سنابل العطاء

سنابل العطاء @snabl_alaataaa

عضوه شرف في عالم حواء

لحظات عصيبة... قصتي في المصعد!!

الملتقى العام

لبست أبهى ما عندي...

رتبت شعري ولم أنسى أن أجمل نفسي باكسسواراتي...

لبست حذائي وحملت حقيبتي خارجة لقريبتنا والابتسامة تسبقني...

كم أفرح بزيارتهم خاصة أن هناك من ينتظرنا بل وينتظرني أنا خاصة...

هناك حبيبة القلب الطفلة لجين ابنة قريبتنا التي أتت لرؤيتنا...

خرجت مع عائلتي وكلي فرح وسرور ...

انطلقنا بسيارتنا والبهجة تسبقنا...

كنت أفكر في الطريق كيف سيكون لقائي مع لجين فما هي إلا قطعة من قلبي...

هكذا أشعرِ!!

كيف سألتقي بأمها الغالية وأخواتها أحباب الرحمن!!

كيف سألتقي بقريبتنا صاحبة المنزل وطفليها!!

كم سيكون هذا اللقاء وتلك الاجتماع من رائع!!

كم وكيف سنفرح سوياً!!

وصلت السيارة بعد بضع الدقائق...

انذرفنا إلى داخل العمارة بعد أن سمعت ابنة عمي ذات الخمس سنين تقول هنا أناس كثيرون...

انتظرنا على باب المصعد كثيراً حيث أن العمارة كبيرة والشقق كثيرة ولا يوجد أكثر من 3 مصاعد...

كان إحداهما معطل الخدمة كما علمنا بعد ذلك!!

تجمع وراؤنا أناس كثيرون...

انتظرنا المصعد لوقت طويل...

ولما فتح بابه تنهدنا تنهيدة الفرج...

وكأنه أفرج علينا لندخله ونصعد إلى المنزل سريعا فنخلع عباءتنا ونجلس عند المكيف...

دخلت مع أمي وأخواتي وزوجة عمي وابنتها الصغيرة...

"سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون الله أكبر الله أكبر الله أكبر الحمد الحمد لله الحمد لله سبحانك اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"

تمتم بعضنا بهذا الدعاء ودخل وراءنا أناس كثيرون حتى تكدسنا!!
لم يعد يجد أحدنا متسعاً ليحرك قدميه فيه،
ما كان ذلك الفعل إلا نتيجة لغضبهم لتأخر المصعد !!...

دخل معنا صينيين ويابانيين وباكستاني وكان بينهم أطفال ومعهم أغراض كثيرة...

طلب كل منا رقم طابق شقته!!

وبدأ المصعد بالانطلاق إلى الأعلى..

انطلق إلى الدور الأول...

ثم إلى الدور الثاني...

ثم فجأة!!

توقف!!...

توقف بنا المصعد!!

بدأنا نضغط بالأزرار نحاول أن نعيد انطلاقه لا فائدة...

أعدنا الكرة كذا مرة لكن لا فائدة...

حاولنا أن نفتح الباب لا فائدة...

إذاً المصعد تعلق بنا في الهواء...

أطلقنا صفارة الانذار!!

أخرجت امرأة جوالها تطلب أحداً في الخارج... الشبكة معطلة!!

أخرجت والدتي جوالها وإذا أيضا الشبكة معطلة!!

حاولنا مراراً وتكراراً أن نخلع الباب لا فائدة!!

أخرجت إحداهن جوالها بعد قليل... الحمد لله استطاعت أن تتصل بهم...

بعد ربع ساعة...

أتت صاحبة العمارة تصرخ إلينا من الخارج انتظروا دقيقة ليحضروا إليكم...

لا تعلمون ما هو شعوري في ذاك الوقت!!

أطلقنا لساننا "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" نكررها ونعيدها...

اللهم أفرجها علينا وخلصنا مما نحن فيه...

بدأ الأوكسجين يقل!!

حيث أن في المصعد ستة عشر شخصاً، ثلاث رجال وأربع أطفال والبقية نساء...

تذكرت في هذه اللحظات المساجين والمعذبين...

تلك المساجين الذين هم في زنزانة لا يستطيعوا أن يقفوا ولا أن يجلسوا فيها لضيقها وقرب سقفها إلى الأرض!!

أولائك المعذبين المحرومين للهواء وللماء... المشردين في الحروب بلا ذنب...

تذكرت يونس عليه السلام ذلك الذي ابتلعته بطن الحوت وهو في الضيق والظلمة...

تذكرت القبر ذلك الذي سآوي إليه في يوما ما...

سيحتضن جسمي لا أعلم أيضيق علي!! أم يتسع بي!!

