
لبيك اللهم لبيك ..
هي روح العبادة ومفتاح هذا التعبد ..
وهي شعار الإخلاص والتوحيد لله ..
يحفظه الحاج بقلبه يقيناً
ويردده بلسانه نطقاً ..
فحيثما تنقل يلهج بالتلبية..
مؤكداً الاستجابة لأمر الخالق مرة بعد أخرى..
مقراً بدوام انقياده وإخلاصه في تلبية النداء الإلهي ..
كأنه يقول : أينما حللت يارب فأنا قائم على طاعتك ..
لاأبرحها في أي مكانٍ حللت فيه ..
فلب المكان هو استجابتي لأمرك ..
استجابة جوهر لُبي..
عقلي .. وقلبي..
فأنت الله تأمر فتطاع ..
أرسل توحيدي لذاتك مخلصاً..
راجياً منك الدنو ، و جنة القرب ..
فخطابك في الإشارات لأولي الألباب ..
وما في الألباب إلا معنى الاقتراب ..!
*
( إن الحمد )
أخصك ربي بالحمد ..
والحمد يارب ..! أحب ما يتقرب به العبد إليك . .
*
( والنعمة لك والملك لاشريك لك )
وأقرّ لك بالنعم كلها، فأنت المتفضل علينا بها
نعماً لاتعد ولا تحصى ..
ومنابع رياّ تفيض عطاء لمن أناب
أنت موليها .. والمنعم بها ..
أعترف ربي أن الملك على الحقيقة كله
لك وحدك سبحانك ! .
*
بذلك الاستغراق في التلبية ..
وانطلاق اللسان بها في كل موضع مع عمل الجوارح
ويقين القلب ، يشعر المسلم بتخفف روحه
من ثقل ارتباطها الدنيوي ..
وبأنه وحدة لاتتجزأ من الكون ..
وبترابطه مع سائر المخلوقات التي تسبح بحمد الله ..
حيث تتجاوب معه في العبودية والتوحيد .
قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
" ما من مسلم يلبي إلا لبى ما عن يمينه وعن شماله
من حجر أو شجر أو صدر حتى تنقطع الأرض
من ها هنا وها هنا " يعني عن يمينه وشماله .
*
هذا إبراهيم قد رفع التوحيد شعاراً وناداك :
( ربي إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع
عند بيتك المحرم ..
ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم)
وقد أجبت دعوته سبحانك ..
فكان البيت كعبة الأرواح
و مهوى الأفئدة ..
ومنزل القلوب ..
وروضة العابدين. ..
إن طاف ذنب حول بيتك يُغفَرُ ..
فسلام الله على الطائفين العاكفين الملبين .
🌹🕋🌹