لاتيأس من رحمة الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه القصة يضرب بها المثل في الصبر وعدم اليأس من رحمة الله تعالى ، تللك الفضيلة التي تظهر ساعة المحن، ها هو نبي الله ايوب عليه الصلاة والسلام يضرب به المثل في الصبر، عندما تعرض لبلاء شدي، فأعطى درسا عظيما في الصبر و الاحتساب والرضى بقضاء الله تعالى، ليصفه المولى عز وجل (انا وجدناه صابرا نعم العبد انه أواب)(ص:44)
أيوب عليه السلام كان يعيش مع زوجته في نعيم مقيم في بلاد الشام، ويكفل الايتام و الارامل و يكرم الضيف، ويشكر الله سبحانه وتعالى على نعمه ويؤدي حق الله في ماله، كانت زوجته ترفل في هدا النعيم شاكرة المولى عز وجل على ما رزقها من البنين و البنات وعلى ما أوسع الله عليها من الرزق.
وجاءت بداية الابتلاء بأن مات كل أهله الا زوجته، وابتلى في جسده بأنواع عدة من الأمراض، ولم يبقى منه عضو سليم سوى قلبه و لسانه يذكر بهما المولى عز وجل، وهو في ذلك كله صابر محتسب، يذكر الخالق في ليله ونهاره وصبحه ومساءه، ثم طال مرضه، وانقطع عنه الناس، ولم يبقى أحد يحنو عليه سوى زوجته التي ضعف حالها وقل مالها، حتى باتت تخدم في البيوت بالاجر، لتطعم زوجها المريض، تفعل \لك وهي الزوجة الصابرة المحتسبة، وكلما زاد الألم بأيوب، زاد صبره وحمد الله وشكره على فضائله.
أما الزوجة الوفية فقد عاشت مع زوجها محنته طوال ثمانية عشر عاما، فكانت مثالا للمرأة البارة بزوجها الحانية عليه.
وهكذا رغم المرض الشديد و الابتلاء القاسي الذي تعرض له نبي الله أيوب عليه السلام، الا انه كان ذا قلب راض و صابر، ولم يسخط لحظة و احدة، ولذلك وصفه المولى عز وجل بقوله (انا وجدناه صابرا نعم العبد انه أواب)(ص:44)
أي تواب مطيع، وسئل سفيان الثوري عن عبدين أبتلى أحدهما فصبر وأنعم على الاخر فشكر، فقال كلاهما سواء لأن الله أثنى على عبدين أحدهما صابر والاخر شاكر فقال في وصف أيوب(نعم العبد انه اواب). وقال في وصف سليمان ( نعم العبد انه اواب ) و بعد كل هذه المعاناةتوجه ايوب الي ربه بالدعاء يطلب منه كشف مابه من بلاء ( اني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين) ( الانبياء 83)
واستجاب الله دعائه، وكشف عنه البلاء بقدرته سبحانه وتعالى التي لا حدود لها، الذي يقول للشيئ كن فيكون، عندئذ جاء الفرج بوصفة ربانية بقوله تعالى L اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب) فلقد امر الله نبيه ان يضرب برجله الأرض التي نبع منها الماء العذب فشرب منه ليشفي من كل الأمراض التي في بطنه، ثم أغتسل فشفاه الله من كل ما كان يعانيه من ظاهر جسده.
رجع ايوب الي زوجته يمشي على قدميه، وهو في حالة من الصحة و النشاط، فلما رأته الزوجة الصابرة لم تعرفه، رغم انها رأت فيه شبها لزوجها قبل أن يفتك به المرض، فسألته : هل رأى زوجها المريض فقال لها نبي الله انه هو ايوب، وأن الله شفاه من كل ما أبتلاه، ثم أفاض الله عليه من نعمه بقوله تعالى (ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولى الألباب) فأرغد الله على أهله العيش فزاد نسلهم حتى بلغ عددهم عدد من مضى، فأنظر ايها اليائس وفكرهل أصابك من الضر مثل ما أصاب أيوب عليه السلام؟
هل فقدت جميع ابنائك و بناتك؟
هل فقدت كل اموالك؟
هل فقدت صحتك و عافيتك؟
هل تنكر كل الناس لك؟
ارفع عينيك الي السماء و قل يارب ..امنحني الفرج وفرج كربي فأنت وحدك القادر على ذلك.
ارفع عينيك الي السماء و قل يارب ..امنحني الفرج وفرج كربي فأنت وحدك القادر على ذلك.
وقل كما قال ايوب عليه السلام((اني مسني الضروأنت أرحم الراحمين))
ياأخواتي أليس في هذه القصة عبرة ودرس لكل من أصابه البلاء ولم يصبر عليه .
لقد نقلته لكم من كتاب (هكذا هزموا اليأس) رغبتا مني في تخفيف البلاء وتخفيف الالم على كل من ابتلاها الله في هذه الدنيا. واتمنى ان تعم الفائدة للجميع
اللهم أجعل هذا العمل خالصا لوجهك الكريم اللهم اجعله صدقة جارية لروح أخي الفقيد اللهم ارحمه برحمتك الواسعة وأدخله جنتك وارضى عنه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختكم في الله جنان

جنان jenan9 @gnan_jenan9
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

اسمعو نصيحتي
•
جزاك الله خير
الصفحة الأخيرة