اقماار
اقماار
عن أنس رضى الله عنه ، أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله عز وجل : فى الحديث القدسى ( إذا تقرب العبد إلى شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإذا تقرب إلى ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتانى يمشى أتيته هرولة ) فمعنى التقرب إلى الله هو أن يؤدى الواحد منا عملا محببا إلى الله فيحبنا الله ويقربنا من رحمته ورضوانه ، بل إن الله يتقرب لنا بعفوه وإحسانه وفضله وكرمه والله سبحانه وتعالى قريب منا ألم يقل ( وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون ) . فالله سبحانه ودود وجواد فيعامل عباده المقبلين عليه برأفته وحنانته ورحمته فيقبل عليهم بوجهه الكريم ويلاطفهم بالود والحب والايثار ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ) . فالعبد كلما تقرب إلى الله بالصالحات والخيرات كلما رضى عنه ومنحه العطايا والهبات وأن الجزاء من جنس العمل ( هل جزاء الاحسان الا الاحسان ) . فعلينا أن ننوى من الآن بأن نعمل أعمالا صالحة لله نتقرب بها عند الله عز وجل . فاللهم وفقنا لما يقربنا إليك . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
اقماار
اقماار
الاستغفار والتوبة

- قال تعالى: ( وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ) هود-3
الاستغفار والتوبة جلب للمتاع الحسن والفضل العظيم.


- قال تعالى: ( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ) هود-52
الاستغفار والتوبة جلب للرزق والغيث والقوة.


- قال تعالى: ( وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ) هود-61
الاستغفار والتوبة جلب للتمكين في الأرض والاستخلاف فيها.


- قال تعالى: ( فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ) هود-61
الاستغفار والتوبة تقرب إلى الله تعالى , وجلب لاستجابة الدعاء.


- قال تعالى: ( قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) النمل-46
الاستغفار والتوبة جلب للرحمة والأمان.


- قال تعالى: ( وَاسْتَغْفِرْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً ) النساء-106
الاستغفار والتوبة امتثال لأمر الله تعالى.


- قال تعالى: ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) الأنفال-33
الاستغفار والتوبة أمان من عذاب الله تعالى.


- قال تعالى: ( الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ ) آل عمران16-17
الاستغفار والتوبة ختم للأعمال بالبركة والقبول والعمران.


- قال تعالى: ( وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) المزمل-20
الاستغفار والتوبة للتيسير والفرج والعلم النافع.


- قال تعالى: ( وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللَّهَ يَجِدْ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً ) النساء-110
الاستغفار والتوبة ابتعاد عن ظلم النفس.


- قال تعالى: ( قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر-53
الاستغفار والتوبة أمان من القنوط واليأس من رحمة الله تعالى.


- قال تعالى: ( وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) الأحزاب-35
الاستغفار والتوبة من ذكر الله تعالى الذي له الأجر العظيم.


- قال تعالى: ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) آل عمران-135
الاستغفار والتوبة أمان من النفاق والإصرار على الذنب.


- قال تعالى: ( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) البقرة-199
الاستغفار والتوبة لتيسير الأمور وتكميل القصور.


- قال تعالى: ( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ ) غافر-55
الاستغفار والتوبة اقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.


- قال تعالى: ( قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ ) ص-24
الاستغفار والتوبة ثبات عند الابتلاء وحصول الفتن.


- قال تعالى: ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً ) نوح10-12
الاستغفار والتوبة شرح للصدر , وراحة للبال , وسعادة للنفس , وجلب للأموال والأولاد والخيرات والثمرات والبركات بإذن الله تعالى.



من ثبت .. نبت
اقماار
اقماار
ست مع أحد إخوتي الذين يصغرونني بالعمر ويكبرونني في القدر والعلم رجل لن اذكر لكم اسمه ولكنه سيعرف أنه المقصود حال قراءته للمقال ، التقيت به في الغربة صدفة وما أجملها من صدفة تلاقت قلوبنا وإن كانت لم تلتقي من قبل وما أجمل التقاء القلوب التي تحمل فكراً واحداً فلذة هذا اللقاء لا تعدلها لذة أبدا ، جلست معه أياما ننتقل بين بستان الأدب وروض الفقه وحدائق الفكر ، أسامره في بعض المسائل فأجده صاحب عقل متفتح يسحبك لحب فكره سحبا وأفضل من ذلك يتقن مالا أتقنه وهو فن الإنصات وحسن الاستماع .


