لا تفكري فيما سيقول الناس عنك وعن أطفالك

أخواتي الغاليات..

أغلبنا إن لم كلنا كأمهات أو آباء نفكر في الذي سيقوله الناس عن أطفالنا إن أساءوا الأدب أو تصرفوا تصرف غير لائق أمامهم..

أقول لك عزيزتي الأم ..عزيزي الأب...لاتهتم بما سيقوله الناس عنك أو عن طفلك..لأن ذلك سيؤثر بالتأكيد على تربيتك لطفلك..

مثلا..يذهب الأهل إلى الأصدقاء في بيتهم وهم أيضا لديهم أطفال..يقوم طفل الضيف بضرب ابن المضيف..فيقوم والده أو والدته بالصراخ عليه وضربه أمام أصدقائهم..لماذا؟؟حتى لايزعلوا منهم..أو لأنهم في ضيافتهم وهذا بنظرهم(((((عيب)))))..

لكن ألم يفكروا الأهل أن أكبر إهانة للطفل مهما كان عمره أن تضربه أو تصرخ عليه أمام الناس..هذا التصرف لن يردعه عن مافعله..بالعكس..أنت بذلك تقوي الخطأ بداخله بل تدفعه للعناد أكثر وبكرهه للطفل الذي ضرب لأجله..

لماذا لانمسك الطفل بكل هدوء ونقول له: ياحبيبي هو صديقك وقد لاعبك بألعابه وأعطاك كل ماتريده..لايجوز أن تضربه...أنتم أصدقاء ..هو يحبك وأنا أعلم أنك تحبه أيضا..حبيبي الله يرضى عليك إذهب واعتذر منه وقبله وخذ هذه حبة ملبس أعطيها إياه..واجعلي ذلك يحدث أمامكم جميعا..أمام أهل الطفل أيضا....

موضوع العناد أيضا للطفل أمام الناس..كأن يرفض أن يسمع كلامك أمام الناس أو حتى لو كنتي في مكان عام..أيضا حاذري أن تضربيه أو تصرخي عليه...صدقيني لو نطق الطفل واستطاع التعبير عما في داخله لقال لك(((ماما اضربيني لكن لاتصرخي علي))) فما بالك لو كان أمام الناس والناس تنظر إليه..

خذيه بالمسايرة..وفي البيت تفاهمي معه كما شئت..إجعليه يلتهي بالألعاب الموجودة بالسوق..أو مثلا إذا شئت أن تشتري مثلا مسحوق غسيل قولي له..مارأيك أي واحد منهم أفضل...المهم ألهيه بأي شيء يشغله عن العناد وسوء التصرف..

لاتقولي..ياالله إذا رأوا الناس إبني هكذا فسيقولون أنني لم أحسن تربية طفلي...فهذا أكبر خطأ..فكري في ابنك فقط..وكيف يحسن التصرف..بعيدا عن كلام الناس..

صدقيني أن صفة العناد وإن كانت سيئة ومتعبة بنظرنا...لكن فكري في نفسك أن هذه الصفة دليل على قوة شخصيته حين يكبر..لكن أنا لاأقول دعيه يعاند كما يشاء..بل وجهيه وسوي سلوكه بأسلوب صحيح..

أيضا هناك شيء خطر ببالي الآن وأحببت أن أقوله الآن..مع أنه خارج عن الموضوع قليلا..

كثيرا من الأمهات يشتكين أن أولادهن وبناتهن بالذات حين يكبرن لا يخبرن أمهاتهن شيئا عما يحدث لهن بالمدرسة أو بالشارع أو مع أصدقائهم..

عزيزتي الأم..من الآن معك متسع من الوقت لتنمي الثقة بينكما..
طفلك في عمر الثانية أو الثالثة..خرج مع والده إلى السوق أو إلى أي مكان...حين يرجع إجلسي معه..قولي له: يالله أخبرني ماذا فعلت بالسوق وماذا رأيت..وماذا اشتريت لنا من السوق...دعيه يقول لك ما يشاء..وأظهري له أنك مهتمة جدا بكلامه وذلك بالنظر إلى عينيه وهو يتحدث وبالتفاعل معه بالكلام..فإذا قال لك مثلا : ماما رحنا للسوق وشفت ولد ببكي ..قولي له...عنجد؟؟؟ يييييي عليه هالولد ..ليش كان يعيط؟؟ مابصير الولد الشاطر الكبير يعيط صح ياماما؟؟

ومن هذا القبيل تفاعلي معه...تفاعلي معه حتى بتعابير وجهك...الدهشة ..الفرح..الإبتسامة..الضحك..المفاجأة...قبليه واحضنيه بعد أن ينتهي من كلامه..

كل شيء نطلبه من أبنائنا في الكبر نحن الذين نزرعه في صغرهم..

لابأس..لنتعب الآن لكن صدقوني سنرتاح كثيرا حين نراهم في المستقبل إن شاء الله أبناءا صالحين نرفع بهم رؤوسنا ..

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
منقول