بسم الله الرحمن الرحيم
_ لا الــــــــــه الا الله _
كلمة عظيمة قامت لأجلها الأرض و السماوات ، و خلقت جميع المخلوقات ، و بها أرسلت الرسل ، و أنزلت الكتب ، و شرعت الشرائع ، و لأجلها نصبت الموازين ، ووضعت الدواوين ، و قام سوق الجنة و النار ، و انقسمت الخليقة الى المؤمنين و الكفار ، و الأبرار و الفجار ، فهي منشأ الخلق و الأمر ، و الثواب و العقاب ، و هي الحق الذي أسست عليه الملة و نصبت القبلة ، و عنها يسأل الأولون و الآخرون يوم القيامة ، فلا تزول قدما عبد بين يدي الله حتى يسأل عن مسألتين : ماذا كنتم تعبدون ؟ و ماذا أجبتم المرسلين ؟
فجواب الأولى : بتحقيق كلمة التوحيد لا اله الا الله علما و اقرارا و و عملا .
و جواب الثاني : بتحقيق أن محمدا رسول الله علما واقرارا و انقيادا و طاعة . ( انظر : زاد المعاد لابن القيم (34/1 )
1_ مـــدلول و معنـــى كلمـــة التوحيــــد :
ان كلمة التوحيد لا اله الا الله هي خير الذكر و أفضله و أكمله ، لا تكون مقبولة عند الله بمجرد التلفظ باللسان فقط دون قيام من العبد بحقيقة مدلولها و تطبيق لأساس مقصودها من نفي الشرك و اثبات الوحدانية لله مع الإعتقاد الجازم لما تضمنته من ذلك و العمل به .
_ دلالة لا اله الا الله معناها : لا معبود حق الا اله واحد ، و هو الله وحده لا شريك له ، و الإله في اللغة هو المعبود .
و لا اله الا الله : أي لا معبود حق الا الله كما قال تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}( الأنبياء : 25) مع قوله تعالى : (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) ( النحل 36)
و لهذا لما قال النبي صلى الله عليه عليه و سلم لكفار قريش قولوا : لا اله الا الله قالوا : ( أجعل الآلهة إلهاًواحداً إنّ هذا لشيء عُجاب ) ( ص : 5) .
و قال قوم هود لنبيهم لما قال لهم : قولوا لا اله الا الله قالوا : ( أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا) ( الأعراف 70) . قالوا ذلك و هو انما دعاهم الى لا الله الا الله لأنهم فهموا أن المراد بها نفي الألوهية عن كل من سوى الله و اثباتها لله وحده لا شريك له .
فلا الله الا الله اشتملت على نفي و اثبات ، فنفت الإلهية عن كل ما سوى الله تعالى فكل ما سوى الله من الملائكة و الأنبياء فضلا عن غيرهم فليس بإله ، و ليس له من العبادة شئ ، و أثبت الإلهية لله وحده بمعنى أن العبد لا يأله غيره أي لايقصده بشئ من التأله و هو تعلق القلب الذي يوجب قصده بشئ من أنواع العبادة كالدعاء و الذبح و النذر و غير ذلك .
و قد جاء في القران الكريم نصوص كثيرة تبين معنى كلمة التوحيد لا اله الا الله و توضيح المراد بها : و من ذلك قوله تعالى : ( وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) ( البقرة 163)
و قوله تعالى : ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ) ( البينة : 5) و الآيات في هذا المعنى كثيرة جدا .
_ و كلمة _ لا اله الاالله _ ليست اسما لا معنى له ، أو قولا لا حقيقة له ، أو لفظا لا مضمون له ، كما يظنه بعض الظانين الذين يعتقدون أن غاية التحقيق في ذلك هو النطق بهذه الكلمة من غير اعتقاد في القلب بشئ من المعاني أو التلفظ بها من غير اقامة لشئ من الأصول المباني و هذا قطعا ليس هو شأن هذه الكلمة العظيمة ، بل هي اسم لمعنى عظيم و قول له معنى جليل و هو أجل من جميع المعاني .
و حاصله البراءة من كل ما سوى الله و الإقبال على الله وحده خضوعا و تذللا و طمعا و رغبا و انابة و توكلا و دعاء .
فصاحب لا الله الا الله لا يسأل الا اله و لا يستغيث الا بالله و لا يتوكل الا على الله و لا يرجوا غير الله و لا يذبح الا لله و لا يصرف شيئا من العبادة لغير الله و يكفر بجميع ما يعبد من دون الله و يبرأ الى الله من ذلك .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_ 2 _ فضـــــــــــــــــا ئلهـــــــــــــا
ان لهذه الكلمة الجليلة فضائل عظيمة ، و فواضل كريمة ، و مزايا جمة ، لا يمكن لأحد استثصاؤها ، و مما ورد في فضل هذه الكلمة في القران الكريم أن الله تبارك و تعالى جعلها زبدة دعوة الرسل ، و خلاصة رسالاتهم ، قال تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) ( الأنبياء : 25) و قال تعالى : (وَلَقَدْ بَعَثْنَاكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فِي ) ( النحل : 36) ، وقال سفيان بن عيينة (ما أنعم الله على عبد من العباد نعمة أعظم من أن عرفهم بلا اله الا الله ) (1) .
