اولا اشكر كل البنات على كلماتهم الجميلة وثقتهم وان شاءالله يوفقني الله لااوصل بعض المعلومات المهمة لننجح بتربية اولادنا ان شاءالله ويابنات انا بحاجة لدعواتكم ظروفي الصحية تدهورت وهذا سبب انقطاعي
ان شاءالله اليوم ساكتب موظوع عن المراهقة لاان الكثير طلب مني وان شاءالله يكون سهل عليكم والله يسهل علينا جميعا التربية
ليس سهلاً أن تربي طفلاً في زماننا المشحون بالتوتر، وضيق الوقت واللهث وراء المستوى الأفضل للحياة.
فما بالك بابنك وقد تعدى عتبة الطفولة، وخط شاربه وغلظ صوته، ومن حوله مستجدات وصرعات لا تنتهي، من موسيقى وقصات شعر وأزياء غريبة، وتمرد وعناد وعالم انفتحت أبوابه على مصراعيه!!.
المراهقون: هل هم حقاً مشاكل متحركة، أو براكين ثائرة وحروب مستمرة؟ أم هم أطفال ولجوا عالم الكبار ويحتاجون في دخولهم هذا إلى تهيئة وعناية وتكوين علاقة حميمة؟
نفتح فوهة الزجاجة لتندفع ثورة المراهقة، وفورانها من أجل البحث والتحليل، والوصول إلى نتائج ليس للآباء فقط، بل وللأبناء أيضاً..
مع من نبدأ...... الآباء أم الأبناء؟!
نستأذن من الأبناء، مع الآباء والأمهات:
من يربي من؟
تبدأ أم أفنان المطيري من الكويت بحماس وانفعال، لم نعد نستطيع تربية أبنائنا، بل هم الذي أصبحوا يربوننا!! فلم نكن أبداً نحث أمهاتنا كما تفعل بنات اليوم كما إننا لم نعد نستطيع التفريق بين البنات والأولاد في ملابسهم وتصرفاتهم، فالبنت تقود سيارتها بشكل جنوني مثل الولد، وأصبحت أيضاً ( تشفط) بالسيارات ومهما حاولت أن أحكم ابنتي البالغة من العمر ثمانية عشر عاماً، إلا أنها تصاحب فتيات في الجامعة ينتمون لهذا العصر السريع والمجنون أيضاً، ولشدة خوفي عليها أحاول مراقبتها باستمرار، وهذا سبب خلافي المستمر معها، فهي ترى أني لا أثق بها، ولا دخل في رأيي للثقة بذلك، وأرى من حق كل أم أن تراقب أبناءها، خاصة في مرحلة المراهقة الحرجة.
تقليعات جديدة
ولكن هل يمكن أن نتحول من آباء مراقبين لأبنائهم إلى آباء يستخدمون أيديهم للضرب، تضطر أم سالم البدر لفعل ذلك مع ابنها الأصغر سالم البالغ من العمر ثلاثة عشر عاماً وتقول: لم أرهق في تربية إخوته مثله، ولم أمر معهم بمثل ما مررت به معه، واعترف أن دلالي له – كونه أصغر إخوته- هو السبب، فابني يتفنن في الهروب من المذاكرة ليشاهد الفيديو ويحب الخروج باستمرار مع أصحابه، ورغم أني تعاملت مع الأشكال الجديدة التي يفعلها في شعره وملبسه، إلا أني لا أتهاون في دراسته، وأحب أن أشاهده رجلاً محترماً كإخوته الكبار، إلا أنه دائماً يقول لي: " لا أريد أن أكون مثل أحد " وينفذ صبري عندما يشتكي مدرسوه أو أراه يهرب من المذاكرة، فأضطر إلى ضربه، ولقد فوضني والده في ذلك!!
أريد رجلاً
عندما يرغب الأب أن يرى الصغير قد أصبح رجلاً، فتلك الرغبة بحد ذاتها يمكن أن تسبب مشكلة، يقول عبدالله الراشد:
لدى ثلاثة أولاد وبنتين، ابني الأكبر عمره 16 عاماً، ولا أستخدم معه التوبيخ أو أساليب التربية الخاصة بالأطفال، فهو في مرحلة بدء الرجولة، وأعده ليتولى مهام شركتي وتجارتي، ولكن بسبب الحرية التي أعطيها له، أرى أشياء لا تعجبني مثل سهره مع رفاقه لوقت متأخر ليلاً، وأحاول أن ألفت نظره لذلك فقط، فإن ابني بعد سنوات قليلة سيكون زوجاً وأباً مسؤولاً، ويجب أن يكون على قدر هذه المسؤولية.
•تشفيط بالسيارات
أسامة الفراج يعمل بوزارة التربية ولديه أربعة أولاد، أكبرهم يبلغ سبعة عشر عاماً، ويختلف مع الراشد في إعطاء الحرية للأبناء في مرحلة المراهقة، إذ إن الحرية- من وجهة نظره- كانت السبب في أفعال شباب اليوم من "تشفيط" للسيارات، وتعريض حياة الشاب ومن حوله للخطر، وكذلك سماع الموسيقى الصاخبة، والتي تؤذي مسامع الآخرين، وفي عدم سماعه للنقد، وأرى أن هذا الشاب لو سمع ما يؤدبه من أبيه ما كانت أفعاله بهذا الشكل، وطبعاً لا أطالب بالشدة المفاجئة، لأن ذلك سيفلت زمام الأمور، لكن يجب التدرج في أساليب التربية والتعامل معه منذ الطفولة.
•على من يقع الخطأ؟
ويتخذ نوف عبد اللطيف الرشيدي وله عشرة أولاد من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " اتقوا الله، واعدلوا في أولادكم" دستوراً ومنهجاً يتبعه مع أولاده، ويفسر ذلك:
لا أخلط الأوراق فلا أكون شديداً مع طفلي الصغير، وأترك من هو في عمر السبع سنوات، بل لكل سن أسلوب معين، كما وضحه الرسول الكريم، وإذا تراكمت الأمور على بعضها دون حل، كانت النتيجة أبناء لا يوقرون كبيرهم ولا يرحمون صغيرهم، وأصبحت الأمهات يحملن عبء تربية الأبناء، والأم معروفة برحمتها ورقتها مع أبنائها والأب يسد هذا النقص بالحزم والشدة، فإذا كان الأب غائباً معظم الوقت في عمله، فلابد أن ينعكس ذلك على أبنائه.
•ابنتي تتهمني بالجهل
هل يعي الآباء والأمهات مرحلة المراهقة وتطوراتها؟
من المغرب تخبرنا السيدة سعيدة الفارسي وهي ربة بيت: أنا لا أعرف مرحلة المراهقة لأنني إنسانة غير متعلمة، لكنني أعرف مرحلة البلوغ، ولقد عانيت كثيراً مع ابنتي التي أخذت تهتم بنفسها بشكل كبير، وتختلق الأسباب والأكاذيب للخروج من المنزل، ولا أنكر أنني كنت أراقب تصرفاتها وأقسو عليها أحياناً، وكثيراً ما كانت تتهمني بالجهل والتخلف، ورغم محاولاتي المستمرة للتقرب منها، وإسداء النصائح لها، إلا أنها دائماً تقول لي " لنا زماننا ولكم زمانكم".
•الانزلاق في هوة المخدرات
يقول عبد الهادي الملالي من المغرب عن المراهقة:
واجهتني صعوبات مع ولديَّ وعمرهما ستة عشر عاماً وثمانية عشر عاماً، خاصة عند ضبط سلوكهما وكبح جماح أفكارهما وأحلامهما التي لا حد لها، حتى حدثت مشكلتي مع ابني الأكبر، واعتراضي المستمر على سهره مع رفاقه، وسلوكياتهم، فهددته بالطرد ولم يعبأ بذلك، وبالتالي أهملته حتى شعرت أنه يعيش في أزمة، فبدأت أغير من طريقتي وأقترب منه، حتى صارحني بأنه يدخن، وكان أن ينزلق في هوة المخدرات، وبهدوء شديد شرحت له الأخطار الصحية والاجتماعية التي تنتظره، وأعطيت له بعض الكتب ليقرأها، ووعدته بمكافأة مغرية إن هو ابتعد عن التدخين ورفاقه.. والحمد لله، أقلع نهائياً عن التدخين، وبدأت أعتمد عليه كرجل واعي.
•القدوة مع الاستقلالية
هل المراهقة تحتاج للشعور بالاستقلالية في الرأي والقرار؟
تؤكد جميلة أساد من المغرب هذه المقولة إيجاباً بقولها:
الطريق الذي أسلكه مع أبنائي المراهقين بسيط وحذر أحياناً، وأعتمد في هذه المرحلة على لغة الحوار المباشر والتقرب منهم، وأبين لهم القدوة الصالحة من خلال تصرف أبيهم، فعندما أقول لابني إن التدخين ضار بالصحة، أتابع كلامي بأن يتخذ أباه مثلاً له، فهو لا يدخن، وهذا ما يساعدني كثيراً، وأتعمد جلب الكتب الثقافية والعلمية لأبنائي حتى تكون شغلاً لهم في وقت الفراغ.
•مرحلة غامضة
يقول "إبراهيم قشقوش" من سوريا في كتاب "سيكولوجية المراهقة" : تعتبر المراهقة مرحلة غامضة في حياة الفرد، وتتداخل فيها الأدوار التي يعيشها، ولابد أن يشرع الآباء عندها وبعدها في التخفيف من حدة سيطرتهم على أبنائهم، ومن ثم تتخلص كواهلهم من مسؤولية كانت ملقاة على عاتقهم، وتشرع تلك المسؤولية في الانتقال إلى كواهل أولادهم.
•ليس أولادي
ومن سوريا تحدثنا السيدة وفيقة حسني ( أم لشابين/ 18، 22 عاماً ):
المراهقة كما أراها وكما عايشتها حالة من الغليان والتمرد، فمراهقة أبنائي كانت مرحلة متوترة وغير ثابتة، خاصة أن والدهم ترك الجزء الأكبر من مهمة تربيتهم لي.
وتضيف: أحاديث مطولة كانت تدور بيننا، ولم أكن أخجل من أسئلتهم المحرجة، وأستطيع أن أقول إن مراهقتهم كانت مرحلة صعبة بالنسبة لنا جميعاً، لكن الأمور استقرت أخيراً دون مشاكل أو انحرافات.
والسيدة براءة الرفاعي ( أم لشابين وثلاث فتيات) من سوريا رأت المراهقة من جانب مختلف عن سابقتها، تقول: من سمات المراهقة حدوث التغيرات الفسيولوجية، وعلى الوالدين تنبيه المراهقين إلى عدم التخوف من هذه التغييرات وتعليمهم كيفية التعامل مع الجنس الآخر، والنتائج السلبية للاختلاط، والصعوبات التي كانت تواجهني في هذه المرحلة كانت بسبب تصميم المراهق عامة على تنفيذ ما يريد، دون تقدير للنتائج، مثل مسألة اختيارهم لأصدقائهم، وما ينجم عن سوء الاختيار من مشاكل.
كانت هذه آراء الآباء والأمهات في أبنائهم المراهقين وما يسببونه لهم من مشاكل ومتاعب ولكن يظل للأبناء رأي آخر نستعرضه معكم في الموظوع القادم بإذن الله
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
baro0o
•
يعطيكي العافيه على احلى موضوع ياحلى بغداديه
baro0o :يعطيكي العافيه على احلى موضوع ياحلى بغداديهيعطيكي العافيه على احلى موضوع ياحلى بغداديه
شكرا للمجاملة وفقنا الله جميعا بتربية اولادنا التربية السليمة
لم ارى تجاوب هل تريدون ماذا يقولون الاولاد ثم اطرح الحلول وطريقة المعاملة مع المراهق ؟
اليوم ساكتب بعض رسائل الابناء لاابائهم لنرى ما يفكرون به
إلى: - أبي الغالي......
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد
أكتب هذه الرسالة وأنا في المدرسة. وقد وضعت كتابي حائلاً بيني وبين زميلي المجاور حتى لا يقرأ ما أكتبه... أتعرف لماذا يا أبي؟
لأني لا أريد أن أفشي أسرار منزلي. أبي العزيز... لم تُقصر علينا بالطعام والشراب والملبس وجميع هذه الأمور متوفرة ولله الحمد. ولكن هل تتوقع أن هذه الأمور تكفي؟! لا... لا يا أبي!!
لماذا تعاملني بقسوة كبيرة... لا يمضي يوم بدون ضرب أو تهديد أو وعيد!! لا تريدني أن أخرج من المنزل، ولا تريدني أن أصاحب أصدقائي!! هل تذكر عندما تأخرت عن المنزل في أحد الأيام، وكان استقبالك لي بالضرب بالعصا حتى أثر في يدي تأثيراً بالغاً!!.. وعندما تغيّبت عن المدرسة وذهبت في اليوم التالي ويدي مصابة وسُئلت عن ذلك قلت لأصدقائي... كنت ألعب الكرة وسقطت على الأرض....
لا أريد أن يعرفوا أنها منك.... لماذا.... كل ذلك لأني أقدرك، وأحبك، ولا أستطيع أن أقولها أمامك؟! ألا تعلم يا أبي أني كبرت... ومللت من الجلوس في المنزل مع إخواني الصغار... ومللت أيضاً من كلمة ذاكر... ذاكر... اجتهد في دروسك.... وإذا لم اسمعها منك يوماً سمعتها من أمي....
وتقول هذه الشابة ......
« هل يمكن لامي ان تساعدني » . اليوم يا اماه قررت ان احادثك لاقول لك عبر حواجز الصمت وجدران الخوف ، اريد ان اخبرك انه عندما اسألك سؤالا محرجا اعلمي انني ان لم احصل على اجابة منك فساستمر بالبحث ولا تدرين انت من اين سأحصل عليها ، اترغبين ان اجد جوابا حول مشاكل المراهقة مثلا من صديقة سوء او من مجلة هابطة ؟.. أكان يرضيك ذلك ؟ امي اني اعلم انك احيانا ربما تخجلين من اجابتي .. وربما لا تعرفين اجابة واضحة وصحيحة لما أسألك عنه ، فساعديني على ان نجد مصدر ثقة لأسئلتي ، ما رأيك ان تبحثي لي عن كتاب جيد ؟ ما رأيك بدل الصراخ ان تخبريني انك لا تعرفين الاجابة ؟ امي اعلمي انك احسنت تربيتي ولكن الحياة مليئة بالذئاب البشرية ، هي حولي في كل مكان ، هي في المدرسة وفي الشارع وفي البيت عبر قنوات التلفزيون ومواقع الانترنت.
امي اعلمي اني معرضة للوقوع في الخطأ ، فتقبلي اعترافي لك بصدر رحب وحاولي ايجاد الطرق والوسائل لمساعدتي بدل تعنيفي والصراخ علي .
