لا يعنيني من هم طالبان...

بسم الله الرحمن الرحيم

هنيئاً للجبناء الذين استأجروا الجرأة على خصومهم من عدّوهم المشترك!...

استأجروها بثمن باهظ، دفعوه من شرفهم وبقايا الصدق مع الله في إسلامهم!..

لا يعنيني من هم طالبان.. كما لا يعنيني من هم خصومهم الذين تضرب أمريكا طالبان بهم.. إنما الذي يعنيني أن الفئتين من المسلمين!..

ترى أي إسلام بقي لأولئك الذين استأجروا الجرأة من أمريكا لينقضّوا بها على إخوانهم المسلمين، ومعلوم أن الأجر الذي تطالب به أمريكا هو أن تغدو أفغانستان مرتعاً لها، وأن تستقرّ لها الهجنة التامة عليها وعلى ما حولها من ذخر وكنوز وخيرات.

يا أقطاب الشمال من مسلمي أفغانستان: هل شفيتم غليلكم بالتنكيل بأعدائكم مسلمي طالبان؟ وهل أطربكم تصفيق أمريكا لهذا الذي استخدمتكم من أجله؟

حسناً.. ولكن ماذا بعد أن شفيتم الغليل، ووصلتم إلى أقصى ما ابتغيتموه من هذا التنكيل؟

ألا ترون أنكم غدوتم عبيداً أذلاّء لعدوكم المشترك؟.. أفيكم من يُطَمْئِنُه الغباء إلى أن أمريكا لن تحمّلكم أبهظ الأثمان الدائمة، قيمة للجرأة التي منحتكم إياها للقضاء على أعدائها الذين هم إخوانكم في الدين؟.. ألا تعلمون أن أعناقكم ستظل، ماحييتم مثقلة بسيادتها الدائمة عليكم؟

ألم يكن أولى بكم أن تمدوا جسور الصلح مع إخوانكم الذين آخى الإسلام بينكم وبينهم، على الرغم مما بينكم من ماضي الدماء والثارات؟ ألم تكن الاستجابة لنداء الله (وأنتم مسلمون فيما تزعمون) أولى بكم من الاستجابة لنداء أمريكا؟

نداء الله قال: {وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما...} فأعرضتم عنه وتناسيتموه، ونداء أمريكا قال لكم: بل اقتلوهم ونكّلوا بهم، بقوتي التي سأمدّكم بها، فقبلتموه بالشكر والثناء!!..

كان من استجابتكم لنداء الله عزكم المصون، فأهدرتموه!..

وكان في استجابتكم لدعوة عدوكم ذلكّم الذي لا محيد لكم عنه فاخترتموه!..

فاهنؤوا بالذل الذي ارتدتيموه، مقابل الجرأة التي استأجرتموها.

والليالي حبلى.... والمزيد على الطريق.