
راقية الفكر @raky_alfkr_1
كبيرة محررات
لا يؤخذ العلم عن أربعة
قال العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- عند شرحه للكلام التالي في كتاب "حلية طالب العلم"
لبكر أبي زيد رحمه الله :
(عن مالك -رحمه الله تعالى- قال: "لا يؤخذ العلم عن أربعة:
سفيه يعلن السفه وإن كان أروى الناس،
وصاحب بدعة يدعو إلى هواه،
ومن يكذب في حديث الناس، وإن كنتُ لا أتهمه في الحديث،
وصالح عابد فاضل إذا كان لا يحفظ ما يحدث به".
فيا أيها الطالب إذا كنت في السعة والاختيار، فلا تأخذ عن مبتدع: رافضي، أو خارجي، أو مرجئ، أو قدري، أو قبوري، ...
وهكذا، فإنك لن تبلغ مبلغ الرجال، صحيح العقد في الدين، متين الاتصال بالله، صحيح النظر، تقفو الأثر، إلا بهجر المبتدعة وبدعهم.) انتهى كلام بكر أبي زيد.
فقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين شارحاً الكلام:
(وظاهر كلام الشيخ -وفقه الله - أنه لا يؤخذ عن صاحب البدعة شيء حتى فيما لا يتعلق ببدعته. فمثلاً إذا وجدنا رجلاً مبتدعاً، لكنه جيد في اللغة العربية:
البلاغة والنحو والصرف. فهل نجلس إليه ونأخذ منه هذ العلم الذي هو جيد فيه أم نهجره؟ ظاهر كلام الشيخ أننا لا نجلس إليه لأن ذلك يوجب مفسدتين:
المفسدة الأولى: اغتراره بنفسه ، فيحسب أنه على حق.
المفسدة الثانية: اغترار الناس به ، حيث يتوارد عليه الناس وطلبة العلم ويتلقون منه، والعامي لا يفرق بين علم النحو وعلم العقيدة.
لهذا نرى أن الإنسان لا يجلس إلى أهل البدع والأهواء مطلقاً ، حتى إن كان لا يجد علم العربية والبلاغة والصرف إلا فيهم،
فسيجعل الله له خيراً منه، لأنا كوننا نأتي لهؤلاء ونتردد إليهم لا شك أنه يوجب غرورهم واغترار الناس بهم.
وقال رحمه الله : حذر المؤلف من أهل البدع هذا التحذير البليغ وهم جديرون بذلك ولا سيما إذا المبتدع سليط اللسان فصيح البيان لإن شره يكون أكبر .
ثم قال رحمه الله : وقد مر علينا في الدرس الماضي أنه وإن كان المبتدع عنده علوم لا توجد عند أهل السنة و لا تعلق بالعقيدة كمسائل النحو والبلاغة
وماأشبهها فلا تأخذ منه لأنه يتولد من ذلك مفسدتان
الأولى : اغتراره بنفسه
والثاني: اغترار الناس به لأن الناس لا يعلمون ، لذلك يجب الحذر .)
المصدر: الشريط الخامس من شرح كتاب "حلية طالب العلم"
وقال رحمه الله:
(فإذا وجدنا مبتدعا عنده طلاقة في اللسان وسحر في البيان فإن لا يجوز أن يجلس إليه لأنه مبتدع لأننا نخشى من شره لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:: إن من البيان لسحرا"
، قد يسحر عقولنا حتى نوافقه على بدعته ،
الثانية: أن فيه تشجيعا لهذا المبتدع
ثالثا : إساءة الظن بهذا الذي اجتمع إلى صاحب البدعة وقد لا يتبين هذا إلا بعد حين ولهذا يجب على طالب العلم أن يتجنب الجلوس إلى أهل البدع ،
فإن قال قائل : إذا كنت أجلس إليه أتلقى عنده علما لا علاقة له بالبدعة كعلم النحو أو علم البلاغة فماذا نقول ؟ نقول وعلم النحو وعلم البلاغة قد يكون فيه بلاء.
ثم قال: احذر أن تجلس إلى صاحب بدعة ولو في الفنون التي لا علاقة لها ببدعته لأنه لابد أن يدس السم في العسل.)
المصدر: الشريط الثاني عشر من شرح حلية طالب العلم.
4
556
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

متجر ضي القمر
•
جزاك الله خير



الصفحة الأخيرة