لحظة مع المطـــــــــــــــــــــــــر.....

الأدب النبطي والفصيح





أمام التلفـــــــــــاز...
فوق ذلك الكرسي الذي يهتز برفــــــــق....
تمايلت أنفاســـــــــي .... مختلطة بأشجانـــــــي...!!
أرمق الشاشــــــة...
أنتقل من قناة لأخــــــرى...
لا أدري سبب التنقــــل...
أو حتى ماذا أختـــــار...!!
////

دقت الساعـــــــة...
إنها الحادية عشـــر...
حان وقت تحضير الغـــــذاء...
قمت من مكانـــــي...
نفضت تثاقلي الذي عم على أطرافــــي...!!
أقفلت الجهـــــاز...
ثم انتجهت صوب المطبــــــخ...
////


مممممممممممممم...!!
بدأ الروتين اليومي يجتر أنفاســــي...
ماذا أطبــــخ...؟؟
سؤال يكرر نفسه حتى تجهز الطبخــــة...
حضرت كل شــــــئ...
وضعت المكونات في القــــــدر...
فأوقدت النــــــــار...
////

ماهــــــذا...؟؟
انبوبة الغــــــاز فارغــــــة...
لا حول ولا قوة إلا باللــــــه...
الوقت يمضي بسرعــــــة...
أذني شغلها صوت من الخــــــارج...!!
تتبعت المنبه المفاجـــــــــــــــئ...
إنه صوت المطـــــــر...
تركت كل شـــــــئ...
/////

رفعت الستائــــــر...
لأترك للعزيز مكانا في روحـــــي...
مطر غزير يهطـــــــل...
يفرق الشـــــوارع...
قطراتــــــــــــــه...
تستقبلها الأرض بحضن العاشق الثمـــــــل...!!
وثمل عن ثمل يختلـــــف...
////


أنفاسي تعلقت بقطـــــراته...
تبحث عن سبيــــل بين مجاريــــــه...
حنين وشوق بات بينهمـــــا...
لكنـــــه...
عجز بذات الوقـــــت...
أن يمسح وجهي ويسكن جوفــــــي...!!
////


احتجبت السماء في سرادق الغيـــــم...
لبس الجو مطرفــــه ...
وباحت الريح بأسرار النـــــدى...
فضربت خيمة الغمــــــام...
حتى ابتل جناح الهــــــواء...
واغرورقت مقلة السمــــــاء...
////

ورغم كل ذلـــك تسائلـــــــت...
لم حتى المطر أصبح شحيحــــــا...؟؟
هل علموه العطاء أن يقتل الخير فيـــــــه...؟؟
أم هل علموه أن البشــــــر...
لا يستحقون الهبـــــــات...؟؟
وأن كل شيء صار بثمـــــن...!!
في عالم تتزايد فيه الأثمان عبر كل مـــــــزاد...
حتى الخيــــــر...
أصبح بثمــــــــن...
////

تمدد المطر على الأرض جبـــــــــالا...
والسحاب يرسل القطر أمواجــــــــا...
والأمواج أفواجـــــــا...
يبكـــــي... ليضحك حبات التـــــراب...
والأرصفــــة... تتزاحم المرارة عليهـــــــا...
////


هنا يركض طفل بإتجاه المدرســــــة...
يخاف أن تبتل ما تضم محفظتـــــه...
يخاف يد بطش من رجــــــل...
يمثل الجبروت بل يمثل التغطـــــرس...!!
... هنـــــــــاك...!!
////

امرأة تحمل طرف ثوبهــــــــــا...
بين أناملهـــــــــا...!!
تخاف أن يمارس المطر حرفته فيهـــــــا...
فيبللـــــــــها...
ويفسد عليها لذة وجــــــوده...
عبر طيش غير مقصــــود...
وعبث بممازحة بريئـــــــة...
////


عامود إنارة نسي هنـــــــــا...
يخاف الريح أن تقتلعـــــــه...!!
ويخشى تقاعدا قبل الأوان...!!
يعيش على ذكرى طفل لعب هنـــــا...
وكهل مرة هنـــــاك...
وشاب سعي للعلم منصبـــــــــــا...
وفتاة وراء حجــــــاب...
////

مارست الريح في غفلــــة...
لعبتها المشهــــــورة...
في الأماكن المزدحمــــــة...
بين بشر خالية قلوبهـــــــــم...!!
وانقطعت من الحياة عقولهــــــم...!!
وعميت عن النجاة طرقهــــــــم...!!
فاستحقت المدالية والتتويـــــــج...
على الأقــــــل...
قامت بدورها ببراعــــة...
/////


وبينما أنا سابحة بين قطرات المطـــــر...
عبر سيل من النظـــــــر...
في بني البشـــــــــر...
تسللت الريــــــــــــح ....
تعصف بالستائـــــــر...في غفلـــــــــــــة...!!
تلعب مع خيوطهــــــــــا...
بين ثنايا نسيجهــــــا...
وبعد أن ملت ... ضربت الباب بقــــــوة...
وها هو باب المطبخ مقفول بأمر منهــــــــا...!!
////


