لعنة الجبل الفصل الثاني

الملتقى العام


مرت الأيام علي موت أبي همام حيث عادت الحياة داخل المنزل إلي طبيعتها ولكن الحزن والدموع وقلة الكلام بين الجد والأم وهمام كان الموقف السائد بينهم فالكل شارد وحزين لا يريد الحديث فالبيت أصبح من بعد موت الأب مثل بيوت الأشباح لا يوجد أحد يتكلم بل أحيانا الجد الشيخ يوسف يجلس خارج البيت معظم الوقت ويرفض أن يدخل المنزل لأنه يتذكر ولده الذي مات فيبكي حتى يتبلل شعر لحيته البيضاء من البكاء حزنا علي فراق ابنه والزوجة الثكلى علي موت زوجها فهمام يستيقظ في المساء علي بكائها ونحيبها طوال الليل علي أبيه الذي لن يعود مثل الكثير من رجال تلك القرية الملعون فيها الرجال فقط.
همام أيضا قد تبدل حاله من حال إلى حال لم يصبح همام ذلك الفتي البريء المبتسم للحياة والذي كان يذهب إلى الكتاب وهو سعيد يمرح مع أصدقائه طوال الطريق إلى ذلك الكتاب بل أصبح يسير خلف أصدقائه بينه وبينهم مسافة كبيرة حزين قليل الكلام شارد الذهن حتى أثناء الدرس داخل الكتاب لم يكن يشعر بما يجري حوله بل كان يقضي الوقت في تذكر حكاياته مع والده فهو الآن لا يرغب في العودة إلى البيت فإن عاد لن يجد والده مثلا ما كان يحدث في السابق حتى أن كل زملائه ورفاقه كانوا يشعرون بالحزن له حتى الشيخ كان يرفق به ويجلسه بجواره حتى لا يجعله شارد الذهن طول الوقت.
لعنة الجبل الفصل الثاني
0
71

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️