مشاعر الغضب المكبوتة والاكتئاب النفسي والصدمات العاطفية كلها من الأسباب التي قد تدفع بعض النساء إلى الإفراط في الطعام لدفن أحزانهن.
ويقول الخبراء في أحد مراكز علاج السمنة بنورث كارولينا بأميركا ،حسب صحيفة الأهرام، إنهم يستقبلون آلافا من النساء اللاتي يعانين من السمنة بسبب الاضطرابات النفسية. ويؤكد خبير آخر بمركز لعلاج السمنة والخلل الغذائي بكلية طب جامعة بنسلفانيا أن الذين يكتمون غضبهم ولا ينفثون عنه إلا بالأكل لا يشعرون به مهما كان لذيذا كما ذكر( د. هوارد رانكين) مؤلف كتاب( طريق الضياع) وخبير علم النفس أن هؤلاء الذين يشعرون بالجوع المستمر بسبب كبت مشاعرهم يشعرون بالخواء الداخلي ويكونون في حاجة ملحة لملء هذا الخواء بالطعام لذا يأكلون ويأكلون ولا يشعرون بالشبع أبدا.
فقد أثبتت الدراسات أن تناول السكر والنشويات يؤثر في نسبة( السيراتونين) في المخ وهو أحد كيماويات المخ التي تتحكم في المشاعر والانفعالات وفي الرغبة في الطعام مما يفسر شعور الإنسان أحيانا بأنه في حاجة إلى تناول نوع معين من الطعام عندما يكون غاضبا أو منفعلا: وحتى لا تكوني من ضحايا هذا الخلل الغذائي الخطير لا تكبتي مشاعرك ولا تلجئي إلى الطعام الذي يمنحك متعة مؤقتة.
وينصحك الخبراء بالنصائح التالية حتى لا تقعي في هذه المشكلة:
ـ ضعي في اعتبارك أن الحياة لا تخلو من المشاكل وأن في حياتك أشخاصا ومواقف يمكنها أن تعكر مزاجك فسيطري على غضبك بممارسة هوايات وتمرينات رياضية. وأهم شيء أن تبتعدي عن الطعام عند شعورك بالغضب.
ـ قبل أن تضعي أي شيء في فمك اسألي نفسك هل أنت جائعة؟
ـ واجهي ما يسبب لك الانزعاج وعبري عن غضبك بأي طريقة تجدينها مناسبة.
ـ لا تلومي نفسك لأنك لم تعبري عن استيائك لسبب أو لآخر ولكن فكري أن ليس هناك من يتصف بالكمال.. فلماذا الحزن؟
ـ لا تمكني الآخرين من معايرتك بسمنتك وخاصة المقربين منك ولكن اطلبي مساعدتهم.
–تخلصي من كل مسببات السمنة في مطبخك وفي حجرة معيشتك ولا تتخذي أطفالك ذريعة لشراء الحلوى التي تشاركينهم فيها.
ـ اتفقي مع إحدى صديقاتك بأن تذكرك بأن تكفي عن الأكل الذي يزيد وزنك.
وأخيرا ينصحك الخبراء أن تغضبي وأن تعبري عن غضبك ولا تلقي بالا لمن يقول إن الغضب يقلل من أنوثتك فصحتك النفسية والجسدية أهم.
ومن جانب آخر وحول الموضوع ذاته، تصاب نسبة من النساء بما يعرف بظاهرة الشراهة العصبية للطعام، وبعد تناول كميات كبيرة منه، يحاولن التخلص من السعرات الحرارية الزائدة عن طريق القيء وعقاقير تليين المعدة وإدرار البول للمحافظة على شكل ووزن أجسامهن.
وتصنف الحالة على أنها مرض يحتاج إلى تدخل علاجي عند الإفراط في تناول تلك العقاقير، وإصابة المرأة أو الفتاة بالنحول وفقدان الشهية، كما أن الآثار التي تتركها هذه الأدوية تصل إلى حد الإصابة بهبوط القلب، وعند ذلك لا بدّ من تدخل الطبيب النفسي واختصاصي التغذية في آن واحد.
ويعود السبب في ذلك أنه ومنذ عقود بدأت الشبهات تحوم حول البدانة ومع تزايد الاتهامات الطبية وضعت البدانة في قفص الاتهام وسيطرت أحلام النحافة على العقول وباتت البدانة كذلك مرادفا لأمراض عديدة تصيب الآنيان سواء في المجتمعات الشرقية أو الغربية، ولم تعد البدانة قضية تشغل النساء وحدهن بل باتت تشغل الرجال أيضا وأصبحت أيضا تصيب الأجيال بشكل متزايد.
والكثير من الإحصائيات أكدت أن أكثر من نصف النساء وثلثي الرجال في بريطانيا يعانون من زيادة الوزن، بينما يعاني منه أكثر من ربع البالغين في الولايات المتحدة. وقد كشفت دراسة جينية حديثة عن أن مشكلة البدانة المفرطة لم تعد قاصرة على الدول الغربية ذات الأنماط المعيشية المرفهة فقط بل تعدتها إلى الدول الشرقية مثل روسيا والصين اللتين تفشت فيهما هذه الظاهرة بمعدلات تدعو للقلق، فعلى سبيل المثال تذكر الدراسة أن معدلات البدانة بين الأطفال في روسيا وصلت إلى 16% والى 13% في بريطانيا و16% في تايلاند وفي كل من البرازيل ومصر إلى 14%، وهذه النسبة الأخيرة تكاد تكون عامة على مستوى الدول العربية، وتؤكد الدراسة أن الإفراط في تناول الطعام والوجبات الغنية بالدهون هو السبب الرئيسي على مستوى العالم.
منقول من البوابة
سوزانا @sozana_1
محررة
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️