لا تشكي لي .. أبكي لك ؟!

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

جرت عادةُ النساء ، أن لا يكتمن ألماً يتعرضنَّ له ..
و إن أُجبرِتْ على الكتمان ، فإنها تحترق بنارٍ شديدٌ لهبها !

نخطئ خطأً كبيراً حين تأتينا امرأةٌ شاكية ، فبدل أن نأخذ بيدها و نؤمّن روعها ..
نبدأ بسرْدِ معاناتنا عليها ، و كأنها أتتْ تـَـسمع و لم تأتِ ليــُـسمَع لها .

لكي تكوني مـُـصلِـحة حقيقية .. يجب أن تكوني مستمعة جيدة لما يُقال لكِ ..

نستخدم كثيراً مِن الألفاظ التي تعطي رسائل للآخرين أنه ( حالي اسواً من حالك !! )

على سبيل المثال ..
قولنا : كلنا ذوو هموم و لستِ وحدكِ ! و أنا حصل لي كذا و كذا و لازلتُ أعاني ...... إلخ مِن الألفاظ التي تعطي شحنات سلبية للطرف الآخر
مما يجعلها تشعرُ بإحباط أنها اختارتكِ لتشكو لك .

تعوّدي على أن تقـْـبـِـلي على من تشكو إليكِ ، اجعلي قسمات وجهكِ تعبّر عن حِرص و شدة انتباه
استمعي منها حتى النهاية ، و إن أردتِ أن تستشهدي ، فقولي لها حكايات حصلتْ لكِ على سبيل التعريض
يعني لا تصرحّي لها بأنكِ مثلاً مررتِ بما مرّتْ به ..
و إنما قولي لها : أعرف امرأةً حصل لها كذا و كذا

انسجمي مع شكوى الشاكية و إذا فرغتْ هوّني عليها و أسمـِـعيها عباراتِ الحُب لها و عباراتٍ أخرى
تـَـشعُرُ معها أنكِ تشعرين بها ..

إن أسوأ ما يمكن أن تواجهه مَن تشتكي مِن أمرٍ يؤلمها أن يُقال لها : لا تهتمي بالأمر و اتركيه !
أو أن يُقال لها : أنتِ تبالغين في ردة فعلك
أو أن نبدأ بسرْ قِصص معاناتنا على مسمعها .

وقفتُ كثيراً متأملة سيرة الرسول عليه الصلاة و السلام في جانب الإصغاء و الاستماع إلى محدّثــِـه دون أن يقطع حديثهم فوجدتُ السيرة مليئة على صاحبها أفضلُ الصلاة و التسليم ..

مِن ذلك قصة عائشة – رضي الله عنها – لمـّـا أخبرتُه بحديث أبي زَرْع
و قِصته عليه الصلاة و السلام مع عُتبة بن ربيعة حين أتى يناقشه في أمرِ الرسالة
رُغـْـم أنَّ الرجُل كافِر و حجته باطلة ، إلا أنه عليه الصلاة و السلام استمعَ إليه حتى إذا انتهى قال عليه الصلاة و السلام : أوَ قد فرغتَ يا أبا الوليد ؟؟

بل و الأعجب أنه عليه الصلاة و السلام كان يقرأ قسمات الوجوه فيعلمُ ما قد حلَّ بصاحبها
و لا أدلَّ على ذلك مِن قصة أبي هريرة لمّا خرجَ جائعاً فلقي أبا بكر ثم عمر و سأل كل واحدٍ منهما عن آية
و ما كان يقصِد إلا أن يدعوانه لبيوتهما لعله يحظى بلقمةٍ يسدُ بها جوعه
فلم يفهما – رضي الله عنهما ذلك –
فلمّا أتى رسول الله عرَفَ في وجهِ أبي هريرة ما يريد و دعاه لبيته ليعطيه لبناً قد أُهدي إلى أهله
و لم يشرب عليه الصلاة و السلام قبل أبي هريرة

إنها أخلاق النبوة بأبي هو و أمي عليه الصلاة و السلام .

