د.مشبب القحطاني

د.مشبب القحطاني @dmshbb_alkhtany

إمام وخطيب مفكرة المجلس عضو في جماعة التوعية الإسلامية

لا تحولوا العيد عن أهدافه النبيلة .. خطبة عيد الفطر عام 1424هـ

الملتقى العام

أما بعد أيها المسلمون :

أخرج الامام أحمد عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا . فَقَالَ مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ ؟ قَالُوا كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ .. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ )


نخرج من هذا الحديث أن فرض العيد وتحديده من الله سبحانه تعالى ، وليس لأحد من الخلق تدخل فيه ، فهو ليس مناسبة وطنية ولا شعبية ولاحزبية ولا شيء من ذلك ..بلهو مناسبة شرعية دينية شرعها الله تعالى من فوق سبع سمواتٍ لعباده المؤمنين لحكم يعلمها جل وعلى .
فالعيد بالنسبة لنا أمة الاسلام يعني أشياء كثيرة ، فهو يدعوا الى معان سامية ، وأهداف نبيلة ، ويسعى الى تحقيق مرضات الله تعالى ، ثم سعادة المجتمع .


فعيد الفطر يأتي في نهاية شهر الصيام الذي أمر الله بصيامه حين قال ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) وعيد الأضحى يأتي بعد يوم عرفة والذي قال فيه النبي صلى الله لعيه وسلم ( الحج عرفة ).

يأتي العيد ليذكرنا بنزول هذا الدين . فعيد الفطر يذكرنا ببداية الإسلام وعيد الأضحى يذكرنا بتمام الإسلام .

فعيد الفطر يأتي ويذكرنا بنزول القرآن الكريم على قلب محمد صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ) يذكرنا بانطلاقة النور إلى أنحاء العالم ، وبداية الهداية للبشرية جمعاء ..كما قرر ذلك المولى جل وعلى بقوله ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ، مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ ، وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ، وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )
وعيد الأضحى يذكرنا بإتمام هذا الدين ، حيث نزل قوله تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) نزلت هذه الآية في يوم عرفة في حجة الوداع .
فالعيد إذا مناسبة دينية بحتة ، يؤكد هذا ما سبق إضافة إلى أن يوم العيد يفتتح بصلاة خاصة ، تسمى صلاة العيد ، ويسبق هذا التكبير المطلق من غروب شمس آخر يوم من رمضان إلى دخول الإمام إلى المصلى .

ومن معاني العيد انه فرحةٌ وسرور وبهجةٌ وحبور ، فبإتمام الصيام والقيام يفرح المسلمون بعيد الفطر ، وبإتمام الحج ، وبنهاية الأيام العشر يفرح المؤمنون بعيد الأضحى.
فإتمام الصيام لوحده فرحة .. فكيف إذا أضيف إليه قيام الليل والعمرة وزكاة الفطر و تفطير الصائمين وختم القرآن وغير ذلك من أعمال البر المختلفة ، إضافة إلى المعافاة في البدن والأمن في الوطن .. هذه الأمور وغيرها مدعاة للفرحة الغامرة ، والسرورِ الكبير ، وهذا مما أمر الله به حين قال ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) وهذا ما أكده المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال ( لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ ، فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ ).

والفرح يتمثل في شكر الله تعالى ، والتزين يوم العيد ، وتبادل الزيارات بين الأصدقاء والأقارب والأرحام ، والحرص على إظهار الفرحة على الوجوه ، وإدخال السرور على القلوب بما لا يغضب الله ، خصوصا أن الرسول صلى الله عليه وسلم حث على ذلك ، ونهى عن صيام يوم عيد الفطر ويوم النحر ، حتى تتم الفرحة للجميع .

والله قد أباح للناس اتخاذ الزينة والفرح بها على مدارس الساعة وشنع على من منعها وحرمها فقال (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) ..ودعا سبحانه صراحة الى ما يدل على الفرح والسرو والتمتع بالطيبات من لبس جميل واكل وشرب من غير اسراف ولا تبذير وذلك في قوله ( يَابَنِي ءَادَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ، وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ(31) هذا في الأحوال العادية ، والاعياد من باب أولى .

ومن معاني العيد الدعوة إلى تقوية الروابط الاجتماعية وتفقد أحوال المجتمع من قبل الجميع .. ولهذا شرعت زكاة الفطر على كل مسلم صغير أو كبير ذكر أو أنثى ، تدفع للمحتاجين قبل صلاة العيد بيوم أو يومين ، لتكون عونا للفقير كي يشارك أفراد المجتمع الإحساس بمعنى العيد يقول فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم (زكاه الفطر طهره للصائم من اللغو و الرفث ، و طعمه للمساكين ) ..
وفي الحج شرعت الأضحية والهدي على مدى أيام التشريق ، وذلك شكرا لله تعالى ، وسدا لحاجة المحتاجين ، وإدخال السرور والفرحة على النفوس .

وهذه اللمسات الإنسانية في التشريع الإسلامي تحقق للمجتمع استقرارَه وأمنه وترابطَه ، وتزيد من المودة والتعاطف بين الأغنياء وإخوانهم المحتاجين ، حتى يتحقق فيهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين قال ( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ) مسلم

أيها الاخوة والأخوات : هذه المعاني العظيمة وغيرها تتجلى في يوم العيد ، فيجب علينا أن نستحضرها ، في كل عيد وإلا تغيب عن بال أحد منا ..
فالعيد مناسبة شرعية تدعوا إلى شكر الله تعالى ، وتربطنا به وبدينه ، وتدعوا إلى إدخال الفرحة والسرور على النفوس ، وتؤكد على تقوية الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع
.ولا يجوز لنا أن نحول او نحور هذه المناسبة الى مقاصد اخرى تغضب الله تعالى ..

ومما يؤسف له ان الناس في هذه الأزمنة قد حولوا العيد من مناسبة دينية إلى مناسبة دنيوية بعيدة عن الدين ، مارسوا فيها المنكرات وما يغضب الله تعالى ، فتحول العيد عند أغلب الناس إلى احتفالات ورقص ومهرجانات ومسلسلات و أغاني ومقابلات ، وتبرج وسفور واختلاط ومنكرات ، وتبذير في المأكولات والمشروبات والملبوسات ، وظهر ذلك واضحا في البيوت ومدن الترفيه والقنوات الفضائية والمنتجعات ، فإلى الله المشتكى .

لقد تحول العيد إلى مظاهر زائفةٍ شكلية ، لا تعكس طموح الأمة ، ولا تناسب المرحلة التي تعيشُها ، ولا تحقق الأهداف العامة والخاصة للعيد .
وهم بهذا يتشبهون في ذلك بالكفار ، الذي جعلوا مناسباتهم الدينية عبارة عن شرب للخمور ورقص ومجون..
بل إنهم بهذه المخالفات والمنكرات يعرضون أنفسهم ومجتمعهم لحلول الكوارث والمصائب والنكبات ..
أما يفكر هولاء المفرطين ، في أحوال إخوانهم المسلمين في شتى بقاع الأرض ، وكيف تكون أعيادهم ؟؟

إخواننا في الشيشان ماهي حالهم في هذا العيد ؟؟ إخواننا في فلسطين ماهي حالهم في هذا العيد ؟ إخواننا في العراق ماهي حالهم في هذا العيد ؟؟ إخواننا الفلبين وكشمير وارتيريا وأثيوبيا والصومال وبورما وغيرهم من المضطهدين ، ماهي حالهم في هذا العيد ؟؟

أما سمعوا بتلك المقابلات التي أجريت مع عدة أشخاص في مخيم جنين في فلسطين عن العيد ؟ وماذا يعني لهم ؟ حتى يعرفوا نعمة الله عليهم وعلى مجتمعهم .،
فهذا اللاجئ محسن راجح ( 51 ) عاما يقف على أطلال منزله الذي دمرته الجرافات والطائرات الإسرائيلية ، والذي لم تحوله إلى لأجيء فحسب بل جعلته يقف عاجزا عن تأمين أبسط مستلزمات أسرته المعيشية ، ويقول ( إذا كنت عاجزا عن تأمين طعام لأسرتي فهل أستطيع تامين ملابسِ العيد ؟؟ إنني لم أعد احتمل نظرات وصرخات أطفالي وهم يسألونني يوميا عن ملابس وهدية العيد ؟؟ ما ذنب أطفالي ليحرموا البهجة في العيد الذي ينتظره كلُ طفل في العالم ؟؟
إبراهيم تركماني 57 عاما هدم منزله المكون من ثلاثة طوابق ، ويقول ( منذ النكبة لم نفرح بعيد واحد ، الاحتلال يطاردنا في مكان ، في العيد الأول استشهد ابني أسامة برصاص الاحتلال ، وفي العيد الثاني اصبح أبنائي الثلاثةُ مطلوبين ، أما في العيد الثالث فقد جرى اعتقال اثنين منهم ، وفي العيد الرابع الحالي أصبحنا مشردين ، أمنيتي ان يمر علينا عيد واحد نفرح فيه ونشعر بطعم العيد )
وهذه الطفلة رواند الشلبي ( 12 ) عاما تقول ( افتخر بأنني ابنة شهيد ، ولكن أتذكر ان الاحتلال حرمني من والدي إلى الأبد ، وأنا حزينة ليس لانه لن يشتري لي الألعاب والملابس ، إذ من الممكن ان تشتريها أمي ، ولكن الأهم حنان الأب وحضنُه الدافئ وعيديتُه وقبلاتُه التي لن احصل عليها في العيد ، ما ذنبي أنا واشقائي الصغار للعيش بهذه الحالة في يوم العيد ؟؟ وان نستبدل زيارة المراجيح والأقارب بزيارة القبور وبيوت العزاء .) اخوة الإيمان : العاقل من اعتبر بغيره ، واستفاد من دروس التاريخ ، وحرص على تطبيق شرع ربه في نفسه ومجتمعه ، والخاسر من اتبع نفسه هواها ، وحكم العاداتِ والتقاليد و الشهوات والكفارَ في تدبير شؤون حياته.

