاً مهما حضروا من مناسبات..
ويجعلهم يستقبلون (لوحات) المطبخ بولهٍ و ابتسام؛ لأن لها ـ فوق الجمال الرائع – نكهة (حبٍّ) ساحرة..
وهي في ترتيب المائدة وتقديمها لا تقل في رسم اللوحة والتجديد فيها عنها في (طبخها)!!
ولأن المرأة ذات خبرة طويلة في (الرسم) بمفهومه الشامل فهي تصبح (مدرساً) للجمال في المنزل..
يتردد على لسانها وهي تخاطب أبناءها أو إخوانها: هذا أجمل.. هذا غير جميل.. هذا (اللون) من
الكلمات لا يتناسق مع (لوحة) سلوكك!!.. وبذا تضع (بذرة) الجمال وتظل (تسقيها) بالحفز..
فتصبح بذلك هي وأبناؤها (أو إخوانها) (لوحة متناسقة) بديعة!!
وامرأة بهذا الفهم للجمال والغرام به من المؤكد أنها ستكون مبدعة في اختيار ملابسها (وملابس من تحت يدها) ووسائل زينتها..
ليس (بكثرة) ما تدفعه في شرائها ولكن بقدرتها العجيبة في (الاختيار المناسب) الذي تبدو فيه
(الصناعة الوطنية) للوجوه والأزياء تفيد من (الصناعة المستوردة) لكن دون أن تلغيها!!
وبذا تكون المرأة (ملمّة) بالجمال من أطرافه؛ لدرجة تجعل من شغفها بالجمال وقدرتها عليه كأنما الجمال يرسمها!!..
وهي في الوقت نفسه تحول بيتها إلى (حديقة غنّاء) ولو كان (شقة متواضعة).
منقول

نصر @nsr_1
محرر في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️