لحظات الياس

" ليتني كنت ترابا"
"ليتني كنت نسيا منسيا"
كلمات لا تقال إلا في زمان ومكان محدودين00تقال في زمن اليأس والمكان هو
أفواه الراغبين بالعدم00
ففي لحظه من لحظات الحياة وفي توقيت لم يكن في الحسبان يجتنح فؤاد المتمسك
بدنياه أمنيه هي اقرب أن تكون هروبا من إنها رغبه في النهاية أو العودة إلي اصل البدايه00في مثل هذه اللحظة يقف المبتلى عاجزا في التحكم بالمقدور أو رفض
المحتوم00يتمنى لو انه يدير عجله الزمان إلى الوراء قليلا قبيل اللحظات التي
هو فيها لعله يعيد من برمجه الموقف بتصرف إتضح له انه لو كان لما كان
ما كان00تتعاقب فيها الأحداث الملازمة للحظه الراهنة وهو ينظر إليها بخواء في التفكير وغيبوبة في التفاعل وجمود في الأعصاب وسكون في التصرف00
علامات الدهشة تتحكم في تقاسيمه00والرفض يعبث بصوره هدوءه00يتهم نفسه بالخياليه وعيناه بعدم المصداقيه00
هي لحظات تمر دقائقها ثقيلة كئيبة على نفسه 00يحاول يغير بأمنياته مجريات
الأحداث الشاحبة ولكنه يكتشف عند ملامسه الواقع انه كان يرسم في الهواء
ويسبح في الخيال00
لحظات تضيق عليه الدنيا وهي واسعه00وتختنق نفسه وهي تتنفس00وتحتضر
روحه وهي حيه00
لحظات يطيش عنده صواب العقول00وتختل لديه موازين التفكير
لحظات تراه فيها ضاحك في زمن البكاء 00وساكن في زمن الاندفاع00
تراه يعشق الصمت00ويصادق العزله00لا تسمع له حديث إلا التأوه ولا ترى
له عمل إلا الشرود00
تراه يسامر نجوم الليل بأنغام الماضي00 ويخلد إلى النوم هروبا لأحلام المستقبل00
لا يرى غير الموت راحه له مما هو فيه 00ولا يشعر إلا الدموع مهدئه له مما
يعانيه00
لو سئل كل ما يملك لوهبه بلا شعور بالرغبة فيه في مقابل الخروج من قوقعه
همه00
فكره الانتحار تستعمر كيانه00وعناء الأعضاء تستجيب لجاذبيه الفناء00ولكنه
من بين هذه اللحظات العقيمة والنفسية اليائسة يسمع همسا يكاد يدرك بعض
حروفه00يحاول أن يستجمع قوى سمعه ليترجم ولو مرادفات كلماته ولكن الصوت يدنو ويعلو وتتضح جمله00وإذ به يدرك أن الصوت يصدر من داخله00من ذلك الضمير الذي أجرم اليأس بكتم صوته00وغدر السخط بتخدير مفعوله00ولكن شاء منزل الأقدار أن يعلو صوت الضمير الواعظ لذلك الحي الميت00وإذ بهتافات
العتاب تتوالى00
قصدت كل باب ونسيت باب الرحمن الرحيم00
فكرت بكل حيله ونسيت قدره القادر الجبار00
تذللت لكل كائن ونسيت الحي القيوم00
فكانت الكلمات كماء أثلج صدر الظمآن 00ونور أنار درب الحيران00وماهي
إلا سجده انقشعت فيه سحب الهم والكدر ليشرق فجر جديد في سماء اليأس 00فاقبل على حياه الغد وهو ينشد:
لسجده في جوف الليل للملك الديان
تجلو صروح الهم من نفس الحيران



" ليتني كنت ترابا"
"ليتني كنت نسيا منسيا"
كلمات لا تقال إلا في زمان ومكان محدودين00تقال في زمن اليأس والمكان هو
أفواه الراغبين بالعدم00
ففي لحظه من لحظات الحياة وفي توقيت لم يكن في الحسبان يجتنح فؤاد المتمسك
بدنياه أمنيه هي اقرب أن تكون هروبا من إنها رغبه في النهاية أو العودة إلي اصل البدايه00في مثل هذه اللحظة يقف المبتلى عاجزا في التحكم بالمقدور أو رفض
المحتوم00يتمنى لو انه يدير عجله الزمان إلى الوراء قليلا قبيل اللحظات التي
هو فيها لعله يعيد من برمجه الموقف بتصرف إتضح له انه لو كان لما كان
ما كان00تتعاقب فيها الأحداث الملازمة للحظه الراهنة وهو ينظر إليها بخواء في التفكير وغيبوبة في التفاعل وجمود في الأعصاب وسكون في التصرف00
علامات الدهشة تتحكم في تقاسيمه00والرفض يعبث بصوره هدوءه00يتهم نفسه بالخياليه وعيناه بعدم المصداقيه00
هي لحظات تمر دقائقها ثقيلة كئيبة على نفسه 00يحاول يغير بأمنياته مجريات
الأحداث الشاحبة ولكنه يكتشف عند ملامسه الواقع انه كان يرسم في الهواء
ويسبح في الخيال00
لحظات تضيق عليه الدنيا وهي واسعه00وتختنق نفسه وهي تتنفس00وتحتضر
روحه وهي حيه00
لحظات يطيش عنده صواب العقول00وتختل لديه موازين التفكير
لحظات تراه فيها ضاحك في زمن البكاء 00وساكن في زمن الاندفاع00
تراه يعشق الصمت00ويصادق العزله00لا تسمع له حديث إلا التأوه ولا ترى
له عمل إلا الشرود00
تراه يسامر نجوم الليل بأنغام الماضي00 ويخلد إلى النوم هروبا لأحلام المستقبل00
لا يرى غير الموت راحه له مما هو فيه 00ولا يشعر إلا الدموع مهدئه له مما
يعانيه00
لو سئل كل ما يملك لوهبه بلا شعور بالرغبة فيه في مقابل الخروج من قوقعه
همه00
فكره الانتحار تستعمر كيانه00وعناء الأعضاء تستجيب لجاذبيه الفناء00ولكنه
من بين هذه اللحظات العقيمة والنفسية اليائسة يسمع همسا يكاد يدرك بعض
حروفه00يحاول أن يستجمع قوى سمعه ليترجم ولو مرادفات كلماته ولكن الصوت يدنو ويعلو وتتضح جمله00وإذ به يدرك أن الصوت يصدر من داخله00من ذلك الضمير الذي أجرم اليأس بكتم صوته00وغدر السخط بتخدير مفعوله00ولكن شاء منزل الأقدار أن يعلو صوت الضمير الواعظ لذلك الحي الميت00وإذ بهتافات
العتاب تتوالى00
قصدت كل باب ونسيت باب الرحمن الرحيم00
فكرت بكل حيله ونسيت قدره القادر الجبار00
تذللت لكل كائن ونسيت الحي القيوم00
فكانت الكلمات كماء أثلج صدر الظمآن 00ونور أنار درب الحيران00وماهي
إلا سجده انقشعت فيه سحب الهم والكدر ليشرق فجر جديد في سماء اليأس 00فاقبل على حياه الغد وهو ينشد:
لسجده في جوف الليل للملك الديان
تجلو صروح الهم من نفس الحيران