بيني وبينكم
(الحلقة الخامسة)
عنوان الحلقة: لقاء الشيخ صهيب الأمريكي(1)
مقدم الحلقة: د. محمد العوضي.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
في عام 1999م كنت في (مدينة تلسا)<يرجى مراجعة اسم المدينة> في الولايات الأمريكية المتحدة وكانت تلك جولة دعوية على عدة ولايات ألتقي فيها بالمراكز الإسلامية والمساجد والجامعات والجاليات.
في تلك المدينة تعرفت على شاب أمريكي اعتنق الإسلام عن قناعة عقلية وإيمان قلبي يقيني وفوجئت بأنه صار إماما لمسجد وعجبت من حرصه ومحاولته الجادة على تمثل الإسلام عمليا وعلى التكلم باللغة العربية وبذل الجهد للنطق بها.
وصارت علاقة أخوية حميمة خلال أيام و سمعت عن تجربته ثم مضت الأيام إلى قبل يومين وإذا بي أراه في الكويت قد جاء إلى بلدي لماذا...؟
لكي يلقي محاضرة عن الإسلام باللغة الإنجليزية في الجالية غير المسلمة من الجنسيات المتعددة وطلبت منه لقاء يلقي فيه الضوء على قناعته بهذا الدين وعلى تجربته في دخوله في هذه العقيدة، لا أريد أن أطيل المقدمة لكنه عندما جاءني في اللقاء فاجأني بلباسه الذي لبسه وهو الثوب الأزهري فسألته ماذا جد يا صهيب أنت أمريكي وتلبس ثوب شيوخ الأزهر هذا شيء عجيب وليكن من هذا المدخل ترحيبي بالشيخ.
أرحب بك يا شيخ صهيب وأحب أن أكون معك في هذا اللقاء الصريح إن شاء الله.
لا شك أنه قبل اعتناقك لهذا الدين كان لديك تصور عن هذا الدين فهل من الممكن أن نعلم هذا التصور كيف كان وهل له علاقة بتصور الغربيين عن الإسلام....؟
الشيخ صهيب: إسلامي برز عندما كنت صغيرا في السن كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة، وعندما كنت طفلا بدأت بتعلم الدين في الكنائس وهو شيء جيد فهم يعلمون أبناءهم في البداية قصص الأنبياء، وبالفعل بدأت بهذه القصص من آدم إلى يحيى وكلهم كانوا على وتيرة واحدة من عبادتهم لله وحده ولا يشركون به شيئا.
وعندما بلغت سن الخمس سنوات أو السادسة بدأت بقصة عيسى عليه السلام ووقعت في حيرة شديدة لأنه قبل أسبوع كنت أقرأ أن الأنبياء كلهم يعبدون الله ولما وصلت إلى قصة عيسى عليه السلام انقلبت العبادة من الله تعالى إلى عيسى عليه السلام، فوقعت في حيرة وذهبت إلى أمي و سألت أمي بأننا مسيحيون ونعبد عيسى وعبادة عيسى تعني امتلاكك لمفتاح الجنة، وقبل عيسى من الأنبياء هل كانوا يعبدون عيسى فقالت لا فقلت كيف يدخلون الجنة وهم لا يعبدونه فقالت لا أدري.
ومنذ ذلك الوقت بدأت أميل إلى الإسلام لأنه عندي فطرة وتوحيد لله.
عندما كنت في النيجر وكنت حينها في الرابع عشر من عمري تأثرت بكتاب الإمام ماوكو مكس رحمه الله تعالى فعرفت الإسلام وحقيقة الإسلام وتأثرت بكتابه ثم لقيت بعض المسلمين وسألتهم عن هذا الدين.
وقبل ذلك كنت أتصور المسلمين أنهم هم السبب الوحيد للتفجيرات التي تحصل في البلاد وضرب المرأة ويخالفون المتقدمين.
وعندما كنت في الكنيسة جاءتنا مدرسة وقالت هم سيأتون إلينا بالمسدس ويقولون اتركوا عيسى وهكذا فإن تصوري في البداية كانت سيئة جدا حتى قرأت كتاب ماوكومكس رحمه الله تعالى وعرفت الحقيقة والحمد لله أسلمت بعد ذلك عندما كنت في العشرين من عمري.
د.العوضي: كيف كان كانت بدايات دخولك في الإسلام....؟
الشيخ صهيب: كنت شابا كما يقولون فاسدا وكان لي أصدقاء يقرؤون عن الإسلام ولم يدخلوا الإسلام وإنما كانوا يقرؤون عن الإسلام وكان لدينا سوق في ولاية أوكلاهوما ويوجد هناك شيخ أمريكي يلبس ثوبا وعمامة سودانية فتعجبت منه في أوكلاهوما لأن أوكلاهوما تشبه موريتانيا لأنها بلد صحراوي فرأيته وأعجبت بأخلاقه وشخصيته حيث كان متميزا جدا من ناحية الأخلاق والتعاون مع الناس وكان رجلا مستقيما أسأل الله أن يزيده خيرا في هذه الدنيا.
تأثرت به كثيرا وذهبت إليه وسألته ممن أنت..؟
فقال لي: نحن مسلمون فقلت له لا تحبون الرجل الأبيض.؟
فقال بالعكس نحب كل البشر خلقنا الله تعالى ليتعارف بعضنا على بعض فتأثرت بهذا الجواب.
وقال لي إذا أردت أن تقرأ شيئا فخذ هذا وأعطاني كتيبا صغيرا جدا عن الإسلام، فأخذته منه وقرأته في الحمام وأنا خائف من أمي لأنها إذا رأت هذا الكتيب في البيت فسأكون لحما مشويا.
د. العوضي: لقد ذكرت أنك قرأت الكتيب في الحمام خوفا من الوالدة ومن الطبيعي خوف الوالد على ولده فكيف تصرفت...؟
الشيخ صهيب: عندما قرأت هذا الكتاب تعجبت منه لأنه كتيب صغير ويبين كل شيء حول هذا الدين وكانت عندي أسئلة كثيرة لو سألتها لشخص لأخذ ساعة وساعة وأسبوعا ليجيبني عليها.
ولقد وجدت في الكتيب كل ما كنت أسأل عنه من الأسئلة من هو الله وما هي وظيفة البشر ولماذا خلقنا الله تعالى من هم الملائكة والرسل وما هو يوم القيامة والقدر وكل شيء.
وعندما قرأت هذا قلت هذا هو الدين الحق ولكنني أردت أن أزيد معرفتي بهذا الدين وفي الوقت ذاته نبت في قلبي حب الإسلام والبحث عن الحقيقة.
د. العوضي: إلى أين وصلت بعد ذلك...؟
الشيخ صهيب: وصلت بعد ذلك إلى القرآن، حيث ذهبت إلى المكتبة العامة وأخذت قرآنا باللغة الإنجليزية وقرأته في بيتي في الليل وعندما قرأته دهشت منه وشرح الله صدري ونور قلبي وعرفت الحقيقة، ولأول مرة في حياتي أذوق الحقيقة والحمد لله الذي هداني لهذا وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله .
عندما قرأت ذلك الكتاب لا ريب فيه أي شخص يؤسس حياته على الحقيقة وليس عندي شك لأنني مع الله على الحق، وعندما قال الحمد لله، من هو الله..؟ هو رب العالمين.
وما هي وظيفتنا...؟ قال تعالى" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" .
وكيف أعبده ....؟ قال إنا أرسلناك بالحق أي على طريقة سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
فقرأت القرآن لمدة ستة أشهر في الحمام لخوفي من أمي وكان عمري سبعة عشر سنة، وأبي كان يرى كتبا إسلامية في البيت فقال لي مرة لماذا تقرأ هذه الكتب الإسلامية..؟
فقلت له إنني أقارن بين الأديان لكي أصبح عالما فقال لي قارن ستجد الحق أمامك كفلق الصبح فقلت في نفسي إنه لا يعلم أنني أحب هذا الدين ووالدي كان دكتورا في الجامعة هناك.
وبعد ستة أشهر قرأت سورة المائدة وعندما قرأت هذه السورة أسلمت في نفسي لله حين قرأت قوله تعالى لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وخاصة قوله تعالى إن أراد أن يهلك المسيح بن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا فقلت في نفسي هذا هو الحق.
لأنه من يستطيع أن يمنع الله من هذا لا يمكن لأحد فقلت في نفسي أنا مسلم وقلت لصديقتي أنا مسلم فقالت إذن أنت مجرم فقلت لها لماذا فقالت: وهنا لاحظ كيف يتصور هؤلاء المسلمين.......؟
د. العوضي: هذا ما نريده وهو أن الإسلام عندهم مشوه كما يقول مراد هوفمن المسلم الألماني في كتابه الألفية الثالثة ديانة في صعود يقول: إنه ما من إنسان غربي إلا وصورة الإسلام في ذهنه ٍشائهة وحتى تدعو لا بد لك من أن تمحو الصورة الشائهة ثم تضع الصورة الصحيحة.
ثم بعد ذلك متى عرفت الأسرة إسلامك....؟
الشيخ صهيب: بعد ذلك أسلمت وكنت في المسجد وظننت أنني مسلم فقلت لهؤلاء إنني أريد أن أسلم وأنا كنت مسلما لكنني أردت أن أعرف الطريقة الصحيحة لإعلان الإسلام، أردت أن أعرف الصلاة والصيام والحج وكنت في المسجد والناس يصلون وأردت أن أصلي معهم ولكنني لم أعلم كيفية الصلاة فجاء رجل وقال أأنت مسلم..؟ فقلت نعم أنا مسلم.
فقال متى شهدت فقلت له ما معنى شهدت فقال عليك أن تشهد فقلت له أنا جاهز فحمدا لله أسلمت.
وعندما أسلمت شعرت وكأن قلبي قد غسل من الذنوب ما وددت أن أبدل ذلك الشعور بشيء من الدنيا أيا كان قال تعالى" أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها.د. العوضي: كيف تعاملت مع جو الأسرة عندما رجعت إلى البيت...؟
الشيخ صهيب: في الحقيقة إنني لم أخبرهم لمدة أسبوعين لأنني كنت خائفا منهم وكيف تريد مني أن أخبرهم وأبي وأمي وأخي يتصورون هذا الدين بأسوأ الصور وكنت تحت ضغط كما قال تعالى" وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين معه متى نصر الله" مر علينا عيد يسمى هناك بعيد الشكر فأتى أخي الكبير بصديقة له ليعرفنا بها وهو يريد أن يتزوجها وأمي كانت قد طبخت الخنزير ووضعت هذا الخنزير أمامي وهم لا يعرفون بإسلامي وعلى يميني طبق الديك الرومي فقلت لهم أحب أن آكل الديك الرومي.
وأنت تعلم كيف تكون طريقة الأم عندما تطبخ شيئا لك وتدعوك إليه، فقالت ذق يا حبيبي كل قليلا من الخنزير وأنا متخوف لا أدري ماذا أفعل...؟
فقال الوالد بلهجة فيها قلة أدب أخبرنا يا وليام عن محمد من هو..؟
فقلت له وقد أخذتني غيرة الدين أنا مسلم فوقعت في خطأ كبير ولم تكن لدي خبرة آنذاك.
قلت بصوت عال أنا مسلم وقد أسلمت وذقت الحقيقة ورأيت نور الله وقال أحمد ديدات وأخبرني أحمد ديدات وبدأت أجادلهم جدالا شديدا جدا وصديقة أخي تنظر إلي بدهشة.
وأمي كانت تشرب الماء فوقفت ونظرت إلي وقالت: كيف فعلت ذلك بي.؟ فخرجت بسرعة إلى غرفتي وبدأت أفكر بما فعلت .
لكن بحمد الله بعد فترة لم أتركهم وكنت ملتفتا عليهم كما تجتمع النملة على السكر لأن شيخي قال لي لا تتركهم وكن معهم وبين لهم هذا الدين وأخلاق محمد صلى الله عليه وسلم حتى تثير في قلوبهم هذا الدين.
وبعد ستة أشهر أو سنة كنت أدرس في الجامعة وكانت عندي فكرة بأن آخذ أعلى درجة في الجامعة لأعرض على أبي ما فعلته وبالفعل أخذت الشهادة ووضعتها أمام التلفاز وخرجت من المنزل فجاء أبي ليفتح التلفاز فرأى درجاتي كلها امتياز تقول لي أمي بعد ذلك كاد أبوك أن يبكي من الفرحة، وكأن لسان حاله يقول ماذا فعل هذا الدين مع ابني ثم بعد ذلك أصبحت العلاقة جيدة جدا بيني وبينه.
د. العوضي: في الحلقة القادمة سنتكلم عن الشيخ وليام الذي أصبح صهيبا لماذا اختار اسم صهيب.؟
ولماذا انتقل إلى القاهرة ودخل الأزهر.....؟
ولماذا تعمد أن يلبس لبس الأزهريين ويأتي بها إلينا.
وشكرا للشيخ صهيب على ما أتحفنا به من تجربته الكبيرة.
منقول من موقع اقرأ
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
كلي تفاؤل بالرشاقه :بيني وبينكم ( الحلقة السادسة) عنوان الحلقة: لقاء مع الشيخ صهيب الأمريكي مقدم الحلقة: د. محمد العوضي. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الكريم وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأكرمين. في حلقة الأمس تكلمنا وتحاورنا مع أخينا صهيب الأمريكي الذي كان اسمه وليام ويرز. هذا الرجل الشاب الذي التقيته عام 1999م أي قبل الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية وكان يومها إماما صغيرا في مسجد المنطقة ومتحمسا للدعوة. نقل لنا تجربته هناك ومضت الأيام حتى التقينا به هذه الأيام زائرا في الكويت لكي يلقي محاضرات عن الإسلام في الجالية الأجنبية التي لا تعرف الإسلام في الكويت باللغة الإنجليزية ولما جاءني للحوار كما قلت لكم إلى هذا المكان جاءني باللباس الأزهري تكلمنا عن أشياء سريعة بالأمس. وعرفنا أنه كان مطربا مشهورا وأنه كان يوقع عقودا كبيرة مع شركات وكان يغني وهو معروف هناك ثم بعد ذلك أسلم وعرفنا قصة إسلامه. د. العوضي: أسأل الشيخ صهيب الذي انتقل إلى القاهرة بعد أن أخذ الامتيازات من جامعة أوكلاهوما سيتي وجاء لكي يستكمل الدراسات الشرعية، لماذا اخترت اسم صهيب بعد أن أسلمت...؟ الشيخ صهيب: لقد أخذت هذا الاسم من شيخي الأمريكي واسمه عبد الرحمن حيث قال لي أنت صهيب فسألته من هو صهيب.؟ فأخبرني بقصة الصحابي الجليل صهيب الرومي رضي الله عنه فأخذت اسم صهيب الأمريكي مماثلا لاسم هذا الصحابي. د. العوضي: لماذا اخترت أكبر جامعة إسلامية في العالم وهو الأزهر لإكمال الدراسة الإسلامية و بماذا كنت متخصصا في أمريكا...؟ الشيخ صهيب: عندما أتممت دراستي في الغرب وكنت قد تخرجت من كلية التربية هناك تربية الأولاد في أمريكا وأصبحت إماما في المسجد وداعيا بعون الله تعالى وبفضله. شعرت بنقص في قلبي وعدم ربانية أي أصبحت أملك علما دون ربانية وهذا مثل الطير بدون جناحين، فكيف أطير إلى مرضاة الله تعالى بدون ربانية وبدون العلم ونحن هناك في الغرب نحتاج إلى تعمق في شريعة الله تعالى. لأن البيئة عندنا تمر كالبرق فمن سيخاطب هذه البيئة أي أولاد هذه البيئة. لهذا حضرت إلى جامعة الأزهر ودخلت أولا إلى الثانوية الأزهرية وعندي من العمر اثنين وثلاثين سنة وهذا كان ابتلاء لي. و لقد سئلت زوجتي ماذا يعمل زوجك.؟ فقالت هو في الثانوية ولكنني عندما دخلت هذه الثانوية ورأيت ما رأيت تعجبت من هؤلاء العلماء وأخذت منهم علما واستفدت منهم استفادة كثيرة لا أستطيع أنا أصفها أمامك. والحمد لله ملئ الإناء الذي كان فارغا بالعلم والتعمق وحب الخير وحب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والدين والمسلمين. د. العوضي: هل الزوجة أمريكية و هل تزوجتها في أمريكا أم في غيرها..؟ الشيخ صهيب: إنها ماليزية وتزوجتها في ماليزيا وكانت في أمريكا تدرس في الجامعة هناك وكانت صديقة زوجة شيخي فتعرفت إليها وسافرت إلى أبيها وطلبت منه ابنته فقال الحمد لا مشكلة. د. العوضي: ما هو موقف الوالدة والوالد منها..؟ الشيخ صهيب: يحبانها حبا شديدا لأنها تعاونت معهم أحسن التعاون وأرتهم الإسلام في أحسن صوره والوالدان لم يسلما بعد أسأل الله لهما الهداية. د. العوضي: هل ما زال البر معهما مستمرا..؟ الشيخ صهيب: المعاملة والعلاقة جيدة جدا حتى قالت أمي أنت تحبني أكثر من أخيك يا صهيب مع أن أخيك معي في الكنيسة وأنت في المسجد ولكنك تحبني أكثر منه لماذا..؟؟؟ قلت لها لأن الدين الإسلامي أمرني بهذا بأن أضعك على رأسي. د. العوضي: وهل هذه نصيحة توجهها لكل داعية وهي أن يبدأ بالعلاقة الجيدة مع والديه. الشيخ صهيب: نعم ولا أعرف أحدا من الدعاة تعامل بسوء مع والديه. د. العوضي: ما سر هذا اللباس لباس الأزهر يا شيخ صهيب لماذا اخترته بالذات..؟" الشيخ صهيب: هذا اللباس كان واجبا على الطلاب سابقا وعندما دخلت الأزهر تصورت أن كل طالب أمامي سيلبس اللبس الأزهري، وعندنا في الغرب هذا اللباس شرف لنا ولدي بعض الأصدقاء يتمنى لو أنه يستطيع أن يبدل جامعته إلى الأزهر لفعل دون تردد. لأنهم يعتقدون أن الأزهر قلعة وباقي الجامعات سند لها وعندما دخلت ظننت أن الطلاب سيلبسون لباس الأزهر لكنني رأيت العكس من اللباس الغربي وأنا لا ألبس هذا اللباس في أمريكا إلا إذا كانت لدي محاضرة أو درس أو خطبة فإنني ألبسه احتراما للجامعة التي استفدت منها. د. العوضي: سمعت أنك زرت عاصمة عربية واستأت كثيرا لما رأيت فيها وقلت لن أزور هذا البلد ثانية لماذا قلت هذه الكلمة...؟ الشيخ صهيب: أيامي في بلدان المسلمين غريبة جدا سعدت فيها ثم حزنت وحزنت ثم سعدت. سعدت بأخلاقنا وتعجبت من حبنا للخير و العلاقة بيننا وبين السماء ولم أجد هذه العلاقة إلا في بلدان المسلمين وأقصد بالعلاقة هنا العلاقة بين الخالق والمخلوق، وذلك من خلال اللافتات التي كتب فيها اذكروا الله وصلوا على نبينا وكن مع الله وإن الله كان عليكم رقيبا. هذه لافتات عجيبة لدى الغربي وأما الحزن فإنني عندما دخلت الأزهر والحمد لله تعلمت منها ما تعلمت وجلست مع العلماء والصالحين وزدت معرفتي عن طريقهم، لقد تعجبت من علمائنا ورجالنا ونسائنا وكتبنا وأقوالنا خاصة في شريعة الله وأنا في كلية الشريعة. عندنا كتب الإمام البيضاوي و ابن تيمية و الغزالي والشاطبي يتحدثون فيها عن أشياء ممتعة جدا ومفيد للناس والمسلمون لا يعرفون قيمة هذه الأشياء ولهذا حزنت. كنت راكبا سيارة أجرة في القاهرة وكان السائق من الصعيد فقلت له هل تعرف من هو الإمام السيوطي. فقال هل هو حي وأين يخطب في المهندسين أم في المعادي...؟ فقلت له: أقصد في عهد ابن طولون وأنا متأكد أنه لا يعرف ابن طولون الذي باسمه سمي أكبر مسجد في الغرب فقلت له يا لأخي الحبيب هل تعرف نانسي عجرم فقال نعم والأخريات. فقلت له يا أخي الحبيب انظر إلى عذاب الله كيف يميت الأمة بعد إحيائها، أنت لا تعرف عبد الرحمن السيوطي خاتم الحفاة كتب ألف كتاب عن هذا الدين وكان يدرّس ابن طولون فقال: أين عرفت هذا..؟ فقلت له في بلدي أمريكا قرأت عنه وأنت مصري سيوطي ولكنك لا تعرفه فقال كلامك صحيح. لهذا حزنت كثيرا، حتى في الحوار كان علماؤنا لهم أدب واضح، لقد قرأت في كتاب الأسنوي شرح البيضاوي في نهاية السول وهو يناقش الرأي الآخر فيقول سلمنا ولكن. انظر إلى هذا الأدب لدى علمائنا كانوا يقولون لك أن تقول مع أنه لا يوافقه ومع هذا يقول: لك أن تقول، بخلاف حالنا في الأسواق تجد الصراخ وعدم الاحترام ونحوه. لقد تعجبت من علمائنا ومن ديننا من ناحية الأدب أيضا.......! وعلى كل مسلم أن يبحث عن طريقتهم ويتعلم منهم وكذلك في واقعنا لدينا مثل تلك الكتب ككتاب فقه السيرة للشيخ الغزالي والبوطي و للشيخ مصطفى السباعي الحضارة الإسلامية. د. العوضي: لقد ذكرت أنك فرحت بالبلاد الإسلامية لقوة العلاقة بينها وبين الله وحزنت لأنهم مقصرون في معرفة حقيقة هذا الدين والامتثال به هل لديك أمور أخرى حول هذا الشيء تود ذكرها لنا...؟ الشيخ صهيب: هذا السؤال يذكرني بكلمة سعيد النورسي رحمه الله تعالى الذي قال فيها الغرب حامل بالإسلام والشرق حامل بالغرب وأنا من أولاد هذه الحضارة بحمد الله الذين أسلموا. وخاصة عندما رأيت الشباب في بلدان المسلمين حزنت حزنا شديدا لأنهم رجعوا إلى ما تركته، فكيف عندك الإسلام وأكرمك الله تعالى بهذا الدين وأنت من خير أمة أخرجت للناس. لماذا تريد أن تبدل الأحسن بالأسوأ ولا يجوز التبديل هنا فحزنت لهذا الواقع، ولقد سعدت لأنني وجدت صحوة الآن عند شباب المسلمين، فكثير منهم يرجع إلى تراثه ودينه، والصحوة موجودة والإغراء موجود والله يعين الناس. د. العوضي: ماذا عن جهدك الشخصي الذي أخرجت منه أحد عشر CD في سير أمهات المؤمنين وزوجات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وصار لها انتشار كبير في الجالية هناك في أمريكا، لماذا أصدرت هذه السلسة وما هو الأثر الذي لاحظته..؟ الشيخ صهيب: لاحظت الجهل عند المسلمين وغير المسلمين بتراثنا وطريقتنا فأردت أن أسلط الضوء على منهجنا الصحيح، و قضية المرأة عندنا في الغرب كما تعلم قضية حساسة جدا فاخترت أحسن النساء في هذه الأمة ألا وهن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم جميعا. وبشكل خاص حياة عائشة رضي الله عنها التي أخذت حياتها ثلاث سيديات مني ما أعطيتها حقها مع كل هذا لأنها كانت فقيهة وزوجة النبي المقربة. ونتيجة هذا الجهد كانت القبول عند المسلمات حتى عند الرجال من المسلمين الذين كانوا غافلين عن حقيقة أمهات المؤمنين. وعندما توجهت نحو سيرة أمهات المؤمنين كان لدي هدفان: 1- أن أقدم لغيرنا حقيقة صورتنا التاريخية. 2- أجدد ثقافتنا عند المسلمين وأثير في قلوبهم قيمة لهذه الثقافة وأنا غربي وأنا أقول لكم ثقافتنا ما رأيت مثلها في حياتي. د. العوضي: وهذا هو الفرق بين القناعة العقلية والقناعة الشعورية وأنت دخلت الإسلام بقناعة عقلية وكثير من المسلمين الذين ينتسبون للإسلام إسلامهم تقليد وقناعة شعورية وتكتنز فيهم جهالات كثيرة حتى لو كانوا دكاترة وأساتذة الذين نضحك كثيرا على شبهاتهم واعتراضاتهم. والسؤال هو: لو كنت غير مسلم قبل الحادي عشر من سبتمبر ورأيت ما حدث في ذلك اليوم ثم مررت بمرحلة قراءتك للكتب الإسلامية هل كانت تلك الحادثة ستؤثر على قراءاتك و توجهك نحو الإسلام...؟ الشيخ صهيب: لا لأن هذا الدين دين الله ونور الله تعالى انتشر والحمد لله أنني قرأت القرآن وعرفت شخصية الحبيب صلى الله عله وسلم كما قال شوقي: أخوك عيسى دعا ميتا فقام له وأنت أحييت أجيالا من الرمم وإذا رحمت فأنت أم أو أب وهما في الدنيا هم الرحماء يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون. د. العوضي: هل سيتأثر المسلم بهذا العمل: الشيخ صهيب: سيتأثر لكن بتشديد الدين وعلينا أن نحاسب أنفسنا لماذا فعلنا هذا الشيء، وبالذات قضية الدعوة، لقد كنا نائمين في أمريكا قبل هذه القنبلة أما بعدها فقد استيقظنا من نومنا . وفي أمريكا الآن يوجد فكر يعلمنا كيف نخاطب غيرنا وكيف نقدم لهم الإسلام وصورة الإسلام خاصة للشباب. د. العوضي: هل أنت متفائل من انتشار الإسلام في الغرب...؟ الشيخ صهيب: نعم وأسأل الله تعالى أن يجعلني من الدعاة الصالحين. د. العوضي نسأل الله تعالى أن يجعلك ذخرا للدعوة الإسلامية ولهذا الدين . .بيني وبينكم ( الحلقة السادسة) عنوان الحلقة: لقاء مع الشيخ صهيب الأمريكي مقدم الحلقة: د. محمد...
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد
الصفحة الأخيرة
( الحلقة السادسة)
عنوان الحلقة: لقاء مع الشيخ صهيب الأمريكي
مقدم الحلقة: د. محمد العوضي.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الكريم وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأكرمين.
في حلقة الأمس تكلمنا وتحاورنا مع أخينا صهيب الأمريكي الذي كان اسمه وليام ويرز.
هذا الرجل الشاب الذي التقيته عام 1999م أي قبل الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية وكان يومها إماما صغيرا في مسجد المنطقة ومتحمسا للدعوة.
نقل لنا تجربته هناك ومضت الأيام حتى التقينا به هذه الأيام زائرا في الكويت لكي يلقي محاضرات عن الإسلام في الجالية الأجنبية التي لا تعرف الإسلام في الكويت باللغة الإنجليزية ولما جاءني للحوار كما قلت لكم إلى هذا المكان جاءني باللباس الأزهري تكلمنا عن أشياء سريعة بالأمس.
وعرفنا أنه كان مطربا مشهورا وأنه كان يوقع عقودا كبيرة مع شركات وكان يغني وهو معروف هناك ثم بعد ذلك أسلم وعرفنا قصة إسلامه.
د. العوضي: أسأل الشيخ صهيب الذي انتقل إلى القاهرة بعد أن أخذ الامتيازات من جامعة أوكلاهوما سيتي وجاء لكي يستكمل الدراسات الشرعية، لماذا اخترت اسم صهيب بعد أن أسلمت...؟
الشيخ صهيب: لقد أخذت هذا الاسم من شيخي الأمريكي واسمه عبد الرحمن حيث قال لي أنت صهيب فسألته من هو صهيب.؟
فأخبرني بقصة الصحابي الجليل صهيب الرومي رضي الله عنه فأخذت اسم صهيب الأمريكي مماثلا لاسم هذا الصحابي.
د. العوضي: لماذا اخترت أكبر جامعة إسلامية في العالم وهو الأزهر لإكمال الدراسة الإسلامية و بماذا كنت متخصصا في أمريكا...؟
الشيخ صهيب: عندما أتممت دراستي في الغرب وكنت قد تخرجت من كلية التربية هناك تربية الأولاد في أمريكا وأصبحت إماما في المسجد وداعيا بعون الله تعالى وبفضله.
شعرت بنقص في قلبي وعدم ربانية أي أصبحت أملك علما دون ربانية وهذا مثل الطير بدون جناحين، فكيف أطير إلى مرضاة الله تعالى بدون ربانية وبدون العلم ونحن هناك في الغرب نحتاج إلى تعمق في شريعة الله تعالى.
لأن البيئة عندنا تمر كالبرق فمن سيخاطب هذه البيئة أي أولاد هذه البيئة.
لهذا حضرت إلى جامعة الأزهر ودخلت أولا إلى الثانوية الأزهرية وعندي من العمر اثنين وثلاثين سنة وهذا كان ابتلاء لي. و لقد سئلت زوجتي ماذا يعمل زوجك.؟
فقالت هو في الثانوية ولكنني عندما دخلت هذه الثانوية ورأيت ما رأيت تعجبت من هؤلاء العلماء وأخذت منهم علما واستفدت منهم استفادة كثيرة لا أستطيع أنا أصفها أمامك.
والحمد لله ملئ الإناء الذي كان فارغا بالعلم والتعمق وحب الخير وحب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والدين والمسلمين.
د. العوضي: هل الزوجة أمريكية و هل تزوجتها في أمريكا أم في غيرها..؟
الشيخ صهيب: إنها ماليزية وتزوجتها في ماليزيا وكانت في أمريكا تدرس في الجامعة هناك وكانت صديقة زوجة شيخي فتعرفت إليها وسافرت إلى أبيها وطلبت منه ابنته فقال الحمد لا مشكلة.
د. العوضي: ما هو موقف الوالدة والوالد منها..؟
الشيخ صهيب: يحبانها حبا شديدا لأنها تعاونت معهم أحسن التعاون وأرتهم الإسلام في أحسن صوره والوالدان لم يسلما بعد أسأل الله لهما الهداية.
د. العوضي: هل ما زال البر معهما مستمرا..؟
الشيخ صهيب: المعاملة والعلاقة جيدة جدا حتى قالت أمي أنت تحبني أكثر من أخيك يا صهيب مع أن أخيك معي في الكنيسة وأنت في المسجد ولكنك تحبني أكثر منه لماذا..؟؟؟
قلت لها لأن الدين الإسلامي أمرني بهذا بأن أضعك على رأسي.
د. العوضي: وهل هذه نصيحة توجهها لكل داعية وهي أن يبدأ بالعلاقة الجيدة مع والديه.
الشيخ صهيب: نعم ولا أعرف أحدا من الدعاة تعامل بسوء مع والديه.
د. العوضي: ما سر هذا اللباس لباس الأزهر يا شيخ صهيب لماذا اخترته بالذات..؟"
الشيخ صهيب: هذا اللباس كان واجبا على الطلاب سابقا وعندما دخلت الأزهر تصورت أن كل طالب أمامي سيلبس اللبس الأزهري، وعندنا في الغرب هذا اللباس شرف لنا ولدي بعض الأصدقاء يتمنى لو أنه يستطيع أن يبدل جامعته إلى الأزهر لفعل دون تردد.
لأنهم يعتقدون أن الأزهر قلعة وباقي الجامعات سند لها وعندما دخلت ظننت أن الطلاب سيلبسون لباس الأزهر لكنني رأيت العكس من اللباس الغربي وأنا لا ألبس هذا اللباس في أمريكا إلا إذا كانت لدي محاضرة أو درس أو خطبة فإنني ألبسه احتراما للجامعة التي استفدت منها.
د. العوضي: سمعت أنك زرت عاصمة عربية واستأت كثيرا لما رأيت فيها وقلت لن أزور هذا البلد ثانية لماذا قلت هذه الكلمة...؟
الشيخ صهيب: أيامي في بلدان المسلمين غريبة جدا سعدت فيها ثم حزنت وحزنت ثم سعدت.
سعدت بأخلاقنا وتعجبت من حبنا للخير و العلاقة بيننا وبين السماء ولم أجد هذه العلاقة إلا في بلدان المسلمين وأقصد بالعلاقة هنا العلاقة بين الخالق والمخلوق، وذلك من خلال اللافتات التي كتب فيها اذكروا الله وصلوا على نبينا وكن مع الله وإن الله كان عليكم رقيبا.
هذه لافتات عجيبة لدى الغربي وأما الحزن فإنني عندما دخلت الأزهر والحمد لله تعلمت منها ما تعلمت وجلست مع العلماء والصالحين وزدت معرفتي عن طريقهم، لقد تعجبت من علمائنا ورجالنا ونسائنا وكتبنا وأقوالنا خاصة في شريعة الله وأنا في كلية الشريعة.
عندنا كتب الإمام البيضاوي و ابن تيمية و الغزالي والشاطبي يتحدثون فيها عن أشياء ممتعة جدا ومفيد للناس والمسلمون لا يعرفون قيمة هذه الأشياء ولهذا حزنت.
كنت راكبا سيارة أجرة في القاهرة وكان السائق من الصعيد فقلت له هل تعرف من هو الإمام السيوطي.
فقال هل هو حي وأين يخطب في المهندسين أم في المعادي...؟
فقلت له: أقصد في عهد ابن طولون وأنا متأكد أنه لا يعرف ابن طولون الذي باسمه سمي أكبر مسجد في الغرب فقلت له يا لأخي الحبيب هل تعرف نانسي عجرم فقال نعم والأخريات.
فقلت له يا أخي الحبيب انظر إلى عذاب الله كيف يميت الأمة بعد إحيائها، أنت لا تعرف عبد الرحمن السيوطي خاتم الحفاة كتب ألف كتاب عن هذا الدين وكان يدرّس ابن طولون فقال: أين عرفت هذا..؟
فقلت له في بلدي أمريكا قرأت عنه وأنت مصري سيوطي ولكنك لا تعرفه فقال كلامك صحيح.
لهذا حزنت كثيرا، حتى في الحوار كان علماؤنا لهم أدب واضح، لقد قرأت في كتاب الأسنوي شرح البيضاوي في نهاية السول وهو يناقش الرأي الآخر فيقول سلمنا ولكن. انظر إلى هذا الأدب لدى علمائنا كانوا يقولون لك أن تقول مع أنه لا يوافقه ومع هذا يقول: لك أن تقول، بخلاف حالنا في الأسواق تجد الصراخ وعدم الاحترام ونحوه.
لقد تعجبت من علمائنا ومن ديننا من ناحية الأدب أيضا.......!
وعلى كل مسلم أن يبحث عن طريقتهم ويتعلم منهم وكذلك في واقعنا لدينا مثل تلك الكتب ككتاب فقه السيرة للشيخ الغزالي والبوطي و للشيخ مصطفى السباعي الحضارة الإسلامية.
د. العوضي: لقد ذكرت أنك فرحت بالبلاد الإسلامية لقوة العلاقة بينها وبين الله وحزنت لأنهم مقصرون في معرفة حقيقة هذا الدين والامتثال به هل لديك أمور أخرى حول هذا الشيء تود ذكرها لنا...؟
الشيخ صهيب: هذا السؤال يذكرني بكلمة سعيد النورسي رحمه الله تعالى الذي قال فيها الغرب حامل بالإسلام والشرق حامل بالغرب وأنا من أولاد هذه الحضارة بحمد الله الذين أسلموا.
وخاصة عندما رأيت الشباب في بلدان المسلمين حزنت حزنا شديدا لأنهم رجعوا إلى ما تركته، فكيف عندك الإسلام وأكرمك الله تعالى بهذا الدين وأنت من خير أمة أخرجت للناس.
لماذا تريد أن تبدل الأحسن بالأسوأ ولا يجوز التبديل هنا فحزنت لهذا الواقع، ولقد سعدت لأنني وجدت صحوة الآن عند شباب المسلمين، فكثير منهم يرجع إلى تراثه ودينه، والصحوة موجودة والإغراء موجود والله يعين الناس.
د. العوضي: ماذا عن جهدك الشخصي الذي أخرجت منه أحد عشر CD في سير أمهات المؤمنين وزوجات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وصار لها انتشار كبير في الجالية هناك في أمريكا، لماذا أصدرت هذه السلسة وما هو الأثر الذي لاحظته..؟
الشيخ صهيب: لاحظت الجهل عند المسلمين وغير المسلمين بتراثنا وطريقتنا فأردت أن أسلط الضوء على منهجنا الصحيح، و قضية المرأة عندنا في الغرب كما تعلم قضية حساسة جدا فاخترت أحسن النساء في هذه الأمة ألا وهن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم جميعا.
وبشكل خاص حياة عائشة رضي الله عنها التي أخذت حياتها ثلاث سيديات مني ما أعطيتها حقها مع كل هذا لأنها كانت فقيهة وزوجة النبي المقربة.
ونتيجة هذا الجهد كانت القبول عند المسلمات حتى عند الرجال من المسلمين الذين كانوا غافلين عن حقيقة أمهات المؤمنين.
وعندما توجهت نحو سيرة أمهات المؤمنين كان لدي هدفان:
1- أن أقدم لغيرنا حقيقة صورتنا التاريخية.
2- أجدد ثقافتنا عند المسلمين وأثير في قلوبهم قيمة لهذه الثقافة وأنا غربي وأنا أقول لكم ثقافتنا ما رأيت مثلها في حياتي.
د. العوضي: وهذا هو الفرق بين القناعة العقلية والقناعة الشعورية وأنت دخلت الإسلام بقناعة عقلية وكثير من المسلمين الذين ينتسبون للإسلام إسلامهم تقليد وقناعة شعورية وتكتنز فيهم جهالات كثيرة حتى لو كانوا دكاترة وأساتذة الذين نضحك كثيرا على شبهاتهم واعتراضاتهم.
والسؤال هو: لو كنت غير مسلم قبل الحادي عشر من سبتمبر ورأيت ما حدث في ذلك اليوم ثم مررت بمرحلة قراءتك للكتب الإسلامية هل كانت تلك الحادثة ستؤثر على قراءاتك و توجهك نحو الإسلام...؟
الشيخ صهيب: لا لأن هذا الدين دين الله ونور الله تعالى انتشر والحمد لله أنني قرأت القرآن وعرفت شخصية الحبيب صلى الله عله وسلم كما قال شوقي:
أخوك عيسى دعا ميتا فقام له وأنت أحييت أجيالا من الرمم
وإذا رحمت فأنت أم أو أب وهما في الدنيا هم الرحماء
يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون.
د. العوضي: هل سيتأثر المسلم بهذا العمل:
الشيخ صهيب: سيتأثر لكن بتشديد الدين وعلينا أن نحاسب أنفسنا لماذا فعلنا هذا الشيء، وبالذات قضية الدعوة، لقد كنا نائمين في أمريكا قبل هذه القنبلة أما بعدها فقد استيقظنا من نومنا .
وفي أمريكا الآن يوجد فكر يعلمنا كيف نخاطب غيرنا وكيف نقدم لهم الإسلام وصورة الإسلام خاصة للشباب.
د. العوضي: هل أنت متفائل من انتشار الإسلام في الغرب...؟
الشيخ صهيب: نعم وأسأل الله تعالى أن يجعلني من الدعاة الصالحين.
د. العوضي نسأل الله تعالى أن يجعلك ذخرا للدعوة الإسلامية ولهذا الدين .
.