ليلى الشهراني: أنا من الخارج اسم ورسم , ومن الداخل أكون أو لا أكون
قالت الكاتبة ليلى الشهراني بأن رسائلها هي نبض الشارع السعودي , فهي من هذا الشارع وتشعر بمعاناته وترى قصصه تحدث أمامها , وترى نفسها بأنها لا تنتمي لأي تيار ولا تتكلم بصفة تمثيل أحد , وأعترفت بأن لدينا دولة كريمة تصرف بسخاء لكن هناك فساد ينخر في أشجار النخيل فيبطل جني الثمار أو يؤخرها ويكلف الدولة الكثير من الأموال والجهد . وكل ماتريده وتتمناه أن ترى بلادنا تنفض غبار الفساد وتنهض بمهامها وترتقي بشعبها وأضافت في حوارها مع "حور" توفير العمل لا تتحمله الوزارة فقط وعلى الدولة دور مهم في احتواء الثروة الشبابية وأن مشاركة المرأة في الحوار الوطني يفعل صوتها ويوصل مطالبها .
وفيما يلي نص الحوار مع .. الكاتبة ليلى الشهراني :
بدايهً .. من هي ليلى الشهراني ؟
ربما ستكون الإجابة أنا فلانة بنت فلان بن فلان إلى أخر جذور النسب .. لكن هل هذه الإجابة مقنعة؟ أتوقع أنها غير كافية أو أنها بعيدة أيضاً عن الجواب الصحيح ..
ككل البشر هي ليلى ليس لها صفات الملائكة , ولا خبث الشياطين,صدقيني لم أجد إجابة مقنعة تخبرني من أكون , أنا من الخارج اسم ورسم , ومن الداخل أكون أو لا أكون تلك الإنسانة التي أحب أن أكونها .
ما الذي دفعكِ للكتابة في رحاب الشبكة العنكبوتية؟
البداية منذ عشرة أعوام تقريبا من العام 2000 , دخلت الشبكة كطفل صغير تخيل مدرسته عالم جميل , سيقابل فيه وجوها تختفي خلف شاشات مريحة , تختلف عن الوجوه التي يراها حوله , في البداية كان دخولي لقضاء وقت الفراغ القاتل , وكان الدخول لتصفح المواقع الاخبارية والأزياء والقصائد , ثم المشاركة في المنتديات , السنوات الثلاث الأولى لم تكن مشاركة فاعلة فأغلب المنتديات وقتها للترفيه أكثر منها الفائدة , ثم شيئا فشيئا أصبحت الكتابة في المنتديات فاعلة وأكثر حواراً ونقاشا , استفدت من تجربة المنتديات كثيرا فهي تصقل الانسان وتعلمه الصبر وتفتح مداركه وتقوي صلاته بهذا العالم العنكبوتي الذي يجمعك بأشخاص من كل البلدان تتعامل معهم وتعرف ثقافة بلدانهم,وتقترب من فهمهم ,ثم شيئا فشيئا أصبحت الكتابة كالهواء الذي استنشقه .
قلتي .. " لا نريد أن تحدث كارثة حتى نعرف أن هناك خلل ما " مانوع الكتابة أو الرسالة التي توجهينها في مقالاتك للمجتمع ؟
كتبت ذات مره مقالة عنوانها (هل ننتظر حدوث الكوارث حتى نتحرك) وضمنتها بعض الأحداث مثل بيوت الصفيح في الشمال , وسيول جدة , وحرب الحوثيين , وكانت الفكرة أننا لم نتحرك بشكل فاعل في علاج بيوت الصفيح إلا بعد أن وقعت بعض المآسي , ومثلها سيول جدة فقد دقت نواقيس الخطر منذ أزمان , وتحدث من تحدث من الخبراء عن سوء البنية التحتية للعروس , وأن التجميل الظاهري للمدينة لا يخفي القبح المختبئ داخلها , واستيقظت جدة على كارثتين .