_ ومن فضائلها : أن الله وصفها في القران بأنها الكلمة الطيبة ، قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ﴿٢٤﴾ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) ( ابراهيم : 24) .
_ و هي القول الثابت في قوله تعالى يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) ( ابراهيم : 27) .
_ و هي العهد في قوله تعالى : ( لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا) ( مريم : 87) . و روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ( العهد : شهادة أن لا اله الا الله ، و يتبرأ الى ا لله عزوجل من الحول و القوة ، وهي رأس كل تقوى ) (2) .
_ و من فضائلها أنها العروة الوثقى التي من تمسك بها نجا ومن لم يتمسك بها هلك ، قال تعالى : ( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ) ( البقرة : 256) .
_ هي الكلمة الباقية التي جعلها ابراهيم الخليل عليه السلام في عقبه لعلهم يرجعون ، قال تعالى : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ(26)إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِي(27)وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) ( الزخرف : 26_ 28) .
_ و هي كلمة التقوى التي ألزمها الله أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و كانوا أحق بها و أهلها ، قال تعالى : ( إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فأنزل اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بها وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) ( الفتح : 26)
_ و هي منتهى الصواب و غايته : قال تعالى : (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا) ( النبأ : 38) _ قال عكرمة : ( الصواب : لا اله الا الله ) .(3) .
_ و هي دعوة الحق المراد بقوله تعالى : ( لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ) ( الرعد : 14) .
_ وهي الرابطة الحقيقية التي اجتمع عليها أهل دين الإسلام ، فعليها يوالون و يعادون ، و بها يحبون و يبغضون ، وبسببها أصبح المجتمع المسلم كالجسد الواحد و كالبينيان المرصوص يشد بعضها بعضا .
_ وهي أفضل الحسنات ، قال تعالى : ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) ( النمل : 89، القصص: 84) _ وقد ورد عن ابن مسعود ، و ابن عباس ، و ابن هريرة ، و غيرهم : أن المراد بالحسنة : ( لااله الا الله ) (4) .
_ هذه بعض فضائل هذه الكلمة العظيمة من خلال ما ورد في القران الكريم ، و سنذكر بعض فضائلها من خلال ما ورد من ذلك في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم .
_ من فضائلها أنها لو وزنت بالسموات و الأرض رجحت بهن كما في المسند عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم : ( أنّ نوحا قال لابنه عند موته : آمرك بلا إله إلا الله، فإنّ السماوات السبع لو وضعت في كِفّة، ووضعت لا إله إلا الله في كِفّة رجحت بهنّ لا إله إلا الله ، و لو أنّ السماوات السبع في حلقة مبهمة لقصمتهنّ لا إله إلا الله ) (5)
_ و من فضائلها أنها ليس لها دون الله دون الله حجاب :ففي الترمذي باسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه سلم أنه قا ل : ( ما قال عبد لا إله إلا الله مخلصا إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنب الكبائر) (6) .
_ ومن فضائلها أيضا أنها أفضل الأعمال و أكثرها تضعيفا و تعدل عتق الرقاب و تكون لقائلها حرزا من الشيطان ، كما قال في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( من قال لا اله الا الله وحده لاشريك له ، له الملك و له الحمد و هو على كل شئ قدير في اليوم مئة مرة كانت له عدل عشر رقاب و كتب له مائة حسنة ، و محي عنه مائة سبئة ، و لم يأت أحد بأفضل مما جاء به الا أحد عمل أكثر من ذلك ) (7) .
(1) _رواه ابن جرير في تفسيره : (78/11)
(2)_ رواه الطبراني في الدعاء (1518/3).
(3)_ رواه الطبراني في الدعاء( 1520/3)
(4)_ انظر الدعاء للطبراني (1497/3_ 1498)
(5)_ المسند (170/2)، و صححه الألباني في السلسلة الصحيحة ( رقم : 134)
(6) _ سنن الترمذي (رقم : 3590) ، و حسنه العلامة الألباني في صحيح الجامع ( رقم : 5648)
(7) _ صحيح البخاري (رقم : 3293) ، و (رقم : 6403) ، و صحيح مسلم ( رقم : 2691) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3_ شـــــــــــروطهــــــــا :
قد تقدم معنا ذكر شئ من فضائل كلمة التوحيد ، و كل مسلم يعلم أن كل طاعة يتقرب بها العبد الى الله لا تقبل الا بشروط و جميع العبادات كذلك لا تقبل الا بشرطها المعلومة في الكتاب و السنة .
و باستقراء اهل العلم لنصوص الكتاب والسنة تبين ان لا اله الا الله لا تقبل الا بسبعة شروط ، وقد جمع بعض اهل العلم هذه الشروط السبعة في بيت واحد فقال:
علم يقين واخلاص وصدقك مع ... محبة وانقياد والقبول لها .
