
تعبت من الناس. تحديدًا من البيئات
الثقيلة، أو بيئات العمل المستنزفة للطاقة.
أريد أجواءً أكثر حميمية، أريد الاختباء
في جزيرتي الصغيرة بعيدًا عن الناس.
أريد عالمًا هادئ لا أسمع فيهِ سوى
صوتي. وتكون حياتي لي، ليست كلعبة
البازل أوزعها بين الناس، وأجامل فلانة
وعلانة. وأتحمّل فلان وعلان. وأحاول
ترميم حياة آخرين، لأنني أشفق عليهم.
ولكن هؤلاء الآخرين يستنزفوني، ويحاولون
التغذية على جثتي، ويحاولون اقتحام
ما تبقى من راحتي. وإن استلطفتهم لكنّهم
يضروني.
أريد وقتي لي. أريد أن ألهو كما كنت طفلة، أريد
أن أبذل جهدًا بلا أن تحسدني غيورة
قريبة لأنّها متكاسلة، أريد أن أمرح كما كنت،
بلا أن تسعى لأن تسبقني غيورة مريضة،
وأن أركض بلا أن توقفني إحدى الناس لكي
أقدم لها مساعدة..
لقد تعبت من إعانة الآخرين،
ولا أريد من أحدٍ أن يعينني ولكنّني أرجو
أن يعطوني متسعًا من الوقت لأعين نفسي.
وأتنفس..
وأتنفس...
وأتنفس....
فإنهم حرموني حتى التنفس بهدوء بإقحامهم
إياي في أمورهم..