على ورق..

على ورق.. @aal_ork

محررة برونزية

لذلك الطفل رقّ القلم على ورقي واستمال

الملتقى العام




كان طفلا صغيرا شارد الذهن

لا يعي ولا يفهم أمر بعد الزمان والمكان

ذو ثياب رثة ممزق بعضها

والبعض الآخر يواري جسده النحيل ويغطيه

ذو وجه شاحب وفم يشكي معاناة جوع وظمأ ..

ممسك بكيس قد ملأه بعلب ماء بارد .

بيده مايسد رمق العطش ويبل العروق

لكن بنفس الوقت ضنك العيش وضيق الحاجة

يمنعانه من الحصول عليها والوصول اليها

فإن مابه ومايعانيه أشد من الحاجة الملحة لشربة ماء

يبيعه على المارة في الشوارع على قارعة الطرقات كلها

علّ مردوده يعود الى بطنه الملاصق لظهره من الجوع

" مبالغة هنا " أي نعم ..

لكن مالعمل بالله ياطيّبي ان كان هذا واقع رأيته بأم عيني ؟

ومحاكاة أمر مرير نعيشه نستوعبه ولانصدقه

وددت لو أرمي نفسي بين اضلعه النحيلة اغطيه اقبله احميه

فهو طفل طفل طفل .. تأملت عيناه فلفته انتباهي اليه

أخذ يتلفت يمنة ويسرة مرتبكاً مذعوراً


فإقترب من السيارة رويداً رويداً وهو يتعشم بأن تلك العيون لن ترده بإذن الله

يالهُ من احساس غامر عظيم محزن بنفس الوقت أراه يهرول الي

متجها لي أنا . وكله امل وثقة بقسمة رب العالمين ..

يحمل الكيس الكبير الممتلىء الذي هد قواه واخارها واتعبها

بيده الصغيرة الناعمة مثله

أشبهه والله بمن يحاول ان يلتقط انفاسه

من رحمِ امواجٍ عاتية

يرى العالم امامه لكن مابه من خوف وهلع

يعميانه ويفقدناه امر الشعور بما حوله

لا يكاد يرى من خضم هذا كله الا " قشّة "

" كغريقٍ تعلق بقشة " هو هكذا بالضبط

بيني وبين نفسي أقول : إقترب أكثر إقترب إقترب "

حباك الله وحماك

ليقف جانبي ملاصق لي تماماً

مابينه وبيني الاّ زجاج النافذة فقط

فضربها برفق على انامله الطاهرة بمعنى أتيتك وعنيتك :

" فأنا والله وبالله أحتاج ... أريد "

قلت لأخي افتحها من عندك اقصد النافذة ففعل

ومددت له ماقسم الله له من رزق

فتبسّم لي ودعا .. تلفت مرة ثانية بسرعة خاطفة يمينا وشمالا

وهرول لمكانه مسرعا اليه كي لا يعطل حركة السير

بعدما ان اشارت اشارة المرور

بلونها الأحمر .. مررنا من عنده وهو لايظل يحسب

ويتأمل الكيس ويعد ويعد..


هو اليوم حصل بقسمة من رزق .. سخّر الله له لقمة عيشه

لكن بالغد وبعد الغد وبعد شهر وعام من الآن

أمثال هؤلاء من الأطفال الى أين طريقهم بالله ؟

كيف سيكملون مشوار حياتهم بهذه الدنيا الصعبة القاتلة المتعبة بأبسط مافيها

بطش رجال وأسياد قوة وبأس وكيد نساء ومناضلة أكفاء

خارت وتعبت وذلت وأزهقت اخر الانفاس فيها

من قسوة الأيام و من لعبة الحياة وأمر النصيب والحظ والقدر

فما بالكم بالله بأطفاااااااااااااااااااال ؟؟؟

بدل ما أن يلعب بدمية ويرسم بريشة والوان

وبدل ما أن يتقلب بنوم هانيء على فراشه الوثير

يخرج من صباحه الباكر باحثا عمن يمد له لقمة عيش

تهدأ مر مابدا منه من موت و جوع ..

تضرب اقدامه الحافية حرارة الأرض ولهيبها الحارق

ليتصبب العرق منه .

ويتقطر كل ذرة ماء به تنبؤ عن مخزون طاقة بدأ ينضب و ينضب

يتمايل من الاجهاد والعيا ويترنح من التعب .

ويبقى في الشوارع على الأرصفة هناك

كان من حقه مثله مثل اي طفل

أن يُحمل بصدر وحضن امه

أن تدهدهه تغني له تدخله الحمام

لتنظفه وتخرجه بعد ذلك

فتغطيه بغطاء ناااااااعم مثل جسده فتقبله على الجبين وتذهب عنه قليلا

فيعفى ويغشاه النعاس من الراحة ليستكين ويرتاح ويناااااام

آمنا مطمئنا قرير العين والبال .

