جوري&&

جوري&& @goryampamp

عضوة جديدة

لقاء مع زوجه حميدان التركي

الملتقى العام

وسط حضور جماهيري كبير قارب 1400 زائرة، أقامت دارُ المؤمنات بالندوة العالمية للشباب الإسلامي "فرع الشرق"، في مدارس التربية النموذجية بمدينة الرياض يوم الأربعاء 11/2/ 1428هـ برنامجـًا حواريـًّا خاصـًّا مع الأستاذة سـارة الخنيــزان أجرته معها الدكتورة والداعية المعروفة أفــراح الحميـضي، حكت فيه أ. سارة معاناتها مما جرى لها ولزوجها حميدان التركي وأولادهما في الأراضي الأمريكية في السنتين الأخيرتين لأسباب مُدّعاة ادعتها الحكومة الأمريكية، وأخونا حميدان منها براء فرّج اللهُ كربَه.

وقد بُدِئ البرنامج بمقدمة ألقتها الأستاذة فاطمة أبا نمي مديرة دار المؤمنات للفترة الصباحية، رحّبت فيها بالأخوات الحاضرات، بعد ذلك رحّبت الأستاذة أفـراح بالحاضرات اللاتي غصّت بهن أرجاء القاعة ومداخلها، وتحدثت عن الصبر وعِـظم منزلته وأجره، وبيّنت أنّ أعظم الخلق - صلى الله عليه وسلم - لاقى من صنوف البلاء ما لاقى، لكنه مع ذلك صبر، ولاقى صنوف الفرج فشكر. ثم أعقبت ذلك بقولها: إنّ لقاءنا اليوم مع أ. سارة اليوم يتضمّن أمرين:

1) دروس من الصبر بعد أن ابتليت أ. سارة وزوجها وأولادها بمصيبة كبيرة ؛ حين اتـِّهم زوجها بما هو بريءٌ منه، وزُجَّ به في سجونهم إلى يومنا هذا.

2) وقفة مؤازَرة ومُناصَرة للأستاذة سارة، والدعــاء لها ولأسرتها بالثبات، فرّج الله كربَ أخينا حميدان، وأعاده إلى ربوع الوطن قريبـًا بإذن الله.

لتتحدث بعد ذلك عن بعض الأمور من ناحية نظرية، في حين تحدّثت عنها أ. سارة من خلال قصّتها المؤلمة التي مرّت بها.

وفيما ابتدأت الدكتورة أفراح محاضرتها حديثا عن الصبر الذي تهون معه كل الشدائد معرجة بالذكر على بعض قصص لمعاناة التي مر بها بعض الأنبياء مؤكدة أن هذا من الابتلاء، تحدثت الأستاذة سارة شاكرة للحاضرات حضورهن ومثمنة موقف حكومة خادم الحرمين الشريفين ومتابعتهم لقضية زوجها معربة أن قضيتها وإن كانت كئيبة الأحداث فقد تعلمت منها دروسا وفوائد بحمد الله.

وحول سؤالها عما إذا كان هناك بصيص من أمل فقد صرحت بأن الأمل كبير لاسيما أنه سيتم الشروع في حكم الاستئناف بعد أربعة أشهر، بعد ذلك بدأت في رواية قصتها لحظة هجومهم عليها وكيف استطاعت أن تتحداهم بعدم الخروج من المنزل حتى يأذن لها زوجها الذي كان خارجا وقت الحدث الأمر الذي دعاهم أن يصوبوا على رأسها بالسلاح حتى يخضعوها لطاعتهم.

التمسك بالحجاب!

ووسط تفاعل الجمهور فقد انتقلت للحديث عن حالها في السجن وكيف أرغموها على خلع الحجاب وكيف صمدت هي في وجوههم، ثم كيف خدعوها يوم أن وضعوها في السجن في غرفة منفردة وكيف طلبت منها السجانة حجابها حتى إذا ما أعطتها سارة حجابها معتقدة أنها ستعيده إليها أخذته لكي لا تراه سارة مرة أخرى، ليتجدد حزنها حينما طلبتها المحاكمة وأن عليها الخروج دون حجابها؛ الأمر الذي جعل زوجها يحاول خلع قميصه ليسترها مما دعاها إلى أن تبكي بكاء مرا ليحتج المسلمون ويخرجوا من قاعة المحاكمة وترفع إلى جلسة أخرى.

تخلـّل ذلك مـداخلة قيـّمة للأستاذة ريم الباني، أوضحت فيها كيف يعين المسلمُ نفسَه على الصبر، وذلك من خلال اليقين بحسن الجزاء من اللهِ - تعالى، فأهل العافية يتمنـّون في الآخرة أن يعودوا إلى الدنيا ليُبتلوا، فيصبروا على مُصابهم، لِما يجدونه من نعيم أهل البلاء يوم القيامة. مصرحة أنه لا يوجد شيءٌ أعظم من الصبر مستشهدة بـ {إنـَّما يُوفـَّى الصابرون أجرَهم بغير حسابٍ}. أي يُغرف لهم غرفـًا، ويُصبُّ لهم صبـًّا، ومثــّلت بقصّة يعقوب - عليه السلام - حين ابتلي بفقد ابنه يوسف - عليه السلام - كما سبق ذكره، لكنّه مع ذلك صبر ورضي بقضاء الله وقدره، ولم ييأس من قدر الله، وعلم أنّ ذلك ابتلاء منه - سبحانه، حتى أتى الفرجُ منه - جلّ وعلا، حين سأله إخوته وهو في قصر العزيز {إنـّكَ لأنت يوسفُ قال أنا يوسفُ وهذا أخي قد منَّ اللهُ علينا}.

بعد ذلك بشرت الأستاذة الباني سارة بقولها: أبشري يا أمَّ تركي بالفرج، فالمؤمنون يبتلون على حسب إيمانهم، ونحن نرى أحلك الليالي يخرج بعدها ضياء الفجر، ثم إشراقة الشمس، فلا تحزني، فالله معكِ، ثم سألت اللهَ الحيَّ القيـُّوم أن يُفرِّج عنهم هذه الكـُربة، ويجلوَ عنهم هذه الغمـّة، ويعود إليهم قريبًا بإذن الله.

وحول تساؤل الدكتورة أفراح عن الكيفية التي علمت بها سارة بناتها لبس الحجاب فقد صرحت الخنيزان بأنّ ابنتها لمى منذُ صغرها، وهي تتمنّى أن تلبس الحجابَ مثلي، وأنها كانت تقول لها إذا كبرتِ قليلا بإذن الله، الأمر الذي جعلها تنتظر ذلك اليومَ بشَغَفٍ وبمجرد وصولها للصفّ الرابع لبست الحجاب فكانت سعادتها غامرة، في حين بدأت بلبس النقاب وهي في الصفّ الأول متوسّط، ثم أضافت: وعندما سُجـِن والداها كانت تقابل المحامين، وهي مُستتِرة بحجابها الأمر الذي جعل الحاضرات يتفاعلن معها هاتفات بذكر الله.

عَقَِب هذا الحديث المؤثــّر تحدّثت أ. نوف العنقري في مداخلة لها بإيجاز عن الحجاب، كيف كان بالأمس وكيف أصبح اليوم؟ فقالت: أعجبني ردّ ُلمى حين سألتها أ. أفـراح: أما غرتِ من زميلاتك؟ فأجابتها متعجـّبة: لا، بالعكس، أشعرُ أنـّهن اللاتي يغِـرن منـّي. ومضت أ. نوف تقول إنّ الحجاب الآن أصبح كالسفينة التي تـُشرفُ على الغرق. وأسألُ اللهَ ألا تخرج الفتيات من هذه القاعـة إلا وقد تغيـَّرت نظرتهنّ للحجاب إلى الأفضل.. وقد بكى الشيخ ابن باز حين قيل له إنّ بحيرة طبريــّة قد غار ربعها، وقال: اقتربت الساعــــة.

حال المسلمة في أمريكا!

من زاوية أخرى تساءلت الدكتورة أفراح عن نظرة الخنيزان للمسلمات هناك فأجابت هذه الأخيرة بقولها: هناك من كانت سفيرة دينها في الغـُربـة، بمظهرها، وحشمتها، وأنشطتها الخيرية والدعويـّة. وهناك من منعها الحياء من الناس من لبس الحجاب، لا حول ولا قوّة إلا بالله، تستحيي من الناس، ولا تستحيي من الله - تعالى، تخشى أن يسخر منها الناس إذا رأوها بحجابها، وهي هنا في بلاد الغـُربـة، وليست في ديارها! فعلـّقت أ. أفـراح على ذلك بقولها: إنّ الذي يتمسّك بقـِيَمِهِ يكون محترمًا بين الناس. فأعقبت أ. سارة بقولها: عندما كنتُ في السجن كان السُجـَّان لا يردّون لي طلبًا، وتلبـّى طلباتي في أسرع وقت، ولا يتأخـّرون فيها كثيرًا كما يفعلون ذلك مع الأخريات. فالحمدُ لله على ذلك.