سيبقى للقبر غصة!!

دارت بنا ذكريات وعبر...

نصف ساعة ونحن بهذا الموقف العصيب...

وإذا بوالدتي قد وجدت متسع بسيط لتجلس فيه وتستريح بعد أن أصيبت بالدوار...

لا هواء ولا ماء!!

إن حاولت التحرك جاءتك دفعة تدفعك الى اليمين ومن اليمين الى الشمال ومن الأمام إلى الوراء ومن الوراء إلى الأمام وهكذا... يجب أن تبقي واقفة على الحيز الذي يسع قدميك لا أكثر...

المشكلة أن أمامي رجل سمين أخاف أن أقترب منه أو ألمسه...

تمنيت لو يتجنب المكان ويذهب إلى صديقيه الذين من جنسه بجانب المصعد لكن أين!!

لا يستطيع أي أحد منا أن يتحرك!!

تلك تمسح العرق عن جبينها وهذا يضرب بقوة على باب المصعد والآخر يحاول سحبه بقوة، وصديقته تنادي انتبه لأصابعك والطفلة تطلب جوالاً لتتحدث مع أهليها والرجل السمين ينفخ بوجه أختي الصغيرة وابنة عمي ليروح عنهم!!

وأنا أريد أن أنطقها كفاك تفتفة في وجوهنا!!

بقينا ندعي الله ونسأله الفرج ونطلب منه العون...

الوقت يمر ببطئ شديد!!

ما أصعبها من لحظات...

أربعون دقيقة ونحن نعاني من هذه اللحظات العصيبة!!

بينا لهم أن عددنا كثير سنختنق ونموت!!

لا نعلم لم التأخير!!

حتى أن أحدهم اتصل بوالدته وقال لها أبلغي الشرطة بذلك!!

بعدها سمعنا قرقعة في الخارج وبدأ أحد ما يحدثنا وهو يحاول فتح الباب...

ما هي إلا لحظات والباب يفتح...

فتح الباب بين الدوريين أي أن المصعد تعلق قبل أن يصل إلى الدور الثاني...

الحمد لله الحمد لله وأخيراً جاءنا هواء نتنفسه!!

لا يهم أين تعلق وكيف المهم أننا سنخرج ...

ساعدوا الأطفال على الخروج...

ثم النساء...

جاء دوري ومد رجل يده ليخرجني ...

قلت له لا أحتاج مساعدتك أستطيع مساعدة نفسي بنفسي!!

وخرجت زحفاً وأنا خائفة أن أتكشف...

صعدنا السلم إلى الدور الثالث...

هناك انتظرنا المصعد الثاني... حيث أن قريبتنا تسكن في الدور الثامن عشر ولا نستطيع أن نصعد إليها بالسلم...

انتظرنا كثيراً وكثيراً...

فلم يعد غير مصعد واحد يعمل...

صعدنا إلى قريبتنا دفعات متتالية...

وهناك جاءنا الفرج الحقيقي الهواء والماء وتكفي الكلمات التي استقبلونا بها...

جاءتني حبيبة القلب لجين تركض لتقول بصوتها الطفولي تولتوا "تأخروتوا"!!

وبقت تكررها لي!!

تنفسنا الصعداء وحمدنا الله...

نسأل الله كما فرج عنا هذه المصاعب أن يفرج هم المهمومين ويفك أسرى المأسورين وينجي المؤمنين...


عبر استخلصتها من هذا الحدث...

- نلهو ونلعب ونطلب الدنيا ونحن غافلون عما ينتظرنا!!
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا...


- اخواننا المسلمين المعذبين بأمس الحاجة لدعائنا ...

- علي وعليكم أن نعد أنفسنا للموت في كل دقيقة بل في كل لحظة...

- إن مر بي موقف عصيب أستغله بالتفكر في حالنا وأحوال المسلمين...

- دعاء الله وطلب العون منه ينقذني من الكرب...

"كذلك حقاً علينا ننجي المؤمنين".

اللهم لك الحمد من قبل ومن بعد وفي كل حين...
29
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نور السلطان
نور السلطان
أولا .. الحمد لله على السلامة

ثانيا .. فعلا قصتكي هذه فيها عظه وعبره لنا

تحياتي العطره
المشغولة دوما
حمدا لله على سلامتك اختي الكريمة
أسماء
أسماء
الحمدلله على سلامتكم ...والفرج دائما مهما طالت المصيبه او الكرب قرييييب بالايمان والصبر وذكر الرحمن
حبيبة خواتها
حبيبة خواتها
الحمد الله علي السلامه
ام العيال الحلوين
لا اله الا الله
الحمدلله على سلامتكم اختي ..والله يحفظكم من كل شر ان شاءالله..