امي لا تتركيني بعد ان اعترفت لك باني كنت احب جارنا واحادثه بالهاتف ، بعد ان اعترفت لك بهذا الذنب القبيح لا تتركيني اشعر بذنب اكبر لانني اخبرتك . لا تهزئي بي ولا ترددي على مسامعي هذا الموضوع ، اتدرين انه عندما اسمع ضحكات اخوتي بجنبات البيت مستهزئين مني بسبب السر الذي اخبرتك اياه اشعر بالاختناق واني اريد الخروج من البيت بلا عودة . امي كم احتاج منك حضنا دافئاً عندما اعود حاملة مشكلة لأنسى ما حل بي واشعر معك بالامان عندها لن اتردد بالعودة اليك كلما حل بي مكروه لا سمح الله او استعصى علي امر بحياتي . اتعلمين ما هو سبب خوفي منك منذ ولدت وانا اسمع صراخك بجنبات البيت وكلما اقتربت منك تدفعينني عنك . منذ كنت طفلة العب بدميتي وانا كلما اخطىء اتلقى منك اللوم والعتاب . امي الا تعلمين انني بشر معرض للخطأ واني ضعيفة احتاج منك الدعم والعون والتوجيه ؟
امي تقبليني كيفما انا ، ربما اردت ان اكون افضل واجمل ، ولكني انا ابنتك فأشعريني انك تتقبلينني ولا تتركيني الجأ لحبيب او صديق يطري على مسامعي كلمات الحب والحنان ويحسسني للمرة الاولى باني بشر ولي قيمة . امي اتعلمين اني احيانا اتعرض لمشاكل لم يكن لي يد فيها وتنزل عليّ كالصاعقة ، كإشاعة تروج عني وانا بريئة منها ، او احد يعترض طريقي ويسلبني كرامتي وعرضي في ثوان . فراقبي تصرفاتي وحركاتي ان وجدت بها تغيراً مفاجئاً وان كان للافضل فاقتربي مني وربِّتي على كتفي لاشعر بدفء اناملك يداعب مشاعري ويقول للساني انطق ما بك ها هي اغلى الناس لجانبك اخبرها بما حل بك . امي ان كل همومي ومشاكلي ومتاعبي ستذهب عندما تشعرينني انك معي بقلبك واحساسك اني احتاج الى كلمات الاطراء والحب منك ، احتاج الى لمسات الحنان من يديك حتى وأنا عندي سبعة عشر عاما.و هل سمعت يا امها نداءها .. والى كل الامهات كثير من المشاكل تتردد على مسامعي كل يوم من طلاب وطالبات بمختلف الاعمار وفي عدة اماكن ، ومعظمها مفتاح الحل هو علاقة متينة بين الام وابنائها وبالذات الفتيات في سنوات المراهقة ، ولذا ارجو من كل ام تقرأ هذه الكلمات ان تعيد النظر بطابع العلاقة بينها وبين ابنائها لتجد هل هناك فتور وتباعد ؟ هل هناك مشاعر واحاسيس بالعلاقة مع ابنائها ؟ ام اقتصرت الحياة على اعطاء الاوامر وتحديد المهام وكأن الحياة اصبحت ثكنة عسكرية.
بنت اخرى اختصرت رسالتها وعندها كل الامل ان تتغير والدتها فتقول.....
اطلب ان تتغيري من اجل نفسك ومن اجلي ..وتنظري للحيات بنظرة اخرى وتتركي شعارات الحزن ورداء القلق وان لاتقسي علي ارهقني طبعك الظالم ونظرات الشك والمراقبة ارجوك يا امي كوني لي حظنا دافئا فانا احتاجك من اي وقت اخر مضى.....
نعم هذه الرسائل تحكي واقعاً ملحوظاً لكثير من الأسر في تعاملهم مع المراهقين بأسلوب الشدة والعنف، وتكرار التوجيه دون مراعاة لفترة التحول الجسمي والنفسي في عمر المراهق، ولا بد أن نعي أن تلك الفترة من عمر الشاب والشابة تمثل مرحلة خطرة فعن طريقها تتكون اتجاهات المراهق وميوله ومستقبله، فالحرص الزائد من الآباء يولد نتيجة عكسية.
إن الأسرة في ا لحقيقة تُعتبر المؤسسة الاجتماعية التي يتعامل معها الفرد منذ اللحظات الأولى في حياته، لذا كان لزاماً على الآباء والأمهات العناية بأبنائهم والتوسط في التعامل معهم، فالتوازن مطلب، ومعنى تحقق ذلك فإننا -على الأرجح- سوف نصل إلى تربية متميزة لأبنائنا.