الآن...
هدأت الريـــــــــح...
بعد أن مارست هوايتهـــــــا...
هل تراها ستقول يومـــــــا...؟؟
مررت من هنـــــــا...
أم ستظل هنـــــــا...؟؟
تعصف بداخلـــــــي...!!
وتعتي بلظى روحــــــي...!!
وترمي بأمواج دموعــــــي...!!
إلى شطئان أشجانــــــــي...!!
فتمزق شراع سفنــــــي...!!
وتدفنني في رمل أحزانـــــــي...!!
فتهشم دور قلبــــــي...!!
ثم ترسم بالركام لوحة الحمــــــد...!!
فلن يكون لها أطلالا خاويــــــــة...
تصفر فيهـــــا...!!
كما تشـــــــــــــــــــاء...
///

أقفلت النافــــــــذة...
مازل المطر يجود من سقف السمــــــاء...
بدمع من الوجد لم يهمــــــــل...
///


حينهــــــــا...
دخل زوجـــــــي...
وقــــــــــال:: أين الغـــــــــذاء...؟؟
قــــــلت:: إنه المطــــــــر...
قــــــــال:: لا عليــــــــــــك ...
إنه نعمة هبة العــطاء...!!
فما عطاءك يا أم حنيـــــــن...؟؟
قلــــــــــت:: كل خير إن شــاء الله...
////


أسرعت بتحضير السريـــــــع...
فيا لك من مطر أيها المطــــــر...!!




تجود بأمر آمـــــــــــــر...
وتشح بأمره أيضـــــــــــــا...
يدي تمسك السكـيـــــــــــــــــن...!!
وعيني متعلقة في السمــــــــــــــــــاء...
تسقط كل نظرة منهـــــــــــــا...!!
مع قطرة مـــــــــــــــــــــــــــاء...




أتمنى أن تعجبكم وقفتـــــــي...
وأن يروق لكم المطر عبرهـــــــا...
وأن تتحسسوا قطراته من كلماتهـــــــــا...


هذا ما جاد به قلمي على فكري
من غيبتي عنكم

لي الجديد في القريب العاجل إن شاء الله
ترقبوني كما أترقبكم
تحياتي لكم جميعا


سنوكــــــــــــــ حنيـــــــــــن ــــــــــــة


:27: :26: :33: :24: :27:
16
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الاميــرة
الاميــرة
ياالهي .... مااجملها من وقفة ... ماشاءالله لا قوة الا بالله

ماهذا المستوى العالي من الرقي يا سنوكة حنين؟؟


فقد استوقفت الاميــــرة العديد من العبارت الجميلة ... وشدتها الكثير من الجمل

والالفاظ التي سحرت عيني الاميـــــرة ..

وما زادتها الا اعجابا وواجلالا لمعلمتها المتميزة المبدعة .. سنوكة حنين


سلمت يمناك التي احتضنت القلم ... فنتج عن عناقهما هذا السحر البديع


هذه ليست مجاملة ولا مبالغه ... بل هذه الحقيقة التي خرجت رغما عنّي




والاميــــــرة تتعطش للمزيد يا سنوكة

ودمت للواحة ...

محبتك في الله
الاميـــــــــــــــــرة ^_^
إشراق 55
إشراق 55
أختي الغالية سنوكة حنين ..
ماشاء الله .. رائعة بما كتبتي .. كتبتي فأبدعتي .. صور جميلة للمطر .. هدية الله من السماء .. وهبة وعطاء من الله . بوركت جهودك وسلمت يداك .
تحياتي لك وإحترامي لقلمك .
سنوكة حنين
سنوكة حنين
أختي أميرة
أخجلت تواضعي
أنا ليست معلمة إنما مبتدئة غاليتي
شكرا على مرورك وكلماتك الرقيقة في حقي
هذا ما جاد به قلمي علة ورقي
وما جاد فكري على قلمي
وما جاد قلبي على فكري
وما جاد الله على قلبي

انتظري مني المزيد ان شاء الله
جزاك الله خيرا على كل شئ

تقبلي تحياتي
سنوكة حنين
سنوكة حنين
مشرفتنا لقد زدتيني شرفا بتشريفك لي هنا حباك الله

شكرا لكلماتك الرقيقة في حقي

وبقى المطر يعطينا بسخاء في عالم حرم السخاء
ويجود بالعطاء تلو العطاء من الرحمان الرحيم

أتمنى أن نحافظ على هذه النعمة من الجود بالشكر والحمد والدعاء

جزاك الله خيرا غاليتي
سر الأمل
سر الأمل
لحظات

تنادينا ونقفز بإندفاع..لنلحق من حباته أجل منظر ...

يالا روعته ..


فعلاُ كنت سحابه تزاحمين تلك الغيوم ..لتنقلين لنا أوصاف حيه للبشر ..

ورياح تعرت من الصفير والخوار ...تلاحق الأروقه والأشجار..

ثم تناشد الحياة وتقلب صفحات الذكريات تحت الأمطار ..

ما أروع تصويرك ...

حيث أنك تذكريني بأروع اللحظات ..وأثرتي في نفسي الأشواق لبلدي

حيث كنا صغارا ولا نلبث أن نلبس ملابس جديده إلا ونزل المطر ..فوق سفح من جبل ..ولذلك أسمحيلي أن أكتب أيظا عن ذكريات تحت المطر ..لأنك بالفعل أثرتي شجني لأن أكتب لكم ما أمتلئت صفحتي من ذكرياته

أنتظريني ..

وهل يا سنوكه كانت الطبخه لذيذه ...أم كان لها من الطعم ندره :34:



تقبلي تحياتي ياصغيرتي ..أسمحلي أن أقولها لك تحت لحظة من مطر :32:




~ْسر الأمــــــــل ْ~