هو سلفي القلب والعقيدة والالتزام ولكنه متصوف الفكر والطبائع لم أجد فيه مخالفة لأوامر الله ولا لأوامر رسوله بل كان من المتمسكين بها بغير شدة تغلبه ولا لين يبعده عنها ، حاولت مرارا أن اختبره كما هي عادتي حين التعرف على صديق فما وجدته إلا واثقا من نفسه قويا في حجته لينا في مناصحته.


ناقشته في موضوع التقرب إلى الله عبر الاستغفار ولماذا يستغفر أحدنا أحيانا ألف مره ولا ينال مراده رغم أن الآية صريحة (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ، يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا ) ، والحديث (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همٍ فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب) فلماذا نستغفر ولا ننال مطالبنا بل ندعو ولا يستجاب لنا ونحن قد تجنبنا أسباب عدم الاستجابة وبعدنا عن مواطن الشبهات .


قال لي بلهجة الواثق هل كانت نيتك من وراء الاستغفار استحضار عظمه الله وقدرته أم أن الأمر عندك لم يتعدى مسألة الأخذ والطلب! ، هل تفكرت في كلمه استغفر الله أم تركت لسانك يرددها دون تمعن في معناها وماذا يراد من ورائها ، كلماته هذه أصابتني بالذهول الإجباري فلم استطع أن أخالفه استمر حديثنا ورجعت لأفكر كيف لهذا السلفي أن ينحى بفكره هذه الناحية أليست الصوفية هي من تدعوا لمثل هذه الأمور ، هل يعقل أن أكون سلفيا بتفكيري وعقليتي على منهاج أهل السنة والجماعة وأفكر بهذا التفكير.


جلست وبقربي كوب شاي مطعمٍ بالنعناع الذي يضفي طعمه على العقل راحة يحتاجها وبدأت أترك لقارب تفكيري الإبحار في هذه الإشكالية هل التفكر فيما نقول وندعو ونعتقد يدعونا إلى التقرب من الله أكثر ، وهل استحضار عظمه الله من خلال ترديد ما نقول بشكل أعمق يزيدنا قربا من الله كما يدعي الصوفية ولا يفعلون! ، نحن بحاجه إلى ترقيق القلوب وإطلاق الفكر نحو التفكر أكثر من أكثر من استقبال التلقين دون فهم أو إدراك لما نقول ، هل تفكر احدنا لماذا نستغفر الله ولماذا بالاستغفار نحقق لأنفسنا ما نريد ونرضي الله بما فعلنا ؟ هل خطرت في بال أحدنا أن يقول استغفر الله وهو يتفكر بمعنى أن الله هو الملك وسرح في خياله واستشعر عظمه الله وانه واقف على بابه يطلبه الرحمة والغفران والحصول على بغيته ومراده.


الله هو الملك وهو الغفور وهو الرحيم والرازق والرزاق هل استشعرتم يوماً وقوفكم على باب الملك تطلبونه وترجونه أن يفتح لكم ، من أدمن قرع الباب فتح له كلمه قرأتها ولكن يعلم الله أنني بدأت أطبقها على نفسي واستشعر بأنني اطرق باب الملك الجبار الوهاب وأرجوه أن يفتح لي وأتخيل وأتفكر بملكوته وقوته وعظمته سبحانه فلا أجد نفسي سوى جرم صغير بل أصغر من الصغير نفسه وهو يسمعني وينظر إلي ويحس بي بل ويتبسم ويعجب من دعائي ، استغفره وأنا اعلم أن الاستغفار باللسان لن يوصلني إلى مرضاه الملك العلاّم بل إن استغفاري له بجناني ووجداني يوصلني إلى مرضاته سبحانه .


