قال جل وعلا : " فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جآن "
يرد الإشكال هنا لطالب العلم ولمن يقرأ القرآن أن الله قال في هذه السورة
"فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جآن"
وقال تبارك وتعالى في سورة القصص : "ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون"
فنفى تبارك وتعالى هنا السؤال وأثبت الله السؤال في مواطن أُخر
قال الله جل وعلا : "فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين"
وقال جل وعلا : "وقفوهم إنهم مسؤولون" وهذا وارد كثير في القرآن
قال الله : "وإذا الموءودة سئلت" والجواب عن هذا علمياً أن يقال:
قال بعض العلماء : إن القيامة مواطن يسأل فيها ومواطن لا يسأل
وهذا وإن قال به بعض العلماء الأجلاء إلا إنه في ظننا بعيد
والصواب إن شاء الله أن يقال : إن السؤال قسمان :ـ
ـ قسم أثبته الله. ـ وقسم نفاه الله.
فالقسم الذي أثبته الله : هو سؤال التقريع والتوبيخ ؛ أي يسأل الناس، لما فعلت هذا...
أما السؤال المنفي" فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جآن" : فهو سؤال الاستعلام والاستفهام
أي لا يسأل الناس هل فعلتم أو لم تفعلوا ؛ لأن الله أعلم بما فعل الناس من أنفسهم.
قال الله عز وجل : "أحصاه الله ونسوه" إذا تحرر من هذا أن هناك سؤال منفي وسؤال مثبت
قد يأتي على هذا الأشكال إشكال آخر
أن يقال : إذا كان السؤال المثبت هو سؤال التقريع والتوبيخ فكيف يُسأل المرسلون وكيف تُسأل الموءودة ؟
فالجواب عن هذا أن يقال : إن سؤال الموءودة تقريع وتوبيخ لقاتلها ، وسؤال الرسل تقريع وتوبيخ لأممهم
الذين كذبوا بهم .
وبهذا يجتمع ما جاء في القرآن من نفي السؤال وما جاء في القرآن من إثبات السؤال.
المصدر : { تأملات في سورة الرحمن }
الشيخ صالح بن عواد المغامسي
نصر @nsr_1
محرر في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️