um.yousef

um.yousef @umyousef_1

عضوة جديدة

لا ترفع السقف يا شيخنا...فإن الواقع واطىء!!

الأسرة والمجتمع


لا ترفع السقف يا شيخنا...فإن الواقع واطىء!!





على اختلاف قرب أو بعد الكثيرين من الدين والتدين الا أن الشيخ الدكتور عائض القرني نفذ بكتاباته الى جميع الأطياف، فاقترب من المتدينيين وغير المتدينيين والمؤمنين والمشككين وأهل الزهد وأهل الدنيا وأهل الهوى وأصحاب القلوب الحية، وقدم في كتابه (لا تحزن) الذي تُرجم الى لغات عالمية وطبع منه الآف النسخ وصفات ونصائح واقعية للتعامل مع الحزن و توابعه من هم وغم وخوف وقلق وقد أصبحت قرائن للإنسان في حياتنا المعاصرة التي تكتنفها الضغوطمن جميع الجهات


وقد تلقيت رسالته الأخيرة التي كتبها عن الحياة الزوجية والتعامل مع الزوجة بكثير من الإكبار لشخصه وتجربته ولكن بعدم قناعة بواقعيتها وإمكانية تعميمها حتى في حياة من يسمونأنفسهم"المتدينيين" من الأزواج!


يقول الدكتور القرني
واصفا حياته الزوجية مستنكرا أن يكون الحال غير ذلك عند بعض الأزواج:

قبل أن أنام بلحظات وأنا على الفراش قبل كم ليله
التفت إلى زوجتي وتأملت شكلها وهي نائمة
فقلت في نفسي..
المسكينة بعد أن عاشت بين
أبويها وأهلها سنين جاءت لتنام بجانب رجل غريب عنها،وتركت بيت الوالدين وتركت
الدلع على الوالدين وتركت التمتع في بيت أهلها

وجاءت إلى رجل يأمرها
بالمعروف وينهاها عن المنكر وتخدمه في ما يرضي الله وكل ذلك بأمر الدين
..
سبحان الله..
ومن ثم تساءلت بيني وبين
نفسي
:
كيف هان على بعض الرجال
أن يضربوا زوجاتهم بكل قسوة بعد أن تركت بيت أهلها وأتت إليه؟!

كيف هان على بعض الرجال
أن يخرج مع الصحبة ويذهب إلى المطاعم ويأكل ولا يبالي بمن في بيته؟!

كيف هان على بعض الرجال
أن يجعل مدة جلوسه خارج البيت أكثر من جلوسه مع زوجته وأبناءه؟!

كيف هان على بعض الرجال
أن يجعل البيت سجن لزوجته لا يخرجها ولا يأتنس معها؟!

كيف هان على بعض الرجال
أن يجعل زوجته تنام وفي قلبها قهر على شئ ما وفي عينها دمعة تخنقها؟!

كيف هان على بعض الرجال
أن يسافر ويترك زوجته وأولاده ولا يبالي بمصيرهم في مدة غيابه؟!

كيف هان على بعض الرجال
أن ينام مع إمرأة غريبة وزوجته الطاهرة في البيت تنتظره؟!

كيف هان على بعض الرجال
التخلي عن مسئوليته التي سيسأل عنها كما أخبرنا الحبيب محمد صلى الله عليه وآله
وسلم
؟!
كيف هان على بعض الرجال
أن يرى زوجته تعمل وتصرف عليه وهو في البيت يأكل ويشرب بدون مبالاة؟!


و مع أن قامة شيخنا الفاضل لا تُطاول علما و لا
فهما و لا أدبا الا اني أرى أن هناك صورة أخرى تقابل صورته الوردية، صورة أكثر
انتشارا و أكثر عموما ينام فيها الزوج و زوجته ما زالت مستيقظة تعمل على ترتيب
البيت و طبخ الطعام و تحضير ملابس و حاجيات المدرسة للأولاد لأنها ستخرج في الصباح
الباكر الى العمل لتساعد في مصاريف البيت، و عندما تأوي منهكة الى الفراش ستجد
وسادة باردة لتحضنها و زوجها قد أدار لها ظهره و استغرق في سبات عميق و شخير يسمع
الجيران الا أنها ألفته مع السنين و صار الأهزوجة التي تنام عليها، فالمحبة في
قلبها تٌنسي صوت الشخير، ألم يقل اخوتنا المصرييون "اللي بيحبك يبلعلك الزلط
و اللي يكرهك يوقفلك على الغلط"

