لذة ما ذاقها الكثير(النوم في جحر الثعبان)

الملتقى العام

لذة ما ذاقها الكثير(النوم في جحر الثعبان)



الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبادة الذين اصطفى



زرته في الخامسة ، فأدخلني أبنه في مجلسه وطلب مني الانتظار...

وبعد خمسة عشر دقيقة جاءني صاحبي معتذراً عن تأخره بأنه كان يقول أذكار المساء...

فتذكرت بأني لم أقل أذكاري لهذا المساء ، فاستأذنته في أن أقولها قبل أن نبدأ حديثنا فأذن لي ...

وبعد خمسة دقائق قلت له أنا مستعد لسماع حديثك ؟

قال لي انتهيت من جميع الأذكار أم من آية الكرسي فقط ؟!

قلت بل جميع الأذكار ولله الحمد !

فتعجب وقال هل لي أن أطلب منك طلباً ؟

قلت له لبيك وسعديك ؟

قال أتلو علي الأذكار مبتدأ بها من دعاء ( سبحان الذي لا يضر مع اسمه شيء....)الدعاء

فبدأت القرأة ... ومن ثم توقفت !

قال ما بك ؟

قلت الحقيقية أني أحفظ الأذكار بترتيب معين من الأدعية وإذا لم أبدائها كما حفظتها تصعب علي !!!

قال حسناً . أتلوها كما تحفظها ولكن بتأني ؟

فبدأت الذكر الأول ثم الثاني ثم بدأت سرعة القراءة تزيد !!!

قال توقف ما بك أسرعت ؟

قلت أرجوا المعذرة لقد توعدت على قراءتها بسرعة معينة ! ما رأيك في أن نبدأ حديثنا ؟؟؟

قال نعم !!!

قلت وما هي لذتنا لهذا اليوم ؟

قال لذة تلاوة الأذكار في أرض الرباط!

قلت وهل تختلف تلاوة الأذكار في أرض الرباط عن غيرها من الأراضي؟

قال بلا شك!

لقد كانت الأذكار في أرض الرباط أهم سلاح نستعين به على عدونا

لقد كنا نعلم أن العدو يتفوق علينا عسكرياً وتنظيماً ومخابراتياً

كان لديهم طيران ... الغام .. سكود ... ومنافقين يكشفون لهم عوارتنا ...

فلم يكن لدينا قوة نستعين بها عليهم إلا بذكر الله .. فكنا نحرص على ذكره عقب صلاة العصر وصلاة الفجر ونتواصى بها فيذكر كل من أخاهـ

كنا نعتقد يقيناً بأنها تحفظاً من عدونا

كنا نتلوها بقلوبنا قبل أن تلفظ بها ألسنتنا

فإذا قلنا :

اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي،

واحفظني من بين يدي ( أستشعرنا حفظ الله من هجوم العدو)

ومن خلفي(أستشعرنا حفظ الله من غدر المنافقين)،

وعن يميني وعن شمالي(أستشعرنا حفظ الله من أعين العدو في الجبال المحيطة)،

ومن فوقي(من طائراتهم الجاموسة وغيرها)

وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي(من ألغامهم)

قلت وهل كان لها أثر في جهادكم ؟

قال نعم . لقد كانت تزرع فينا يقيناً بأن ما أصابنا في ذلك اليوم لم يكن ليخطئنا وما أخطاءنا لم يكن ليصيبنا

قلت أقصد الأثر المادي أو الملموس

قال نعم أعطيك أثران

الأول: صعدنا إلى أحد الجبال القريبة منا والمطلة على بوسطات(مواقع)العدو للنصب عليها صواريخ BM لنطلقها عليهم

ولكننا لم نلحظ بأننا كنا مكشوفين للعدو.

فمكثنا بعض الوقت ثم قررنا النزول ولم نبتعد مسافة 5أمتار إلا وقد سقطت قذيفة هاون في نفس المكان الذي كنا نقف عليه ونجانا الله بفضله ؟

الثاني: كان في موقعنا خندق صغير في وسط تبة . وكان مخصص لأمير الموقع يرتاح فيه ويحفظ به ما يخص الموقع من أوراق..

ولكن هذا المكان لم يكن ملك خص للأمير !!!

بل كانت تشاركه فيه ثعبان تعيش في سقفه الخشبي !!!

كنا ندخل لهذا الخندق مع أميرنا ولربما استلقينا على ظهورنا للراحة ونحن نشاهد الثعبان يتحرك فوق رؤوسنا !!

ولم نكن نجرو على فعل ذلك إلا بذكر الله ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب...)

قلت له : وهل كان الأمر عام لدى جميع المرابطين ؟

قال نعم لقد كان التواصي بالأذكار مثل التواصي بأداء الصلاة .

بل بلغ تعلقنا بها أن جعلناها شفرة لنا كلما أردنا تغيير موجات الاتصال اللاسلكية (وكان وقت تغييرها عند الغروب والشروق) فكان مسئول الاتصال يطلب من جميع المواقع المتصلة به أن تغيير موجاتها بقوله : ( إلى جميع الوحدات أذكار المساء !!)

واطرق ساكتاً!!!

فقلت لقد حركت فؤادي . فهل تأذن لي بأن أتلوا الأذكار مرة أخرى ؟؟؟

منقول
0
456

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️