( بسم الله الرحمن الرحيم )
أخواتي الفاضلات بعيداً على مشاكلكن العريضة هذه إحدى مشاكلي التي مررت بها ولم أكررها بحمدالله
في يوم من الأيام أنزلت زوجتي عند أهلها على أن أعود إليها الساعة العاشرة ليلاً , أنهيت عملي مبكراً وعدت إلى بيتي , في الطريق ارتفع عندي مؤشر الأخلاق حتى أقفل نسبة , وتذكّرت أخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام مع أهله وقول عائشة عندما سئلت ماكان الرسول عليه الصلاة والسلام يصنع في بيته قالت : كان يكون في مهنة أهله , فقلت في نفسي لما لاأطبّق هذه الأخلاق واقعاً عملياً , فاتصلت على زوجتي وقلت أنا في الطريق إليك سآتيك بعد نصف ساعة فلا تتعشي ( ففضيلتي سيعشّيك هذه الليلة ) فرحت ودعت لي , ذهبت إلى منزلنا دخلته ونزعت ثوبي وشمّرت عن ساعديّ ودخلت المطبخ , لما نظرت إلى الصحون والقدور ( ضاعت مراجلي ) واحترت كثيراً فيما سأصنع , حاولت التفكير في أي طبخة لكن لاتوجد أبراج للتفكير , أخرجت الأغراض البصل / الطماط / البهارات / السمن , نظرت إلى الساعة مضى من الوقت سبع دقائق , ارتبكت بعثرت كل شئ أمامي وضعت القدر على النار وأنا لاأدري ماذا سأصنع كانت جميع المآمير لدي مشغولة , خطرت لي فكرة جهنمية خلت بعدها أنني من أذكياء العالم , قلت لنفسي : لماذا لاأصنع ( شكشوكة ) ؟ فهي من أسهل الطبخات , وضعت السمن في القدر ثمّ وضعت القدر على النار , دقّ الهاتف رفعت السماعة كان أحد الزملاء تحدّثت معه ملياً في مواضيع شتى لم أنتبه للوقت , نظرت للساعة بقي عشر دقائق , أنهيت المكالمة على عجل وذهبت إلى المطبخ , كانت ظلل الدخان تعلو غرف البيت والرائحة تزكم الأنوف , لم أستطع الدخول إلى المطبخ من شدة الدخان والرائحة , وصلت إلى القدر حبواً كان أسود مجخياً , تذّكرت أنني لم أضع إلا السمن فقط وتركته قرابة عشر دقائق , حاولت بكل ما أوتيت من قوة أن أغسل القدر وأزيل عنه السواد لكني سرعان ما اكتشفت فشلي فخطرت لي فكرة جهنمية أخرى أن أضع القدر في صندوق النفايات لكي أخفي معالم الجريمة فوضعته في كيس وأخرجته إلى الشارع , لكن بقي الأهمّ الرائحة وألوان الطيف التي تعلو الغرف كنت أرى السواد في كل شئ , دق الهاتف رفعت السماعة تسبقني أنفاسي كانت حرمي المصون قالت : وينك تأخرت راح ساعة إلا ثلث ! قلت : جاي يابعد الناس كلهم ( مسافة السكة وحكون عندك ) أغلقت الهاتف , ثمّ بدأت مرحلة الإستنفار في المنزل فتحت النوافذ وأدرت المراوح على واحد وأشعلت الجمر ومن ثمّ طيبّت الغرف وخصوصاً مكان الجريمة ( المطبخ ) ركزّت عليه كثيراً , نظرت إلى الساعة فإذا هي التاسعة والربع كان المفترض أن أكون عند زوجتي ( رعاها الله ) الثامنة وخمس وأربعين دقيقة , وهذا يعني أني أمضيت ساعة بالتمام والكمال , ذهبت إلى زوجتي وأخذتها من بيت