- 1-التجاوز عن الأخطاء في الحياة الزوجية:
عن أم سلمة رضي الله عنها أنها أتت بطعام في صحفة لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فجاءت عائشة متزرة بكساء ومعها فهر (حجر ناعم صلب)ففلقت به الصحفة فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة ويقول :كلوا غارت أمكم مرتين ثم اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة فبعث بها إلى أم سلمة وأعطى صحفة أم سلمة عائشة... رواه البخاري والنسائي واللفظ له
من فوائد الحديث:
1-في الحديث بيان حسن خلقه صلى الله عليه وسلم وإنصافه وحلمه.
2-حسن موقفه صلى الله عليه وسلم وحله لهذا الموقف بطريقة مقنعة معللا هذا الخطأ من عائشة رضي الله عنها بقوله(غارت أمكم )إعتذاراً منه صلى الله عليه وسلم لعائشة لألايحمل صنيعها على ما يذم بل يجرى على عادة الضرائر من الغيرة فإنها مركبة في النفس بحيث لا يُقدر على دفعها .
3-لم يؤدب النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها وقد غارت فكسرت الإناء لن أم سلمة رضي الله عنها هي التي بدأت حيث بعثت لرسول الله صلى الله عليه وسلم الطعام وهو في بيت عائشة وهذا نوع من التجاوز عليها ولذا أقتصر الرسول صلى الله عليه وسلم على تغريمها الإناء ولم يغرمها الطعام لأنه مهدى وفي بعض الروايات أنه غرمها الطعام أيضا ًحيث قال :إناء كإناء وطعام كطعام)
4-بثل هذه الحكمة وهذا الحلم يمكن للزوج أن يتجاوز الكثير من العقبات في حياته الزوجية فالمطلوب حسن التصرف مع الحكمة والحلم وعدم العجلة وهنا إيماء للذين وفقهم الله وأنعم عليهم بالتعدد أن ينهجوا منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في العدل والإنصاف وحسن الخلق ليتجنبوا مخططات نسائهم وكيدهن وغيرتهن وليسلموا أيضاً من الميل إلى واحدة دون الأخرى وفي ذلك _أي الميل_ جاء الوعيد الشديد والتهديد الأكيد حيث صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال( من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل) رواه أبو داود والترمذي والنسائي.
-العناية بالمشاعر بين الزوجين:
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول صلى الله عليه وسلم (إني لأعلم إذا كنت عني راضيه وإذا كنت عليّ غضبى قالت:فقلت:من أين تعرف ذلك ؟فقال أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد وإذا كنت غضبى قلت :لا ورب إبراهيم قالت:قلت:أجل والله يارسول الله ما أهجر إلا اسمك )رواه البخاري ومسلم
من فوائد الحديث:
1-إذا استقرأ الزوجان حال كل منهما وعرف كل منهما ما يغضب الأخر وما يرضيه وأسباب كل ذلك فقد تمكنا –بإذن الله- من توطيد أسس العلاقة الزوجية والسير بها في الدروب الآمنه المفروشة بالورود والرياحين وأمكنهما أيضاً تجنيب أسرتهما مسالك العسر وماضع الزلل والنكد . ونلحظ في هذا الحديث دقة عناية الرسول صلى الله عليه وسلم بمشاعر عائشة وإنطباعاتها حتى صار يعلم رضاها وغضبها من مجرد كلامها وحلفها .
2- قد يقع بين الزوجين نوع من الإختلاف ولكن ينبغي إن وجد هجر بينهما أن لايكون مجحفاًبل بالقدر المشروع بحيث لايتجاوز الكلام بسط الوجه حتى الزوجة الناشز شرع الله –بعد وعظها –هجرها في المضجع والفراش وليس عن المضجع والفراش ولقد أحسن الشاعر حيث قال:
إني لأمنحك الصدود وإنني........قسماًإليك مع الصدود لأميل.
3-أغتفر لعائشة رضي الله عنها غضبها على رسول الله صلى الله عليه وسلم –إذ لايجوز لأحد أن يغضب عليه –لأن ذلك كان بدافع الغيرة والغيرة بدافع المحبة ومع ذلك لم تبتعد ولم تشطط كثيرا ًفي غضبها فقد أختارت ذكر ابراهيم عليه السلام من بين سائر الأنبياء في قسمها حيث قالت:( ورب ابراهيم) لأن نبينا أولى الناس به فهي لم تخرج عن التعلق به في الجملة وهكذا ينبغيلكل من الزوجين بحيث يكون في غضبه مقارباً غير مجحف .
4-يقع من بعض المسلمين الحلف بغير الله وهذا محرم وهو من الشرك الأصغر حتى ولو كان المحلوف به عظيماًُ كالنبي صلى الله عليه وسلم أو الكعبة ونحوهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :فمن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت ) وصح عنه ايضاً(من حلف بالأمانه فليس منا) وقال عليه الصلاة والسلام:( من حلف بغير الله فقد أشرك).

بشوره @bshorh_1
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

أم محمد (الخطيب)
•
جزاك الله خيرا على النقل ........ مشكورة يا بشورة!! :24: :26: :26: :24:




الصفحة الأخيرة