أما حرب الحوثيين فبقدر فرحتي بأمن بلادي وثقتي بأنها بحماية أسود , إلا أنني تألمت من منظر النازحين من تلك القرى السعودية المنسية , فمن ينظر لهم ولبدائيتهم لا يصدق أنهم في القرن الواحد والعشرين فوسيلة تنقلاتهم كانت الحمير , ويعيش بعضهم في قرى نائية لم تصلها الكهرباء ولا تعبيد الطرق , والمستشفيات بعيدة جدا عنهم , وبعد نزوحهم بسبب الحرب تم اسكانهم على حساب الدولة وصرفت لهم مبالغ مالية لتيسير أمورهم اليومية , وقدمت لهم وعود بإصلاح قراهم وحياتهم المعيشية والصحية , فكان السؤال لو لم تحدث كارثة هل كنا سنعلم عنهم ؟
وكررت هذه العبارة في حريق مدرسة براعم الوطن , وأنا أرى التحركات السريعة من الوزارة لاحتواء ما يمكن احتواءه من بعض المشاكل التي لازمت بعض المدارس .
أما رسائلي فهي نبض الشارع السعودي , فأنا من هذا الشارع أشعر بمعاناته وأرى قصصه تحدث أمامي , لا أنتمي لأي تيار ولا أتكلم بصفتي أمثل أحد , كل ما أريده وأتمناه أن أرى بلادي تنفض غبار الفساد وتنهض بمهامها وترتقي بشعبها وهي قادرة على ذلك , فالبيت السعودي يشبه عائلة غنية جدا ولها من الأبناء الكثير , لديها قصر فخم , وحديقة كبيرة , وفناء واسع , ثم استعانت هذه الأسرة بالخدم والمزارعين والخياطين , وأغدقت عليهم الأموال لرعاية الأبناء , والاهتمام بهذا القصر الأثري الشامخ , فكان هؤلاء الموظفون يصرفون الأموال في غير موضعها فالمزارع أهمل حدائق القصر حتى يبست وبهت لونها الأخضر , والخدم أهملوا الأبناء حتى عمت الفوضى داخل القصر وأهمل هذا القصر بعد أن كان محط الأنظار , والخياطين خاطوا من الأقمشة أرخصها سعرا وأقلها جودة وتصاب بالتلف السريع وفي أحيان كثيرة لا تتناسب مع مقاسات من يلبسها .
هكذا هو حالنا لدينا دولة كريمة تصرف بسخاء , لكن للأسف هناك فساد ينخر في أشجار النخيل فيبطل جني الثمار أو يؤخرها ويكلف الدولة الكثير من الأموال والجهد .
نرى البلديات في كل مدينة قبل كل ميزانية تنكث غزلها , فتعيد نبش الرصيف المرصوف وتعيد بناءه , أو تقتلع أشجار الزينة وتعيد زراعتها من جديد , وتستخدم أقل المواد جودة , وأكثر المقاولين رداءة للقيام بمشروعاتها, فتجدين بعض الطرق الجديدة كلها حفر وتشققات وكأنها من مادة الطباشير تم صبغها باللون الأسود فالمطر يتلفها والمركبات تتلفها وفي كل مرة يعاد ترقيعها وكأنها ثوب بالي ,أو بعض المستشفيات التابعة لوزارة الصحة التي تعيد صبغ بعض جدرانها وتغيير أرضيات المداخل نهاية كل سنة لتقول أننا عملنا بعض الاصلاحات بينما تعاني بعض المستشفيات من عدم توفر الأسرة الكافية؟ أو تنقصها بعض الأجهزة والكفاءات الطبية , وكل هذه التعديلات أو بالأصح الترميمات تتم نهاية كل سنة مالية !!
كثر الحديث عن قضايا المرأة السعودية وعن التوصيات التي تخصها من قبل وجوه نسائية تتحدث بإسم المرأة السعودية . ومازال حتى وقتنا هذا أصوات المطالبين تتعالي .. السؤال من المخول بالحديث عنها ؟
ليس هناك صوت مخول بالحديث عنها , لكن هناك قبول ورفض , فعندما أرى امرأة تعاني في حياتها من المشاكل فإما مطلقة أو هاربة من أسرتها ثم تتحدث عن حقي وحقك , فهذا يجعلني أفكر بجمالية المثل القائل (فاقد الشيء لا يعطيه) فكيف أسلم عقلي لمن تعاني المشاكل الاجتماعية , وهي التي لم تستطع أن تنفع نفسها أو تحل مشاكلها العالقة , ثم تمسك بزمام مطالبي وحقوقي لتقول أنا أمثل المرأة السعودية , طبعا هذا مرفوض , فأنا في كامل قواي العقلية وأستطيع أن أمثل نفسي وأن أكتب ما هي مطالبي , لكن هذا لا يمنع إن وجدت امرأة واعية ومتعلمة ومثقفة تعرف واجباتها لربها أكثر من واجبات الاتفاقيات الدولية , امرأة حياتها مستقرة وأفكارها ليست تصادمية أو تحررية , تقول القول فتقنع من يستمع لها , تستطيع الوصول لأصحاب القرار , فهذه أستطيع أن أخولها لنقل رسالتي وليس للحديث عني فكل انسانة لها مطلب في هذه الحياة ومن الصعب تحديدها في مطلب أو حتى قضية .
كيف ترين انعكاس التوصيات المطروحة من بعض الاعلاميين مثل قيادة المرأه والمساواة مع الرجل والسفر بدون محرم على واقع المرأة السعودية؟ وهل هي إضرار أم إصلاح لـ الواقع الحقيقي لها ؟
مشكلة بعض المطالبين بهذه الأمور أنهم يرونها حقاً يجب أن يقاتلوا من أجله , فعلى سبيل المثال قيادة المرأة للسيارة, كنت ولا زلت أتكلم عن هذا الموضوع من الجانب الاجتماعي والاقتصادي ولم اربطها بالجانب الديني لأن هذا الملف له من يدرسه من أهل الاختصاص .
وعندما أقول رأي فأنا لا أضمنه قول فلان أو فلان بل رؤيتي لموضوع يهمني كامرأة , فقد أصبح كل من يقول رأيه في قيادة المرأة للسيارة إما أن يكون متشدد أو متطرف أو حتى متخلف , بدون الانصات وسماع ما يقوله , والتأمل فيه , وليس الرضا به .
فنحن لا نطلب من هؤلاء المطالبين أن يلغوا حقهم بالمطالبة بل أن يفكروا بحال المجتمع والبنية التحتية , والقوانين التي تحفظ للمرأة كرامتها في ظل جهل تام ببعض حقوقها المجتمعية .
تعاني أغلب شوارع المملكة في المدن من الاختناق بسبب سوء تخطيطها وعدم مواكبتها للنمو السكاني , فتجدين بعض الشوارع الرئيسية لم تتغير منذ 40 عام .
وفي المدن الكبرى تختنق الشوارع بعدد المركبات كل صباح ومساء , وتخيلي يا رعاك الله كيف يكون الحال بعد أن يضاف لهذا العدد مثله !
وأيضا نحن مجتمع متفاوت في الإمكانيات والضروريات فتجدين بعض العائلات لديها خمس أو ست سيارات , وبعضها لا تملك إلا سيارة بالإقساط . فمن استطاع أن يجلب لأبنائه الذكور كل هذا العدد سيجلب لبناته من باب المساواة والعدل بين الأولاد ويصبح في كل حي معرض سيارات .
قالوا قيادة المرأة للسيارة ستوفر قيمة رواتب السائقين, وتحد من وجودهم في البلاد وهذا خطأ , في الكويت والإمارات تقود المرأة سيارتها لكن السائق موجود في كل بيت لتوصيل الصغار لمدارسهم ولجلب حاجيات المنزل , فهل نصدق أن المرأة الموظفة وهي الفئة الغالب حصولها على السيارة بسبب قدرتها على الشراء , هل ستتأخر عن عملها لتوصل أطفالها لمدارسهم ؟ من استعانت بالخادمة لتريحها من صراخ الأطفال وأكلهم ونومهم حتما ستستعين بالسائق ليوصلهم .
والمشكلة هنا لن تحل بل تزيدها سوءً فثقافة المجتمع ووعيه وقدرته على الاعتماد على النفس والاستغناء عن الخدم والسائقين ما زالت لم تتغير , نحب الحديث عن قدرات المرأة ونجاحاتها خارج المنزل وعندما يأتي الحديث عن النجاح داخله بالقيام بدورها كأم وزوجة يتم تغيير مسار الحديث عن ذلك .
ومثلها الرجل الذي يعارض فكرة قيادتها للسيارة وهو من يدفعها لذلك بإهمال مطالب أسرته , أو باستعانته بالسائق وما يجلبه لأسرته من مشاكل لأنه يلغي دوره في الأسرة .
بالإضافة إلى عبث بعض الشباب والفتيات , فبعض الشباب ما أن يرى السواد إلا ويتحول إلى شخص ناقص التهذيب , فيصبح كالقط الذي يرى كل الأشياء أمامه فأر لذيذ يجب اصطياده فلا يفرق بين فتاة وسيدة أو حتى عجوز.
وكأن المرأة لعبته المفضلة خُلقت على هذه الدنيا كي يضايقها فقط أو يعاكسها , وبعض الفتيات تساعد في هذه المشكلة بتهاونها بالحجاب أو حتى عبثها ولا تفيق إلا على كارثة تكون هي أكثر المتضررين .
هذه بعض المعوقات الاجتماعية والاقتصادية , كيف أقول لامرأة طالبي بحقك في قيادة السيارة وهي لا تملكها ولا تحلم بامتلاك ثمنها أصلا , إذا فهو حق ترفيهي أكثر منه ضروري .
والمساواة والمحرم والسفر بدونه تضاف لمشكلة القيادة والمجتمع , فالمحرم عندما تخلى عن دوره في مرافقة المرأة بدأنا نشاهد ونسمع بعض الأحداث المؤسفة , المرأة كائن قوي يستطيع أن يحدد قراراته ويفكر ويقرر , ولكنها لا تستطيع حماية نفسها من المتحرشين بالأقوال أو الأفعال , وإن كنا سنساويها بالرجل فسنتركها تقاتل وتدافع عن نفسها بدون تدخلات الرجل أو حمايته , فمن المساواة أن تكون كالرجل في كل شيء وهذا فهم خاطئ لمعنى المساواة , فحتى القرآن الكريم الذي ساوى بين الرجل والمرأة في العقوبات , والعبادات , والمكافآت ,لم يجعلها مساواة مطلقة , فالمواريث للذكر مثل حظ الانثيين , وشهادة اثنتين تعدل رجل , وفي القتال هي من المستضعفين , والقوامة بيد الزوج , وقصص كثيرة تدل على الفارق الجسماني والعاطفي للمرأة وهذا ليس عيبا ولا طعنا فيها بل هو رد رباني على المخدوعات بشبح المساواة .
فاليوم يطالبون بسن قوانين تمنع التحرش الذي لم نكن نراه عندما كانت المرأة برفقة والدها ,أو أخوها ,أو زوجها , فلا يتجرأ أي رجل أن يقترب من امرأة معها محرمها , لكنه يتجرأ وبقوة لتلك التي تتجول لوحدها لأنه يعرف ضعفها وقلة حيلتها . حتى أنه في البعض البلدان تستعين بعض النساء برجال تدفع لهم ليدافعوا عنها ويحمونها .
نحن لسنا في بلدان زاروها للدراسة أو السياحة فانبهروا بحرية نساءها وقوتهن, بينما الواقع الغربي يقول غير ذلك فالمستشفيات ومراكز الشرطة ومراكز التأهيل خير شاهد على ما تلقاه المرأة هناك , بل حتى الأفلام التي ينتجونها تعكس واقع المرأة وما تعانيه هناك. ولو أنها وجدت رجل بقربها يحميها في الطريق وفي السوق وفي السفر لما حصل معها ما حصل , المحرم وجودة ضروري ما دامت المرأة لا تفعل ما تخجل منه , فلماذا الاصرار على الغاءه ؟
ماهي مشاكل وقضايا المرأة السعودية الحقيقية وذات الأهمية بنظرك ؟ وهل نفتقد إلى ترتيب الأولويات ؟
مشاكل المرأة السعودية كثيرة ومهمة , ونعم نحن نفتقد للأولويات ونبدأ بالمكملات قبل الضروريات , وأصبحت المرأة السعودية حديث العالم , لأنها لم تشارك في أولمبياد , أو لم تقد سيارتها في المدينة , أو لأنها لم تترشح للوزارة ولم تعمل في الشرطة والجيش .
أن تجد المرأة تعليما جيدا وبيئة دراسية كريمة هذا حق , أن يتم الاهتمام بمستشفيات النساء والولادة وتجد المرأة الرعاية الصحية اللائقة بها وبإنسانيتها هذا حق , أن تحصل المطلقة والأرملة والمحتاجة على راتب من دولتها ليعينها على رعاية صغارها والمضي بحياتها بدون أن يطالبها بالعمل وهي التي لا تملك الشهادة أو الخبرة في العمل فهذا حق . لأن كل ما تعرفه بيتها وصغارها وهم يجثم على قلبها من طارق قد يطرق بابها يطلب إيجار منزلها .
ومن حقها حضانة أطفالها بعد الطلاق , وهي من حملتهم وهنا على وهن وقامت على رعايتهم وسهرت عليهم وربتهم ثم يفجعونها بأخذهم حق المرأة في الحصول على الإرث الذي يصادره البعض بحجة العادات البالية التي تحرم المرأة من الإرث ليقتسمه الذكور بدون وجه حق , حقها في أن تعيش بكرامة فلا تكون ضحية تعنيف أب أو زوج أو حتى أخ , فهي كائن بشري لم يُخلق ليكسر بل ليعيش ,هذه بعض حقوقها وأنا أجزم بأن هناك حقوقا كثيرة لو أعطيت نصف الاهتمام بتلك الحقوق التي ترعاها وكالات إعلام أجنبية أو منظمات حقوق غربية لوجدت طريقها للحل .
كتبتي مقالا رد ع الكاتبة / بدرية البشر ؟ لماذا هي بالذات بينما هناك مئات من الإعلاميات يحملن نفس الفكر ؟
لم أكتبه مقالا مستقلاً للرد عليها , بل كان رد وضعته في صفحتها في الفيس بوك وتفاجأت بأنه انتشر في المنتديات بعنوان "ليلى الشهراني ترد على بدرية البشر" , ربما بدرية أول شخصية إعلامية أجدها في الفيس بوك عندما كان لي صفحة هناك الآن ليس لدي حساب فيه فقد ألغيته, وأنا من الاشخاص الذين يحبون مناقشة المقالة مع كاتبها وذلك بطرح الأسئلة التي لم أفهمها أو إيصال وجهة نظري لعلمي أن الكاتب سيقرأها , فكما من حقه أن يكتب فأيضاً من حقنا أن نقول رأينا في مقالته بدون تجريح أو شتم , ووجدتها فرصة أن أرد على بدرية وأسمع وجهة نظرها لكنها كانت لا ترد على أحد , ولم تكن وحدها سبق ورددت على سمر المقرن , وحليمة مظفر, ونادين البدير , ربما تركيزي على بدرية لأنها مختلفة , فهي تكتب بفوقية وسخرية من المجتمع , لكنها لا تصنع حلول بقدر ما تصنع كوميديا إعلامية.
وكأن المقال مجرد جلسة شاي عصرية تتبادل فيها النكات مع صديقاتها ويخرج المقال خالي المضمون , وهذا لا يشمل كل مقالاتها بل بعضها لأن لها مقالات جيدة , وأنا من القراء الذين يريدون أن يحترم الكاتب عقلهم لا أن ينظر لنا في كل مقال بأننا مجتمع متخلف جاهل, وليس بمجرد أن يخرج الكاتب من بلاده ويرى الاختلاف الكبير في التنظيم أو التخطيط العمراني , أو حتى رقي المجتمعات التي زارها , أن يتكلم عن كل شيء هنا بأنه عار , أو بلاد يخجل منها المواطن , لأن عجلة التنمية فيها لم تتحرك , أو لأن بعض من فيها تسيطر عليهم بعض العادات الجاهلية , أو يقع منهم بعض الأخطاء والتصرفات التي هي بحاجة للتصحيح أكثر منها للسخرية , فكل بلد فيه ما فيه من الخير والشر , من الإيجاب والسلب ولن نجد بلدان كاملة , وحتى لو كملت فـ زامر الحي لا يطرب , البعض لا يعجبه كل شيء في الداخل ويعجبه ما وراء الحدود , هذا المجتمع الذي تسخر منه بدرية هي جزء منه وتتحمل ما فيه سواء قبلت أو لم تقبل .
ولا يعني أنها إن كتبت كلمتين عن التغيير أنها أصبحت من كوكب آخر , هذه مشكلتنا نريد أن يتغير الناس وننسى أن التغيير يبدأ من أنفسنا .
الإعلامية المحافظة لماذا هي غائبة عن الساحة؟ هل نحن حقا في زمن الرويبضة ؟
ليست غائبة هناك إعلاميات محافظات وأسماء كبيرة تعطر صفحات جرائدنا , والساحة مفتوحة للجميع, اليوم أصبح الجميع يكتب , وأصبح الجميع مثقف حتى ولو لم يعرف من الثقافة إلا اسمها , والمتلقي هو من يحدد ماذا يقرأ ولمن , فلا نستطيع أن نحاسب كل قناة أو صحيفة على من يكتب فيها , لكننا نستطيع أن نقرأ ما يفيدنا أما الزبد فيذهب جفاء وهي سنة كونية .
( كلمة الحق لا تُحبس في قلوب الأنقياء ) ,, رأيك بما قاله الشيحي عن ملتقى المثقفين وردات الفعل المصاحبة من قبل الليبراليين والخالية بما يعرف في الإعلام بــ احترام الرأي وحرية التعبير ؟!
استغربت وقتها أن يهاجم رجل بسبب رأيه فيما رآه , في وقت كانوا يهاجمون فيه كل من يخالفهم بحجة حرية الرأي , وأن المجتمع ليس مجتمع ملائكة , وأن العلماء ورجال الدين غير معصومين, وأنه ليس هناك شخص فوق النقد , وعندما مورس هذا النقد ضدهم , سقطت تلك الأقنعة واختفت تلك الكلمات الرنانة عن حرية الرأي , تلك الحرية التي لم توفر لحوم الناس ولا أعراضهم , وعندما عادت عليهم أصابتهم بمقتل , ربما لأنهم ممن يرى الناس بعين طبعه , فعندما قال الشيحي مقالته ظنوا أنه يتكلم بنواياهم فهاجموه على النية قبل أن يعرفوا مقصده .
نعم كلمة الحق لا تحبس في قلوب الأنقياء وقد دفع الشيحي ثمن هذه الكلمة تلك الحملة التي شُنت عليه من أشخاص فعلوا أكثر مما فعل , على سبيل المثال صحفي في جريدة الحياة وصاحب موقع إخباري شهير , هاجم الشيحي ومن دافع عنه في مقالة نشرها في زاويته لأنه اساء لمثقفات البلد , بينما نسي هذا الصحفي أن موقعه نشر مقالة لأحدى الكاتبات تتهم فيها موظفات البنوك بسوء الأدب وقلة الحياء والقيام بأمور غير لائقة مع الموظفين ,ولو قامت موظفات البنوك وقتها برفع قضية على هذه الكاتبة وعلى الموقع الذي نشر هذه المقالة لكانت أشد من قضية الشيحي التي حولها الإعلام إلى جريمة لا تغتفر, فهل "حرام على بلابـله الدوح حلال للطير من كل جنس" , وبالمناسبة كتبت هذه الملاحظة في تويتر كتعليق على مقالته , فلم يمضي نصف ساعة إلا والمقالة محذوفة من موقعه الإخباري , ولو كان كلامي عن هذه المقالة غير صحيح لما سارع بحذفها , وهذا أكد لي أن البعض ينسى أنه فعل أشد مما فعله الشيحي .
سبق أن وجهتي رساله لـ وزير الإعلام بأن ينظر للصحافة الورقية بعين المسئول ، رأيك بصحفنا الوطنية في وقت الأزمات أو التوصيات ؟
في وقت من الأوقات كانت صحافتنا الورقية أشبه بالحراج ومشاجرات الحواري , فإما أن تسمعي ضجيجا للتحريج على خبر ما وتضخيمه , وإما أن تقرأي كلمات لبعض الصحفيين فتسألين نفسك هل كتبها وهو في كامل قواه العقلية؟ أم أنه يستعين بمراهقي الحي للكتابة فيخرج المقال "هياطي من الدرجة الأولى" فرد عضلات وسخرية بالخصم وحبر يذهب بالفاضي , وقد كانت هذه المقالات تنشر وللأسف تحت سمع وبصر الوزارة فهي الجهة الرقابية التي تعنى بالرقي بهذه الصحف.
فإن كنت سأقرأ مثل هذه المقالات في صحفنا الرسمية , فماذا أبقينا لمنتديات الهبال ولعب المراهقين ؟
والحمدلله أن هذه المقالات بدأت تتلاشى أو لنقل تخفف من جنونها وتصبح أكثر انضباط وهذا ما نريده, فليس المهم أن تكون كل المقالات توافق آراءنا لكن من الضروري أن تحترمنا .
كيف تنظرين إلى دور الهيئة .. ولـ الأقلام ضدهم ؟ وماهو رأيك بقرار دخول الشباب للمراكز التجارية ؟
الهيئة جهاز يقوم بدوره له إيجابيات وسلبيات وأنا ممن يرى إيجابياتهم أكثر , وقلتها أكثر من مره نحن مع الآراء التي تنتقد للإصلاح وللرقي بهذا الجهاز ولست مع من يكتب عنها "فش خلقك" لأنه تعرض لموقف , ما حصل أن صحافتنا شنت حملة كبيرة على هذا الجهاز حتى أننا حفظنا الأدوار التي يقومون بها , هذه الصحيفة تبدأ بقصة مكذوبة , وتلك يكتب فيها مقالة عن هذه القصة فيضخمها بنكاته السمجة , وآخر يقوم بالتحقيق مع أصحاب القصة , وفي النهاية صحافة كذابة , وهو ما يولد عند المتابع صدمة فيبدأ يشكك ويسأل لماذا تبدأ الصحافة التحقيق مع اصحاب القصة قبل الشرطة ؟
ولماذا هذه الصحف لا تمتثل لتلك الأوامر التي تمنع نشر أي قصة حتى تكتمل التحقيقات فيها؟ لذلك نبقى في حالة شتات ذهني وهذا ما تريده صحافتنا ليس نقد الهيئة بقدر تشويه الصورة, ثم شيئا فشيئا يبدأ المجتمع بنبذها وربما محاربتها وهذا الحاصل فقد دفع بعض موظفي الهيئة حياتهم ثمن لطيش شاب منعوه من المعاكسة , أو آخر صادروا خموره ومخدراته , أو يتم ضربهم من شخص لم يكمل سهرته الحمراء , حتى تجرأ بعض الوافدين كقصة الباكستاني الذي دهس عضو الهيئة في مكة وهرب مع صديقته .
أما دخول الشباب للمراكز فالشباب يدخلون منذ أن عرفنا هذه المراكز بطرق نعرفها جيدا , والذي تغير أن العدد زاد وأصبح السوق يعج بهم , ربما هذا خير لبعض العائلات , فالتسوق الذي كان بشكل مستمر قد يخف , والرجل الذي كان يترك زوجته أو أبنته أو أخته في هذه المراكز بحجة أنها عائلية , قد تتحرك الغيرة في قلبه من جديد ويرافق محارمه وعندها لن يجد هؤلاء الشباب ما أتوا للأسواق من أجله , وربما تكون فرصة لتتغير الكثير من التصرفات الخاطئة والغير مسئولة من بعض الشباب المستهتر بسبب العقوبات الصارمة المستحدثة .
في أحد مقالاتك انتقدتي وزير العمل وتطرقتي الى الوضع المعيشي الذي اصبحنا فيه .. هل مازلتي تحملين نفس النظرة ؟!
لم يكن انتقاد بقدر ما هو طرح تساؤلات تحتاج إجابات من معاليه , فنحن نعلم أن مشاكل هذه الوزارة منذ أزمان , وليست مشاكل أتت مع هذا الوزير أو ذاك , وأن البطالة لا يقضى عليها بإحلال مواطن مكان أجنبي , فالسعودي لن يتأفف من أي عمل إذا وجد الراتب الجيد .
فلا يمكن أن يقضي عمره كله براتب 1500 أو حتى 3000 في ظل الغلاء المعيشي والحياة الاجتماعية , فالعامل الوافد من بنجلاديش مثلا يستطيع أن يحول راتب الـ 800 هنا إلى ملايين هناك بسبب فرق العملة والغلاء وتصاميم البيوت ونوعية الطعام والملبس , أما هنا فإن راتب الـ 3000 بالكاد يسد الرمق .