عندما دخل السفاح عبد الله بن علي عم أبي العباس السفاح الذي أجلى بني أمية عن الشام قتل من بني أمية الكثير وجعل جثثهم تحت السماط وجلس وأكل عليه وقال لقومه من ينكر عليّ قالوا ما نعلم أحدا ينكر عليك غير الإمام الأوزاعي فدعاه وعندها علم الإمام الأوزاعي أنه مقتول لا محالة فتحنط وتكفن وودع أهله وخرج يؤم مجلس عبد الله بن علي ودخل عليه وجثث الأمويين على جانبي المجلس فسأله ما قولك يا أوزاعي في ما فعلناه ، فرد الإمام قال حدثنا فلان عن فلان عن جدك عبد الله بن عباس لما نظر رسول الله إلى الكعبة فقال مرحبا بك من بيت ما أعظمك وأعظم حرمتك ولَلمؤمن أعظم عند الله حرمة منك ،فغضب الأمير وأرعد وأزبد فما كان ممن في المجلس إلا أن رفعوا ثيابهم لكي لا يصيبهم دم الأوزاعي ولكن حدث عكس ما توقعوا فالأمير قال للأوزاعي اخرج ، فشاع الخبر وانتشر فلما قيل للأمام ما سر وقوفك وصدعك بالحق أمام هذا السفاح فقال استحضرت عظمه الله وأنني بين يديه فما شعرت إلا وأنني لا أرى من ظلم وجبروت هذا شيئا ، وقد روي أن عبد الله بن علي مر على قبر الأوزاعي بعد وفاته فقال ما كنت أخشى أحدا في هذه البسيطة سوى صاحب هذا القبر!.


هل وصل الإمام الأوزاعي لذلك الشعور عبر تخيله فقط أم أنه عاش فيه وطبقه في حياته وجعل الله نصب عينيه وأمامه ، لولا اندماج الإمام الأوزاعي بذلك الشعور ووصوله لدرجه عاليه من التفكر والخضوع لما صغر أمامه عبد الله بن علي ولكان خوفه هو المسيطر أما من تيقن بأن الله ناصره وحافظه وأن الله على كل شيء قدير يقينا لا قولا كان وقوفه أمام أي إنسان لا يعدل شيئا أمام خوفه من الله أو رجائه بأن يمن الله عليه بالثبات والفرج في أوقات الأزمات والملمات.


بعد هذا الموقف كيف سيكون تفكركم وترديدكم للأذكار والأدعية هل على نمط الترديد كآلات التسجيل والمذياع والمتصوفة أم بطريقة السلف أصحاب التفكر والاعتقاد الصحيح ! اترك لكم الإجابة؟



منقـــــــــــــــــــــوووول
اقماار
اقماار

الإستغفار وما أدرك ما الإستغفار
.
.
نعم إخواني الإستغفار كثير منا يغفل عن الإستغفار ولكن هل يدري ما فوائدالإستغفار
فهي كثيرة ومنها :
1- تقرب العبد من ربه جل وعلى
2- تكفر الذنوب الصغيرة أما الكبيرة فلا يغفرها إلا التوبة
4 - سبب في كشف الكربات
5- تحقق أميات العبد الحسنة
6- سبب في كثرة المال و الولد
.
.
.
.
.
فحرصوا إخواني على الإستغفار لكثرة منافعة
.
.
.
فاليكن شعارك دائما الإستغفار ......

منقووووووووووووول.
اقماار
اقماار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ومعنى سيد الاستغفار أي أنه يسود ويتقدم كل صيغ الاستغفار الأخرى في الفضيلة والرتبة , وهذا مقرر من كلام من لا ينطق عن الهوى .

والمتأمل فيه يجد أن هذا الدعاء قد أشتمل على التوبة والتذلل والإنابة لله سبحانه وتعالى :

ففيه أقرار من العبد بألوهية الله وذلك في قوله اللهم , و إقرار بربوبيته في قوله أنت ربي , و يقر بوحدانيته في وقوله لا إله إلا أنت , ويقر بأنه عبد مربوب له في قوله خلقتني وأنا عبدك ,
وقوله وأنا على عهدك على قولان :

الأول ( أي أنا على عهدك بالإيمان بك وبملائكته وكتبك ورسلك – أركان الإيمان الستة - )

والثاني : ( أي العهد الذي أخذ من آدم وذريته وذلك في قوله تعالى : " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم و أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين " الأعراف : 172 .

