عند ولادة طفل جديد فى الأسرة يتخذ رد الفعل لدى عدد كبير من الأطفال الصغار شكل التمسك بأنهم لايزالون هم أنفسهم أطفالاً صغاراً ويتوقون إلى الأرتداد إلى حالة الطفولة الصغيرة ولو جزءاًمن الوقت فقط وهى حالة طبيعية عادية ،وهكذا تجد الأم طفلها الكبير يتوق أحياناً إلى العودة إلى الرضاعة من الزجاج ،بل إنه كثير اً ما يبول فى فراشة أو ملابسه ويعرض ثيابه للتلطخ بالوحل مثلاً ،وقد يرتد إلى التحدث بالطريقة التى كان يستخدمها وهو طفل ويبدو عاجزاًعن عمل شىء بنفسه . وعلى الأم الحكيمة أن تقابل مثل هذا التصرفات بروح طيبة مرحة خاصة إذا ما بدا لها أن حنين طفلها لممارسة تصرفات من هم أصغر منه سناً يبدو قوياً جداً ،بل يمكنها أن تحول الأمر إلى لعبة ، كأن تحمله عندما يبول على نفسه إلى غرفته بروح طيبة وتبدل ثيابه وهى تلاطفه كما تلاطف أخاه الصغير عندما يبول على نفسه ، وعندئذ يحس الطفل الكبير نسبياً بأنه ليس محروماً من هذه المداعبات التى يتصور أنها تخص أخاه الصغير فقط .
ومهما يكن من أمر فإن فى وسع الأبوين أن يساعد الطفل أكثر إذا هما ركزا معظم الوقت على ذلك الجانب الذى يريدأن ينمو وينضج من نفسه ، وفى وسعهما كذلك أن يذكراه بمدى ما يتمتع به من نضوج وقوة وذكاء أو براعة . وليس القصود بذلك أن يبثا فيهروح الغرور وتوجيه الثناء إليه عندما يكون فى محله .وتستطيع الأم فى وقت أخر إلى بعض جوانب ضعف الطفل بالهجة متشبعة بالعطف والحنان بعيداً عن لغة الأوامر والنهى .
كما يحذر الخبراء من عقد المقارنات مباشرة بين الطفل الكبير والصغير فهى توحى بتفضيل الطفل الكبير على الصغير وإذا أستمر الأبوين فى سياسة المقارنات .ربما يأتى وقت يشعر الطفل بأنه يعيش فى ظل أبوين متحيزين قد يغيران موقفهما فى الأتجاه المعاكس .تجاه أخيه وهذا يجعله يشعر بعدم الإطمئنان .
أما التصرف المثالى هو أن يظهر الأبوين حبهما للطفل الأكبر مع التركيز على أبراز ميزاته ليشعر بالفخر والأعتزاز . وتذكيره من حين لإخر أن هناك سيئات كثيرة تقترن بكون الطفل صغيراً