لا أعرفك ,,,,, قصة قصيرة

الأدب النبطي والفصيح

التفت نحو صوت أعرفه حق المعرفة .. صوت يغرق بالحنان والحب .. صوت تشوبه بحة محببة لا يمكن أن يكون إلا لصديقتي .. صديقتي التي قضيت معها سنين طويلة .. كنت في أحد المحال التجارية حينما رأيتها ..

إنها صديقتي التي لم أرها منذ تزوجت .. يااااه لقد مضى على آخر مرة التقيت بها زمنا طويلا .. كان آخر عهدي بها لقاء جمعنا في آخر سنة جامعية .. كانت تنتظرني في إحدى القاعات الدراسية .. تتعجل الدقائق لملاقاتي .. ترتسم الحيرة والقلق على محياها .. هبت واقفة عندما شاهدتني قادمة .. اقتربت مني تحييني بابتسامتها .. أمسكت بيدي وبلهفة قالت : ها .. ماذا فعلت ؟
أجبتها بلهجة حاسمة : يبدو أن لا نصيب لك فيه ..

أغمضت عينيها وتهاوت على أقرب كرسي في القاعة .. وغطت وجهها بكفيها .. ولبثت على ذلك فترة غير قصيرة آثرت خلالها الرحيل .. فكان ذلك المشهد هو مايتراءى لي دائما عندما أتذكرها ..فقد طغى على كل المشاهد التي جمعتني بها ..التفتت صديقتي نحوي فخفق قلبي لها ورسمت ابتسامة مرتجفة على شفتي .. خلتها عرفتني ..لكن الأمر يبدو غير ذلك .. فقد انشغلت بحديث مع رفيقتها ..

لازلت أحتفظ بالرسالة التي أعطانيها لأوصلها لصديقتي .. فقد كان ابن خالتي وكنت الوحيدة التي أعلم بالحب الصادق الذي جمعهما .. قتلني الفضول لأقرأ فحوى الرسالة .. كما سيطرت على وجداني غيرة عمياء من ذلك الحب الذي يعيشانه .. كان يطلب منها في رسالته أن تصبر وتتأنى شهرا أخر ليتمكن من التقدم لخطبتها .. طمعت فيه .. ولم أكن قبل ذلك أفكر به كزوج أبدا .. لا أدري ماذا دهاني .. ربما استكثرت على صديقتي الفوز بشاب يتمتع بصفات كثيرة تتمناها الفتاة في فارس أحلامها .. آثرت أن أظفر به .. وبقليل من الكذب استطعت ذلك.. أخبرته أنها لن تنتظر أكثر من ذلك بل ستتزوج الشاب الذي وافق عليه والدها ..
أتذكر جيدا كيف صمت حينا طويلا ثم أقفل عائدا من حيث أتى محوقلا طوال الوقت ..

لم أتفاجأ حين خطبت له .. لا أدري كيف كان شعوري .. لم أكن فرحة ولم أكن حزينة .. كل ماكان يؤرقني هو بماذا أبرر لصديقتي مافعلت ؟.. انشغلت بعد ذلك في معمعة التجهيز للزواج حتى أنني لم أعد أفكر بالسبب المجهول الذي دعاني للزواج بشخص لم أشعر تجاهه بمشاعر الحب لاقبل ولا بعد ..هو قبول فحسب ..

انتبهت من سرحاني على صوتها الرقيق وهي تعتذر لاحتكاكها بي غير المقصود .. يبدو أنها لم تعرفني بعد رغم أنني لم أتغير كثيرا ولازال لون عيني يميزني .. لا أعرف حقيقة كيف لم تتعرف علي .. لم يبد عليها معرفتي أبدا ..
قررت أن أبادرها بالسلام .. هممت به فإذا بي أجد صوتي متهدجا ونظراتي لا تجيد التركيز بعينيها الجميلتين ..
تذكرت كيف رأيتها تغالب دموعا لامعة ليلة زواجي .. كانت ضمن الحاضرات .. كنت أتهادى كأجمل ما أكون ..حين اصطدمت عيناي بها فرأيت ما رأيت وواصلت طريقي وسط موسيقى صاخبة ورقصات مجنونة ..

أفقت من ذكرياتي لأسألها : يبدو أنك لاتتذكريني .. أليس كذلك ؟
ردت باسمة : ليت الأمر كذلك .. فأنا لا أعرفك ولم أعرفك ..

ساد صمت رهيب خلتها تسمع مايدور في خلدي .. رأيتها أمامي تتهاوى على الكرسي في القاعة الدراسية منذ سنين طويلة .. ورأيته يائسا محبطا يمضي محوقلا .. وهاأنا أرى نفسي واقفة مشدوهة محرجة أمام نفسي .. بينما خرجت من المحل تواصل حديثها مع رفيقتها ..
16
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام توتي*
ام توتي*
قصه جميله
لكن تقققققهر وتستاهل الموقف اللي تعرضتله
فيض المحبة
فيض المحبة
قصة جميلة :26:
شيفون
شيفون
ام توتي* ,, أشكرك جزيل الشكر على اطلاعك وتعليقك :26: :26:
شيفون
شيفون
فيض المحبة ,,
لك كل شكري واحترامي :26: :26:
امرأة صغيرة
امرأة صغيرة
مشكوره اختي شيفون على القصة الرائعة:26: