زمان_الصمت @zman_alsmt_1

عضــو

لعبة الكراسي المتحركة ..(( لا تقرأ هذا الخبر )) !!

(( لعبة الكراسي المتحركة ))

فن الأدراة يقبل نظريات وطرق متعددة ..كل مدير قد ينتهج خطا ما مغايرا لخط المدير الآخر .. وفي النهاية النتائج فقط هي الترمومتر الحقيقي وهي التي تعكس حسن أختيار الخطة الادارية من فشلها .. وبالتالي فتطبيقنا ايضا لتلك الخطط وطريقة عملها والمنهجية التي نتبعها في العمل قد تفشل تلك الخطط برمتها برغم صلاحها وحسن اختيارها .. ذلك شئ يعود الى سلوك المديرالاداري وثقافته ونشأته منذ الصغر وسعة أدراكه وعقليته الناضجة وتعاطيه مع تقلبات العمل وتشعباته ومشاكله .. لذلك لابد من وجود شئ اسمه (روح القيادة ).. وهي مجموعة صفات كرزماتيه يهبها الله في من يشاء من خلقه تمكنهم من التأثير في الاخرين بشكل ايجابي وقيادتهم وتدفعهم لتحقيق اعلى واقصى النتائج .. بدون شرط ان يتوفر في هؤلاء المدراء القياديين التعليم العالي أوالتخصص المطلوب ... أكبر مثال على ذلك وعلى أهمية وجود موهبة وصفة القيادة في المدراء او من هم على رأس هرم وظيفي معين ... هو جلالة الملك الراحل مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن ال سعود طيب الله ثراه.. قائد محنك من الدرجة الأولى ... شخص كرزماتي بالفطرة .. برغم عدم نيله التعليم المتقدم انذاك وبرغم عدم خلفيته الادارية..ولا خبرته ..ولا أحتكاكه بالعالم الخارجي ..ولا توفر عنصر المادة ولا زعامته لعشيرة ما أنذاك.. فقد كان موهوبا في القيادة مقداما شجاعا ذكيا ذو نظرة ثاقبة وطموح وهمة عالية .. لذلك أستطاع بتوفيق من الله وبمساعدة 40 رجلا فقط من فتح الدرعية ..
وهو لا يزال صغير السن شابا ...

عجبا ..!! كيف أستطاع الملك عبد العزيز من التأثير في الآخرين او هؤلاء الأربعين رجلا واقناعهم ومن ثم قيادتهم مخاطرين بأرواحهم وأنفسهم برغم أن هناك من هو أكبر منه سنا وأكثر خبرة.. وبرغم قلة عددهم وعتادهم لأقتحام حصن المصمك المنيع ؟؟ وتحقيق النصر بمشيئة الله .. انها القيادة الفذة التي قلما نجدها في الأشخاص اليوم وفي عالمنا الملئ بالتناقضات والمزدحم بالتكنولوجيا التي أصبحت تدير كل شئ ...

الفكر الأداري القيادي المتقد الذي يصنع الأفكار ويجد الحلول ويبتكر الأساليب الجديدة والنظريات الحديثة أصبح نادرا اليوم ... كندرة الأحجار الكريمة ...

و هنا سأذكر لكم اسلوبين من اساليب الأدارة يتبعها المدراء ...
1= هناك نظرية ادارية يتبعها البعض وتقول هذه النظرية
(( لابد من وجود المسافات )) والمقصود بهذه النظرية هي ان المدير الاداري لا بد ان يكون في برج عاجي جاعلا بينه وبين مرؤوسيه وموظفيه مسافات معينة وتباعد معين .. تضمن له هذه المسافات الاحترام والتبجيل والتقدير وحتى الخوف منه ايضا ,, بحيث لا يتجاوز الاخرون معه ما يظنها هو خطوط حمراء بالنسبة له .. قد تفقده هيبته بين موظفيه اذا ما تجاوزوها ..و للأسف أكثر المدراء والوزراء العرب يؤمن بتلك النظرية ويعتقد بوجوب وجودها.. ( ما عدا القلة التي لا تؤمن بها ومنهم معالي وزير العمل السعودي الدكتور غازي القصيبي لمعرفتي الشخصية به و بتواضعه ودماثة أخلاقه وايضا بقية أخرى قليلة ) ..

2= والأسلوب الاخر او النظرية الاخرى (( نظرية البيت الأداري )) وهي تنادي بأن يكون المدير الاداري صديقا للجميع أبتداء بأقل الموظفين مرتبة الى من هم في المستويات العليا الادارية ,, تسلم على الجميع تأكل معهم ..تتناول قدحا من القهوة مع اصغرهم تستمع لشكواهم تمزح تضحك تخرج معهم ,,تتعامل معهم كما تتعامل مع ابنائك في البيت او اخوانك او اصدقائك.. لا تجعل بينك وبينهم مسافات او حواجز .. بل اكسر هذه الحواجز واجعل الاخرين يحبونك لشخصك واخلاقك وتعاملك وليس لأنك مديرهم ...فأنت مديرهم اليوم فقط ولن تصبح مديرهم طول عمرك أو أبد الدهر .. ولن يبقى عند رحيلك عنهم يوما ما ..الا الذكر الطيب والسمعة الحسنة والذكريات الجميلة ,,وهذا الاسلوب الاداري يتوافق مع اسلوب الادارة الاسلامي الحنيف
(( أنما المؤمنون اخوة )) و (( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )) و (( خير الناس أنفعهم للناس )) و
(( ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ومن لم يعرف لعالمنا حقه‏)) والشواهد والادلة كثيرة .. المشكله ان اسلوب الادارة الثاني والذي انادي به لا يطبقه الا القليل من المدراء العرب والكثييييير من المدراء الغربيين الاجانب .. ..
كنت قد عملت ما يقارب الخمس سنوات في ادارة السياحه والفنادق وقد مر علي في تلك الفترة ثلاثة مدراء اجانب اولهم كندي والاخر استرالي والاخير امريكي وكلهم كانوا يتناولون الافطار أو الغداء مع صغار الموظفين مررات عديدة برغم وجود مطعم خاص للمدراء التنفيذيين .. وبعضهم كان يمشي ويلقي التحية حتى على عمال النظافه وبعضهم كان ينضم رحلات بحرية مع صغار الموظفين وبعضهم يهدي هدايا رمزية لكبار السن من الموظفين والمميزين ايضا وبعضهم كان يقوم بعمل غريب لأول مره اشاهده في حياتي .. وهو تنظيم يوم في السنة لتبادل الادوار بحيث يكون يوما مفتوحا للموظفين والادارة فيقوم المدير العام بلبس لباس المباشرين ويقوم بتقديم الطعام والشراب والقهوة للعمال بينما العمال يمثلون دور المدراء يومها في جو من البهجة والسرور والسعادة ..من الجميع ..انها سياسة البيت الاداري الناجح انها سياسة اذابة الجليد وكسر الحواجز بين الجميع مما يزيد الموظفين ولاء وحبا وتقديرا لمنشأتهم ومدرائهم ...فهل ستتغير ثقافتنا الادارية يوما ما ...أم سنظل متشبثين بأبراجنا العاجية التي صنعتها لنا .. الكراسي المتحركة !!؟؟
اتمنى ذلك ..
============

مع تحيات الكاتب :
زمان الصمت
الرياض
الجمعة 22\4\2005
العاشر ة مساء

875

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

زمان_الصمت • 19 سنة

:angry:

زمان_الصمت • 19 سنة

اعزائي اشكر لكم كل هذا التفاعل الجميل والمؤثر في نفسي ولو حتى عنائكم لقراءة المقال..
وهذا المقال ارسلته لجريدة الوطن السعودية ..وقد هاتفني الكاتب الصحفي المبدع صالح الشيحي الذي يكتب بمقال ثابت موجود في اخر صفحة بالجريدة .. ووعدني بطرح هذا المقال في عموده اليومي.. ولمن يحب الاطلاع على تعليق الاستاذ صالح الشيحي بخصوص هذا المقال ... فسيكون موجود بجريدة الوطن غدا الأحد 24 ابريل 2005..بعمود الكاتب اليومي ..مع جزيل الشكر لكم ولجريدة الوطن وللكاتب القدير صالح الشيحي ,,
وهذا رابط جريدة الوطن السعودية ..
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-04-23/index.htm

مع أرق تحية..
اخوكم..
زمان الصمت (مبارك الظويفري)

حفنة ضوء • 19 سنة

لقد أطلعت على ... المقال .... مساء اليوم ....ولم أترك تعقيباً ....
لأني .... لم .... أسجل دخول ....
لك كل ...الشكر ....أخي ....
وبارك الله فيك .....
مقال .... رااااائع ....
تعجبني ...نظرية ...البيت الإداري .....
جزاك الله خير .....

موفق ،،،

زمان_الصمت • 19 سنة

الاخت العزيزة فر س بيضاء ..

الشكر موصول الى آخر مدى احساسك .. بارك الله فيك ولا عدمتك يا فرس ..

علكه بالفراوله • 19 سنة

جزاك الله خير
ومشكور على هذا المقال