لحقٌ هو أولى بهذه الحياة وهذا العالم لكن " ماذا تقول !

أنا افكر فقط وأسأل نفسي تلك المصاريف الضخمة تلك الأموال الطائلة

الهائلة التي خصصت لأمثال هؤلاء من فائض الميزانية المباركة للعام المنصرم ؟

والذي وجّه ريعه للفقراء كافة و للقضاء على الفقر والتخلص منه

كما أمر مليكي وسيدي بمرسوم ملكي خاص منه وأمر صارم حازم

أين ذهبت أين ولّت ؟ أين تلك الدراسات والاحصاءات المسحية التي اجريت على الفقراء !

للحد من تزايد خط الفقر لدينا هنا ببلد بترولي ثري قوي عتيد ؟ .

!! فائض الميزانية المخصص للفقراء أين ذهب !!

أين هو من أمر حتمية وفاعلية تطبيقه على أرض الواقع !

أين هو من أحقية التصميم والتنفيذ كخطة اجتماعية

يجب ان يبادر الكل في أمر القيام بها على قدم وساق ؟

خطة دعائمها الإصلاح المادي وأساسها التغيير للأفضل والأحسن بإذن الله

واحداث نقلة نوعية وجذرية في المجتمع الطيب هذا

لم تنجز ولم تر النور بعد ولم تبصره

ادعو الله ان يجعل الاسباب ويسخرها للأنطلاق بهذا المشروع الضخم

لتدارك الوضع ولحماية جيل كامل من التسلخ والضياع

جيل كل مابه اطفال سيكونون راية ومثالا يحتذى به يوما ما

بالفقراء والمحرومين والله اني لأجد واتلمس ذكاء الأريب

وحنكة الأديب .. بملامحهم القاسية ونظراتهم الحادة رغم طفولتهم

أشعر بأنهم وبإذن الله وقوته ليكونون ذوو شأن وجاه قيادي

يلفت انتباهي وصولهم للمراكز الاولى وتفوقهم على اقرانهم

رغم صعوبة عيشهم وحياتهم فما بالك لو وجودوا المناخ الملائم

والمكان المناسب والجو الجيد لذهنهم المدرك وفكرهم النيّر

وعقولهم المبصرة لما لا يبصره ابناؤنا نحن

اهل البيتزا والبرجر " !!


أترككم بحفظ الله ورعايته
اختكم على ورق "
6
634

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ياحلو الطفوله
ماشاء الله عليك ,,,, وجزاك الله خير
وفعلا هذه مشكله وحاصله في اغلب البلدان,,,,
عسى الله يفرج كربتهم..........
على ورق..
على ورق..
ماشاء الله عليك ,,,, وجزاك الله خير وفعلا هذه مشكله وحاصله في اغلب البلدان,,,, عسى الله يفرج كربتهم..........
ماشاء الله عليك ,,,, وجزاك الله خير وفعلا هذه مشكله وحاصله في اغلب البلدان,,,, عسى الله...
الله يجزاك خير
وخطوة عزيزة يالغلااااااا:26:

والله يستجيب منك صالح دعوااااااك

احترامي لمرورك الطيب العذب
اختك على ورق..
تهاني بنت عبدالله
مشكوره والله يعطيييييييك الف عافيه وكثر الله من امثالك انتي واخيييكي


وادخلك جناته جنات النعيم لكي ولأخيييكي


مشكووووره على الموضوع


اختك في الله


تهاني
على ورق..
على ورق..
مشكوره والله يعطيييييييك الف عافيه وكثر الله من امثالك انتي واخيييكي وادخلك جناته جنات النعيم لكي ولأخيييكي مشكووووره على الموضوع اختك في الله تهاني
مشكوره والله يعطيييييييك الف عافيه وكثر الله من امثالك انتي واخيييكي وادخلك جناته جنات...

اهلا وسهلا بك فاضلتي تهاني
الله يجزاك الف خير على طيب مادعوتي به

لكن ماجاوبتي اانتي تلحظين هذاالامر ام لا
ماوجهة نظرك مارأيك تجاه هذا الامر ؟
خياال الخيال
خياال الخيال
والله انك اصبتي

انا لا اصدق في صيف الراض الحارق طفل وفي عز الظهر يمشي بين السيارات التي تزيد الجو حرارة لكي يكسب لقمة عيشة


اين عيون المسؤلين فوالله انهم سيسألون عنهم