روى ابن ماجة والترميذي من حديث هانئ مولى عثمان قال : ( كان عثمان إذا وقف على قبر يبكي حتى يبل لحيته فقيل له : تذكر الجنة والنار ولاتبكي ، وتبكي من هذا ؟
قال : إن رسول الله صلى الله علية وسلم قال: (( إن القبر اول منازل الآخرة ، فإن نجـــا منه فما بعده أيسر منه وإن لم ينج منه فما بعده شر ))
وخيل لنفسك لنفسك يابن آدم قبل ذلك كله وقد اخذت من فراشك إلى
مغتسلك 00 غفسل الغاسل 00 والبسك الأكفان 00 واوحش منك الأهل والجيران 00 وبكى عليك الأحباب والإخوان 00
فلنبكـ على انفسنا قبل ان يبكى علينا
ولنحمل انفسنا على الطاعة قبل ان نحمل على الرقاب 00
اخي : اختي
يامن اعزكما الله بالإسلام 00
انت تعرف ان بداية تلك الرحلة هي لحظــات 00
لحظات قد مرت على كل من سكن القبور 00 وستمر على كل حي حتى من سكن القصور00
لحظات ازعجت قلوب الخائفين 00
لحظات حيرت افهام العارفين 00
لحظات ابكت عيون العابدين 00
لحظات اذلت اعناق المتجبرين 000
لحظات هي النهاية والبداية 00
نعـــــم نهاية الحياة وبداية الآخرة 00 نهاية العمل وبداية الجزاء0
لنستمع إلى القرآن وهو يقص علينا قصة هذه اللحظات 00
بل يقص علينا قصة تلك الرحلة كلها (( كل نفس ذائِقة الموت وإنما توفون اجوركمم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ))
مــاحالي وحالك إذا جاءتنا تلك اللحظات ونزل بنا الأنين والغمرات 00
نعم ونزل بنا هادم اللذات ومفرق الجماعات ومنغص الشهوات 00
اعاننا الله وإياك على هذا الخطب العظيم 00 واوقع الدنيا من قلبي وقلبك
موقعها من قلوب المتقين 0
000 ارجع بك إلى الوراء قليلا وانقلك إلى احد المساجد لأصف لك قصة هذه اللحظات مع احد الصالحين الذين لم اعرف إلا حب هذا الدين 0
إنه الشيخ قاسم إمام احد المساجد في مدينة الرياض00
ففي يوم الخميس ليلة الجمعة الموافق الثاني والعشرين من ربيع الأول 1411هـ
دخل الشيخ مسجده وكبر ليصلي ركعتين تحية المسجد بعد اذان العشاء 000
ثم تقدم ليلقي درسا على عادته بين الأذان والإقامة 000
وبعد انتهاء الدرس اقام المؤذن للصلاة 000 ثم كبر الشيخ وكبر
المأمون خلفه 00 ثم شرع في الفاتحة 00 ثم قرأ الكهف حتى وصل قوله وتعالى (( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداوة والعشي يريدون وجهه ولا تعدعيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولاتطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا وقل الحق من ربكم فمن شآء فليؤمن ومن شآء فليكفر))
وهنا سكت !! 000 بادره بعض المأمومين بالفتح عليه ظانين انه نسي باقي الآيه
وسكت بعضهم 00 وماعلم الجميع انه كان على موعد 000 ولكن
كان موعدا مع الموت 000 نعم اتاه ملك الموت ليقبض روحه وهو على احسن حال
وهو يصلي بالناس بدأ الشيخ يضطرب يمينا وشمالا واماما وخلفا
حاولت ان اتفادى وقوعه بإمساكه000 فلم استطع إلى ذلك سبيلا00
فإذا به يخر على قفاه مشيرا بأصبعه السبابه إلى السماء وهو يتمتم
بكلام غير واضح 00 قطع بعض المصلين صلاتهم 000 حملوه إلى اقرب مستشفى
كشف عليه بعض الأطباء فقالوا قد فارق الحياة قبل مدة بسيطة تقدر بالزمن الذي كان يصلي فيه_ رحمة الله
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
واحسن خاتمتنا .. ياكريم يامنان ..