لحظة تـــــــــــــأمل

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته


صراحة تأملت و تألمت على الحال الذي آل إليه العالم و ما شد انتباهي أكثر
هو خلو المساجد و بيت الله المبارك من الناس و خلو المعمورة
لأجل ماذا ؟
لأجل فيروس لا يرى بالعين المجردة أرسله الله لهذه الأمم التي تكاد
تقول أنا ربكم الأعلى ......................
إنه جند من جنود الله بعث ليصحي فينا الضمائر الميتة
و يا لفضاعة ما يحصل برغم صغره يحصد أرواحا دون استئذان
الوضع جد مخيف ليس من الموت بل من جبروت الله الذي استطاع أن يسوي
بلحظة بين كل البشر و له الحق بأن يسلم منهم من يشاء و يصيب من يشاء




هي رحمة الله سبقت عذابه سبحانه فهذا ما نرجوه منه
أن لا يجعلنا ممن غضب عليهم أو ممن يوكلهم إلى أنفسهم
البشرية تموت ببطئ و الخطابات المخضبة بالأمل لا نصرفها عن أعيننا
لكن يسبقها الرجوع إلى الله و الخضوع له و الإستسلام
و الدعاء و التفكير مع النفس و حقه عليها و ترك ما بالقلب من التمسك بالدنيا
من يقول " لا للتخويف أنا أقول له "" لا للتسويف و لا للرضا عن الأعمال
نحن مقصرون و غافلون و آملون دون عمل و دون مجاهدة لبلوغ إرضاء الرب تعالى
فيا غافلا عن العمل و غره طول الأمل
الموت يأتي بغتة و القبر صندوق العمل فماذا أعددنا له ؟




أخيتي لا تملئي جعبتك بالكلام المسوق أو المستهلك
فمنهم من يقول افتعلته أمريكا
و آخر يقول صنعته الصين
و آخرون يقولون هي خطط اقتصادية و كله يصب في علمه تعالى
و الأكبر من كل هذا و الذي يهمنا الآن هو ""
هل سنكون إحدى ضحاياه ؟
و هل سيختم علينا به و قد شبهه العلماء بالطاعون ؟
و إن كان كذلك فليتنا نتقي الله كفاية حتى نحضى بثواب الشهيد
فالموت قادم لا محالة لكن فلنجهز لما بعد الموت




نصيحتي لك لا تقضي وقتك بالقيل و القال
لا تستخفي بما يحصل و ما يقال عن هذا الخطر المحدق بك و بي و بها
لا تقطعي حبل الدعاء و لا تهجري كتاب الله قراءة وسمعا
حدثي أولادك عن قدرة الله و عن غضبه حين نعصيه و عن هذا الفيروس و بأنه جند من جنود الله
لا تتبعي أقوال السفهاء و رؤاهم في ما يخص ما نحن فيه
أخبريهم عن عدو صغير جدا قض المضاجع و روع النفوس و كله بأمر رب العالمين سلاح فتاك
يقضي على مئات العشرات و يبعث الهلع بكل المناطق
بالأخير أقول كلام الله عز و جل نزل و فيه الخير الكثير لنا و الأمر و النهي
لم يسمعه الكثيرون و صرفوه من حياتهم ثم يأتي هذا الكائن الحي فيفعل بها الأفاعيل
يغلق المساجد و يخلي الأمكنة و يقبع النساء بالبيوت بعدما كن يعثن بالشوارع
و حجب و ستر كاشفات الوجوه بالأقنعة و الكمامات خشية الضرر منه
هذا المخيف المفزع و العدو المفضع هو من رب الناس للناس و لكل الناس أيها الناس
فلا خطابات السياسيين و لا اجتهادات العلماء و الرؤساء و حتى الملوك
يستطيع أن يصده أو أن يوقفه عند حده إلا إذا شاء الله بحوله و قوته




و لتعيشي مع المصيبة بثلاث وقفات "
وقفة الرجوع لله و محاسبة النفس
و وقفة التأمل في قدرة الله على العباد
و وقفة الإستسلام و أن ما أصابك لم يكن ليخطئك فإن حصل فأكيد في هذا الأمر خير
و ليتنا نبلغ مبلغ الشهداء عند رب العالمين و نفوز بالجنان و في عليين
فاللهم قدر لنا الخير حيث شئت و ارضنا به




قال أحدهم "" بهذه الأزمة الملمة بالأرواح غاب المشهورون و غاب المطربون
و كل الفاسدون و لزموا الجحور و ترأس القوم لخدمتهم
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه و هم بالواجهة فيارب اجعله حواليهم ولا عليهم
و احفظهم و ارعاهم برعايتك يا كريم ......................
أطباء ...........ممرضون .............علماء ناصحون ............رجال أمن ساهرون
و حكام حارصون على سلامة الرعية و الله خير حافظا لنا أجمعين ...............