أن تساهم في تقليص البطالة وخفضها هذا أمر صحي ويحصل بالتدرج , لكن أن تقضي عليها هذا مستحيل إلا إن كنت تعتبر هذه الوظائف التي تقدمها وظائف تؤمن للإنسان السعودي العيش الكريم , ونظرة الوزير يجب أن تختلف عن نظرة رجل الأعمال للأعمال , فهذه النظرة ترى أن عليه توفير العمل وليس عليه توفير ما يتبع العمل من تأمين صحي وبدل سكن , وبدل مواصلات , وراتب متوسط , وهذه لا يفكر بها رجل الأعمال لأنها تقلل أرباحه .
ما زلت أذكر تعليق لأحد الشباب يقول أعطوني راتب 8000 ريال ومستعد بأن أعمل عامل نظافة , لم يعد الشباب السعودي ينظر للوظائف مثل نظرته السابقة التي زرعناها فيه , نحن من كررنا عليه في المدارس (أرفع رأسك أنت سعودي غيرك ينقص وأنت تزودي) إلى أن رفع هذا الرأس عاليا وعندما جاء الوقت لينظر لموضع قدمه لم يستطع فقد أصيبت رقبته بالتشنج . وبعد أن عالج هذا الوضع وبدأ يتقبل الواقع , أصطدم بالرواتب المتدنية , ومشاكل السكن وغلاء العقار والمهور .
توفير العمل لا تتحمله الوزارة وحدها فحتى التعليم الذي حصر الوظائف في أربع تخصصات تعليم وصحة وهندسة وعسكرية يقاسمها الذنب , فمنذ الصغر يتعلم الطفل أن يكبر ليصبح ما يريد والداه ومجتمعه , ولم يتعلم أن ينمي موهبته وما يريد أن يكون . والمجتمع عليه دور كبير أيضا في قبول هؤلاء الشباب وتشجيعهم على العمل الشريف وعدم النظر لأي وظيفة بأنها لا تناسب , فالأنبياء عملوا في رعي الأغنام , والنجارة , والحدادة, وهم من أفضل البشر , فمن نحن حتى نستعير من هذه الوظائف , وعلى الدولة أيضا دور مهم في احتواء هذه الثروة الشبابية التي حُرمت منها كثير من الدول المسنة , فدولتنا دولة شباب ومن الظلم أن يذهب من عمرهم سنوات الجد والعمل وهم في انتظار من يأخذ بأيديهم ويوجههم ويجزل عطيتهم ويشجعهم .
العمل عن بعد أو ما يطلق عليه ( الثورة المستقبلية في سوق العمل ) هل هناك من أمور تشجع المرأه على هذا النوع من العمل ؟ وهل أنتي مؤيده له؟
العمل عن بعد للمرأة يوفر الكثير من الأعمال والدخل الجيد , وفي نفس الوقت يعطيها الفرصة أن تجمع بين عملها وبيتها , وطبعا هذا العمل يناسب بعض النساء وليس كل امرأة قادرة على دخوله , ونتمنى أن نراه يطبق ويفعل لأنه من الأعمال المناسبة جدا للمرأة , وأنا مؤيدة له .
من خلال الحوار الوطني ظهرت أصوات نسائيه مشاركه من كافة مناطق الوطن رأيك بمشاركة المرأة فيه ؟
مشاركة المرأة في الحوار الوطني يفعل صوتها ويوصل مطالبها , وعندما تجتمع النساء من كافة الأطياف والتوجهات والتخصصات على طاولة الحوار فإنه يحدث تقارب في الحوار ونخرج من هذه اللقاءات الحوارية بكم كبير من الأفكار وكلما جمعنا هذه الأفكار وانتقينا منها ما يرضي الجميع بحلول وسطية فإن الهدف من الحوار تحقق.
هل من كلمة أخيرة نختم بها هذا الحوار؟!
أشكر لك وللصحيفة هذا اللقاء الماتع واسأل الله أن أكون قد وفقت في الرد على هذه الأسئلة . فإن أصبت فمن الله تعالى وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان .
وهنا رابط اللقاء - صحيفه حور
http://*****.org/news5432.html
لله درررررك ياليلى ..... أسجل أعجابي ق1

i miss you 2012 @i_miss_you_2012
عضوة فعالة
لقاء مع الكاتبه " ليلى الشهراني" وحديث عن : الفساد المالي - الليبراليه - الهيئه
1
1K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

i miss you 2012
•
اب
الصفحة الأخيرة