لحظة الزلزال الرهيب الذي أهلك أكثر من مائة ألف نفس غافلة .. أكثر من مائة ألف إنسان مضى يستعد ليوم جديد .. في تلك اللحظة والأحياء والمصابين يصيحون في ذهول .. والعالم ينقل الخبر ويعنون له "خبر عاجل" في تلك اللحظة حصل أمر عظيم .. أمر مهولٌ جدا ..
في تلك اللحظة كان جند الرحمن على موعد بإنجاز أمر .. كانوا مستعدين لعملٍ أُوكل إليهم .. فإذا بالملائكة تنزع أرواح الأموات .. مائة ألف من الناس أو يزيدون .. وإذا بملائكة أخرى تتلقى أرواح الموتى .. وتأخذها لعالم البرزخ .. هناك تصعد الأرواح وتُنادى بأسمائها .. والحي من أهل الأرض يبكي .. وللدمار يشاهد .. وللحدث يرصد .. والأرواح تصعد .. فإذا بأبواب السماء موصدة بوجه كل روحٍ كافرة .. تعود الروح للأرض .. والأحياء يمشون بها مذهولين من الصدمات فالقصر تهدم .. وكل مبنى تحطم .. والهم جاثم وآخر يجثم ..
في تلك اللحظة التي زلزل الزلال جزء من أرضٍ نحن ساكون بها .. في تلك اللحظة ووكالات الأنباء تصور وتنقل الخبر .. وتحلل وترصد .. فإن جند الرحمن كانوا يؤدون ما أمرهم ربهم جل وعلا .. مائة ألف نفس !.. كم من ملك وُكّل لمثل هذا الحدث .. كم من ملك نزل أو صعد .. وما يعلم جنود ربك إلا هو .. ولقد كان الزلزال نذيرا للبشر .. هناك ألاف الأعمال ينجزها جند الرحمن وتكون من حولنا دون أن نشعر بها أو نتأملها .. كم من ملك بالأرض يعمل ويفعل ما أمره الله به .. كم من ملك يصعد وآخر ينزل .. حركة لا تتوقف في مُلك العلي الكبير ..
مات أحد أفراد أسرتي من أشهر .. وفي العزاء والناس يبكون .. والحزن مخيم على الوجوه الكئيبة .. فإذا بالجنازة تحضر لي .. تحضر وكأني أشاهد ميتنا .. كان طوال الوقت من خبر الوفاة إلى وضعه بالثلاجة ثم الغسل والتكفين والإنتظار ثم الصلاة وبعدها الدفن .. كان ذهني سارح في تلك الروح وذاك الجسد المسجى .. أين هي الروح .. ماذا رأت .. وكيف خرجت .. هل تكلمت .. وماذا قالت .. !!
أين هي بعد الموت لما كان الجسد بالثلاجة طوال إثنى عشر ساعة أو أكثر .. ماذا رأت وكيف خرجت قبل ذلك !!
ما قيل لها وبأي الأسماء نوديت في السماء ؟؟ .. ما إحساسها والتراب ينهال على ذاك الجسد الضعيف وذاك الوجه الحسن .. كنت أتخيل أشد وأفضع وأعظم لحظة .. عندما يشدان الملكان ميتنا ويوقضانه من ميتته .. يجلس بمكان ضيق مظلم .. ثم يحادثانه وبشدة يسألانه .. تخيلت صوته وهو يجيب كيف هو يا ترى .. وبماذا أجاب ؟؟
هل ثبت أم أنه زاغ .. هل إستنار قبره أم اشتعل نار !!
إن تذكرت محافظته على الصلاة وطيبة قلبه .. رأيت الرحمة والجنة .. وإن تذكرت أخطاءه وتقصيره .. قلت ما عساه فاعلا بذنوبه ..
عندما تهلك النفس أو آلاف النفوس نبقى نحن الأحياء نشاهد المباني ونتأمل أسرة موتانا وحجرهم وثيابهم .. وما خلفوا من بعدهم .. ولكن هم بعالم أعظم من عالمنا وأوسع .. هم بدارٍ ليس فيها سوى العدل .. "إن الله لا يظلم مثقال ذرة، وإن تكُ حسنةً يضاعفها ويؤتِ من لدنه أجرا عظيما . فكيف إذا جئنا من كل أمةٍ بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا . يومئذٍ يودُّ الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوّى بهمُ الأرضُ ولا يكتمون الله حديثا"
وجاء بنفسي مائة ألف نفسٍ هلكت بزلزال هاييتي .. أتمنوا أتمنوا ألا يكتمون الله حديثا !!(منقووووووووووووووووول)
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
اللهم ارحمنا فى الدنيا والاخره وابعد عنا الفتن والزلازل والمحن اللهم احسن خاتمتنا فى الدنيا والاخره
الصفحة الأخيرة
الحمد لله
المفروض نشد الهمه العمر مره وحده وبعدين ياجنه يانار نكثر من الاستغفار والتوبه ونلجأ لله خاصه في هالفتره الاخيره اللي سبحان الله كثرت فيها الفتن والمعاصي
ياااااااااارب رحمتك نرجو في الدنيا والاخره يااااااااااارب عفوك ومغفرتك ورضاك والجنه