تأتيه خولة بنت ثعلبة فتشكو له فيسمع منها
و تأتيه عجوز تكلمه في الطريق فيسمع منها

لا يردُّ أحداً ، و لا يستعجِل أحداً بالحديث ، لأنَّ لديه مشاغِل أعظم
و لا ينفّر أحدً و يقول : أوذيتُ بأكثرِ ممِا أوذيتم و أخرجوني مِن أرضي و ... و ... و

فما هذا مِن أخلاقه عليه الصلاة و السلام

بل هو يسمع و ينصت ، و يواسي ، و يساعِد و يصلِح .

تأملي الأحداث السابقة و تأملي كذلك قصته عليه الصلاة و السلام حين أتاه بعض الصحابة
خائفين يشكون إليه أنهم أتوا نساءهم في ليلة رمضان
فلم يعنفّهم عليه الصلاة و السلام و لم يوبخّهم ، بل استمعَ إليهم ثم تنزل الآية { نساؤكم حرثٌ لكم }

فلــِـمَ لا نتعلّم فن الإصغاء و الاحتواء ..
لماذا حين يأتينا أحدٌ يشكي حاله ، يخرُجُ منكسِر النفس مجروح الخاطِر ؟!

فإما أن نعنفّه على شكواه ، و إما أن لا نبالي به ، و إما أن نبدأ بالشكوى إليه مِن حالنا السيئ .



فهل نلغي فِكرة و نكون منصتين جيدين ؟؟


للاخت الفاضلة

خبيرة
7
816

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أم تركــي
أم تركــي
موضوع رائع ..
جزاك الله خير وبارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك ..
روج فوشي
روج فوشي
أنا اقوول الشكوى لغير الله مذلــه .. اللي عندها مشكله من رأي انا لاتقولهاا لأحد او لاتشتكي لأحد
لان مااراح ينفعونهاا النااس بس راح يتشموتون عليهاا ..فتخلي الشكوه لربي راح ينفعهاا هو وبس ..
حراء الفحماويه
الله يعطيك العافية

على النصايح الجميلة

وفقك الله
فتاة شرقية
فتاة شرقية
الله يعطيك العافية على النصايح الجميلة وفقك الله
الله يعطيك العافية على النصايح الجميلة وفقك الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواتي الكريمات

أم تركــي

روج فوشي
حراء الفحماويه

حياكم الله اخواتي
جزاكم الله خيرا على دعواتكم الطيبه
حفظكم الله

. هل الشكوى لغير الله مذلة ؟

الشكوى هي تعبير عن همـ او حزن داخـــلي يصيب الأنســـان


خلال تعرضـــه لظلم وايذاء

الشكـــوى هي ألمــ داخلي مكتوم في النفس الأنسانيه يقرر


اخرجاها اخيراً لحاجته الى الامن والمساعده والطمأنينـــة

والنـــاس تتقبل ملايين الشكــاوي من الأخرين


سواء مهمـــة او غير مهمــة


فالصغير يشكي


والفقير يشكى


والضعيف يشكى


والمهموم يشكي


كلنا بحـــاجــة الى الشكوى


فلا يجب ان نشكـــي لأي فــــرد


أو اي شخــص يميل احساسنا اليه


فقد يكـــون الشخص غير كفؤ للعلم بما نشكـــي


ولاعيب ....!


من الشكوى للأم او الأب او الأخت او الأخ


او الزوجــة او الصديق


فليس هنـــاك مذلة في ذلكـ


انما هنــــاكـ راحــة نفسية إن استجابوا لشكـــواكـ وشـــعوركـ


فليس هنـــاك عيباُ في الشكوى للناس


لكـــن بشرطـ ....!


يجب أن يكون الشخص كفــواُ في سماع شكواك
وان يريد لك الخير وتهمه مصلحتك
لكن اولا واخيرا
يلجاًالانسان الى ربه
بالصلاة
بالدعاء
والاستغفار
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
فاٍن لها تاًثير عجيب لحصول الراحه والطماًنينه
( شـــذراتـ الـذهـبـ)
بورك فيك