وقوله ووعدك أي الوعد الذي وعدتنا إياه وذلك في قوله تعالى : " الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ألا تعبدوا إلا الله إني لكم منه نذير وبشير وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى اجل مسمى ويؤت كل ذي فضل من فضله وأن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير" هود : 3 ,
فالوعد هو المتاع الحسن في الدنيا , ويؤتي كل ذي فضل من فضله أي دخول الجنة في الآخرة ,

وقوله ما استطعت : أي على قدر استطاعتي , فإنه سبحانه وتعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها , والاستطاعة حقيقتها أستفراغ الجهد , أي بذل كل الجهد الذي يمكن بذله وحقيقة الاستطاعة هي أن كل ما كلفنا به إلا وفي مقدورنا فعله , وعليه يجب أن نكون صادقين مع الله في الاستطاعة ,

وقوله أعوذ بك من شر ما صنعت , فيستعيذ الإنسان من شر ذنوبه وتقصيره في أمره سواء كان التقصير في القيام بشكر الإنعام و تقصيره بارتكاب الآثام , فالتقصير لا يقع فقط في أجتراح الآثام بل أيضا في التقصير على شكر الإنعام , ولا يحرم العبد من نعمة إلا بذنب أصابه , والحقيقة أن التقصير واقع ولا محالة في شكر الإنعام فقد قال تعالى : " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها " النحل : 18 .
فيستعذ الإنسان بالله سبحانه وتعالى من شر ما صنع أي من شر مغبته وسوء عاقبته , وحلول عقوبته , وعدم مغفرته أو من العود إلى مثله , فيلتجئ إلى الله من شر الأفعال وقبيح الأعمال , ورديء الخصال ,

وقوله أبوء لك بنعمتك أي أقر واعترف بنعمة الله علي فاعترف بعظيم إنعامك وترادف فضلك وإحسانك , بل وتفضلك على بفعل الحسنات ويعلم أنه هو هداه ويسره لليسرى , ولولا توفيق الله لما هداه لها ابتداء ولما يسر له فعلها , , ويقر بذنوبه في قوله أبوء بذنبي , سواء كان ذلك تقصيرا في واجب أو فعل نهي ويتوب منها في قوله فاغفر لي , فهو يسأل المغفرة من الله سبحانه وتعالى من ذلك كله , معترفا بأنه لا يغفر الذنب سواه ,

وكما قال بعضهم: أطعتك بفضلك والمنة لك وعصيتك بعلمك والحجة لك فأسألك بوجوب حجتك علي وانقطاع حجتي إلا ما غفرت لي. فرحمتك واسعة وصفحك كريم , ولا يتعاظمك ذنب أن تغفره , فأنت الغفور الرحيم .


الموضوع عبارة عن تلخيص لجزء من محاضرة بعنوان فن سياسة الذات
وقبسات من كلام شيخ الاسلام في شرح هذا الحديث

لا تنسونا بدعوة بظهر الغيب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لفت الأنظار..إلى لطائف سيد الاستغفار

هذا الدعاء العظيم كلما تأمّلت فيه..جاد عليك بكنوزه..
وإليكم بعضا من ذلكم:-

1-تضمن الدعاء جميع أصول ما يذكر المرء به ربه:-
فقوله"لا إله إلا أنت"..كلمة التوحيد..وهي أعظم الذكر كما صح الحديث بذلك "خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله"

وقوله"أبوء لك بنعمتك علي"..معناه(الحمد لله)..وقد صح أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :أما إن ربك يحب الحمد..

وقوله"خلقتني"..إلماح يستثير في النفس أن تقول:سبحان الله..قال الله"وفي أنفسكم ألا تبصرون"

وقوله"وأنا على عهدك ووعدك ""..من معاني (الله أكبر)..لأن حقيقة التكبير أن تجعل مراد الله مقدما على سائر المرادات والشهوات

وتقييده لزوم العهد بالاستطاعة في قوله "ما استطعت"..يوميء إلى (لا حول ولا قوة إلا بالله).. والحوقلة" كنز من كنوز الجنة"

أما قوله"اغفر لي"..فجلي أنه استغفار..بمثابة قول المستغفر(أستغفر الله) وما يندرج تحته

وقوله "أعوذ بك من شر"..استعاذة من الشيطان والنفس الأمارة بالسوء..وكل ما يندرج تحت مسمى الشر



قوله "أنت ربي"..اعتراف بتوحيد الربوبية..الذي يقتضي توحيد الألوهية فلهذا قال بعده"لا إله إلا أنت"

-ثم هو متضمن للدعاء"اغفر لي"..مسبوقا بمقدمة مثالية تحاكي سيدة السور "الفاتحة"..فبعد أن أثنى على الله بما هو أهله..وجعل ذلك تقدمة له وشفعة عند الله قال:اغفر لي"..فحري أن يجاب ولا ريب إن دعا خالصا من قلبه..

