نصر

نصر @nsr_1

محرر في عالم حواء

لا تعارض بينهما

الملتقى العام

قال جل وعلا : " فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جآن "

يرد الإشكال هنا لطالب العلم ولمن يقرأ القرآن أن الله قال في هذه السورة

"فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جآن"

وقال تبارك وتعالى في سورة القصص : "ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون"

فنفى تبارك وتعالى هنا السؤال وأثبت الله السؤال في مواطن أُخر

قال الله جل وعلا : "فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين"

وقال جل وعلا : "وقفوهم إنهم مسؤولون" وهذا وارد كثير في القرآن

قال الله : "وإذا الموءودة سئلت" والجواب عن هذا علمياً أن يقال:

قال بعض العلماء : إن القيامة مواطن يسأل فيها ومواطن لا يسأل

وهذا وإن قال به بعض العلماء الأجلاء إلا إنه في ظننا بعيد

والصواب إن شاء الله أن يقال : إن السؤال قسمان :ـ

ـ قسم أثبته الله. ـ وقسم نفاه الله.

فالقسم الذي أثبته الله : هو سؤال التقريع والتوبيخ ؛ أي يسأل الناس، لما فعلت هذا...

أما السؤال المنفي" فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جآن" : فهو سؤال الاستعلام والاستفهام

أي لا يسأل الناس هل فعلتم أو لم تفعلوا ؛ لأن الله أعلم بما فعل الناس من أنفسهم.

قال الله عز وجل : "أحصاه الله ونسوه" إذا تحرر من هذا أن هناك سؤال منفي وسؤال مثبت

قد يأتي على هذا الأشكال إشكال آخر

أن يقال : إذا كان السؤال المثبت هو سؤال التقريع والتوبيخ فكيف يُسأل المرسلون وكيف تُسأل الموءودة ؟

فالجواب عن هذا أن يقال : إن سؤال الموءودة تقريع وتوبيخ لقاتلها ، وسؤال الرسل تقريع وتوبيخ لأممهم

الذين كذبوا بهم .

وبهذا يجتمع ما جاء في القرآن من نفي السؤال وما جاء في القرآن من إثبات السؤال.


المصدر : { تأملات في سورة الرحمن }

الشيخ صالح بن عواد المغامسي
0
336

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️