واكيد للحديث بقية
إلى: - أبي الغالي......
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد
أكتب هذه الرسالة وأنا في المدرسة. وقد وضعت كتابي حائلاً بيني وبين زميلي المجاور حتى لا يقرأ ما أكتبه... أتعرف لماذا يا أبي؟
لأني لا أريد أن أفشي أسرار منزلي. أبي العزيز... لم تُقصر علينا بالطعام والشراب والملبس وجميع هذه الأمور متوفرة ولله الحمد. ولكن هل تتوقع أن هذه الأمور تكفي؟! لا... لا يا أبي!!
لماذا تعاملني بقسوة كبيرة... لا يمضي يوم بدون ضرب أو تهديد أو وعيد!! لا تريدني أن أخرج من المنزل، ولا تريدني أن أصاحب أصدقائي!! هل تذكر عندما تأخرت عن المنزل في أحد الأيام، وكان استقبالك لي بالضرب بالعصا حتى أثر في يدي تأثيراً بالغاً!!.. وعندما تغيّبت عن المدرسة وذهبت في اليوم التالي ويدي مصابة وسُئلت عن ذلك قلت لأصدقائي... كنت ألعب الكرة وسقطت على الأرض....
لا أريد أن يعرفوا أنها منك.... لماذا.... كل ذلك لأني أقدرك، وأحبك، ولا أستطيع أن أقولها أمامك؟! ألا تعلم يا أبي أني كبرت... ومللت من الجلوس في المنزل مع إخواني الصغار... ومللت أيضاً من كلمة ذاكر... ذاكر... اجتهد في دروسك.... وإذا لم اسمعها منك يوماً سمعتها من أمي....
وتقول هذه الشابة ......
« هل يمكن لامي ان تساعدني » . اليوم يا اماه قررت ان احادثك لاقول لك عبر حواجز الصمت وجدران الخوف ، اريد ان اخبرك انه عندما اسألك سؤالا محرجا اعلمي انني ان لم احصل على اجابة منك فساستمر بالبحث ولا تدرين انت من اين سأحصل عليها ، اترغبين ان اجد جوابا حول مشاكل المراهقة مثلا من صديقة سوء او من مجلة هابطة ؟.. أكان يرضيك ذلك ؟ امي اني اعلم انك احيانا ربما تخجلين من اجابتي .. وربما لا تعرفين اجابة واضحة وصحيحة لما أسألك عنه ، فساعديني على ان نجد مصدر ثقة لأسئلتي ، ما رأيك ان تبحثي لي عن كتاب جيد ؟ ما رأيك بدل الصراخ ان تخبريني انك لا تعرفين الاجابة ؟ امي اعلمي انك احسنت تربيتي ولكن الحياة مليئة بالذئاب البشرية ، هي حولي في كل مكان ، هي في المدرسة وفي الشارع وفي البيت عبر قنوات التلفزيون ومواقع الانترنت.
امي اعلمي اني معرضة للوقوع في الخطأ ، فتقبلي اعترافي لك بصدر رحب وحاولي ايجاد الطرق والوسائل لمساعدتي بدل تعنيفي والصراخ علي .
