بسم الله الرحمن الرحيم
لاتتبعوا خطوات ا لشيطان
من مداخل الشيطان على الإنسان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واهتدى بهداه أما بعد:
لو تأملت في سبب العصيان لله تعالى تجد أنَّ مبدأََََََهُ خطراتٌ خَطَرَتْ للإنسان ثم انقلبتْ أفكاراً ثم تخطيطاً وهمَّاً ثم عَزْماً ثم فِعْلاً ولذا يقول سبحانه وهو العليم بما يُصلح خلقَه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ) أي أنَّ مَنْ يتبع خطوات الشيطان فإنَّه سيصير كالشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر ولن يكتفي بالسوء في نفسه حتى يدلَّ عليه غيرَه فَيَضل ويُضِل والعياذ بالله تعالى، وقال سبحانه في النهي عن فاحشة الزنا (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً) ولاحظْ معي أنه قال سبحانه (وَلاَ تَقْرَبُواْ) لأن مبدأ الزنى خطرة ثم فكرة ثم نظرة محرمة إما مباشرة وإما في مجلة خليعة أو لقطة في الإنترنت ونحو ذلك ثم تتحول إلى شهوة وعَزْم جادٍّ على مواقعة المحرم، ومن اجتنب البدايات سلم من النهايات الأليمة وأراح قلبه وفكره بل وأحسَّ بالانتصار في المعركة مع الشيطان، بل سيعوضه الله إيماناً يجده في قلبه، والمعاصي أيها الإخوة كالسهام تخترق جسم الإنسان وتثخنه بالجراح وربما كان أحدُ السهام سبباً في موت الإنسان على خاتمة سيئة عياذاً بالله، ولذا قال ابن القيم رحمه الله ( رُبَّ جراحاتٍ وقعت في مَقْتل).ما أحوجنا أيها الإخوة ونحن الضعفاء الفقراء إلى اللجوء إلى الله سبحانه في كل حين ألم تسمع دعاء يوسف عليه السلام حينما كادت له النسوة وكيدهن عظيم التجأ إلى ربه ومولاه ضارعاً مبتهلاً( وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ) فماذا كانت نتيجة ذلك الخشوع والخضوع والدعاء الصادق (فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) إن أحوجَ ما نحتاج إليه توبة ٌ صادقة نتعاهدها بين الفينة والأخرى وعزمٌ وهمةٌ عالية على إرضاء الرحمن ودحر الشيطان الرجيم الذي لن ينفعَ أتباعَه يوم القيامة بل سيتبرأ منهم ويقول (فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ) أي ما أنا بمغيثكم وأنتم لن تغيثوني.
أيها الأخ المبارك: لا تتبع خطوات الشيطان فيما حَّرم الله عليك فلمْ يحّرمِ اللهُ عليك شيئاً إلا وفيه مضرة عليك ( حكمة بالغة ).
لِمَ تعرض نفسك للنار بسنتمتر واحد من ثوبك تطيله أسفل من الكعبين ؟! ما الذي سيضيرك إن أبقيت لحيتك وزينة الرجال ودليَل محبةِ الحبيب صلى الله عليه وسلم ؟! كيف إيمانك ؟ كيف توحيدُك وإخلاصك ؟ لِمَ تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟! أليس السواكُ خيراً لك من الدخان ؟! أليس القرآن الكريم وهو يُرتَّل غضاً ندياً أفضلَ لك من أُغنية محرمة ساقطة لا تزيد إيمانَك إلا ضعفاً ينفذ منه الشيطان إلى قلبك فيُرْديك،
ونداء آخر نوجهه إلى أختنا المسلمة في الله تعالى ألاّ تتبع خطوات الشيطان في حجابها بعد أن كان محتشماً ليصبح سافراً فاضحاً مغضباً لله تعالى ولتعلم أنه عبادة وفريضة وقربة تتقرب به لله وليس عادة أو تقاليد موروثة كما يقول البعض هداهم الله.
أيها الأخ الموفق:-
إننا نحب لك ما نحب لأنفسنا فلا تجعل للشيطان عليك سبيلاً ما الذي يحول بينك وبين خالقك ومولاك ؟! إنه يدعوك للتوبة والإنابة مهما كنت مسرفاً على نفسك بل ويشرفك بلقب العبودية ويفتحُ لك أبواب الأمل لتفتحَ أنت صفحةً جديدة معه أتدري لماذا ؟
ليدخلك جنته ودار كرامته فما أكرمك يا الله وما أعظمك يا رب (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ). كيف بك وقد أُبدلت سيئاتك حسنات فاغتاظ عدّوُك الشيطانُ أيَّما غيظ. أسأل الله لك توفيقاً وسداداً وهدايةً ورشدا.
اللهم فاطر السماوات والأرض عالمَ الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكَه نعوذ بك من شر نفوسنا ومن شر الشيطان وشِرْكه وأن نقترف على أنفسنا سوءاً أو نَجُرَّه إلى مسلم.
وكـــــــــــتبه الفقير إلى الله
القاضي في محكمة الضمان والأنكحة بجدة
سعد بن عبد الرحمن العويرضي

الاصيل @alasyl_3
مشرفة الواحة العلمية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️