لحظة فرج

لحظة فرج
يعيش المرء في الحياة مواقف عصيبه يرى انه لا يوجد أصعب منها فتضيق عليه نفسه00 وتضيق عليه الارض بما رحبت00 ويعسر عليه رؤية الفرج حتى يكاد يقرُ باليأس 00وبينما هو هائم حيران وقد سُكبت دموعه على وجنتيه 00ولسان حاله: يا ليتني كنت نسيا منسيا00إذ تقوده فطرته في ظلمة الحياة ليلمح بابا في سماء الأمل مفتوحا فتعلقت أمانيه في ربه00 فتجه بروح الصدق00 وبقلب الاضطرار يسأل من لا يعجزه شىء في الارض ولا في السماء 00وبحرارة الخشوع وببرد اليقين يرفع أكفه مناجيا وقد تقطرت عيناه دمع الرجاء00 وتفطر فؤاده من موت الأمل إلا فيمن أمره بين الكاف والنون فيسجد ليزداد فيه قربا وهو بين الخوف والرجاء00 وقد رفعت نفسه راية الفاقة00 ورتدت كل ذرة في كيانه الشجى00وفي اثناء تلك اللحظات وما أجملها من لحظات يتصل فيها المخلوق بالخالق وقد تبرأ من حول نفسه وقوتها 00ولجأ الى من لا حول ولا قوه الا به 00إذ به يشعر بطمأنينه في القلب بعد الخوف00وسكينه في النفس بعد الوحشه00واستقرار في العقل بعد تخبط وحيرة00وراحة في الجسد بعد كدٍ وتعب00ويهب عليه نسيم الفرج بعد عواصف الشدة والضيقة00 وقد كشف له نور إيمانه لذة خير من لذة الفرج ألا وهي لذة وحلاوة مناجاة رب الأرض والسماء من لا يُرد سائله خائبا00وعندها تلهج كل ذرًه في كيانه: الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله0