الأب في العائلة لا يمثل السلطة فحسب بل إنه نموذج وقدوة بالإضافة إلى الأم, وأنه المثل الأعلى أيضاً للأبناء فالتربية لا تتم فقط من خلال الوسائل المباشرة الواعية المتمثلة بقيام الأب والأم بوضع الحدود والضوابط ومتابعة إلتزام الأولاد بها وعدم خروجهم عليها...
وإنما يتم القسط الأكبر من العملية التربوية بطريقة لا شعورية إلى حد كبير, وذلك من خلال أثر الوالدين كنموذج لابنائهم.
لكن عندما يُرفع الستار وتنكشف أمام الأم حقيقة مخزية في شخصية الأب فما تستطيع الأم أن تفعله فهل تخبر ابناءها عن هذه الحقيقة أم لا ؟
للإجابة على هذا السؤال توجهت للأختصاصية الأجتماعية "إيمان القوصي" كما جاء فى صحيفة"أخبار سوريا"قائلة: إن لدى الإبن ميلاً نفسياً عميقاً إلى التشبه بأبيه, ومن خلال الصورة التي تتكون لدى الصبي يعتبره مثالاً يحلم الصغير بتحقيقه في نفسه عندما يكبر, وحتى البنت تأخذ من صورة أبيها بعض الصفات المهمة لتكوين شخصيتها وبنائها الخلقي.
وعملية التمثل هذه تكون في أحسن أحوالها عندما تكون العلاقة بين الطفل ووالديه دافئة وحميمة وقائمة على الحب, خاصة عندما يمضي الأب والأم وقتاً طويلاً مع الطفل, بحيث يرى الطفل والديه في مواقف حياتية متنوعة ويرى كيف يتصرفان ويلاحظ القيم التي يؤمنان بها والتي تحكم سلوكهما.
وإن أي تشويه لصورة أحد الوالدين في نظر الأطفال تؤدي إلى القلق النفسي وهذا القلق أو الاضطراب في تكوين الهوية هما من أكبر أسباب الأنحراف عند المراهقين, وإن كان للأب عيوب أو انحرافات وكان يستتر بها عن عيون أولاده فإن خير ما تفعله الأم هو أن تستر ذلك عنهم, وتحافظ على صورته الجميلة في عيونهم, فذلك مهم للأولاد ولتكوين شخصياتهم وأخلاقهم.
ومن أكبر الأخطاء أن تقوم الأم بتعرية عيوب زوجها أمام أولادها فذلك يمكن أن يجعل الأولاد يقلدون أباهم في انحرافه إن كان الأب قد نجح في كسب حب أولاده, فالحب يجعلهم يغفرون لأبيهم انحرافه ويجعلهم يميلون إلى التشبه به, رغم معرفتهم بعقولهم أنه منحرف.
وفى النهايةأخيراً تقول: إذا غضبت زوجة من زوجها فلتتجنب بث همومها وتعبها لأبنائها لأن ذلك ضار جداً بنفسياتهم, حتى نقل الغضب الذي في نفسها تجاه زوجها عليها أن تكبته ولا تظهره أمام الأولاد, فإن كتمان الأمر خير لها من انحراف أولادها ووقوعهم في مالا تحمد عقباه.
koketa @koketa
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
موضوع حلو