لحظة سكون

أنا لم أُعد نفسي للكتابة في هذا الوقت ، ولم أكن على موعد مسبق مع هذه الكلمات التي بدأت تغزوني في هذا الوقت من الليل...
إنني أعيش لحظات ساكنة ، ترى ما سر هذا السكون ؟ السكون لا يولد فجأة أليس كذلك؟! بلى قد يأتي بلا ميعاد ، إنها في حقيقتها لحظات نادرة ، وهي أيضاً عابرة... ورغم سكوني أو سكينتي، إلا أنه مع هذه المشاعر الهادئة بالذات تموج في النفس بعض ذكريات الماضي ، التي قد أكون اجتهدت في دفنها.. هي على كل حال ليست بذاك السوء...
و تقودني لحظاتي الساكنة إلى الاستغراق في معاني الصمت ، تلك المهارة التي عجزتُ عن اكتسابها تحت ضغط الواقع ،الصمت مدرسة مستقلة ، تلاميذها قلائل ...
أتعرفون إلى ماذا تقود لحظة السكون أيضاً؟! إنها تقود إلى الصفاء .. بالطبع أنا لا أمتدح نفسي هنا ، ولكنني أحاول أن أتتبع معكم هذه اللحظات النادرة..
إن الشعور بالصفاء يتيح للنفس فرصة النظر الصافي الخالي تقريباً من الشوائب فيمنحنا قدرةً ما على الرؤية الواضحة ... أعتذر أراني عدت إلى الفلسفة - صدقوني غير مقصودة - المهم أن الصفاء يساعدنا أيضاً على الارتقاء والتأمل في وقفة زمنية لا تتكرر كثيراً .. وكم هو في غاية الجمال أن لا يعكر صفو سكونك أحد .. الغربة قد تتنامى أمامي في هذه اللحظة .. فتذكرني دائماً بأنني في رحيـــــــــل..
ليس هذا تشاؤماً ، هذه لحظة ساكنة ... تحرك في قلبي ركام الشوق.. هنا بدأت لحظاتي الساكنة تدير لي ظهرها وتتفلّت مني ، بدأت تغيب و تتوارى ،ثم تعدني بموعد قادم ...فإلى موعدي و موعدكم إن شاء الله