والمقصود بالحنكة هنا المرأة، وليس الرجل، لأنه لن يعترف أبداً بنقاط ضعفه، لكي لا تهتز صورته أمام أسرته ولا قوته وأوامره أمام شريكته.
لذلك على كل زوجة أن تعتبر أن تلك النقاط سر غامض عليها أن تكتشف أعماقه لتعرف كيف تتعامل مع زوجها «سند دهرها»، فتريحه وتستريح وتعيش أميرة مكانها وزمانها.
ان القدوة هنا في أحد الأمثال الشعبية المشهورة «ابنك على ما تربّيه وزوجك على ما تعوّديه»، والتعويد ليس في تغيير صفاته وطلباته واحتياجاته، بل في الغوص في أعماقه واكتشاف مكامن ضعفه قبل قوته، لتعرف المرأة كيف ترضيه وتسير معه بمركبة زواجهما نحو شاطئ الدفء وراحة البال.
ان التعامل بين كل زوجين لا تكتمل أسسه إلا بتعرف كل طرف على طبيعة الطرف الآخر، وهذا الكلام موجه بالتحديد إلى الزوجة لأنها تستطيع، متى ما تعرفت على نقاط ضعف زوجها وقوته، أن «تروّض» شريك العمر وتتعايش معه، معتمدة في ذلك على ذكائها وحكمتها اللذين يمكنانها من البحث دائماً عن الطرق المثلى للتعامل معه بسهولة ويسر وفي مختلف المواقف.
فقط عليها أن تكون صبورة وهادئة اكثر مما هي مشاغبة ومنافسة.
أولها عمودان
انه من واجب كل زوجة أيضاً أن تتذكر دائماً أن نجاح أية علاقة زوجية يعتمد على عمودين مهمين: التفاهم والانسجام، فمتى عرفت كيف تغرسهما جيداً في بنية مؤسستها، استقرت حياتها مع شريكها واستمرت بشكل طبيعي، والا فقدت الأمان ووقعت في نكد وخصام.
إذن على كل زوجة أن تجتهد في توفير عمودي أمانها وراحة بالها في جو صحي وسليم.
اضحكي في سرك
هناك مفهوم الخاطئ الذي يعتمد عليه الرجال والنساء في حياتهما معاً، وهو أنه إذا تنازل طرف لآخر فهذا يعني ضعفه وسيطرة الآخر عليه دائماً، وهذا ليس عين العقل أبداً.
فإن لم يتنازل الرجل حفاظاً منه على هيبته وسيادته، فعلى المرأة أن تعي ذلك بحكمة وتبادر إلى التنازل ضاحكة في سرها، فهي هنا سيدة الموقف، لأنها مَن حلّ الشجار وأنهى الخصام، ولولاها لما استطاعت الأسرة أن تنهض من كبوتها، وهي تفعل ذلك طمعاً بالاستقرار والزواج السعيد المغلف بالود والتفاهم والرضا، وليس بفتيل المعارك والعناد والنكد. فالرجل بنظرها، مهما علا شأنه وقوي، يبقى «طفلا مطيعا» أمام «حكمتها»!.
أنت الأقوى دائما
نقطة مهمة وهي تتطلب من كل زوجة عاقلة أن تأخذها بكثير من الجد والاهتمام، وهي أن الزوج ليس أقوى منها، بل هي الأقوى دائما.
وذلك لأن القوة لا تقاس بالشاربين ولا بالعضلات!، بل بقوة الفكر ورجاحة العقل واللين والمرونة، فكلما تمتعت اللمرأة بعقل راجح وحسن تدبير عرفت كيف تتحكم بنقاط ضعف زوجها وسيّرت شؤون أسرتها بالطرق الأفضل والأنسب التي ترضي جميع الأطراف.
لا تكوني مستغلة
ان القوة في المرأة يجب ألا تستغل لتحقيق أهداف شخصية.
فكثير من النساء يتعمدن استغلال لين الزوج ورضاه وباقي نقاط ضعفه، طمعاً في إرضاء غرورهن وتلبية لاحتياجاتهن وإشباعاً لأنانيتهن، وهذا سيكتشفه الزوج بمرور الوقت ويصدم بالمرأة التي اختارها ليتقاسم عمره معها، بينما اختارته هي لتتربع على كتفيه وتدلل نفسها بدل أن تدلله معها.
نقاط ضعف ونصائح
يوجد مجموعة نقاط ضعف عامة موجودة في شخصية كل رجل، ومن واجب المرأة اكتشافها وفك لغزها لتعرف كيف تحول عناد زوجها إلى لين وقسوته إلى مرونة، مع محافظتها طبعاً على هيبته ووقاره وسيادته لبيته وأسرته
اقرئي النصائح التالية:
* احرصي على التعرف على كل صفات زوجك بإيجابياتها وسلبياتها، وطريقة تفكيره وطبيعة سلوكه في الحياة، لأن ذلك سيسهل عليك «نبش» مكامن قوته وضعفه فتتفاخري بالأولى وتتحكمي بالثانية.
* في كل رجل جوانب مضيئة وأخرى معتمة، فتمسكي بالجوانب المضيئة واسعي دائماً لتنميتها واستغلالها في طرق تعاملكما مع بعضكما بعضا.
* كل رجل قلبه متصل بمعدته، فاحرصي على تلبية احتياجاته وقدمي له الطعام الذي يريده بالطريقة التي تشبع كامل حواسه.
* والدته أهم نقاط ضعفه، فإياك أن تعلقي أمامه على أي أمر يخصها، بل اجعلي علاقتك بها علاقة ود وتفاهم وابتعدي عن كل تفاهات «الحماة والكِنّة»، وامتدحيها دائماً، كلما ذكرها زوجك، خاصة طعامها وطريقة تربيتها لأولادها.
* أولادكما من نقاط ضعفه المهمة ايضا، ومن خلالها تتحكمين بمقاليد الأمور في البيت، حاولي أن تكوني أماً صالحة ومربية ممتازة وإنسانة تضحي بكيانها من أجل أن يفخر زوجها ببنينه وبناته.
* واجباتك تجاه زوجك من أكثر الأمور التي يعتبرها الزوج «شماعة» يعلق عليها انتقاداته، فلا تقصري بها ابدا، ومهما انهمكت في شؤون الأولاد والبيت، اتركي دائماً مساحة كبيرة تتفرغين فيها لرعاية الزوج والسهر على راحته.
* «كلامه أوامر».. هذا ما يفضله الرجل ويحبه في بيته، طيبي خاطره دائماً بكلمة «نعم» و«حاضر» لتشبعي غرور رجولته، ومن ثم تحكمي بمقاليد الأمور بالطريقة التي ترينها مناسبة لكليكما. فزوجك لن يغضب منك إذا عصيت أوامره من أجل مصلحته ومصلحة الأولاد والبيت.
* اللطف وقلة الكلام وحسن الاستماع من الصفات التي يفضلها الرجل في المرأة، قدميها له عندما تشعرين أنه يحتاجها، وإلاّ وجدها في امرأة سواك وأحسّ بالمرارة والخسارة.
* عندما يقع الرجل في الحب يضعف، وان كان زوجك يحبك تمكنت من قلبه، لكن حافظي على هذا الحب ولا تستغليه حتى لا تقع نتائجه السلبية على رأسك.
* بعض الرجال يكون ضعفهم في خجلهم واحترامهم للآخرين، فإن بدر من الآخرين سوء، لا تلبسي ثوب الرجل لتدافعي عن حق أسرتك، بل قابلي خجله بخجل آخر واحترامه باحترام آخر، وتعاوني معه على الطريقة المثلى للرد.
> تحذير خاص
الحذر ثم الحذر من جنوح بعض النساء لاستغلال ضعف الرجل لتحقيق مصالح شخصية، وهذا يؤثر بالتأكيد في استقرار واستمرار الحياة الزوجية، لأن الزوج يعتبر ذلك «خديعة» لن يسامح زوجته عليها أبداً، فانتبهي وكوني عقلانية وحكيمة وسيّري نقاط ضعف زوجك إلى ما فيه مصلحة الجميع بالدرجة الأولى.