و سنقف وقفة مختصرة مع هذه الشروط لبيان المراد بكل واحد منها ؛مع ذكر بعض ادلتها من الكتاب والسنة.
1_ العـــــــــــلم بمعناها المراد منها نفيا واثباتا المنافي للجهل لقوله تعالى : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)اي نعبدك ولا نعبد غيرك ؛ونستعين بك ولا نستعين بسواك.
وثبت في صحيح مسلم من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (

2_ اليقين المنافي للشك و الريب ، قال تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) ( الحجرات : 15)
وثبت في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(اشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله؛ لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما الا دخل الجنة) (2)
3_ لاخلاص المنافي للشرك والرياء ، قال تعالى : ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ) ( البينة : 5)
وفي الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال(اسعد الناس بشفاعتي من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه) (3) فاشترط الاخلاص.
4_ الصدق المنافي للكذب ، قال تعالى : ( إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) ( المنافقون : 1)
وثبت في الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ؛عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

5_ المحبة المنافية للبغض والكره؛ قال تعالى : ( 'وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِوَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاًلله )( البقرة : 165)
وفي الحديث

6_ القبول المنافي للرد ، قال تعالى : (ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ) ( يونس : 103) .
7 _ الانقياد المنافي للترك ، قال تعالى : ( وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى)( لقمان : 22) .
فهذه هي شروط لا اله الا الله ؛ليس المراد منها عد ألفاظها وحفظها فقط ، و ا نما المطلوب هو العلم والعمل ليكون المرء بذلك من اهل لا اله الا الله صدقا؛ ومن اهل كلمة التوحيد حقا والموفق لذلك والمعين هو الله وحده؛فنسأله سبحانه أن يوفقنا واياكم لتحقيق ذلك والحمد لله.
(1) _ صحيح مسلم ( رقم : 26)
(2) _ صحيح مسلم ( رقم : 27)
(3) _ صحيح البخاري ( رقم : 99)
(4) _ صحيح البخاري ( رقم : 128) ، و صحيح مسلم ( رقم : 32)
(5) _ مسند الإمام أحمد ( 286/4) و حسنه العلامة الألباني في الصحيحة ( رقم : 1728)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4 _ نواقــــــض شهـــــــادة أن لا اله الا الله
من الواجب عل كل مسلم أ ن يعرف الأمور التي تناقض كلمة التوحيد لا اله الا الله ليكون منها على حذر ، وأشد هذه النواقض خطرا و أكثرها وقوعا عشرة نواقض ذكرها غير واحد من أهل العلم رحمهم الله ، و فيما يلي ذكر لهذه النواقض على سبيل الإيجاز ليحذرها المسلم و ليحذر منها غيره من المسلمين و العافية منها .
1 - الشرك في عبادة الله ، قال الله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) ( النساء : 48) ، ومن ذلك دعاء الاموات والاسثغاثه بهم والنذرر والذبح لهم ونحو ذلك .
2- من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسالهم الشفاعة ويتوكل عليهم فقد كفر اجماعا قال الله تعالى (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شفعاؤنا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) ( يونس : 18) .
3- من لم يكفر المشركين او شك في كفرهم او صحح مذهبهم كفر .
4- من اعتقد ان هدي غير النبي صلي الله عليه وسلم اكمل من هديه اوان حكم غيره احسن من حكمه فهو كافر .كالذين يفضلون حكم الطاغوت على حكمه سبحانه و تعالى .
5- من ابغض شيئا مما جاء به الرسول صلي الله عليه وسلم ولو عمل به فقد كفر لقوله تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) ( محمد : 9) .
6- من استهزا بشئ من دين الرسول صلى الله عليه وسلم او ثوابه او عقابه كفر والدليل قوله تعالى ( قل بالله واياته ورسوله كنتم تستهزؤون لاتعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم ) ( التوبة : 65، 66) .
7- السحر و منه الصرف و العطف ، فمن فعله او رضي به كفر والدليل قال الله تعالى ( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىيَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ) ( البقرة : 102) .
8- مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين والدليل قوله تعالى ( وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )( المائدة : 51) .
9- من اعتقد ان بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر والدليل قوله تعالى (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)( آل عمران : 85) .
10- الاعراض عن دين الله لايتعلمه ولا يعمل به والدليل قوله تعالى ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ... رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ) ( السجدة : 32) .
فهذه الامور من نواقض كلمة التوحيد لااله الا الله فمن وقع في شئ منها والعياذ بالله انتقض توحيده وانهدم ايمانه ولم ينتفع بقوله لااله الا الله .
نساله سبحانه ان يوفقنا جميعا لما يرضيه وان يهدينا وجميع المسلمين صراطه المستقيم انه سميع مجيب قريب .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : فقه الأدعية و الأذكار
للشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر _ حفظهما الله _ بتصــــــــــــرف .
(( أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ))
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
اللهم أغفرلي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والاموات