لطفاً .. صديقك غير مناسب

الأسرة والمجتمع

في كثير من الأحيان يصاحب الأبناء أصدقاء غير مناسبين و يرفضهم الآباء لتأثيرهم السيئ على أبنائهم، و لا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل قد يتمسك الابن بصديقه رغم الاعتراض من أبويه!!

كيف يمكننا كآباء أن نرشد أبناءنا لحسن اختيار الصديق و استبعاد الصديق غير المرغوب به؟ إن علاقة الوالدين بأصدقاء أبنائهم موضوع مهم لأن الصديق له دور كبير في حياة الابن و خاصة في مرحلة المراهقة، لذا يجب أن تهتم الأسرة بأصدقاء أبنائها من الجنسين.

و يجب أن نحاول توطيد علاقتنا مع أصدقاء أبنائنا و خاصة في مرحلة ما قبل المراهقة فنقوم بدعوتهم للمنزل و التعرف عليهم وعلى أخلاقهم و سلوكهم و إعطاء الأبناء فرصة مقابلتهم أمامنا. وعلينا أيضاً أن نعرف رأي أبنائنا بأصدقائهم وأن نحاول توجيهم بالابتعاد عنهم إذا ما تبين لنا أنهم غير مناسبين، ولكن يجب أن يكون ذلك من منطلق الحب والتفاهم و القرب و عندها سوف يستجيب الأبناء. و لا بد من الانتباه إلى أن الوالدين أو الأخوة الكبار يشكلون قدوة للطفل في مرحلة ما قبل المراهقة .

أما في مرحلة المراهقة، فيصبح التأثير على الأبناء أصعب لأن المراهقة هي ثورة ضد السلطة و كل ما هو كبير. و تعّد هذه مرحلة الخضوع للرفاق، ولا بد من الانتباه إلى أن تغيير الرفاق صعب في هذه المرحلة. وقد يكون رفض الأصدقاء أحياناً دافعاً للتشبث بهم، لذا لا بد من التركيز على فترة ما قبل المراهقة لتوجيه و إرشاد الابن.

إذا أردتم إبعاد ابنكم عن أصدقاء السوء، عليكم أولاً أن تكونوا قريبين منه، ثم أن تحاولوا توجيه طاقاته نحو ما هو مفيد كالرياضة مثلاً. و لا ننسى أن انحراف الابن ليس سببه الوحيد الأصدقاء، فقد يشعر الابن ببعد الوالدين عنه و عدم اهتمامهم بمشاكله فيلجأ إلى الأصدقاء.

و يجب أن يتركز دورنا كآباء في المراحل العمرية الأولى التي هي مرحلة المراقبة المباشرة. أما في مرحلة المراهقة فيجب أن يكون دور الأب حاضراً غائباً، فهو يراقب عن بعد، أما إذا أحس بالخطورة فعليه أن يتدخل و خاصة إذا كان فرق السن بين الصديق و صديقه كبيراً، وذلك لأن الصديق الأصغر يدخل في خبرات قد تؤدي معرفته بها إلى اضطرابه. كما أن اختلاف الجنس بين الصديقين يستدعي أن تكون العلاقة في حدود معينة وعلى مرأى من الوالدين.

إذا أردتم رفض صداقة ابنكم، عليكم تعريفه سبب الرفض، و توعيته بالمناقشة و الحوار حتى يتحقق الإقناع دون أمر و دون جرح أحاسيسه و مشاعره.
و يجب أن نعطي الابن مقداراً من الثقة و لا نشعره بأنه محل شك، فتتم المراقبة عن بعد من خلال الاتصال بأسر أصدقائه، و مراقبة مواعيد حضوره للمنزل و انصرافه، و أماكن تواجده. ويجب أن لا نغفل أن الثقة تعطى تدريجياً حتى لا ينزلق الابن إلى منحدر المسايرة الظاهرة فيفعل بالخفاء ما يحلو له.

وأخيراً لا بد أن يتنبّه الآباء إلى أنه من ضمن مسؤولياتهم مصادقة أبنائهم، فالأب و الأم هم أكثر الأصدقاء إخلاصاً، وعليهم أن يتقربوا من أبنائهم ليشاركوهم مشاكلهم.
0
618

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️