امي لا تتركيني بعد ان اعترفت لك باني كنت احب جارنا واحادثه بالهاتف ، بعد ان اعترفت لك بهذا الذنب القبيح لا تتركيني اشعر بذنب اكبر لانني اخبرتك . لا تهزئي بي ولا ترددي على مسامعي هذا الموضوع ، اتدرين انه عندما اسمع ضحكات اخوتي بجنبات البيت مستهزئين مني بسبب السر الذي اخبرتك اياه اشعر بالاختناق واني اريد الخروج من البيت بلا عودة . امي كم احتاج منك حضنا دافئاً عندما اعود حاملة مشكلة لأنسى ما حل بي واشعر معك بالامان عندها لن اتردد بالعودة اليك كلما حل بي مكروه لا سمح الله او استعصى علي امر بحياتي . اتعلمين ما هو سبب خوفي منك منذ ولدت وانا اسمع صراخك بجنبات البيت وكلما اقتربت منك تدفعينني عنك . منذ كنت طفلة العب بدميتي وانا كلما اخطىء اتلقى منك اللوم والعتاب . امي الا تعلمين انني بشر معرض للخطأ واني ضعيفة احتاج منك الدعم والعون والتوجيه ؟
امي تقبليني كيفما انا ، ربما اردت ان اكون افضل واجمل ، ولكني انا ابنتك فأشعريني انك تتقبلينني ولا تتركيني الجأ لحبيب او صديق يطري على مسامعي كلمات الحب والحنان ويحسسني للمرة الاولى باني بشر ولي قيمة . امي اتعلمين اني احيانا اتعرض لمشاكل لم يكن لي يد فيها وتنزل عليّ كالصاعقة ، كإشاعة تروج عني وانا بريئة منها ، او احد يعترض طريقي ويسلبني كرامتي وعرضي في ثوان . فراقبي تصرفاتي وحركاتي ان وجدت بها تغيراً مفاجئاً وان كان للافضل فاقتربي مني وربِّتي على كتفي لاشعر بدفء اناملك يداعب مشاعري ويقول للساني انطق ما بك ها هي اغلى الناس لجانبك اخبرها بما حل بك . امي ان كل همومي ومشاكلي ومتاعبي ستذهب عندما تشعرينني انك معي بقلبك واحساسك اني احتاج الى كلمات الاطراء والحب منك ، احتاج الى لمسات الحنان من يديك حتى وأنا عندي سبعة عشر عاما.و هل سمعت يا امها نداءها .. والى كل الامهات كثير من المشاكل تتردد على مسامعي كل يوم من طلاب وطالبات بمختلف الاعمار وفي عدة اماكن ، ومعظمها مفتاح الحل هو علاقة متينة بين الام وابنائها وبالذات الفتيات في سنوات المراهقة ، ولذا ارجو من كل ام تقرأ هذه الكلمات ان تعيد النظر بطابع العلاقة بينها وبين ابنائها لتجد هل هناك فتور وتباعد ؟ هل هناك مشاعر واحاسيس بالعلاقة مع ابنائها ؟ ام اقتصرت الحياة على اعطاء الاوامر وتحديد المهام وكأن الحياة اصبحت ثكنة عسكرية.
بنت اخرى اختصرت رسالتها وعندها كل الامل ان تتغير والدتها فتقول.....
اطلب ان تتغيري من اجل نفسك ومن اجلي ..وتنظري للحيات بنظرة اخرى وتتركي شعارات الحزن ورداء القلق وان لاتقسي علي ارهقني طبعك الظالم ونظرات الشك والمراقبة ارجوك يا امي كوني لي حظنا دافئا فانا احتاجك من اي وقت اخر مضى.....
نعم هذه الرسائل تحكي واقعاً ملحوظاً لكثير من الأسر في تعاملهم مع المراهقين بأسلوب الشدة والعنف، وتكرار التوجيه دون مراعاة لفترة التحول الجسمي والنفسي في عمر المراهق، ولا بد أن نعي أن تلك الفترة من عمر الشاب والشابة تمثل مرحلة خطرة فعن طريقها تتكون اتجاهات المراهق وميوله ومستقبله، فالحرص الزائد من الآباء يولد نتيجة عكسية.
إن الأسرة في ا لحقيقة تُعتبر المؤسسة الاجتماعية التي يتعامل معها الفرد منذ اللحظات الأولى في حياته، لذا كان لزاماً على الآباء والأمهات العناية بأبنائهم والتوسط في التعامل معهم، فالتوازن مطلب، ومعنى تحقق ذلك فإننا -على الأرجح- سوف نصل إلى تربية متميزة لأبنائنا.
واكيد للحديث بقية
الصفحة الأخيرة