** أ. أفـراح : بعد عودتكم إلى ربوع الوطن هل لمستِ تغيّرًا في حال أهل هذه البلاد؟

أجابت أ. سارة بقولها: كانت ابنتي ربى إذا رأت إحدى الفتيات أو النساء، وقد لبست لباسًا غير محتشم، تسألني بذهول: ماما.. هل هذه مسلمـــة؟! فأجيبها: نعــم يا ابنتي، إنّها مسلمة، عفا اللهُ عنّا وعنهن.

** أفـراح: بعد أحداث 11 سبتمبر هل تغيـّر حالكم، وتعامل الغربيين معكم هناك؟

أوضحت أ.سارة بأنّهم جلسوا في أمريكا 14 سنـة، ولم يتعرّضوا لمُضايقاتٍ خلالها، وبعد أحداث 11 سبتمبر لم يمرّ منزل أو شقـّة لم يُـفتشّ، وكانت علاقاتهم جيـّدة مع الجيران، ولهم زملاء يتزاورون فيما بينهم، ويلتقون بهم في الحدائق وغيرها.

وذكرت أ. أفراح أنّ توطين النفس على قبول البلاء يُهوّن المصيبة، فعلينا التعوُّد على ذلك، فنصبر على ما قدّره اللهُ لنا أو علينا، ونرضى به.

** وحين سألتها أ. أفـراح عن حال أبنائها في فترة سجنها أجابت قائلة:

كنتُ أبكي عليهم كثيرًا، وقلبي يتقطـّع ألمًا وحسرة ًعلى حالهم، وكنت أفكــّر فيهم ليلَ نهارَ. وإذا اتصلتُ بهم كانوا يصبّروني، ويشدّون من أزري، فهذه لمى تصبّرني وتقول: ماما.. اصبري، ولا تحزني. فاللهُ معنا.

أما ابني تركي فلم يتـّصل بي إلا مرّتين تقريبًا، فقد كان حسّاسًا، وشديد التأثــّر، فيبكي إذا هاتفني، كما كان مهدّدًا من قبل FPI.

وكانت ابنتي نورة متعلـّقة بأبيها كثيرًا.. ثمّ ألقت على الحاضرات كلمة مؤثـّرة تعبـّر فيها عن مشاعرها تجاهَ والدها تفاعل معها الجمهور، وبكى منهم مَن بكى، ومِن أبرز ما قالته: "لكَ اللهُ يا والدي، فبلادُنا فخورة ٌ بكَ، وأملـُنا باللهِ كبيـــرٌ".

ثمّ ألقِيت بعد ذلك قصيــــدة الأخت ســارة في زوجــها، بكت فيها، وأبكت معها الحاضرات، والتي تقول في مطلعِها:

ناشــدتُ أهـــلَ البـــرِّ والإيــثـــار *** ناشدتُ أمـّة َ سيِّــد الأبـــرار ِ

ناشدتُ مَن عـُرفوا بصدق عزيمةٍ *** قومي رؤوسَ المجدِ والإكبار ِ

** يبدو أنك كتبت هذه القصيدة في السجن، فهل لكِ أن تذكري لنا قصّـة هذه القصيدة؟

فأردفت أ.سارة قائلة: بصـراحـة أنا لستُ ممـّن ينظم الشعر، لكنّها معاناة ٌ أحسستُ بها؛ حين فارقتُ أولادي وهم صغار، ولم أتصل بهم أو أعرف شيئـًا عن أخبارهم لمدة ثلاثة أيام، فخرجت من قلبي هذه الأبيـــات.

ثم طلب مني د. أحمد أخو أبي تركي أن أطيل القصيدة قليلا وأضيف لها مناشدة لإطلاق سراح زوجي، ولم أكن أعلم أن الناس قد تفاعلوا مع هذه القصيــــدة، فجادت القريحة عند بعضهم، ونظم أبياتا على نسقها، ومن ذلك ما قامت به الأخت منى التويم من معارضة هذه القصيـدة، ثم ألقتها على مسامع الحاضرات.

** ثم سألتها أ. أفـراح ماذا تفعلين الآن؟

فقالت أنا مشغولة بأولادي، وبيتي، وأقول لكلّ أمّ: انتبهي لأولادكِ، واجعليهم نصبَ عينيكِ، ولا تنسي أنهم أمانة ٌ في عنقك، وامنحيهم العطف والحنان.

عقـّبت بعد ذلك أ. أفـراح بقولها: إذا ملأنا قلوبَ أولادنا بالحنان هانت عليهم المصائب.

ثمـــرات الصبر

بعد ذلك كان هناك مُداخلة للدكتورة شيخة القاسم أوضحت فيها ثمراتِ الصبر، ويكفينا قول الشاعر:

طـُبـِعت على كدر ٍ وأنتَ تريدُها *** صفـوًا من الأقـذاء والأكـدار..

فمن ثمرات الصبر:

أنـّه سببٌ لدخول الجنـّة، وأنه يفتح أبوابَ العبادات للمسلم الصابر وأنه سببٌ لتكفير السيّئات، ورفع الدرجات، وأنّ الصابرَ لا يغفل عن تعدادِ النـِّعَم، فتذكــَّري نِعَمَ اللهِ عليك؛ إذ ليس لديك مصيبة إلا فقدُ زوجـك، واحمدي اللهَ على ذلك.

تلا ذلك مُداخلة قصيرة للدكتورة سنــاء عابد قالت فيها: أين حقوق الإنســــان عندما أجبروها على خلع حجابها؟! كما أنّ الشرطة عندما دَاهَموا منزلهم كانوا مُسَلـَّحين، وهذا يدلّ على جبنهم وخوفهم، ولو كان فيهم قوَّة أو شجاعـة، ما تسلـّحوا بهذا العدد من الأسلحة، ولما قدِموا بهذا الجمع "35 رجلا"؛ بل يكونون أقلَّ من ذلك، لكنـّه الجبن والخوف، فأيّ قوّةٍ لدى أمثال هؤلاء!!

** آخر الأسئلــة سألتها أ. أفـراح: متى صدر قرارُ المحكمـة؟

فأوضحت أنّ المحكمـة انتهت يوم الخميس، وكان يُفترضُ أن يصدرَ القرار يوم الجمعة، وكان على أبي تركي 16 تـُهمـــة، كلّها (مذنب، مذنِب،... إلخ).

وهذا يدلّ على أنه ليس لديهم أمرا بيِّنا هو مُتـَّهمٌ به.

وأخيــــرًا، كان هناك مُداخلات لبعض الحاضرات، ومن أبرزهنّ د. الجوهرة المبـارك، والتي أبرزت ضمن كلامها أهميـّة لبس الحجاب، وأنّ فيه صيانة للمرأة، وحفظـًا لها من كيدِ العابثين، ودُعاة التحرير. وبعـــد ذلك كان هناك عرض لمقطع فيديو في إحدى جلساتهم في المحكمـة.

آسية في قلب الحدث

وكان لموقع آسيــــة كعادته قصب السّبق في لقــــاءٍ سريــــع مع أ. سارة؛ إذ توجـّهنا بسؤالها عن ســرُّ قوّةِ صبرها تجاهَ ما مـرَّ بها.

قالت: هذا من الله سبحانه، أحمده على ذلك وأشكره.

* مدى صحـّة إسلام سبعـــةٍ من السجنــاء الأمريكان مع أبي تركي في السجن.

فأجابت بقولها: نعــم، هذا أمرٌ صحيــحٌ، وفي الطريـــق بقيــَّة إن شاء الله.

كما كان لموقع آسيـــة وقفــة ٌ مع الأخت لمى الابنـة الكبرى لحميدان التركي، طلبنا منها أن تبعثَ رسالــــة ً إلى الفتيـــــاتِ، توجِّههنّ فيها إلى الالتزام بالحجاب، فقالت:

أنا لستُ أهلا لإســداءِ النصــــح، فأنا أرى فيكنّ أخواتي وبناتِ وطني خيرًا كثيـــرًا، لكن دعوني أقولها لكنّ من واقـع تجربــةٍ عايشتها لسنوات عديدة في بلدٍ مُنحلٍّ متجرِّد من الدين والقِيَم: إنَّ تاجَ المرأة ُ وعزَّها في حجابها، وتمسّكها بدينها.

ووصفت إحدى الحاضرات بأّن اللقـــاءَ كان خطيـــــــرًا، ولا يُفوَّت، وقد جاء في وقتٍ مناسب جدًّ؛ إذ غفل أكثــــرُ من المسلمين الآن عن الله - عزّ وجلَّ، وانشغلوا بهذهِ الدنيــا
7
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أم جوود
أم جوود
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أصاله الشرق
أصاله الشرق
جزاك الله خير من نقلتي لنا هذا الاجتماع الرائع واسال الله ان يحفظ ام تركي وينفع بها الدين ويرزقها بر ابناءها وان يفرج كربتهم وان يجمعهم بوالدهم عاجلا غير اجلا
ورقة ممزقة
ورقة ممزقة
جزاك الله خير
!!..شاعــره كم..!!
فرج الله همهم ووفك اسر والدهم.
{سكون الليل}
{سكون الليل}
جزاك الله خير من نقلتي لنا هذا الاجتماع الرائع واسال الله ان يحفظ ام تركي وينفع بها الدين ويرزقها بر ابناءها وان يفرج كربتهم وان يجمعهم بوالدهم عاجلا غير اجلا