كثير من الأزواج يبحثن عن المتاعب؛ إذ يفتشن في ماضي أزواجهن ونزواتهم السابقة، فتحاول الزوجة استدراج زوجها حينما تسأله عن أوصاف من كان ينوي الزواج بها قبلها، مؤكدة له أنَّها لن تغضب، ولن يؤثر ذلك على علاقتهما الزوجية.
وكثير من الأزواج يستجيب لإلحاح زوجته فيتفاخر بماضيه، ويتناسَى أنَّ نبْشَ الماضي من أبرز أسباب تدمير العلاقة الزوجية، فأيّ اعتراف للرجل بماضيه وعلاقاته السابقة أشبهُ بقنبلة يضعها في حياته الأُسرية.
يُحكى أن أحد الشباب تزوج من امرأة ذات دين وحُسن وجمال، وكان قبل ذلك يشعر بالراحة تجاه عائلة أحد أبناء عمومته، وهم يبادلونه نفس الشعور، وتارة صرّحوا له بأنَّه الزوج المثالي لإحدى بناتهم، إلاَّ أنَّه لم يُكتب له النصيب في ذلك، وبعد أن تزوَّج من أخرى وشعر أنَّه قد وُفِّق في حياته الزوجية جاءت زوجته لتبحث في ماضيه؛ حيث علمت من إحدى قريباته بأنَّ زوجها كان على علاقة حميمة مع عائلة أخرى، وكلّما حاول ذلك الزوج المسكين نسيان ماضيه، ألحَّت زوجته في استدراجه، وسؤاله عن علاقاته الماضية.
وينتاب هذا الشاب دائمًا الشعور بالحرج والتذمُّر من زوجته التي لا تفتأ - بين حين وآخر- تقلّب عليه المواجع، ويزداد الأمر سوءًا حينما يزوره واحد من أبناء عمومته ممن كان على علاقة طيِّبة معه، فتسارع زوجته في الحديث عن بناتهم وجمالهن، ناسيةً أنَّها بذلك تزيد من عمق المشكلة، إذ تعيد على ذاكرة زوجها أيامًا مضت وطواها النسيان.
إنَّ الحديث عن الماضي لا يؤدِّي فقط إلى لوم مستمر، بل إلى هجوم ودفاع مستمرَّيْن، ولا يحلّ المشكلات التي نعيشها، وإنما يزيد من تعقيدات الحاضر، ومن الأفضل ألاّ نجعل للماضي امتدادًا في الحاضر أو المستقبل فيما يخصّ العلاقات الزوجية، فقد أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث أن نبش الماضي من أبرز أسباب تدمير الحياة الزوجية، فبعض الأزواج قد يكون لهم علاقات قبل الزواج، والخوض فيها- مهما كانت الأسباب- قد يكون وسيلة فاعلة في القضاء على الحياة الأسرية، ومهما كانت بساطة هذه العلاقات فإنَّها قد تسبب كوارث إذا استحضرت إلى الحاضر، ويرى علماء النفس أن أيّ اعتراف من الرجل بعلاقاته الماضية أو بشعوره تجاه بعض النساء، أشبهُ بفتيلة مشتعلة يضعها في حياته العائلية من الممكن أن تشعلها نارًا في أية لحظة؛ فالمرأة لا تنسى!!
يقول الروائي الروسي "ليون تولستوي"، بعد أن وقع في هذه المشكلة-: "كانت تلك الذكريات أشبه بفتيلة وضعتُها بنفسي في ثنايا حياتنا الزوجية، فقد اشتعلت غيرة زوجتي دون مبرِّر، وبدرجة أحالت حياتنا الحلوة الصافية إلى جحيم متأجج".
فحريٌّ بالزوجة ألا تنبش في ماضي زوجها، خصوصًا فيما يتعلق بالنواحي العاطفية؛ لأنَّ الجهل بتلك الأمور أفضل من العلم بها، وعليها أن تحاول معرفة ما يرغب فيه زوجها أو ما يجذبه في المرأة، وعندما تسأله عن ذلك فلتسأل عن الأفعال والصفات، لا عن فاعليها أو حامليها... فعوِّدي نفسك أن تعيشي حاضرك؛ حتى لا تندمي في المستقبل، ونتعلم من قول رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم- "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"..
منقول

نصر @nsr_1
محرر في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.




الصفحة الأخيرة
يجب على المرأة ألا تنبش لا في ماضي زوجها ولا حاضرة ..!!
وهذا لمن أرادت أن تعيس في إستقرار وسعاده ..
لأن البحث والكلام في هذه الأمور .. لا يجلب للمرأة إلا المتاعب
وهي في غنى عن ذلك ..!!
شاكرة لك أخي الكريم مشاركتك الهادفه
ولا عدمنا جديدك المفيد
أختك في الله
حدود حلب