الزوجة التي فارقت بيت والدها الحنون التي هي به
معجبة فارقته على أمل و دعاء أن هذا الرجل الذي أسميته غريبا سيكون لها أقرب من
نفسها التي بين جنبيها، فقد عقد عليها باسم الله و سنة رسوله و العقود العظيمة لا
يصلح لها الا الوفاء العظيم، هذا الذي ظنته قريبا كان قريبا ليومين أو شهر أو سنة
فلما جاء الأولاد و زادت الأعباء أصبح الحديث بينهما مقتصرا على افعل و لا تفعل، و
أريد و لا أريد، و هات و خذ، و مشاجرات و قطيعة تستمر فوق ثلاثة أيام، و أصبح
الأزواج يساكنون بعضهم في المنزل كالغرباء لا يجمع بينهما سوى عقد و أولاد، أما
العقد الرباني بشروط المودة و الرحمة فبنوده لا تطبق، و لو سألت الزوجة متى سمعت
كلمة حب أو شكر أو ثناء من زوجها فلن تذكر!!!إنها يا شيخنا حالة "الخرس
الزوجي" عندما تتوقف المشاعر و القلوب و العيون عن الكلام و يحل محلها الصوت
العالي و الأمر و النهي

أستسمحك عذرا يا شيخنا اذا كنت أراك محلقا و أنت
تتساءل كيف هان على الزوج أن يضرب زوجته و منهم من يحرف باستخدام آيات الله سيفا
مسلطا على رقبة الزوجة و هو يستشهد صباح مساء بقوله تعالى "واضربوهن" و
يراه حقا واجب الاستعمال بين الحين و الآخر حتى تعرف المرأة من هو رجل البيت!

أرانا وإياك حالمين برومانسية ورفق وعطف لم تعد موجودة سوى في صفحات السيرة يوم دافع سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم عن السيدة عائشة أمام والدها الذي هم بضربها غضبا للمصطفى، و لكن عائشة الزوجة تعرف من هو محمد الزوج، و تعرف أنه الخيمة عند اشتداد الخطب، و السكن عند الفزع فتحتمي به عليه السلام هربا من أبيها على عكس ما يحدث لنساء اليوم اللواتي يهربن من جحيم الزوج الى أب أنهكه العمر والمرض ولم يعد قادرا على الدفاع عن ابنته التي استودعها أمانة عند ذلك الزوج، ويخاف عليها ان أبقاها عنده من تصرفات الليالي والأيام


أما الصحبة فمن من الرجال يرى في زوجته صديقة أو رفيقة يحادثها و تحادثه، يناقشها و تناقشه، يشتاق لها و يطمئن عليها؟! الزوجة عند أغلب الرجال قضاء للوطر و إقامة لحال البيت و تربية للولد، أما ما يهمه من أمور الحياة فلا مجال لنقاشها معها و هو يظن أن كل اهتماماتها محصورة في كتب الطبخ والتجميل والتنظيف، وحتى رأيها لا يثق به و يمشي بقول العامة "شاوروهن وخالفوهن"


أما الزوجة الطاهرة يا سيدي فلها مدة صلاحية فحتى
لو لم يلجأ للحرام، فله أن يعدد فعمره كرجل لا يزيد بل يسول له المجتمع أن حاجاته
تتوقد في الأربعين و ما بعدها بينما المرأة تكبر و تيأس و لا تستطيع أن تجاري فنون
الحب كالشباب فلا بأس من الزواج بأخرى أصغر عمرا و أكثر حيوية، و للزوجة الأولى حق النفقة و المبيت بظهر مقلوب الى الناحية الأخرى كما وصفت سابقا!! هذا هو الوفاء الذي يبقى و المجتمع يشكر له لانه أبقى عليها و لم يطلقها!! هذا هو الوفاء الذي يبقى..جيب يمول و طلة إثبات وجود بين يوم و آخر!! هذا هو العدل الذي يفهمه ويمارسه للأسف معظم المتدينيين فيشوهون الدين و الزواج و التعدد!!


لا ترفع السقف يا شيخنا، فالقاعدة والبناء البشري
غير متين، و من يفرط أكثر ممن يطبق و يصون، غير أن سقوفنا للأسف مرفوعة من قبل ترنو بحسرة الى رجال كمحمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم الذي كان يسع الغيور ويحترم الكبيرة و يلاعب الصغيرة و يرضى خاطر المغضبة و يحفظ ود المتوفاة..


ونبقى على أمل أن يعود الزمان الجميل برجاليستوصون بالقوارير خيرا

د.ديمة طارق طهبوب:26:
1
619

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

دنو العسل
دنو العسل
جزاك الله خير
كلام رائع جدا
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين