بسم الله الرحمان الرحيم

الغضب تلك الثورة الداخلية و الشعور البركاني بالأنفجار و الغليان
التي تضطرم فيظهر على كلامنا الصارخ بفعل ذاك الفوران
فيتجلى على حركاتنا المتشنجة :

كارتعاش الأطراف و صك الأسنان و احمرار الوجه و تسارع دقات القلب
فتتوتر الأعصاب و تشتد و ندمر في لحظة غضب ما شيد في زمن
فكم من علاقة انتهت في لحظة غضب و كم من طلاق وقع بكلمة واحدة وفي لحظة
و كم من حوادث ترتكب و كم من شخص محترم صار مجرم
و كم سليم الجسم صارعليلا سقيما كأمراض القلب و السكري وارتفاع ضغط الدم
و بالأغلب تكون دوافع الغضب بسيطة و لا تستحق كل تلك الردود العكسية السلبية
وعند مراجعة النفس كثيرا ما نندم عمّا صدر منّا من ردود عنيفة و تصرفات مفزعة مخيفة
فكأن الإنسان يتحول من ملاك طاهر الى شيطان رجيم برفّة عين
فنعوذ بالله من نفخات الشياطين التي تأجج نار الغضب فتستعر

فعلينا بالإسترخاء و الإستغفار و الوضوء فالماءكفيل بتبريد حرّة القلب
و علينا بالتماسك و سعة الصدر و كثيرا من الصبر و الاحتكام الى العقل
و تبين الرشد و الوعي بالنتائج الوخيمة فالعلم بالتعلم و الحلم بالتحلم

و لنتذكر وصية سيد البشرية عليه الصلاة و السلام عندما سأله الصحابي
أوصيني يا رسول الله فقال له لا تغضب و كررها ثلاثا
فلنحفظ تلك الوصية و لنحافظ على رباطة الجأش و كظم الغيظ
و ضبط النفس العفو و السماحة
و ليس الشديد بالصرعة و انما الشديدالذي يملك نفسه عند الغضب

الغضب صفة مذمومة مرذولة و لكن لا يعني ألا نغضب عندهتك حرمات الله
أو التعدي على الدين فالصمت هنا جبن و السكوت مهانة وضرب من العبث

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اسأل الله أن يبعد عنا الغضب .. و يرزقنا الحِلم ..
سلمتِ و سلمت يمينكِ على ما خطته .. وبارك الله فيكِ ..