السلام عليكم ورحمة الله
أنا وأختين.. تربينا مع بعضنا البعض منذ كان عمري 8 سنين..
الأختين بينهم سنة واحدة في العمر فقط.. وقد ابتلاهم الله بمرض الثلاسيميا.. فمرة في الشهر يذهبوا للمستشفى لأخذ دم (حيث ان الثلاسيميا مرض وراثي يمنع الدم من صنع الحديد.. ويفقدوا الدم بسرعة.. كما أن 50% من بصرهم وسمعهم مفقود.. فيلبسوا النظارات.. وجهاز صغير في الأذن لا يظهر يساعدهم على السماع).. فكنت دائماً أذهب معهم... أقضي معهم اليوم في المستشفى.. وكانوا دائماً إما عندي أو أنا عندهم..
حتى أني مرة من المرات تهت وأنا لوحدي.. فخرج والدهم من شغله وذهب يبحث عن ابنته الثالثة! وهكذا بقينا وسنبقى بإذن الله إلى أن يقبضنا الله إليه..
كانوا الأخوات يختلفوا عن بعض.. فالكبيرة كانت ولا زالت لا تشكي من مرضها.. ولا تتضايق إذا سألها أحد عنه (رغم أنه لا يبدوا عليهم من مظهرهم أنهم مريضين.. إلا من يعلم من قبل).. وتقول هذا ابتلاء من الله.. ومن أنا حتى أشتكي؟ هو اختارني وما عليّ إلا الشكر والرضا! تملئ وقتها في الدعوة إلى الله.. وفي أعمال الخير ومساعدة الغير.. لا تسمعها أبداُ تتحدث في غيبة أحد.. ولا تشتم أحد.. ولا تبغض أحد.. وجهها يمتلئ نور.. وقورة هادئة حيية راكزة.. إن أرادت شيء طلبته من الله.. وإن أتاها شيء حمدت الله!
أما الأخت الصغيرة (نفس عمري).. فتختلف عن ذلك.. فهي تحس وكأن المرض نقص فيها.. وظلم لها.. وأنه سبب خراب حياتها.. ودمارها.. و و و..
المهــم:
كانت ـ ولا زالت ـ الأخت الصغيرة دائماً تتحدث عن الزواج.. وتهكل همّه.. وأنه لن يرضى أحد بها بسبب مرضها.. وأنها.. وأنها.. وإذا قيل لها ادعي الله.. وتضرّعي إليه.. تقول: دعيته! ودعيته! ودعيته! ولم يحصل أي شيء! إلى متى سأنتظر؟! هل سأبقى أنتظر "فارس الأحلام" ليأتي يدق على بابي؟!
أما أختها الكبيرة فكانت لا تهكل هم الموضوع.. ولا تتحدث عنه.. ولكنها كانت تدعوا الله بينها وبينه.. وتطلب منه بمنّه وكرمه وفضله.. أن يرزقها الزوج والذرية الصالحة..
ولم يكن أحد يتوقّع أن يحصل أي شيء.. فالمتعارف عليه أن المصابين بهذا المرض (والأعمار بيد الله) لا يتجاوزوا سن البلوغ! ولكنهم بفضل الله تجاوزوه منذ زمن بعيد..!!
لكن سبحان إنه الإيمان الحقيقي بالله.. قبل سنتين تقريباً.. تقدّم لها شاب.. داعية.. ذو خلق ودين.. ويشهد الله الذي لا إله إلا هو أني كنت أسمع البنات يقولوا إللي تتجوزه محظوظة.. وقال أنه لايهمّه المرض.. المهم عنده أنها ديّنه وعلى أخلاق عالية.. وناشطة في الدعوة.. وفعلاً حصل نصيب وتزوّجوا في شهر 11 السنة الماضية!
ومع هذا فالكل يعلم أن من في وضعها لا يستيع أن يحمل وأن ينجب.. ولكنها.. لم تيأس من روح الله.. وكانت تدعيه.. وتتضرع إليه.. وإذا بها بعد زمن يسير ـ وبقدرة الله ـ حامل!!!
وقد قال لها من الدكاترة أنها ستضطر للإتيان للمستشفى مرة في الأسبوعين لأخذ الدم بدلا من مرة في الشهر .. والفحوصات ستكثر..وعليها أن تكون حريصة جداً في ما تفعله وما تأكله وعلى صحّتها.. فهذه أول مرة يحصل هذا الشيء!
وقالوا لها أنها لن تستطيع أن تلد ولادة طبيعبة.. خوفاً عليها.. فسيعملوا لها ((شق بطن)).. قبل الميعاد الطبيعي بشهر! وكان ميعادها للعملية في 8/8!
فذهبت للمشتسفى.. ولا أدري ما سبب التأخير.. ولكنها يوم أمس ولدت ولادة طبيعية ورُزقت ببنت!! فلا يكاد أحد يصدّق الذي يسمعه!
أهل المدينة كلهم فرحين ومسرورين لها على هذه الأخبار السارة!
فهي والله معجزة من الله.. إنه الإيمان يصنع المعجزات!
رجعت قبل قليل من المستشفى.. ورأيتها هي وابنتها.. ما شاء الله لا قوة إلا بالله... النور طالع من وجهها.. وبنتها تجنّن ما شاء الله عليها..
وأحلى خبر.. بنتها ولله الحمد ليست مصابة بالمرض.. ولا حتى تحمله في جيناتها!!!
والله يا أخوات لن تصدقوا مدى فرحتي لها.. طوال ليلة أمس وأنا مو مصدقة اللي سمعته! وبعد ما شفتها وشفت بنتها.. حاسة قلبي ينط من الفرحة! والله إنها تستاهل كل خير
الله يزيدها إيمان وثبات ويقرّ عينها وعين زوجها بابنتهم وأن يجعلها من الصالحات الداعيات المجاهدات في سبيله.. الله يسعدهم دنيا وآخرة قولوا آميــن
منقـــول للفائده ..
استغفر الله العظيم .. ولا اله الا الله محمد رسول الله
مبتغآآي آلجنه @mbtghaay_algnh
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
المشكلة كلنا نعرف هالكلام
بس تطبيقه صعب
احيانا يكون فيه فجووووووة كبيرة بين الايمان والثقة بقلوبنا وبين ظروف الواقع
بمعنى:
احيانا يكون بداخلي ايمان وثقة لا حدود لهما وتكون امالي كلها متعلقة بنهاية المطاف واعرف اني في النهاية سأفوز ولكن تتوالى احداث الواقع بما ينبئ بعكس ذلك تماما!!
وقتها تحصل هزة داخل النفوس
انا اتكلم بصراحة وبعيدا عن المثالية وكلنا تصيبنا هذه الحالة
اوقات تشدي همة الدين والثقة والايمان وعن اقتناع وتثابري وتثابري وفجاة يسقط المؤشر الى ادنى درجاته
يبدو انها لحظات اختبار من الله للايمان ولكن من يثبت حقا هو ذو الايمان الحقيقي الذي لا يأبه كبوات الزمن لانه يعلم ان فرج الله قادم لامحالة
حقيقي صراع عنيف بداخلي بين هذه المعتقدات التي اؤمن بها الى حد الجنون وبين واقعي الذي يباعد بيني وبين احلامي
احاول قدر الامكان ان لايهتز ايماني ولكني بشر
اسال الله ايمانا صادقا دائما قويا يباشر قلبي حتى اعلم انه لن يصيبني الا ماكتبه الله علي
اعتذر عن الاطالة
وطرح مميز