
روى الإمام مسلم عن زيد بن أسلم أن عبد الملك بن مروان بعث إلى أم الدرداء
بأنجاد من عنده ، فلما أن كان ذات ليلة قام عبد الملك من الليل فدعا خادمه فكأنه أبطأ عليه فَلَعَنَه
فلما أصبح قالت له أم الدرداء : سمعتك الليلة لَعَنْتَ خادمك حين دعوته سمعت أبا الدرداء يقول :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة .
والأنجاد : هو متاعُ البيت الذي يزيّنُه .
قال صلى الله عليه وسلم : لا يَنْبَغِي لِصِدِّيقٍ أَنْ يَكُونَ لَعَّانًا
وَلا يَكُونَ اللَّعَّانُونَ شُهَدَاءَ وَلا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . رواه مسلم .
قال النووي : فِيهِ الزَّجْرِ عَنِ اللَّعْنِ وَأَنَّ مَنْ تَخَلَّقَ بِهِ لا يَكُونُ فِيهِ
هَذِهِ الصِّفَاتِ الْجَمِيلَةِ ؛ لأَنَّ اللَّعْنَةَ فِي الدُّعَاءِ يُرَادُ بِهَا الإِبْعَادُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى
وَلَيْسَ الدُّعَاءُ بِهَذَا مِنْ أَخْلاقِ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِالرَّحْمَةِ بَيْنَهُمْ
وَال...تَّعَاوُنِ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ، وَجَعَلَهُمْ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَكَالْجَسَدِ الْوَاحِدِ
وَأَنَّ الْمُؤْمِنَ يُحِبُّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ؛ فَمَنْ دَعَا عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ بِاللَّعْنَةِ
وَهِيَ الإِبْعَادُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى - فَهُوَ مِنْ نِهَايَةِ الْمُقَاطَعَةِ وَالتَّدَابُرِ . اهـ .
سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلاً يلعن بعيره لما تباطأ في المشي
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا اللاعن بعيره ؟
قال : أنا يا رسول الله . قال : انزل عنه ، فلا تصحبنا بملعون
ولا تدعوا على أنفسكم ، ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على أموالكم
لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم " . رواه مسلم
والله احيانا نلعن بدون قصد
جزاك الله خير ونفع بك