لـــــــــوحة عمـــــــــــرى .... ( قصــة قصيرة)

الأدب النبطي والفصيح


لــــــوحة عمرى




تسللت أشعة الشمس الخافتة من نافذة غرفتى لتنيرها بضوءها الدافئ
لتيقظنى من نومى .. نهضت من سريرى و أسرعت لأرتداء ملابسى
لأذهب الى عملى صحيح لم اكن متأخرا عليه لكننى اردت ان اذهب باكرا
لأستطيع ألتقاط الصور .. فأنا اعمل بمجال الفن تخرجت من فنون جميلة
عملت كمهندس ديكور و رسام و مصور فوتوغرافى ايضاا!!


ذهبت الى الشاطئ فكان المكان الوحيد لاختيارى التصوير فيه
حيث الماء المتصادم بالضخور و اشعة الشمس المتساقطة على مياة
البحر . جهزت معداتى و بدأت بألتقاط الصور .......
و اذا بفتــاة تمشى على الشاطئ و وقفت بالمكان الذى اردت تصويره
يبدوا انها لم ترانى وانا أصور فمنعتنى عن التصوير

أبعدت عيناى من الكاميرا و اخذت النظر اليها .. الى ملامحها الرقيقة
الهادئة و عينيها الصافيتين المتجهين الى آفاق البحر
فشعرت ان ملامحها الغامضة تشدنى اليها ..فذهبت لأحكى معها
مستغلا عذر انى كنت اصور و هى قاطعتنى عن عملى


- " يا آنســة .. هل تعذرين لى!!"
- فبدى ان صوتى قد ايقظها من تأملاتها فأجابتنى " ماذا؟ ماذا تريد؟"

توترت كثيرا و قلت بعبارات مرتبكة " انااا ... انا.. مصور .. و كنت اصور هذا المكان و .. و ... انتى .... ثم...!!
- " فهمتك اعتذر عن افسادى عملك "

لم تنتظر هذة الفتاة ردى على كلامها انما تركتنى و رحلت هاربة من كلامى
هل قلت شئ خطأ؟؟ كنت اريد فقط ان اتحدث اليها و لكن يبدوا ان الحظ لم يكن بجانبى






و باليوم التالى ذهبت الى الشاطئ مجددا و وجدتها جالسة على الرمال
الناعمة تنظر الى بحر فقولت لنفسى هذة فرصة اخرى لاتحدث معها

- " مرحبا"
- - " مرحبا .. انت المصور صحيح الذى قاطعته امس عن عمله "
- شعرت بأحراج شدييييد فأجبتها وانا ابعد نظراتى عنها " مع الاسف نعم و اعتذر عن كلامى امس"
- -" لا عليك .. فأنا المخطئة لم انتبه لك اسفة"
- -" حسنا بما اننا تسامحنا فهل يمكننى ان اجلس معك قليلا؟ "
- -" كما تريد"

طال الحديث بيننا كنا نتحدث عن كل شئ
و قد كان من الغريب انها تتحدث معى بتلقائية يبدوا انى قد فهمتها
بشكل خاطئ بالبداية فهى انسانة مرحة جدا .. اخبرتها عن تفاصيل
حياتى كلها و من المعلومات التى حدثتنى عن نفسها
انها جاءت الى هذة المدينة لكى تعمل بمجال الاعلان
هااه لم اتفاجئ لانها جميلة و تستحق ان تعمل فى هذا المجال
و اخبرتنى انها تخرجت ايضا من فنون جميلة
و جلسنا نحكى عن الفن بكل انواعه و طلبت منى ان اعلمها التصوير
لا اعرف و لكنى شعرت بالفرح الشديد و وافقت لكنى اخبرتها
سيكون بموعد اخر حتى استعد .. اعرف بما تفكرون نعم نعم
اتسغليت هذة الفرصة لرؤيتها ثانيتا ...و ماذا فى ذلك؟؟؟
انا فقد شعرت بالارتياح لهذة الفتاة فصفاتنا مشتركة
نحب نفس الاشياء.... أهناك شئ يمنع حبى لها؟؟


و بالفعل علمتها التصوير و اصبحنا اصدقاء
لا يفوت يوم الا و تحدثنا فيه و اذا كان هناك احد معارض
الرسم نخبر بعضنا و نذهب اليه
و فى يوم كنت جالس بأحدى المقاهى انتظرها بشرود
فاذا بها قادمة بأبتسامة رائعة و جلست امامى و تحكى معى

-" مرحبا .. كيف حالك ؟"
-" ماشى حالى وانتى؟"
-" الحمدلله ها اخبرنى لماذا طلبت منى الاسراع الى هنا؟"
توترت قليلا بسبب عينيها المحدقة بى و قولت :" لدى خبرين
احداهما سيعجبك اما الثانى فلا اعرف"

-" حسنا ما هما؟"
-" الاول ان هناك مسابقة للتصوير افكر ان اشترك بها فما رأيك؟"
-" ولله؟؟ راااااائع اشترك فيها فأنت بارع و ستفوز بالتأكيد!!
عم الصمت قليلا بيينا و لكنها مازالت تنظر لى فقطعت
هذا الجليد و قالت : و ما الخبر الثانى؟
-" لا لا عليك ليس الان"
قالت باصرار عجيب:" بلى الان هيا"
-" مممم كنت اريد ان اقابل والديك لاتحدث معهما"
-" و لماذا؟"
صمت لم استطع تكملة كلامى لا اعرف شعرت بالاحراج الشديد
فصمت و ابعد عيناى عنها لاشغل نفسى بشئ ثان
و لكنها بدأت بالضحك فاجأة وانا انظر لها محدثا
-" لماذا تضحكين؟"
-" اضحك عليك هههههه"
-" لماذا؟؟"
-" هههههه لم اكن اعرف انك تحمر خجلا هكذا ههههه"
-" نعم نعم عرفتى انتى الان"
استمرت بالضحك و قالت: " انا موافقة"
-" على ماذا؟"
-" على طلبك"

-" اتعرفين ما اريد طلبه و لماذا اردت مقابلة والديك؟"
-" نعم .. "
-" أرحتنى جدااااااااا ... هههه لماذا تركتنى هكذا ؟"
-" هههههه لم اكن اعرف انك ستخجل


و بعد شهر تمت الخطبة كنا سعيدين كثيرا
فكل شئ نفعله مع بعض و فى هذا اليوم أتت الى منزلى
-" ماذا فعلت بخصوص المسابقة ؟"
-" لدى صور كثيرة لكن للاسف لا تعجبنى اى واحدة منهم"
-" اذا التقط غيرها"
نظرت اليها بحنان و قلت : اريدك ان تكونى صورتى
-" ماذا؟ لم افهم"
- " ههههه قصدى اريد ان اصورك على شاطئ البحر مثل ما كان
اول لقاء لنا"
-" انت تمزح ها؟"
- " هل ملامحى يبدوا عليها المزاح؟؟"
نظرت الى بتردد و قالت حسنا كما تريد

ذهبنا الى الشاطئ و وقفت هى وانا اعد معداتى
و ذهبت اليها لاجعلها تقف بطريقة صحيحة
رجعت الى عدسة الكاميرا و بدأت بالتصوير
و بعد وقت توقفت عن التصوير فنظرت لى و قالت
-" اهناك شئ؟"
-" لا "
-" اذا لماذا توقفت عن التصوير؟"
تركت معداتى و ذهبت اليها ومسكت شعرها و قولت لها
ياتى على وجهك كثيراا اريد ان أرى وجهك فمسكت شعرها و حاولت
ابعاده عن وجهها ..لقد رأيتها تحمر خجلا فتراجعت حتى لا اخجلها اكثر
و قمت بالتصوير



بعد ثلاثة اسابيع كنت بمنزلى انتظرها حتى تأتى
لكنها تأخرت كثيرا انشغل بالى عليها
اتصلت بها و قولت بغضب " لماذا تأخرتى؟"
-" انا آتية اعتذر فالطرق مزدحمة جدا"
-" اخبرتك ان اذهب اليك و أأخذك من منزلك لكنك لم تسمعى كلامى"
و فجأة سمعت صوت اصطدام و صرخة عالية مؤلمة
تجمد جسدى .. لم استطع حتى الكلام
و بعد دقائق قولت : حبيبتى؟؟ أأنت معى؟؟
لم يجب احد!!!!!!!!!

اصبحت كالمجنون يحدث نفسه ما الذى حدث
و اذا بصوت رجل يرد على من هاتفها
أأنت اخوها؟
-" لا انا خطيبها"
-" البقية بحياتك يابنى لقد اصدمت سيارة بخطيبتك يجب ان تخبر اهلها"
شعرت بأن روحى قد خرجت من جسدى
لا استطيع التكلم ولا الحراك
ما الذى حدث؟؟؟؟؟؟؟
ايعقل ان اكون خسرتها؟؟؟؟؟
ايعقل ان تكون ماتت؟؟؟
لا لا اصدق لا يمكن ان يحدث هذا هذة حبيبتى و عدتنى ان تكون معى للابد
نعم للابد لماذا تركتنى هى الان انا المخطئ كيف اتركها تأتى الى بينما يجب ان
اذهب اليها اناااااااااااا
لااااااااا لاااااا اريد حياتى بدونك

و عند جنازتها وقفت عند قبرها احاول ان استعوب ما حدث
و نزلت دموعى و وقعت على الارض ابكى و ابوها ورائى يضع
يده على كتفى و قال سنشتاق اليها كلنا يابنى


وانتهت حكايتى بغرفتى و الصور حولى
اتذكر ايامنا معا
فرسمت لحياتى خطوط حزينة
بدونها... لن تكن لألوان حياتى بهجة
فأنا لا استطيع ابعاد صورتها عن ذهنى
صورها بيدى انظر اليها وانا ابكى
و اقول لنفسى اااه لو كنتى معى

3
778

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مناير العز
مناير العز
هل هي بقلمك؟


القصة جميلة بأسلوبها
أبتســامة شــغف
نعم بقلمى اختى
Mama loly
Mama loly
جميله جداااااااا