وبيان ذلك:-
في الفاتحة يقول العبد"الحمد لله رب العالمين"..
فهذا حمد واعتراف بالربوبية المطلقة..وفي الحديث نظيره كما تقدم
وإذا قال العبد ذلك قال الله"حمدني عبدي"

ثم يقول"الرحمن الرحيم"..فيقول الله"أثنى علي عبدي"
وعامة الحديث بألفاظه وسياقه متضمن لمعاني الرحمة.. ومنه قوله"وأنا عبدك"


ثم يقول "مالك يوم الدين"..فيقول الله تعالى مجدني عبدي ولعبدي ما سأل..ونظيره قوله "خلقتني" لأن الخالق هو وحده الخليق أن يكون مالك يوم الدين..قال تعالى"ألا له الخلق والأمر"
وكذلك قوله"لا إله إلا أنت"..
وكذلك قوله"وأبوء بذنبي"..لأن الاعتراف بالذنب للملك..لايكون إلا عن إقرار بسيادته..فأنت تبوء له..لأن يوم الدين يوم الفصل..فتقر بذنبك خضوعا وخشوعا وتوبة وإنابة

ثم يقول "إياك نعبد وإياك نستعين"..ويقابله..قوله في الحديث"وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت"..هذا جزء العبادة أما الاستعانة فنظيرها:أعوذ بك من شر ما صنعت"..لأن الاستعاذة التجاء إلى الله واستعانة به..وهنا-أي بعد "إياك نعبد وإياك نستعين" يقول الله تعالى"هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل"

فيقول"اهدنا الصراط المستقيم"..ونظيره "فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"..ولا شك أن من هداه الله صراطه المستقيم..فهو مغفور له..لكن طلب الهداية سبب..والمغفرة نتيجة..
وثمرة

ولهذا كان الدعاء سيدا..كما كانت الفاتحة أعظم سورة في كتاب الله تعالى

والدعاء السيّد..ينقسم إلى ثلاثة أقسام :-

القسم الأول:اعتراف العبد بصفات الله الكمالية وإقراره بأن الله الخالق الرب وأنه إزاء هذه النعوت:-

القسم الثاني:يظهر افتقاره إليه واعترافه بحق عبادته وأنه لا مندوحة له عن ذلك..لا عن تكليف قسري..ولكن بلهجة الحب والرغبة إليه
وهذا يقتضي أن يقدم بين يدي ربه

القسم الثالث:-الدعاء الخالص المسبوق بالإقرار بالذنب والالتجاء إلى الرب طمعا في الوقاية من شر ما صنعت النفس

ثم خاتمة الدعاء..بالعود على بدء بالاعتراف أنه لا يغفر الذنوب إلى الله..

ويلاحظ أن الدعاء ابتدأ بذكر ربوبية الله ثم ألوهيته ثم ذكر الخلق ثم ذكر العبودية
وهذا التتابع غاية في الترابط والجودة لأن الرب الحقيقي هو المستحق للألوهية من الخلق وما وجد الخلق إلا للعبادة
وهذه العبادة بكل صورها تشق على النفوس فيلزم استجلاب العون لكن الطريق طويلة ومليئة بالمعوقات فناسب أن يستعيذ المرء من شر ما صنع ومرده وسوسة الشيطان وداعي النفس الأمارة بالسوء

ولكن قد يقر الإنسان بذنبه أمام الآخر..دون أن يكون هذا الآخر متفضلا عليه
وقد ينعم أحد على أحد..دون أن يرتكب الأول ما يستدعي اعتذاره واعترافه بخطأ في حقه
فلايكون الافتقار كاملا إلا بكمال المنّة باجتماع الأمرين
فلهذا قال:أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي"

فإذا تم ذلك بذكر نعمة المنعم..كانت الاستعاذة حرية أن تطهر العبد..وتقيه من الذنوب لأنه محاط بالفضل من جهتين..جهة تقصيره بشر ما صنع..وجهة ثبوت نعمة المنعم لا مجرد غفران الذنب والمسامحة..

أما وقد حصل ذلك
أصبح الطريق معبدا جدا أمامه ليقول
اغفر لي..لأنه استكمل عرى الشكر

واختتم الدعاء بإقرار إفراد الله تعالى بأنه الوحيد الذي يغفر الذنوب..
فالعباد مضطرون إليه وحاجتهم إلى عبادته وتقواه أشد من حاجتهم للطعام والشراب..بل الهواء..

هذا والله تعالى أعلم