لا تيسؤا من روح الله ورحمته مهما حصل

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



قال تعالي( يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)

بددت الشكوي الي الله ظلمات اليأس وجددت في القلب أنوار الرجاء في رحمة الله

ورفع البلاء القديم والحديث فخاطب يعقوب أبناءه بهذا النداء المحبب( يَا بَنِيَّ)

الذي إنما استعمله معهم عندما رأي منهم بعض الرقة في القلوب وبعض الإقبال

علي الله سبحانه
لاحين تكون نفوسهم الأمارة بالسؤ مسيطرة ومتوجهة إلي الاستجابة لكيد الشيطان
ولقد كان البلاءُ الشديد الذي نزل مع شفقتهم علي أبيهم من الضعف أو الهلاك

والموعظة التي وعظهم أبوهم بها بشكواه إلي الله ومعرفته ربه سبحانه لهما اكبر الاثر في انكسار نفوسهم ورقة قلوبهم فوجه لهم أبوهم نُصحه بأن يذهبوا

في الارض باحثين عن أخبار يوسف وأخيه بنيامين
والتحسس يكون في الخير والتجسس يكون في الشر هذا هو الغالب




وحين تضعف الإرادة، وتلين العزيمة، فإن النفس تنهار عند مواجهة أحداث الحياة ومشاكلها التي لا تكاد تنتهي. وحين يفشل مثل هذا الإنسان في موقف أو مجموعة مواقف، فإنه يصاب باليأس الذي يكون بمثابة قيد ثقيل يمنع صاحبه من حرية الحركة، فيقبع في مكانه غير قادر على العمل والاجتهاد لتغيير واقعه بسبب سيطرة اليأس على نفسه، وتشاؤمه من كل ما هو قادم، قد ساء ظنه بربه، وضعف توكله عليه، وانقطع رجاؤه من تحقيق مراده.
إنه عنصرٌ نفسي سيء؛ لأنه يقعد بالهمم عن العمل، ويشتت القلب بالقلق والألم، ويقتل فيه روح الأمل.
إن العبد المؤمن لا يتمكن اليأس من نفسه أبدًا، فكيف يتطرق اليأس إلى النفس وهي تطالع قوله تعالى:


(وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ )

فإذا أيقن بهذا فكيف ييأس؟ إنه عندئذٍ يتلقى الأمور بإرادة قوية ورضىً تام، وعزم صادق على الأخذ بأسباب النجاح.
إن القرآن يزرع في نفوس المؤمنين روح الأمل والتفاؤل: (لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ) .
قال بعض العلماء: لولا الأمل ما بنى بانٍ بنيانًا، ولا غرس غارسٌ غرسًا.
ولا تيأسن من صنع ربك إنه.. .... ..ضمينٌ بأن الله سوف يُديلُ
فـإن الليالي إذ يـزول نعيـمهـا.. .... ..تبشــر أن النائبــات تزولُ
ألـم تـر أن الليـل بعـد ظلامــه.. .... ..عليـه لإسفار الصباح دليلُ




وذلك لأن الرجاء من أركان الإيمان وهو من أعمال القلوب الواجبة التي وجود أصلها
في القلب ركن من أركان الإيمان إذا زالت بالكلية زال الايمان ولذا قال الامام الطحاوي
رحمه الله (والامن والإياس ينقلان عن ملة الإسلام)
وروي بن جرير عن بن مسعود قال(أكبر الكبائر الإشراك بالله والأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله)
فالواجب علي المؤمن مهما اشتدت المحن وزادت البلايا أن يظل مستبشرا برحمة
الله راجيا فضله وجوده والشيطان هو الذي يوسوس له ليحزنه ويقنطه من رحمة الله فليرد كيده وليستعذ بالله من وسوسته ويأخذ بما يقدر عليه من أسباب
وينكسر لله سبحانه ويتذلل له فيجيره ربه ويُعزه كما فعل بأبناء يعقوب عليه السلام





علاج اليأس:
- تعميق الإيمان بالقضاء والقدر بمفهومه الصحيح، وتربية النفس على التوكل على الله، ونعني بذلك أن يعتمد القلب في تحقيق النتائج على الله مع الأخذ بالأسباب المشروعة، وبذل الجهد الممكن للوصول إلى الأهداف المنشودة.
2- تنمية الثقة بالنفس، والاعتماد على الذات في القيام بالأعمال، وتحمل المسؤولية عن نتائجها بغير تردد ولا وجل.
3- اليقين بالقدرة على التغيير إلى الأفضل في كل جوانب الحياة ومطالعة تجارب الناجحين في شتى الميادين.
4- قراءة قصص الأنبياء والصالحين الذين غير الله بهم وجه الحياة والتعرف على الصعاب والمشاق التي واجهوها بعزم صادق وقلب ثابت، حتى أدركوا مناهم بحول الله وقوته.
5- اليقين بأن الاستسلام لحالة اليأس لن يجني صاحبها من ورائها إلا مزيدًا من الفشل والتعب والمرض، وأن البديل هو السعي والجد وتلمُّحُ الأمل.



راق لروحي وقلبي كأنه موجه لي فنقلته لكم

اتمنى يروق لكم
4
496

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ملك روحيS
ملك روحيS
جزااااااااااااك الله خير حبيبتي...

سبحان الله وبحمده
سيومة
سيومة
حلو حسيت الكلام جا بوقته كانو ليا انا سلمت يداك وجزاك الله خير
ماكلة الجـــو
جزاك الله خيررر