الحمد لله معز من أطاعه،مذل من عصاه،والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه،وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه..
أما بعد:
مرض خطير وشر مستطير يفتك بالأمة،ولا يكاد يسلم منه إلا من رحم ربي..
إنه يسري بين الناس سريان النار في الهشيم،وقد وقع في أسره الكبير والصغير،قد نتساءل ماهو؟!
إنه..التقليد الأعمى للغرب والكافرين..
ابتدأنا الكلام في هذا الموضوع في الجزء الماضي ونتواصل فيه-بمشيئته تعالى-بهذا الجزء..
إلى النقطة التاسعة:
9-أشاع الغرب الزمر والغناء في البيوت والمقاهي والحانات،لأنه لاقرآن له يخشى الإنشغال عنه ولا صلاة.
وتأبى التبعية للمنحرفين إلا تقليد الأئمة الغربيين،فأشاعوا الغناءوالزمر في البيت والدكان،والنهج والسوق،وفي كل مكان،وكأنهم يحلفون على التفوق في كل رذيلة قلدوا فيها أئمتهم ومعلميهم..!!
10-نشر الغرب الصور والتماثيل،وتنافس في اقتنائها، وتبارى في تحسينها وإيجادها،فأفشاها المسلمون المقلدون بالرغم من حظر دينهم للصور ولعنة نبيهم للمصورين،فأفشوها وأشاعوها حتى في حرميهم وقرب قبر نبيهم،وكأنهم يتحدون بذلك شعوره وهو ميت،ويستفزونه-له الفدا-لو كان يتحرك بينهم!!
11-سن الغرب المكوس والجمارك،وفرض التأشيرة،ولم يتردد المقلدون في ذلك فسنوا في الأسوان المكوس-وهي حرام-وفرضوا الجمارك على تجار المسلمين،ولزموا برسوم التأشيرة السياح من المؤمنين الصالحين،ولم يكن لكل هذا داع إلا تقليد الفجار..
12-لم ير الغرب بأسا في اختلاط المرأة الأجنبية بالرجل الأجنبي ومحادثته،والإتصال به في أي وقت من الأوقات،وعدوا هذا خلقا ساميا،وتمدنا راقيا،فأصبح المسلمون المقلدون لا يرون في الإختلاط حرجا،فاختيرت أجمل الفتيات،لتمريض الرجال بالمستشفيات،وغصت بالنساء المسارح والسنيمات،وفاضت السبل،وامتلأت الطرق والمحلات العامة والخاصة بالحسناوات،وحسب المنحرفون منا هذا رقيا وتقدما في الحياة،وتجاهلوا ما صدر إليهم من أوامر ربهم:{قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم...وقل للمؤمنات...}
13-وحتى في الهيئة الأكل وشكله،وتناول الطعام ومضغه،فقد عمد بعض المنحرفين ممن تحضروا،وفي بحور الفجور غرقوا،أصبحوا يأكلون وهم وقوف،بحيث يوضع الأكل على مائدة رفيعة طويلة،وعند تناولهم الطعام بالملاعق لا يثبتون أمام المائدة،بل يطوفون حولها كحمير الرحى،يدورون وهم بين ضاحك مقهقه ومصفر..وسموا-لسفههم-هذا النوع من التحلل أكلة أمريكية،ونسوا هيئة الأكلة"المحمدية"،لأنهم رغبوا عن سنته،وقلدوا أعداء ملته!!
...وهكذا،،فقد ندر بقاء شيء حرمه الإسلام إلا وقلد المنحرفون الغربيين والكافرين فيه..ولو تنافى مع طبيعة المؤمن والإيمان..فتفوقوا على الكفار في كثير من القبائح والرذائل،لأنه مسرفون،والمسرف لا يقف عند حد..
كل هذا التغيير والإنحراف،والشر والفساد،قد حل بهذه الأمة المسلمة حتى فقدت ذاتيتها واستقلالها،والشخصية الإسلاميةالتي كانت لها،إلى أن لم يبق للإسلام في دنيا الوجود من الجماعات أو الحكومات من يمثله تمثيلا صادقا،ويدعو إليه دعوة حقيقية كافية..ولاحول ولا قوة إلا بالله..
..وإن نسينا فإننا لا ننسى أن كل هذا البلاء الذي أصابنا وأصاب إسلامنا،كان سببه-ولا شك-فريق من أدعياء الإسلام،وطوائف من المنحرفين من أبنائه العاقين..
ومع الأسف،فإنهم مازالوا إلى اليوم يطردون الإسلام من كل بلد وبيت،ومن كل مكان ومظهر من مظاهر الحياة حتى أقبروه في مفابر الصدرو المظلمة،فكانت إذا طلبت من أحدهم إقامة فريضة،أوترك جريمة كبيرة أو صغيرة أشار لك إلى صدره يعني بذلك أن الإسلام في الصدر..وإن ألححت عليه احتج عليك لجهله بقول:الإيمان في القلب!!
ومما ينبغي التنبيه له،أن سلاح هؤلاء المنحرفين الهدامين للإسلاموالطاعنين فيه،كان ومازال هو الخداع والتضليل والتجني والمغالطة،ومن ذلك قولهم:الناس طاروا في السماء،وغاصوا في البحار،وغزوا الفضاء،وأنطقوا الجماد،ونحن،،مازلنا جامديت على هذا حلال وهذا حرام!!
ألا قوّم الله اعوجاجهم،وأصلح فاسدهم حتى يعلموا أن الكفر والفسق والشر والفساد،لم تكن هذه هي التي دفعت الغرب والكافرين من غيره،لم تكن هي التي رفعتهم إلى هذا المستوى المادي الذي قدسوهم له،وأكبروهم-أكثر من الله-في صدورهم من أجله،وإنما رفع الغرب والكافرين من روس ويابان،رفعهم العزم الصادق،والجد الحازم،والعمل المتواصل،مع إطراح الكسل والتواكل،ونبذ صحيح للتطاحن فيما بينهم!
ومن أسلحة المنحرفين غير ما ذكر:الإسلام دين مرن يساير العصورويماشي الحياة..وقولهم:الدين عقيدة في النفوس..وقولهم:لباب وقشور..وقولهم:الضرورات تبيح المحظورات..!!!!
وهل كَون الإسلام-ياعباد الله-دينا مرنا يساير العصور ويواكب الحياة-لولا الخداع والتضليل-يسمح بتعطيل أحكامه،وهدم أركانه،وترك فرائضه،والتنكر لشعائره،والزهد في سننه وآدابه؟؟!!
وهل كون الإسلام عقيدة في النفوس أكثر مما هو مظهر من مظاهر الحس،أنه يجيز لأتباعه أن يتخلصوا من مظاهر الإيمان والإسلام القولية والفعلية والتي دعواهما بدونها باطلة،وأنه لا يسمح لهم أن يظهروا في أي مظهر يخالف الغرب الكافر والمشركين الفاجرين؟!
وهل كون الإسلام يبيح عند الضرورة المحظور،معناه أنه لم يبق فيه محظورر،لأن الحياة-أو على الأصح"الشهوات"-قد أوجدت الضرورات،تلك الضرورات التي لا تبرح ولا تزول؟
وأخيرا،فهل تزول الغشاوة من على أبصار هؤلاء المنحرفين معا،ويصدقوننا فيما قد نقول؟
gariba @gariba
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️