لا تكن كالجمل

لا تكـــــن كـــــــالجمل)
قديمـــــاً ولازالوا يقولون الجمل سفينة الصحــــراء...لكن ألا ترى أن النملة
تستحق تـلك الميزة ولايستحقها الجمل...عفواً أخي القارئ ليس غايتي
أن أقيــم نقاشٍ وجدل من صاحـــــب الحظ والمثل..فالجمل أعطي صبر عجيب
على تحمل الجوع والعطش وقطع الفيافي والقفار إذ كان وسيلة العرب في الترحال
أمــا النملة...فهي صاحبة الهمة والعمل..التي لاتحمل حقداً كالجمل..
وهذا ماساقني لها أنتصر..وأكبر شاهداً على هذا قول الله تعالى
(ادخلـــو مساكنكم لايحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون)...
ردد وتأمل معي (وهم لايشعرون)..(وهم لايشعرون)..(وهم لايشعرون)
ألا تأملت وابتسمت من تلك المخلوقة.. صغيرة الحجم فسيحة
القلب...هل تظن الجمل بضخامة جسمه يملك قلبا أوسع من النمل..نعم الجمل يصبر
ويصبر لكن ماصبره إلا المستفيد منه نفسه..فهل تراه يغفر الزلة؟...مهما طالت
به المــــدة؟....أظن أنك لبيــــب لا تحتاج لمُـــجيب...
فلاتكن يارعاك ربي تملك قلباً كالجمل....
أخي استأذنك بتصريح ماأريد..ولن أستمر بالتعريض..فاقبل مني ولا تحـــــد
كم من شخص أغضبـــك؟! كم رجل أخطأ في حقك؟! والأدهى كلٌ تعذر لشخصك..
عجبتُ من تيهانك للطريق السليم وتلهفك لانتقام ٍ ولو بعد حين..
أغواك الشيطان لسوء الخصال..واستعنت بمشورة من شيطان إنسي
لايقل خطرة عن شيطان الجني قبحاً..
..وحكــــمت عاطفتك...وبعت عقلك...فهل تنتظر الوِجهه الصائبة من هذه وتلك
أخـــــــي حفظك ربي....هل تعلم أن ا ل ح ق د يمزق قلبك وحسناتك فماهو إلامن
نتاج الغضب...والعفــــــــــو يجمع الشمل والأجر...إذ هو نتاج الصبر..
أخي سأطلب منك طلب
فلا ترده رد الله لك كل ماوددته...آيتـان أريدك تقرأها بتمعن وقف مع كل كلمة
وأنا سأترك الكلام في معانيها لأجعل خيالك يغوص في جمالها..فلن أفسد عليك روعتها...
يقول الرب جل وعز(وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين*
الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين
الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) عفـــــواً لاتنتقل قف!! حتى تتدبر
لعلك لمست بهاءها...أخي إن تأملت الآيتين بعدها فياحبذا
لتزدد نورا على نور فلاتعجز في بحثها
ولعلي بك ستكملها من غير بحث لكن رجائي قف مع نفسك متأملا..
يــــا أخي...لن تندم بعفوك يامن ظننت أنه انهزام في شخصك..فما الهزيمة إلا
احمرار وجهك ،وجحوظ عينك، وجنون حركتك ،وارتجاف طرفك عند غضبك..
واعلم أن لذة السيئة لاتتجاوز الدقائق إن لم تكن الثواني ثم يعقبها
الحسرات والويلات جراء ثورة غضبك فتـُهلك أولا نفسك بأمراض نفسية وهم وغم
وجسمك بأمراض عضوية كجلطة وضغط...وتحمل على ظهرك سيئات غيرك
..بينما لذة الطــــاعة""تسامح""عفو""صفح
سعادة الدنيا ونعيم الآخرة
والحسنــــــة لولا من مجازاةٍ لها إلا حسنة تتبعها لكـــــان كافيا..
تخيل معي من لايستويـــــان مثلاً...
رجلان حدث لهما من صاحبهما مايثير غضبهما....
الأول : أخذ يردد عفـــــــا الله عنــك...والسكينــــــة تعلو محياه
...وحسن الظن ركيزة ذهنه..
والتماس الأعذار نصب عينيه...ويقول في نفسه لعل أخي واجهته
ضغوط الحياة فلم تجد ماتصطدم به غيري..فاسأل الله له فرج عن قرب
فكم أحسن لي فهذا وقت رد المعروف له...
أمـــا الآخر: ساء وظلــــــم... وعلا بالصراخ وزجر...فاشمأز من هيئته
كل من نظــــر..فكيف به لو نظر...ونسي كل معروف له أجزل...
**فتذكــــــر دائماً أن الدنيـــا لاتساوي عند الله جناح بعــــــوضة...
فما موقفك؟؟؟
لومت أومـــــات من في قلبك حقد وغل عليه أيرضيك؟!
وقد قيل..عمن سبق...كلام جميل..ينقش بماء الذهب..
(ينبغي أن تستنبط لأخيك سبعين عذرا فإن لم يقبله قلبك فرد اللوم على نفسك
فقل لقلبك ماأقساك يعتذر إليك أخوك سبعين عذرا فلا تقبله فأنت المعيب لاأخوك) .
،،،أخي ســــــأرشدك ببعض الوصايا التي هي والله ليست مني ولامنك إنها
من حبيبي وحبيبك صلوات ربي وسلامه عليه...فهي معينة لمن أعانه الله
للتخلـــــــص من حدة وثورة الغضب...
*الاستعــــــاذة بالله من الشيطان الرجيـــــــم...
*السكــــــــــوت (إذا غضــــــب أحدكم فليسكت)...*
(إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع)..
أخي...تزود من العلم والتقى...ليزدد علمك بمساوئ الغضب وفضائل العفو..
والهــــــــج بالدعاء لرب السماء بأن لايجعل في قلبك غلاً لمن آمن...
وأخيراً أقول أنـــــا لم أذكر في مقالتي تلك إلا حالة واحدة تثير عجب كل فطن
وهي كما قرأت حقد شخصٍ لحقـــــــه قد ظـُلم ولم يرض قبول اعتذار من ظـَلم
والأعظم منه شراً من حقده بسبب نعم الله لغيره فاعترض..أو غلاً نابت في قلبه من دون سبب...
فهذا أعظم قبحاً من الجمـــل..
هذا ونســـــــــألك ربنا أن تقينا شر أنفسنا والشيطـــــان..كما نسألك ياالله
خشيتك في الغيب والشهـــــــادة..وكلمة الإخلاص في الرضا والغضب
وصلى الله وسلم على نبينــــــــــــا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
منقول
بقلـــــــــــب قبل قلم أخـــتــك:
،، المــــتفائلة ،،