أهلها وتوجهّت إلى أحد المطاعم دخلت المطعم قلت : أريد عشاء رائحته قوية , قال : كيف رائحته قوية , يعني باختصار( فيه ريحه بالبيت وأبغاه يرّوحها ) قال : خذ لك سمك ومقبلات , قلت : هات اللي تبي , أخذنا العشاء وذهبنا إلى البيت , دخلت زوجتي كانت ذكية ذكاء الثعلب ( ماشاء الله , لاتنحتونها ) واجتمع ذكاؤها في أنفها , قالت : أشمّ رائحة غريبة , قلت : يعني وش , يمكن عند الجيران بعدين تعالي الله يخليك لي خلينا نتعشى مبطين عن بعض , بدأت تأكل وتلتفت وتشم قالت : أنت مبخّر البيت , قلت : أكيد عشان تستانسين وتقولين زوجي (قرم) , شهقت شهقة خلت بعدها أن قلبي سقط في صحن السمك قلت : مالك ؟ قلت : وش اللي على ثوبك السواد اللي ماليه ! ابتسمت ابتسامة صفراء وقلت : إيه أبد مبنشر وفكّيت الكفر وحاس ملابسي , قالت : عسى ماشافوك أخوياك كذا ؟ قلت : لا هذا وأنا جاي ماتشوفيني تأخرت , قالت : الحمدلله على السلامة , تعشّينا وبعد العشاء ذهبت زوجتى إلى المطبخ وأنا أحاول إنها ماتدخل كل شوي أقول عنك , قالت : الريحة هنا قوية , قلت : خلّني أطلع أصرف , أي شئ تلمسه زوجتي تلقاه أسود ( يديها ورجليها) شكّت بالأمر ماهي معقولة الجدران سوداء الأواني , أتت إليّ ففزعت إلى الصلاة , فانتظرت حتى أنهيت صلاتي ودعوت بصالح أعمالي ,قالت : وش السالفة ؟ قلت الصدق منجاة فأخبرتها الخبر اليقين , قالت : طيّب وين القدر ؟ قلت : خرج ولن يعود ,قالت : الله يجزاك خير حست علي المطبخ لاعمرك تزّين شئ ؟ قلت :
أصلاً خطرت لي فكرة جهنمية ثالثة ( أن لا أقرب المطبخ ) إلا وأنت في الأربعين , فضحكت , وضحكت .
فما أعظم الأجر لنسائنا إن صبرن على التعب والعناء ومكابدة الأولاد وعمل البيت ليتنا نصبر على همومهن كصبرهن على همومنا .
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
احلى عيون1
•
واخيرا اعترف احدهم المهم المحاوله بغض النضر عن النتائج
soolaf
•
شفتوا قد ايش نتعب ونعاني بس بالنسبة لنا امر طبيعي
نسويه واحنا مبسوطات وودنا نقدم اكثر وعمرنا ماحسيناه كثير على الزوج والاولااد
مرة ثانية لاا تقرب المطبخ
مشاركة ظريفة جدا
دمت اخي بأفضل حال إن شاء الله
نسويه واحنا مبسوطات وودنا نقدم اكثر وعمرنا ماحسيناه كثير على الزوج والاولااد
مرة ثانية لاا تقرب المطبخ
مشاركة ظريفة جدا
دمت اخي بأفضل حال إن شاء الله
umalii
•
ههههه ذكرتني بزوجي ... والله عندي اطبخ عشره اصناف ولايدخل هو المطبخ يسوي حتى شاهي
مشكور على المشاركه والطرح الجميل
مشكور على المشاركه والطرح الجميل
واخيرا نطق احد الرجال بالحق ورفع معنوياتنا
ياليت كل الرجال يعترفوا بفضل نسائهم عليهم
الله يسعدكم ويهنيكم ..ان شاء الله
ياليت كل الرجال يعترفوا بفضل نسائهم عليهم
الله يسعدكم ويهنيكم ..ان شاء الله
الصفحة الأخيرة