أيها الصائمون والصائمات :

لقد خرجتم من مدرسة رمضان بقلوب تهفوا إلى ذكر الله ، وتراقبه في السر والعلن ، وتحس بآلام الآخرين ، خرجتم بعد ان تغلبتم على شهواتكم طيلة شهر كامل ، فحري بكل واحد منا أن ينطلق بقوة إلى البناء والعطاء والقرب من الله تعالى ثم من خلقه ، خصوصا أننا نمر في أزمة حرجة من تاريخ الأمة .

أيها الاخوة والأخوات : لقد صامت بطونُنا عن الأكل طيلة رمضان ، فينبغي ان تصوم جوارحنا عن المحرمات طيلة العام ، فتصوم قلوبُنا عن الحقد والحسد والعداوة والضغينة والتعلق بغير الله ، وتصوم أعينُنا عن المناظر المحرمة ، واسمعنا تصوم عن الصوت المحرم ، وألستنتا تصوم عن الكلام المحرم ، وأرجلُنا وأيدينا أيضا تصوم عن فعل المحرم ، وعقولُنا يجب ان تصوم عن التفكير المحرم .

ايها الاخوة : لقد قربنا من الله تعالى اكثر في رمضان ، سواء بالصيام والصدقات وقراءة القرآن وسائر الطاعات ، فعلينا ان نواصل هذا القربُ المبارك ، الذي يبارك في العمر ويسعده ، ويجعلُ حياته هانئة مطمئنة .. ولنعلم أننا كلمنا قربنا إلى الله تعالى الطاعات ، فانه تعالى يقرب إلينا بالحب والحمايةِ من كل شر ، والتوفيق لكل خير ، وقد وعد الله بذلك فقال في الحديث القدسي ( وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا ، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ ) ...

أيها الاخوة : وكما حرصنا على القرب من الناس في رمضان سواء بالزيارات أو الصدقات ، فعلنيا أن نحرص على بناء جسور التواصل مع أهلنا وأصدقائنا وجيراننا المحتاجين منهم وغير المحتاجين ، ولنجعل العيد انطلاقة راشدة نحو المجتمع من حولنا ، فاحب الناس إلى الله تعالى من يقربُ من الناس ويتفقدُ حاجاتِهم ومشاكلهم ويساعدهم عليها ، وبهذا يحبنا الله تعالى ونكون أعضاء إيجابيين في المجتمع من حولنا، خصوصا ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد حثنا على ذلك ودعانا إليه حين قال ( احبُ الناس إلى الله تعالى انفعُهم للناس ، و احبُ الأعمال إلى الله عز وجل سرورٌ تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربه ، أو تقضى عنه دينا ، أو تطردُ عنه جوعا ، و لان أمشى مع أخي في حاجة احبُ إلى من ان اعتكف في هذا المسجد ، يعنى مسجد المدينة شهرا ، و من كف غضبه ستر الله عورته ، و من كظم غيظه ، و لو شاء ان يمضيه أمضاه ملا الله قلبه رجاء يوم القيامة ، و من مشى مع أخيه في حاجه حتى تتهيأ له اثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام )
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(77)وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَءَاتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ(78)
3
556

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

شروق شمس
شروق شمس
جزاك الله الف خير
فتاة الجنوب
فتاة الجنوب
اثابك الله وجعلها في موازين حسناتك
منــــــــايــــــــا
جزاك الله عنا كل خير , وتسلم .:26: